سأل هرقل عظيم الروم أبا سفيان (رضي الله عنه) (قبل دخوله للإسلام) بعض الأسئلة عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليتأكد من نبوته , وكان هرقل حكيما وذو نظرة ثاقبة , فكان من بين اسئلته لأبي سفيان أن سأله سؤالا قال فيه : "هل كان من آبائه ملك" قال أبوسفيان : "قلت لا" , ففسر هرقل سبب سؤاله هذا فقال : "سألتك هل كان في آبائه ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك آبائه" وصدق هرقل في هذه فمن المعروف بالتتبع التاريخي أن من كان لآبائه أو لدولته التي ينتمي إليها ويعتقد بها ملك , فسيأتي اليوم الذي تطالب فيه الأجيال اللاحقه بملك آبائهم لاستعادته , نتطرق اليوم إلى هذا الموضوع لنتتبع التاريخ ونأخذ منه العبر , ونتعرف على من له أطماع بنا وعن سبب هذه الأطماع.
من يقرأ تاريخ الدولة الصفوية يعلم أنها أول دوله شيعيه إثنى عشرية فارسية , وأن ما يسمى بالثورة الإسلامية الإيرانية ما هو إلا إمتداد للدولة الصفوية بدليل قيامها في المكان نفسه الذي كانت فيه الدولة الصفوية , وتحويل علومها إلى اللغه الفارسية بإنشائها للحوزات العلمية في قم لسحب البساط من النجف التي تعتمد في تعليمها على اللغه العربية , وقد نجحت في ذلك بعد أن خدمها التضييق الذي تعرضت له النجف في فترة حكم صدام حسين وما لحقها من عدم استقرار للأمن في العراق عموما بعد سقوط نظام صدام , وهذه إشارات واضحه على أنها امتداد للدولة الصفوية , وهذا كله لا يعنينا وإنما نسوقه للتدليل على صحة الإدعاء.
إن الذي يعنينا في الأمر هو أن النصف الشرقي من العراق كان جزءاً من الدولة الصفوية , لذلك فإن تدخل امتداد الدولة الصفويه في كل صغيرة وكبيرة في العراق إنما هو طلب لملك الآباء والأجداد , والذي يعنينا بالضبط من ذلك توسيع حدود الدولة الصفوية, وبعد أن زادت توسعها , احتلت الساحل الشرقي من الجزيرة العربية بأكمله , ولذلك يلاحظ انتشار المذهب في هذه المناطق أكثر من غيرها في الجزيرة العربية , ومن أجل ذلك أيضا الشخصيات الايرانية رفيعة المستوى بأن بعض هذه المناطق هي في الأصل مملوكة لهم , وهذا أحد الأدله على أنهم يطمحون لاستعادة ملك آبائهم.
وبسبب التغلغل الشديد والمدعوم بميزانيات ضخمة , يتم نشر الفكر الصفوي في سواحل الخليج العربي بالذات من دون غيرها (ومنها الكويت) حيث تظهر باستمرار محاولات لهز أركان الدول التي تقع على ساحل الخليج العربي لزعزعة الأمن الذي بانعدامه تسقط الدول وتسهل السيطرة عليها كما حصل في العراق.
إن للدولة الصفوية الحديثة مشروعين , أحدهما يعمل على نشر المذهب خارجيا وهو ما يسمى ب¯"مشروع تصدير الثورة" والمراد منه بسط النفوذ في دول أخرى وقد نجح ذلك في العراق وفي جزر القمر وفي لبنان , وفي اليمن فإن ذلك قد أصبح وشيكا.
وأما المشرع الآخر فهو استعادة ملك الآباء والأجداد , وهو ما يجري العمل عليه في دول الخليج من خلال التغلغل وزرع الخلايا النائمة , ومحاولة زعزعة الأمن بين الفينة والأخرى.
وإذا ما خصصنا الحديث عن الكويت من دون غيرها , فإننا نجد في الآونه الأخيرة بالذات تركيزا على دعم القضايا التي تخدم الفكر الصفوي , وإذا ما أثيرت أي قضيه حتى وإن كانت قديمة , فإن لها مؤيدون من جميع الأطياف وعلى جميع الأصعدة , فمثلا بعد أكثر من عشرين عاماً ظهر لنا من يعتبر محاولة تفجير موكب سمو الأمير بأنه "حالة وطنية" , وظهر لنا أيضا من يمجد النافق عماد مغنية وهو من خطف طائرة كويتية وقتل بعض ركابها , وهو من خطط لإغتيال سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عبر تفجير موكبه , وقد حقق هذا التأبين التمجيدي أهدافه بأن جعل آلاف الأصوات المؤيده تعلو بعد أن كانت لا تجرؤ على ذلك , واليوم ظهرت وتعالت آلاف الأصوات مؤيدة لمن يسيئ للذات الإلهية ويشتم صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وما تعالي هذه الأصوات إلا بالون إختبار تطلقه أجهزة استخباراتية تريد رصد الأفعال وردود الأفعال للقيام بخطوات أخرى وفق خطط مرسومة مسبقا تهدف إلى استرجاع حكم الآباء والأجداد عبر زعزعة الأمن في المنطقة.
واذا ما وجدت الفرصة المناسبة فستنقض كما ينقض السبع على فريسته دون أي رحمة , وها نحن اليوم نحذر من ذلك , فقد أعذر من أنذر.كاتب كويتي
m-alnami@hotmail.com
رابط المقال:http://www.dar-al-seyassah.com/editor_details.asp?aid=3551&aname=مشعل النامي
--------------------------------------------
التعليق: أرى أن ننتبه لهذا الموضوع حتى لا نباغت ونحن في سبات عميق ، فمحاولات تصدير الثورة قائمة على قدم وساق في سوريا ومصر وهما الدولتان الأكثر ثقلا في المنطقة بعد السعودية واستهدافهم ليس بالأمر العشوائي
والله ثم والله أن هذا الأمر خطير جدا ، فإذا ما تأملنا جيدا ما ذكره الكاتب في هذا المقال فإن الرعب سيدب في قلوبنا لأننا غافلون عن هذه الحقائق
وكم من موالي لإيران قالها صراحة أنهم سيتمكنون من هذا البلد
الله لا يمكنهم في أي من بلاد الدنيا يارب ما دامت هذه نواياهم