حادثة الغرانيق
" أفرأيتم اللات و العزى و مناة الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلا و ان شفاعتهن لترتجى " سورة النجم - 19-20 .
اللات و العزى و مناة هم بنات الآله في الجاهلية لقوم قريش حيث تمنى الرسول أن يقترب من قوم قريش أكثر ويبشرهم بدعوته فنزلت سورة النجم حيث أوحى الشيطان الى الرسول أن يسجد الآله الثلاثة ليذيع الخبر في قريش ويتقرب منهم أكثر ! كما جاء في تفسير هذه الآية :
حدثنا محمد بن اسحق عن يزيد بن زياد المدني عن محمد بن كعب القرظي قال لما رأي رسول الله .ص. تولي قومه عنه وشق عليه ما يري من مباعدتهم ماجائهم به من الله تمني في نفسه أن يأتيه من الله ما يقارب أو يقرب بينه و بين قومه , وكان يسره مع حبه قومه و حرصه عليهم أن يلين له بعض ماقد غلظ عليه من أمرهم حتى حدث بذلك نفسه و تمناه و أحبه فأنزل الله عليه ( و النجم إذا هوي ما ضل صاحبكم و ما غوي و ما ينطق عن الهوي ) فلما انتهي الي قوله ( افرأيتم اللات و العزي و مناة الثالثة الأخرى ) (سورة النجم35\1-20 القي الشيطان علي لسانه – لما كان يحدث به نفسه و يتمني أن يأتي به قومه – تلك الغرانيق العلا و أن شفاعتهن لترتجي به فلما سمعت بذلك قريش فرحوا و سرهم و أعجبهم ما ذكر به آلهتهم فأصخوا له – والمؤمنون يصدقون نبيهم فيما جاءهم به عن ربهم و لا يتهمونه علي خطأ و لاهم و لا زلل فلما انتهي الي السجدة منها و ختم السورة سجد فيها فسجد المسلمون و سجود نبيهم تصديقا لما جاء به و اتباعا لأمره و سجد من في المسجد من المشركين من قريش و غيرهم لما سمعوا من ذكر آلهتهم فلم يبقي في المسجد مؤمن و لاكافر إلا و سجد إلا الوليد بن المغيرة فأنه كان شيخا كبيرا فلم يستطيع السجود فأخذ في يده حفنة من البطحاء فسجد عليها ثم تفرق الناس من المسجد وخرجت قريش و قد سرهم ما سمعوا من ذكر آلهتم يقولون قد ذكر محمد آلهتنا أحسن الذكر قد زعم فيما يتلو ( أنها الغرانيق العلا و أن شفاعتهن لترتجي ) و بلغت السجدة من بأرض الحبشة من أصحاب رسول الله, و قيل : أسلمت قريش , فنهض منهم رجال و تخلف آخرون و أتي جبريل رسول الله .ص. فقال : يا محمد ما صنعت ؟ لقد تلوت علي الناس ما لم آتك به عن الله عز وجل و قلت ما لم يقل الله . فحزن رسول الله.ص. عند ذلك حزنا شديدا , و خاف من الله خوفا كثيرا فأنزل الله عز و جل يعزيه و يخفف عليه الأمر و يخبره أنه لم يكن من قبله نبي و لارسول إلا و تمني كما تمني و لا أحب كما احب ألا و الشيطان قد القي في أمنيته كما القي علي لسانه فنسخ الله ما القي الشيطان و أحكم آياته و أنزل الله عز و جل : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول و لانبي إلا إذا تمني ألقي الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته و الله عليم حكيم ) سورة الحج 22\52)).
وقد جاء في تفسير الجلالين:
أنه عندما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم في سورة النجم بمجلس من قريش، بعد الكلمات "أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى"ما ألقاه الشيطان على لسان الرسول من غير علمه، صلى الله عليه وسلم: "تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى". ففرحوا بذلك. ثم أخبره جبريل بما ألقاه الشيطان على لسانه، فحزن، فسُلِّىَ (تعزى) بهذه الآية.
طبعا الكفار المشركون الذين يحاولون التشكيك بالقرآن يتسائل كيف أوحى الشيطان للنبي أن يؤلف آية ؟ ولماذا . زكيف لم يستطع النبي تمييزها من وحي الله بل وسجد معهم أيضا !
لتفنيد هذه الشبهات :
ارجع الى الرابط هنا
أولاً: ليجعل ما يلقيه الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض من المنافقين والقاسية قلوبهم من الكفار وهو ما جاء فى الآية الأولى منهما : (ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين فى قلوبهم مرض)(5).
ثانياً:لميز المؤمنين من الكفار والمنافقين فيزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم ؛ وهو ما جاء فى الآية الثانية , وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادى الذين آمنوا إلى صراط مستقيم ) (6).
فسبحان الله قادر على كل شيء