طاعون الجنون

أبو يوسف

عضو ذهبي
قصة رمزية تصور لنا جزءً مهما من واقعنا، وهو الرضوخ للواقع والبيئة من حولنا

اترككم مع القصة وفي انتظار تعليقاتكم

يحكى أن طاعون الجنون نزل في نهر يسري في مدينة ..
فصار الناس كلما شرب منهم أحد من النهر يصاب بالجنون ..
وكان المجانين يجتمعون ويتحدثون بلغة لا يفهمها العقلاء ..
واجه الملك الطاعون وحارب الجنون ..
حتى إذا ما أتى صباح يوم استيقظ الملك وإذا الملكة قد جنت ..
وصارت الملكة تجتمع مع ثلة من المجانين تشتكي من جنون الملك !!
نادى الملك بالوزير : يا وزير الملكة جنت أين كان الحرس ..
الوزير : قد جن الحرس يا مولاي ..
الملك : إذن اطلب الطبيب فوراً ..
الوزير : قد جن الطبيب يا مولاي ..
الملك : ما هذا المصاب ، من بقي في هذه المدينة لم يجن ؟
رد الوزير : للأسف يا مولاي لم يبقى في هذه المدينة لم يجن سوى أنت وأنا ..
الملك : يا الله أأحكم مدينة من المجانين!!
الوزير : عذراً يا مولاي ، فان المجانين يدعون أنهم هم العقلاء ..
ويدعون بأنه لا يوجد في هذه المدينة مجنون سوى أنت وأنا !
الملك : ما هذا الهراء ! هم من شرب من النهر وبالتالي هم من أصابهم الجنون !
الوزير : الحقيقة يا مولاي أنهم يقولون إنهم شربوا من النهر لكي يتجنبوا الجنون!!
لذا فإننا مجنونان لأننا لم نشرب..
ما نحن يا مولاي إلا حبتا رمل الآن ..
هم الأغلبية .. هم من يملكون الحق والعدل والفضيلة ..
هم الآن من يضعون الحد الفاصل بين العقل والجنون ..
هنا قال الملك : يا وزير أغدق علي بكأس من نهر الجنون ..

فما تعليقك على هذه القصة الرمزية ؟؟؟​
 

حمد

عضو بلاتيني
مسكين ذاك الملك
يعاني من الاغلبية التي تسير بالاتجاه الخاطئ دون ان تسمح بفسحة للاقلية للتعبير عن رأيها .
مسكين ذاك الملك
 

أبو يوسف

عضو ذهبي
اسمح لي أن أخالفك في هذه النظرة الإنسحابية

فأن أكون عاقلا ولو لوحدي في الدنيا كلها خير لي من أن أكون مجنونا

والرمزية في القصة أنها تشير إلى هذا الأمر الخطير وهو

( الرضوخ للواقع ) وعدم الاستعداد لتحمل التضحية من أجل تغييره

ولو نظرنا إلى سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم لوجدنا هذا معلما مهما في حياته ودعوته

فقد قالوا عنه مجنون

ومع ذلك لم يرضخ لواقعهم بل سعى بكل جد لتغييره ونجح في ذلك عليه الصلاة والسلام أيما نجاح
 
أعلى