حوادث لا اول لها عقيدة لاهل السنة والجماعة يخطأ فيها الكثير

أبو مارية

عضو فعال
السلام عليــــــكم ورحمة الله وبركاته
بســـم الله الرحمن الرحيم
التنبيه على خطأ في العقيدة
قرأت مشاركة لبعض الإخوة الأعضاء عنونها ( أقلام اغتالت شبابنا)
فاستوقفتني عبارة وردت في المشاركة المذكورة رأيت من الواجب التنبيه عليها والتحذير منها لما فيها من مخالفة صريحة للعقيدة الإسلامية ، وهذه العبارة هي قوله : والقلم أول ما خلق الله تعالى من الخلق
وقد قرر أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية انه لا يقال في مخلوق من المخلوقات : إنه أول المخلوقات على الإطلاق ، لما ينبني عليه من التعطيل لصفتي الخلق والكلام لرب العالمين ، وربنا جل وعلا لم يكن في وقت من الأوقات معطلا عن كماله المقدس
فمن قال إن القلم أول مخلوق فيقال له : و قبل أن يخلق القلم هل كان معطلا عن الخلق ومعطلا عن الكلام الذي يكون به الخلق؟
ألا ما أشنع هذا القول ، وهو في الحقيقة قول المتكلمين المعتزلة والأشعرية
وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الناس في هذه المسألة على ثلاثة مذاهب:
الأول : أن الخلق قديم نوعا وآحادا وهو قول الفلاسفة القائلين بقدم العالم
الثاني : أن الخلق حادث نوعا وآحادا وهذا قول المتكلمين ومن قال : إن القلم أول مخلوق * على الاطلاق ولم يقيده بهذا العالم وجعل الله من غير خلق قبل أن يخلق القلم او العرش * فقد سلك مع هؤلاء وقال بقولهم في هذه المسألة * وهو قول للأشاعرة والماتوريدية كما قرره صالح آل الشيخ في شرح الطحاوية وهذا القول يوافق ماقرروه في باب الاسماء والصفات مع تعطيلهم لصة الكلام التي يكون الخلق تبع لها كما في كتاب الله ويلزم فأصحاب هذا القول يجعلون الله معطل عن الفعل والكلام كالميت وقتا غير محدود وغير معقول *

الثالث : أن الخلق قديم النوع حادث الآحاد وأن تسلسل الحوادث في الماضي ليس ممتنعا لا عقلا ولا شرعا كما أن تسلسل الحوادث في المستقبل كذلك
وهذا قول السلف والأئمة وهو القول الذي قام به شيخ الإسلام ابن تيمية ونصره في عدد من كتبه ورد أباطيل الفلاسفة وأباطيل المتكلمين
وقد غلط الأشاعرة على شيخ الإسلام ورموه بقول الفلاسفة كما غلط عليه بعض المعاصرين حيث لم يفهموا كلامه في هذا الموضع الدقيق، الذي هو مزلة أقدام ومضلة أفهام فغلطوه من غير حجة ولا برهان في هذه المسألة
وقد شاع تغليط شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة بين طلبة العلم في هذا العصر كما شاع بينهم القول الذي قالت به المعتزلة والأشعرية من غير تحقيق ولا تدقيقوالله يقول الحق وهو يهدى السبيل
وكتبه أبومالك عبدالحميد الجهني

وممن قرر هذه المسألة تقريرا ينصرف فيه عقيدة أهل السنة والجماعة السلفية وهو الشيخ ابي عبد المعز الحنفي رحمة الله عليه فقال في شرحه للعقيدة الطحاوية بعدما ان قرر ان في هذه المسألة تصورين تصور فاسد وتصور واجب فقال رحمه الله :والتسلسل الواجب :مادل عليه العقل والشرع ,من دوام أفعال الرب تعالى في الابد , وانه كلما انقضى لاهل الجنة نعيم أحدث لهم نعيما آخر لانفادله ,وكذالك التسلسل في أفعاله سبحانه من طرف الازل ,وان كل فعل مسبوق بفعل آخر , فهذا واجب في كلامه , فانه لم يزل متكلما إذا شاء , ولم تحدث له صفة الكلام في وقت , وهكذا أفعاله التي هي من لوازم حياته , فان كل حي فعال , والفرق بين الحي والميت : الفعل * قلت فمن يحارب قول شيخ الاسلام يجعل الله كالميت * ولهذا قال غير واحد من السلف : الحي فعَّال ,
وقال عثمان بن سعيد رحمة الله عليه :كل حي فعَّال , ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الاوقات معطلا عن الكماله , من الكلام والارادة والفعل ..........ولايلزم من هذا أنه لم يزل الخلق معه ’ لانه سبحانه متقدم على كل فرد من مخلوقاته تقدما لااول له , فكل مخلوق اول , والخالق سبحانه لا أول له , فهو وحده الخالق و كل ماسواه مخلوق كائن بعد أن لم يكن . انتهى كلامه رحمه الله صفحة 130 طبعة المكتب الاسلامي

وكذالك قرر الشيخ صالح آل الشيخ المحقق لعقيدة السلف فقال حفظه الله كما في شرح الطحاوية : ومن مذهب أهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى أجل يجوز أن يكون خلق أنواعا من المخلوقات وأنواعا من العالم غير هذا العالم الذي نراه , فجنس المخلوقات مخلوقات الله تعالى أعم من ان تكون هذه المخلوقات الموجودة الان , فلابد ان يكون تمة مخلوقات أوجدها الله تعالى وأفناها ظهرت فيها آثار أسمائه وصفاته جل وعلى , وان أسماء الله وصفاته لابد أن يكون لها أثر لان الله سبحانه فعال لمايريد فما أراده سبحانه فعله , ووصف نفسه بهذه الصفة على صفة المبالغة الدالة على الكمال في قوله فعال لمايريد .* فالله أول آخر بأسمائه وصفاته ولم يكن معطلا لا في الاول ولا في الاخر *

قلت بهذا التقرير يتبين نزاهة شيخ الاسلام في سعيه لرد الامة لما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله السلم والحابة الكرام رضي اله عنهم وصدق عليه وصف الغربة انهم يصلحون ما أفسد الناس ومن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم
فالمخالف لشيخ الاسلام إما خالف عن جهل وسوء تصور للمسألة فهذا تجده يحفظ لشيخ الاسلام قدره ومكانته
وإما عن سوء طوية وحسد وغل وحقد لمن يسعى في تجديد هذا الدين وتطهيره من البدع والاهواء فهذا يطير بالقول الذي لم يفهه هو فيقرر الباطل ويكفر أهل الحق
وهذا تجده يطعن ويجرح وتجد له من المثالب ماله كالقول بخلق القرآن
بنفي الصوت والحرف من كلام الله عزوجل
وليست هذه المسلة وحدها التي شنعت على شيخ الاسلام وبان ان التتريب والتشنيع على المشنع بل هناك أخرى حور فيها من شيوخ زمانه ودعي للمناظرة فأفحمهم فعندما لم يجدوا حجة لجؤوا لتحريش السلطان وانه طالب حكم فسجن وحورب رحمه الله رحمة واسعة
ولكن شاء الله ان تكون العاقبة للمتقين فقول شيخ الاسلام في طلاق الثلاث بلفظ واحد أو في مجلس واحد يعد طلقة واحده, هو المعمول به الان في جل المحاكم وعند جل المشايخ
والله متم نوره, فاما الزبد فيذهب جفاءً وأما ماينفع الناس فيمكث في الارض

ما كان لله دام واتصل وما كان لغيره انقطع وانفصل
نسأل الله ان يكون عملنا له وحده لاشريك له
وان يجعلنا للحق انصارا

مافيه قلت وبين النجمتين * هو من زيادتي أسال الله التوفيق

كتبه أخوكم في الله

 

بو فاطمة

عضو بلاتيني
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيك أخي الكريم على هالموضوع الطيب و أحسن الله إليك


تنبيه على خطء إملائي ----في شرح الطحاوية وهذا القول يوافق ماقرروه في باب الاسماء والصفات مع تعطيلهم لصة الكلام -- والصواب -- لصفة الكلام --


و حبيت أضيف إضافه بسيطه

قال الإمام الحافظ الحجة عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية رقم 44 حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان وهو (الثوري ) حدثنا أبو هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال : إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره وكتب ما هو كائن وإنما يجرى الناس على أمر قد فرغ منه 0


قال محقق الكتاب الشيخ بدر بن عبد الله البدر: إسناده صحيح رجاله رجال الشيخين وأبو هاشم هو يحي بن دينار0




منقول للفائدة

http://abumalik.net/play.php?catsmktba=205

قلت و بهذا الحديث يتبين لتا بأن العرش مخلوق قبل القلم

والله أعلم
 

أبو مارية

عضو فعال
وممن قرر هذه المسألة تقريرا ينصرف فيه عقيدة أهل السنة والجماعة
الفاء هنا حرف زائد أرجوا الانتباه

ومن مذهب أهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى أجل يجوز أن يكون
والصواب أن الله سبحانه وتعالى يجوز وأجل عبارة زائدة

كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله السلم والحابة الكرام رضي اله عنهم
الخطأ هنا ظاهر والصواب الصحابة الكرام رضي الله عنهم
اخطاء مطبعية غير مقصودة والتوفيق من الله

هذا ماظهر لي وبسبب مدة نصف ساعة لتعديل الموضوع التي تضعها الادارة
لم استطع ادراك الاخطاء الكتابية الا باثباتها هنا
 

أبو مارية

عضو فعال



قلت و بهذا الحديث يتبين لتا بأن العرش مخلوق قبل القلم

والله أعلم

وفيكم بارك الله أخي أبا فاطمة وتسلم على الاضافة

علما أن الاضافة ليست في الموضوع لان الموضوع ليس في مسألة أول مخلوق من هذا العالم المشاهد الذي نحن فيه

لان اول مخلوق من هذا العالم هو إما العرش او القلم

وكلا القولين هما لأهل السنة والجماعة
ولكن لايلزم من هذا مافهمه المخالف وقول أهل السنة والجماعة مالم يقوله كما هو مبين في الموضوع

وإنما حديثنا من يقول ان الله قبل خلق العرش او القلم لم يخلق شيئا فيجعل الاولية مطلقة لاحد المخلوقين وهذا فهم فاسد لكلام اهل السنة والجماعة

ولزيادة بيان هذه المسألة كلام نفيس لشيخ الاسلام في رسالته شرح حديث عمران ابن حصين الله رضي الله عنه

والتوفيق من الله
 

أبو مارية

عضو فعال
وأضيف فائدة هنا لتتضح المسألة عند قرائنا الكرام لأن الحق يعلم شيئا فشيئا
فقد قال ابن ابي العز في شرح الطحاوية رحمة الله عليه : فالحاصل أن نوع الحوادث هل يمكن دوامه في المستقبل والماضي أم لا؟ أو في المستقبل فقط ؟ او الماضي فقط ؟
فيه ثلاث أقوال معروفة لأهل النظر من المسلمين وغيرهم :
أضعفها : قول من يقول لايمكن دوامها لا في الماضي ولافي المستقبل . كقول جهم بن صفوان وأبي الهديل العلاف .
وثانميها قول من يقول : يمكن دوامها في المستقبل دون الماضي , كقول كثير من أهل الكلام ومن وافقهم من الفقهاء وغيرهم .
والثالث : قول من يقول يمكن دوامها في الماضي والمستقبل , كما يقول أئمة الحديث . وهي من المسائل الكبار .ولم يقل أحد يمكن دوامها في الماضي دون المستقبل

ولاشك ان جمهور العالم من جميع الطوائف يقولون : ان كل ماسوى الله تعالى كائن بعد أن لم يكن , وهذا قول الرسل وأتباع الرسل من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم .
ومن المعلوم بالفطرة ان كون المفعول مقارنا لفاعله لم يزل ولايزال معه - ممتنع أي محال - , ولما كان تسلسل الحوادث في المستقبل لايمنع أن يكون سبحانه وتعالى هو الاخر الذي ليس بعده شيء , فكذالك تسلسل الحوادث في الماضي لايمنع أن يكون سبحانه وتعالى هو الأول الذي ليس قبله شيء , فإن الرب سبحانه وتعالى لم يزل ولايزال يفعل مايشاء ويتكلم إذا شاء انتهى كلامه رحمة الله عليه صفحة 129طبعة المكتب الاسلامي بتحقيق الالباني

فبهذه الزبدة الذهبية التي حق ان تكتب بماء العين يقرب فهم الحق وإصابة الرشد
والتوفيق من الله
كان هذا بسبب مشاركات إخواننا السنة في غير هذا المنتدى وبسبب استفساراتهم وردودهم والحمد لله هنا مافي ردود دلالة على
الرضاوالقبول

 

أبو مارية

عضو فعال
quot-top-left.gif
اقتباس:
quot-top-right.gif

quot-by-left.gif
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Coby Ninja
quot-by-right.gif

quot-top-right-10.gif




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيك أخي الكريم على هالموضوع الطيب و أحسن الله إليك


حبيت أضيف إضافه بسيطه
********************************************

قال الإمام الحافظ الحجة عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية رقم 44


حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان وهو (الثوري ) حدثنا أبو هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال : إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره وكتب ما هو كائن وإنما يجرى الناس على أمر قد فرغ منه 0

************************************

اخوك

Coby Ninja


quot-bot-left.gif

quot-bot-right.gif

وفيكم بارك الله وحفظكم الله أخي كوبي
سعدت بمرورك وبطرحك, إعلم أخي أني بحثت في هذه المسألة و
لايعني بحث شاك بل بحث مستزيد من كلام اهل السنة لأنه ليس كل قاعدة من قواعد أهل السنة معرضة للبحث بما يفهمه بعض الطلبة - وإعلم علم اليقين أني لا اعنيك يا أخي كوبي بل هي فرصة لتنبيه على هذا الخطأ الذي يقع فيه بعض طلبة العلم فيجعلون المسلمات وما أُجمع عليه محل للبحث وللنقاش -
بغض النظر عن الصحة وعدم الصحة للأثر المذكور وهو في حكم المرفوع لأنه لا مدخل للعقل ونظر فيه اي المثن

أقول الحديث حجة على ماقرره شيخ الاسلام أولا وهو حجة كذالك لمن قال أن أول مخلوق من هذا العالم هو العرش

فبنسبة للأولى فظاهر فقال:
قبل أن يخلق شيئا وقبل هذا ذكرأنه عزوجل إن الله كان على عرشه فكان على العرش قبل أن يخلق شيئا من السموات والارض كان العرش مخلوقا وأنه عزوجل عال عليه فهذا يدلنا أن الأولية المذكورة منسوبة لهذا العالم المشهود. ويبين هذا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه وهو في صحيح البخاري من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يابني تميم اقبلوا البشرى
قالوا:قد بشرتنا فأعطنا .فأقبل على أهل اليمن فقال :يا أهل اليمن اقبلوا البشرى اذ لم يقبلها بنوا تميم . فقالوا قبلنا يارسول الله قالوا جئناك نتفقه في الدين ولنسألك عن أول هذا الأمر؟
فقال كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والارض .

والناس في هذا الحديث على قولين :
- الاول: منهم من قال إن مقصود الحديث إخباره أن الله كان موجودا وحده ثم إنه ابتدأ احداث جميع الحوادث ....وأن الله صار فاعلا بعد أن لم يكن يفعل شيئا من الازل الى حين ابتداء الفعل : ولا كان الفعل ممكنا له - تعال الله عما يقولون - ثم هؤلاء تفرقوا لقون والى أقوال
وهذه الاقوال ترجع الى الجهمية والمعتزلة والاشاعرة والماتوريدة وغيرهم من أهل الأهواء وهذه المسألة لها تعلق بباب الاسماء والصفات* فتنبه* وهؤلاء لايجعلون الله متكلم وخالق في الأزل بل يجعلونه معطلا من الخلق والكلام قبل أن يخلق هذا العالم

- القول الثاني : إنه ليس مراد الرسول هذا بل الحديث يناقض هذا ومراده صلى الله عليه وسلم عن خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة أيام ثم استوى على العرش كما أخبر عزوجل في القرآن .......والدليل على القول الثاني وجوه
** * **
ــ أحدها :أن قول أهل اليمن جئناك لنسألك عن أول هذا الامر إما انيكون الامر المشار إليه هذا العالم أو جنس المخلوقات .فإن كان المراد الاول كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أجابهم لأنه أخبرهم عن أول خلق هذا العالم
وإن كان المراد الثاني لم يكن قد أجابهم لأنه لم يذكر أول الخلق مطلقا بل قال
كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والارض .فلم يذكر الا خلق السموات والارض ولم يذكر خلق العرش مع أن العرش مخلوق أيضا ......وإذا كان قد أجابهم بهذا علم أنهم إنما سألوه عن هذا ولم يسألوه عن الاول الخلق مطلقا....والنبي منزه عن هذا.....والمقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم أجابهم عما سألوه عنه ولم يذكر إلا ابتداء خلق السموات والارض فدل على أن قولهم لنسألك عن أول هذاالامر؟ كان مرادهم : خلق هذا العالم والله أعلم .
** * **
ــ الوجه الثاني : قولهم : عن هذا الامر إشارة الى حاضر موجود ....وهو المأمور الذي كونه الله بأمره وهذا هو مرادهم ......ولو سألوه عن أول الخلق مطلقا لم يشيروا إليه بهذا .....فعلم أن سؤالهم كان عن أول هذا العالم المشهود .
** * **
ــ الوجه الثالث :...فالذي ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الحديث لفظ قبل فقد ثبت في صحيخ مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعائه أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الاخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء وهذا موافق ومفسر لقوله تعالى هو الاول والاخر والظهر والباطن .
..فلفظ قبل هو الثابت عنه صلى الله عليه وسلم واللفظان الاخران روي بالمعنى لأن الواقع واحدة أي حديث عمران ابن حصين ....وهذا ماعليه أكثر أهل الحديث مثل الحميدي والبغوي وابن كثير وغيرهم إذا كان إنما قال كان الله ولم يكن شيء قبله لم يكن في هذا اللفظ تعرض لابتداء الحوادث اي المخلوقات ولا لأول المخلوقات .
* وهذا مايوافق مانصره أهل السنة والجماعة كما قرر سابقا مثل قول عثمان بن سعيد الدارمي رحمة الله عليه
قال عثمان بن سعيد رحمة الله عليه :كل حي فعَّال , ولم يكن ربنا تعالى قط في وقت من الأوقات معطلا عن الكماله , من الكلام والارادة والفعل *

** * **
قلت هذا ماتم لي نقله هذه الصبيحة من كلام شيخ الاسلام في شرحه لحديث عمران بن حصين رضي الله عنه بشيء من الاختصار والتصرف ليظهر المراد ومابقي أجعله في المداخلات القادمة إن شاء الله
وأرجوا ان تكون المسألة اتضحت لك اخي كوبي وإن بقي أي إشكال فاتمنى طرحه
لأن كلام شيخ الاسلام في المسألة كثير فإذا كان هناك سؤال أو أي إشكال إكتفينا بنقل الشاهد من كلام الشيخ رحمه الله واكرمه بجوار الله العلي العظيم
والله ولي التوفيق
هذه المناقشة كانت في منتدا آخر أحبت نقلها هنا لتتضح المسالة أكثر فأكثر
.
 

أبو مارية

عضو فعال
وهذه فائدة من كلام صالح آل الشيخ حفظه الله إثباتا للحق وإزهاقا للباطل[FONT=&quot]

س/ ما هو الرد على من استدل بحديث «إن أول شيء خلقه الله القلم» على عدم التسلسل في الماضي بالنسبة للمخلوقات؟
ج/ الأخ سألني قبل الصلاة أظن عن ذلك، وقلت أترك المسألة لوقت آخر، وحديث «إن أول شيء خلق الله القلم» هذا لفظ، واللفظ الآخر المعروف «إنّ أول ما خلق الله القلم» (أول) هنا بمعنى حين، إنه حين خلق الله القلم قال له أكتب، لماذا فسرنا بهذا التفسير؟ لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص «قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة» هذا التقدير هل هو راجع إلى العلم علم الله؟ الجواب: لا؛ لأن علم الله ما يعلق بقبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، إذن يتعلق بالكتابة، كتب الله مقادير الخلائق قبل خلقها بخمسين ألف سنة، هذا الحديث «إن أول ما خلق الله القلم قال له أكتب» وفي رواية «فقال له أكتب» هنا يعني خلق القلم فأمره بالكتابة؛ يعني التقدير، فكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة، فالمراد من الحديث أن الله جل وعلا خلق القلم فأمره بكتابة المقادير فوْر خلقه له، هذا الذي نفهمه مع حديث عبد الله بن عمرو بن العاص؛ لأن التقدير هناك لابد أن يكون للكتابة، والأولية هنا إن كانت أولية مطلقة قبل المخلوقات يعني وُجد قلم وليس ثم مخلوق البتة، فقوله «فقال له أكتب» تقتضي الترتيب «خلق فقال»وهذا يعني أنه هناك زمن طويل ما بين خلقه وما بين ابتداء الكتابة، وهذا يشوش على الموضوع.
إذن فهذا الحديث فُهم منه منع التسلسل في الماضي كما هو معلوم، وأن أول المخلوقات القلم وهذا عند المحققين كشيخ الإسلام وابن القيم الذين ضمّوا الأحاديث في هذا الباب وفهموها مع فهم صفات الله جل وعلا وما دل عليها من الآيات وكلام السلف، فهموا أن القلم في هذا الحديث أوليته هنا بالنسبة إلى الكتابة، فحين خُلق القلم كتب، «إن أول ما خلق الله القلم قال له أكتب» أو «فقال له أكتب» يعني حين خلق القلم قيل له أكتب فجرى بما هو كائن على قيام الساعة، فالحديث ليس في أولية المخلوقات، الأولية بالنسبة لغيرها وإنما هي من جهة التقدير والكتابة.
ولهذا تنازع العلماء مع ورود هذا الحديث، تنازعوا في أول هذه المخلوقات من هذا العالم المعلوم في الكتاب والسنة.
هل أول المخلوقات من هذا العالم المعلوم العرش أو القلم؟
والصواب أنّ العرش كان قبل لأنه في حديث عمرو بن العاص قال عليه الصلاة والسلام «قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء» صار عندنا خلق للقلم، كتابة المقادير، وجود العرش على الماء، وهذا هو الذي عقده ابن القيم في النونية بقوله:
والناس مختلفون في القلم الذي كتب القضاء به من الديـان
هل كان قبل العرش أو بعده قولان عند أبى العلا الهمداني
والحق أن العرش قبـل لأنـه عند الكتابة كان ذا أركـان
والمسألة فيها بحث أطول من هذا نرجئه إلى وقته إن شاء الله تعالى.
وفقكم الله ونلتقي إن شاء الله على خير وتقوى.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

[/FONT]
كنت أظن ان هذا الموضوع سيمطر بالردود ولكن خاب ظني


 
أعلى