هؤلاء هم علماء وحكام الكويت السلفيون أين انتم ايه الوافدون الجدد

هؤلاء هم علماء وحكام الكويت السلفيون أين انتم ايه الوافدون الجدد

.
.
.
.
.



الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (1)






وُلِدَ الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب عام (1115هـ) وكان أهل عصره في تلكَ الأزمان قد اشتدَّت غربة الإسلام بينهم، وعَفَت آثار الدِّين لديهم، وانهدمت -لدى الكثيرين منهم- قواعد الملَّة الحنيفية، وغَلَبَ على الأَكْثَرين ما كان عليه أهل الجاهلية، وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان، وغلب الجهل والتقليد والإعراض عن السنة والقرآن، وشبَّ الصغير وهو لا يعرف مِن الدِّين إلاَّ ما كان عليه أهل تلك البلدان، وهرم الكبير على ما تلقَّاه عن الآباء والأجداد، وأعلام الشريعة مطموسة، ونصوص التنزيل وأصــول السنة فيما بينهم مَدْرُوسة، وطريقـةُ الآباء والأسلاف مرفوعة الأعلام، وأحاديث الكُهَّان والطواغيت مقبولة غير مردودة ولا مدفوعة، وقد انهمك كثير منهم في الشرك وعدلوا عن عبادة الله وحده إلى عبادة الأولياء والصالحين من الأموات والأحياء : يستغيثون بهم في النوازل والكوارث، ويُقْبِلون عليهم في الحاجات والرغبات، ويعتقِدون النفع والضر في الجمادات كالأحجـار والأشجار، ويعبدون أهل القبور ويصرفون لهم الدعاء والنذور في حالتي السراء والضراء سواء.


ومن طافَ البلاد وخَبَرَ أحوالَ الناس منذُ أزمان مُتَطَاوِلَة عَرَفَ انحراف أهل زمانه لا تكادُ تَسْلَمُ دَوْلَةٌ من بعض ما ذَكَرنا، وكانت نجد والحجاز وجزيرة العرب عموماً فيها من ذلك الشيء الكثير: قبور ومشاهد وثنيَّة، وأحجار وأشجار، والاستغاثة بها، ودعاء أهلها، والذبح والنذر والتضرع وغير ذلك مِن أنواع العبادات التي لا يستَحِقُّها إلا ربُّ الأرض والسماوات.


وكان في نجد نخل فحَّال ينتابه النساء والرجال، ويفعلون عنده أقبح الفِعال، والمرأة إذا تأخَّر عنها الزواج، ولم ترغب فيها الأزواج، تذهب إليه وتضمه وتدعوه برجاء وابتهال، وتقول: يا فحل الفحول، أُريدُ زوجاً قبل الحول!!


وقد فَشَت هذه المخالفات والضَّلالات وظهرت، وعمَّت وطمَّت، فلمَّا رأى الشيخ ذلك شمَّر عن ساعِد الجِدِّ فَدَعَا إلى الله على بصيرةٍ فَفَتَحَ اللهُ بهِ أَعْيُناً عُمياً، وآذاناً صُمّاً، فاستجابت الأقطار إلى دعوته ؛ لأنه إنما يدعو إلى الفطرة السَّلِيمة، والملَّة المستقيمة.


فقام خير قيام - بإعانة الإمام محمد بن سعود رحمه الله- في نصرة الدين، وإظهاره شعائره ومعالمه التي خفي أكثرها على الناس، وبيَّن رحمه الله حقيقة توحيد الأنبياء والمرسلين، وحذر من الشرك على اختلاف أنواعه وأهله، ولما كان لكل نعمة حاسد ولكل حق جاحد قام سدنة القبور بمحاربته والطعن فيه ورميه بالتهم الكثيرة حتى يحفظوا الأموال التي تُساق إليهم على أيدي الجهال: نذور وصدقات وزكواة وأخماس وغيرها، ولما كان اتباع الشيخ في دعوته وترك عبادة القبور وصرف النذور لها والدعاء عندها والاستغاثة بها مما يضر بـ «ميزانية» هؤلاء الشيوخ والسادة لذلك قاموا عليه أشنع قيام، لأنهم أساس البلاء والمصيبة.



قال الشيخ يوسف بن عيسى القناعي بعد عرضه لكلام الإمام الشوكاني اليمني (ت: 1250هـ) الذي يُنكِرُ فيه البناءَ على القِبَابِ والقُبُور وتجصيصها والغلو فيها وفي أصحابها إلى أن عُبِدَت مِن دُونِ الله فيقولُ القناعي :
«وشاهَدتُ بِنَفْسـي في العِراق ما قالَهُ الشَّوكاني مِن اعتقادِ الجَهَلَةِ بأهل القُبُورِ مِن جَلْبِ المنافع ودفع الضَّررِ وشدِّ الرِّحال إليها، واستغاثَتِهِم بها لقَضَاءِ الحوائِجِ وتَفْرِيج الكُرَب، وأهلُ العَمَائِمِ ينظُرُونَ إليهم ولا يُفهِّمُونهم عن هذه المناكر التي يَأْبَاهَا دِينُ التَّوحِيدِ. والسَّبَبُ في ذلك: أنهم لو قالوا لهم إنَّ النَّفعَ والضر بيد الله وليسَ لِصاحبِ القبر حَلٌّ ولا عَقْدٌ لترك السواد الأعظم الزيارات لهؤلاء الرمم، وانقطع عن أهل العمائم ما يُدِرُّ عليهم الزُّوَّار من الدنانير،فإِنَّا لله وإنا إليه راجعون على هذه المصائب التي بُليَ بها المسلمون وكلها من علماء السُّوء» «الملتقطات» تأليفه (358).



لهذا السبب قام أعداء التوحيد على الشيخ وافتروا عليه افتراءات لا تحصى ولا تعد يطول الكلام عليها، وليس غرضنا هنا إيرادها والجواب عنها، ولا الترجمة له لأنه أشهر من نار على علم، وإنما المقصود بيان موقف علماء الكويت من دعوته المباركة لدفع فرية «ذيَّاك الكاتب» وغيره ممن استمرأوا تشويه صورة العلماء الربانيين، والذين لم يحسنوا سوى القص واللزق من مواقع الشبكة العنكبوتية !!.



وأنبِّهُ هنا إلى أننا نقرأ كثيراً في بعض المقالات كلمة «الوهابية»، وليُعلم أنها نِسبة للشيخ محمد بن عبد الوهــاب! وهذا مِن لمز أهل البدع والضلال لدعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب السُّنية السَّلفِيَّة المباركة، ويُراد من هذه الكلمة تنفير الناس عن دعوةِ الحق وإلصاق التهم والافتراءات بها،
وهذا شأن كُلّ داعية إصلاحي، وإلاَّ فإنَّ الشيخ يدعو إلى ما يدعو إليه السَّلف لا يخرجُ عن ذلك قيدَ أنمُلَةٍ، فعقيدتهُ ودعوته على طريقة أهل السنة، وهو يُصرِّح بذلك ويدعو إليه، ولكن أهل الباطل أرادوا تنفير الناس عن دعوته فقالوا «وهَّابيَّة» نسبة إلى والده «عبد الوهاب» !



يقول الشيخ العلامة مؤرخ الكويت عبد العزيـز الرشـيد رحمه الله - (ت: 1356هـ - 1938م) : «والحقيقة أنَّ كل مَـن تجنَّب التفـرق والاختلاف، وأرادَ أن يتَّبع رسول الله وخلفاءه والسَّلف الصالح مِن الصَّحابة والتابعين، والأئمة المجتهدين، فالقذيفةُ الشيطانية في أيدي الجاهلين معدّة له.. ألا وهي: «وهابي»...» [«الصحافة في الكويت وروَّادها: الرشيد وثلاث مجلاَّت« للمليجي (138)].



والإمام محمد بن عبد الوهاب لم يلتفت إلى شيء من هذه الترهات بل استمر في دعوة الناس إلى دين الله حتى استجابوا زرافات ووحدانا، وأصبحت دعوته إلى يومنا هذا هي الظاهرة التي يفتخر بالنسبة إليها كل داعية.


إنها دعوة الحق القائمة على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى ما كان عليه علماء السلف المباركين، وثمار هذه الدعوة نراها بين أيدينا في جزيرة العرب على وجه الخصوص : " أَطْعَمَهُم مِن جُوعٍ وآمَنَهُم مِن خَوْفٍ"...




وللحديث بقية...



.
.
.


الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (2)






منذُ قيام دعوة الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي المتوفَّى سنةَ (1206هـ) في جزيرة العـرب - مهبط الوحي، ومنطلق الرسالة المبارك- وذلكَ بعـد انـدراس العلم، وفشو الجهل، وظهور البدع والخرافات بل والشركيات في عامة بلدان المسلمين - كما تقدَّم ذِكرهُ- وبعد أن دَعَا إلى الله سنوات عديدة يدعو فيها إلى توحيد الله ويحذّر من الشرك والبدع، وأكَّدَ فيها أهميةَ إرجاع الناس إلى ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فواجه أهل الباطل على كثرتهم حتى نَصَرَهُ الله بالإمام محمد بن سعود، فقامت الدعوة المباركة في قلبِ جزيرة العرب وانتشرت في أرجاءِ المعمورةِ، وشَهِدَ لها الناسُ مِن كُلِّ قِطر على أنها دعوةٌ صافِيةٌ نَقِيَّةٌ مُبارَكَةٌ تَدْعُو إلى عبادةِ الله وحدَهُ لا شريكَ له، وإلى اتّباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ، وتحذر من البدع والشركيات التي شوَّهت جمال الإسلام وحالت دون تقدم المسلمين وكانت سبباً رئيسياً في ضعف المسلمين وتفرقهم وتشتتهم، فجمعهم الله بهذه الدعوة بعد تفرق، وأغناهم بعد فقر، وقواهم بعد ضعف، وأمَّنهم بعد خوف.


انتشرت هذه الدعوة المباركة في أرجاء الجزيرة وكان أهل الجزيرة قبل ذلك على حالٍ شنيعٍ : من الجهل والخوف والجوع وغير ذلك ثم لما استجاب الناس لهذه الدعوة المباركة انقلبت أحوالهم إلى كل خير وفلاح.


* وأقام الله في قلبِ الجزيرةِ دُوَلاً دستورها الشَّرعُ، تَنْعَمُ بالأمنِ والأمان، وتحكم بشريعة الرحمن، ورزقهم الله من الطيبات وأنعم عليهم من الخيرات، حتى أصبحت في مَصَافِّ الدُّول الغنية التي واكبت التَّطور في كافَّةِ مجالاته.


* فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة سار عليها ويدعو إليها غالب أهل الجزيرة... والذي يهمنا هنا هو الكويت.



* تُحَدِّثنا المصادر التاريخية أن الحاكم الرابع من حكام الكويت وهو الشيخ عبد الله بن صباح بن جابر المتوفى سنة (1229هـ) الموافق (1813م) راسل الشيخ ابن عبد الوهاب يستفسره عن حقيقة دعوته وما يُنسب إليه فأرسل له الشيخ محمد رسالة يُبَيِّنُ فيها حقيقة دعوته ويدحض الافتراءات التي نُسبت إليه، فكان مِمَّا قال فيها :
«الذي يجبُ على المُسلم أن يتبع أمر الله ورسوله ويسأل عنه، فالله سبحانه أنزل القرآن وذكر لنا فيه ما يُحِبُّه وما يبغضه، وبيَّن لنا فيه ديننا وأكمله، وكذلك محمد -صلى الله عليه وسلم- أفضل الأنبياء، فليسَ على وجهِ الأرض أحد أحب إلى أصحابه منهُ : فهم يُحِبُّونه أكثر من أنفسهم وأولادهم، ويعرفون قدره، ويعرفون أيضاً الشِّرك والإيمان. فإن كان أحد من المسلمين في زمان النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاهُ أو نذرَ له أو نَدَبهُ أو أحد من أصحابه جاء عند قبره بعد موته يسأله أو يندبه أو يدخل عليه ملتجئاً به عند القبر فاعرف أنَّ هذا الأمر صحيح حسن، ولا تُطِعني ولا غيري. وإن كان إذا سألتَ وجَدتَ أنه -صلى الله عليه وسلم- تبرَّأ ممن اعتقد في الأنبياء والصالحين، وقتلهم وسباهم وأولادهم، وأخذ أموالهم، وحَكَمَ بِكُفرهم فاعرف أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يقول إلاَّ الحق، ولا يأمر إلاَّ بالحق، والواجب على كل مؤمن اتباعه فيما جاءَ به.

? وبالجملة فالذي أُنكِرُهُ : الاعتقادُ في غير الله مما لا يجوز صرفه لغيره، فإن كنتُ قُلتُهُ مِن عندي فارمِ به... وإن كنتُ قلته عن أمر الله ورسوله وعمَّا أجمع عليه العلماء في كُلِّ مذهبٍ، فلا ينبغي لرجل يؤمن بالله واليوم والآخر أن يُعرِضَ عنه، لأجل أهل زمانه، أو أهل بلده...».

* وبعدها استجاب الأمير عبد الله بن صباح لهذه الدعوة التي هي في الحقيقة دعوةُ الفِطرة، وعلى هذا سارَ أبناؤه وأحفـاده، ولا تزال العلاقـة الوطيدة بين الأسرتــين الكريمتين آل صباح وآل سعود قائمة على أحسن الأحوال.


* وقد كان الحكم في وقته على وِفق الشَّرع المُطَهَّر، قال أحمد مدحت باشا في مذكراته عن الكويت بعدما زارها عام (128:cool: الموافق (1872م) قال: «وقد كثرَ عدد سكانها على تمادي الأيام وشيخها اليوم اسمه عبد الله الصباح وأهلها يُدِيرُونَ أُمُورَهُم بِحَسَبِ الشَّرع الشَّريف». [نقله الشملان في «تاريخ الكويت» (112)]


وأكبرُ دَلِيلٍ على الاستجابة هو أنه لا يوجد في الكويت قبر يُعبد، ولا مَشْهَدٌ له يُصَلَّى ويسجد، ولا فيها مسجد بني على قبر، أو قبر أُدخل في مسجد، أو وُجِدَ ما يسمى بالتماثيل لحاكمٍ منهم، في حين أنَّ أكثر الدول الإسلامية تَعُجُّ بالقبور والمشاهد الوثنية، فليسَ لذلك معنى سوى كون أهل هذا البلد على عقيدة التوحيد والسنة.


ومن الأدلة ما قاله ديكسون في كتابه «عرب الصحراء»: «وليسَ هناك مَنْ يُدَخِّن بين مشايخ الكويت -يعني الحكام- وربما ذلك من تأثير حركة الوهابيين على الكويت في الماضي». [«عرب الصحراء» (272)]


* أمَّا القبور عندهم فيقول عن تمسك الكويت حكاماً ومحكومين بالدَّعوة السلفيــة في الكويت: «...وحتى قبور الشيوخ فإنها تعاني مـن نفـسِ الأهمال ولا يستطيع أحدٌ في المقبرةِ الكبيرة بين بوابة نايف وبوابة الجهراء داخل السور أن يُشير إلى قبور الشيخ مبارك أو جابر أو سالم وهم آخر ثلاثة حكام للإمارة إذ ليسَ هناك ما يميِّز قبورهم عن قبور غيرهم من الناس مِمَّن دُفِنُوا في نفسِ المكان». [ «عرب الصحراء» (264) ].


* ولَـمَّا ذكر خرافة «مقام الخضر» في فيلكا قال ديكسون:
«ويؤمن بعض سُكَّان الكويت بالقصَّة الطريفة التي تقول إنَّ الخضر يتوجه مِن مكَّةَ يوم الأربعاء من كُلِّ أسبوع انطلاقاً مِن مقرِّهِ بالبصرة، ثم يقضي يوم الخميس في فيلكا ويعود مُتَّبِعاً نفسَ الطَّريق يوم الجمعة!! ومِن هُنا يجب على السّيِّدة التي تُريدُ الإنجابَ أن تتوَاجد في مقام الخضر في الأيام التي لا يخرج فيها حتى تنال بغيتها! وكثيراً ما تُشَاهَدُ مجموعاتٌ مِن النِّساء والأطفال متَّجهة من الكويت إلى فيلكا للنزهة، وزيارة مقام الخضر تحقيقاً لهذا الغرض. والحُكَّامُ لا يُخْفُونَ استِيَاءَهُمْ لانتشـارِ أَمْثَالِ هـذه الخُـرافات ويبذُلون كُلّ ما في وُسْعِهم لمنع هذه الزِّيارات» [«الكويت وجاراتها» (48)].


* وقد قامَ الحُكَّام بواجِبهم -بعد مُكاتبة العلماء الربَّانيين- فأُزيلَ هذا المزار الوثني عند تأسيس «المجلس التشريعي» الأوَّل في الكويت في عهد الشيخ أحمــد الجابر الصباح (ت: 1950م) كما ذَكَر ذلــك النبهاني في رحلتـه للكويت. [ «التُّحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية» (8/188) الجزء المخصص بالكويت، وقد زار الكويت عام (1366هـ-1947م)، والمجلس التشريعي قام سنة (1938م). انظر: «من هنا بدأت الكويت» (320) ].


* ثم سَعَى الجُهال والخُرافيون في إقامته مرَّة أخرى فأُقيم، ثم أُزيل بعد ذلك بالكُليَّة ولله الحمدُ والمِنَّة، وذلك في عهد حضرة ابنه صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله وأَسكَنَــهُ فَسيـحَ جنَّاتــه وعامَلَــهُ بلُطفِــه وفضْلــه وإحسانه.


* وللحديث بقية...

 
الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (3)






دغش بن شبيب العجمي


- نتابع ما ذكرناه في المقالات السابقة من موقف حكام الكويت من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب ومناصرتهم لها فنقول:


- ومن الأدلة - أنَّ أبناءَهُ (عبد الله الصباح) الحاكم الرابع (ت:1813م) سارُوا على خُطَى والدهم فكانوا على هذه العقيدة - ما سطَّرته الوثائق البريطانية عن الشيخ سالم بن مبارك الصباح الحاكم التاسع (ت: 1339-) الموافق (1921م) من حُكَّام الكويت فتقول فيه: "على الرُّغم من أن سالماً صارِمٌ في إسلامه، متزمِّتٌ بِشدَّة تجعله وهابياً كَأَيِّ وهَّابـيٍّ مِن عامة نجدٍ". [ »الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية« (3/664) نوفبر (1917م) برقم (3389/ 371) ]


- وقال ديكسون في كتابه "الكويت وجاراتها" عن الشيخ سالـم: "وكان سالم بن مبارك آل صباح نسيجاً مُختَلِفاً جداً من الرجال، فهو مسلِمٌ متشدِّدٌ وعنيد في التَّمسُّكِ بعقِيدَتِهِ، وكانت شجاعَتُهُ مِن نَوْعٍ نادِرٍ". [ »الكويت وجاراتها« (249) بتصرف يسير ]

- فالتشدد والتمسك بالعقيدة عنده هو "الوهابية" كما يقولون!

- قال الشيخ عبد العزيز الرشيد - مؤرخ الكويت- عنه: "كان سالـم مِن العَفَافِ بحيث لـم يتحدَّث حتى ألد أعدائه بما يوجب القدح في عرضه، وكان عدُواً لدوداً للفسقِ والفجور... له إلمامٌ يسيرٌ بالنَّحو، وشغفٌ بمُطالعةِ الكتب الأدبية، وله ميلٌ إلى حفظ الأشعار العربيَّة، وبعض المسائل الدِّينية، كثيراً ما يُناقِشُ جليسهُ ويسأله إذا كان ذا عِلمٍ وَأَدَبٍ مُحَافِظاً على شعائِر الدِّين... وكان له مِن التُّقى والصِّدق والدِّيانة ما لم يكن لمن سبقه.

- أوَّلُ أعمالهِ تطهيرُ البلد مِن الفِسْقِ حتَّى رتَّبَ مُختَارين في الأحياءِ لإزَالَةِ ذلك الدَّنس، فلهجت الألسنة بالثناء عليه لِـمَا أبداه مِن الغَيْرةِ على الآداب العامة والأخلاق الفاضلة، وقد تقدَّمتُ إليه -إذ ذاك- بقصيدَةٍ أَعْلَنْتُ فيها شُكري على ما عَمِل، ثُمَّ تقدَّم إليه بعدي أربعةٌ مِن الفضلاء: أستاذنا الشيخ عبد الله خلف -الدحيان-، والشيخ علي بن سليمان، والشيخ يوسف ابن حمود، والفاضل خالد بن محمد الفرج فنوَّهوا بِذِكْرِهِ، وأعلَنُوا شُكرَهم على سعيه الحميد، وهمّته المحمودة بقصائد غُرَرٍ تنشِيطاً له وتشجيعاً" [ »تاريخ الكويت« (233) بتصرف يسير جداً ].


- وقال المُؤَرِّخ سيف الشَّملان -رحمه الله- في الشيخ سالـم: "وكان شجاعاً عَفِيفاً تقياً... وكان يتعقَّبُ أربابَ الفِسق والفُجُور، حتى إنه -على ما سمعتُ- كان بنفسِهِ يَتَجَوَّلُ ليلاً في أنحاءِ المدينة، وله حكاياتٌ كثيرة بهذا الصَّددِ منها هذه الحكاية: أخبرني المرحوم "......" أنه كان في شبابه مُنْغَمِساً في الزِّنا، وكانت له حوطة - والحوطة تطلق على مكان الفسق والفجور!- وفي ليلةٍ مِن الليالي سهر هناك حتى مطلع الفجر الأوَّل فخرجَ مِن الحوطة قاصِداً بيته فرأى جماعةً مِن الرجال أحاطوا به وأوقفوهُ وإذا به وجهاً لِوجهٍ مع الشيخ سالم الحاكم.

- فسأله مِن أينَ جِئتَ ؟ وأينَ تَقْصِد ؟ فما كان مِنهُ إلاَّ أن فكَّرَ في حيلةٍ ينجو بها مِنهم، فقال: إني آتٍ مِن البرِّ - البادية - وتركتُ الناقة عند السور لدى بعض البدو فصدَّقهُ لأنه يعرفه ويعرفُ أن أهلهُ في البرِّ.

- كانت باكورةُ أعمالهِ أَنَّهُ طَهَّرَ البلدَ مِن الفِسق والفُجُور، ورتَّبَ مختارين في الأحياء وأُناساً يطوفُونَ بالمدينة ليلاً للقَبْضِ على الفُسَّاق" . "من تاريخ الكويت" (183)]


- وحينَ ظهور مناقبه وفضائله خَطَبَ الشيخ الدحيَّان خطبة حثَّ فيها الناس على السمع والطاعة لولي أمرهم وأثنى عليه وذكَّرهم بنعمة الاجتماع والائتلاف فكان مِمَّا قال: "... وجمعَ أمركم على أميرٍ صالح، وهُمام ناصِح، ولاَّهُ الله أمركُم فصلح، وأقامَ فيكم بالعدلِ ونَصح، ألاَ وإنَّهُ لأميرٌ جَمُّ المناقب، "سالـمٌ "من المعايب، قد ظهر لكم "صَباحُ" صلاحِهِ، وأشرقت فيكم شموسُ يُمْنِهِ وإصلاحِهِ، فقامَ بفريضةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأتى من الأعمال النافعة ما أوجَبَ أنْ يُدْعَى له ويُشكر، فاشكروا نِعمةَ الله عليكم، وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأُولي الأمر منكم، وناصِحوا أميركم يصلح الله أمــوركم، وأطيعوهُ فإنَّ طاعته واجِبةٌ في المعروف، ومناصرتَهُ لازِمَةٌ في العُسر واليُسر والأمر المَخوف وغير المَخُوف...

- اللهم أصْلِحْ أميرنا "السَّالـمَ" جَمْعُهُ، المحمود فينا صُنعُهُ، صلاحاً تسعَدُ به رعِيَّتهُ، وتبلغه في الدنيا والآخرة أمنيته، واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين"["الخطب العصرية" للشيخ عبد الله بن خلف الدحيان (219-220) ].
وله رسالة خاصة أرسلها للشيخ سالم يحثه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد نشرت بعنوان "وثيقة نفسية" بقلم الشيخ محمد بن ناصر العجمي.


- وهذا الشيخ ناصر بن مبارك (ت: 1336- - 1917م)-أخو الشيخ سالـم- يقول فيه الرشيد: "وكان -رحمه الله-: ذا تُقى وصلاح وعِفَّة ونزاهة وميلٍ شديد للعبادة حتى لقد كان يُكثر نفل الصلاة وصيام التطوع، وكانت له رغبة في العلوم والمعارف، مما تركَ الكويتيين إذا ذاكَ يَسْتَبْشِرونَ به ويتأملون به خيراً لوطنهم".[ »تاريخ الكويت« (229) ]


- ويقول الأستاذ الشَّيخ محمد رشيد رضا (ت: 1354- - 1935م) في زيارته للكويت عام (1330- 1912م) والتي زار فيها الشيخ مبارك الصباح -وكان حاكِم الكويت آنذاك-: "أنزلني في قصره الجديد الذي هو قصرُ الإمارة، وتولَّى مؤانَسَتِي ومجالستي في عامَّة الأوقات نجله الشيخ ناصر رئيس لجنة مدرسة الكويت ؛ لأنه هو الذي يشغَلُ عامَّةَ أوقاته في مُدارَسَةِ العِلم ومُرَاجَعَةِ الكتب حتى صارَ له مشاركة جيِّدة في جميع العلوم الإسلامية، وأقمتُ في الكويت أسبوعاً كُنتُ كل يوم - ما عدا يوم البريد- أُلقي خطاباً في أكبر مساجد البلد فيكتظُّ الجامع بالناس، وكان يحضر مجلسي كل يوم وجهاء البلد، من أهل النفوس وحُبِّ العِلْم يسألون عما يُشكل عليهم من أمر دينهم. وأمَّا الشيخ ناصر فكان يسأل عن دقائق العلوم في العقائد والأصول والفقه وغير ذلك على أنه لم يتلق عن الأساتذة فهو مِن مظاهر الذَّكاء العربي النادر". [مجلة "المنار"(16/398)].


- ومِن حرصِهِ أنهُ طَلَبَ العِلمَ على أَيْدِي أساتذة الكويت "فتحصَّل على شيء مِن العلوم الدِّينية كالفقه والعقائد وغيره وعلى شيء مِن العربية".[ ما بين المعقوفتين من »تاريخ الكويت« (227-228) للرشيد ]


- وقد تقدم في مقالات شيخ الإسلام ابن تيمية في تاريخ الكويت أن الشيخ ناصر كان يرى أن ابن تيمية حامي حمى الدين وأنه شيخ الإسلام، ودعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب امتداد لدعوة ابن تيمية.

وللحديث بقية...



.
.
.
.





الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (4)



لا يزال الحديث متصلا حول موقف حكام الكويت من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب فنقول:


وهذا الشيخ أحمد الجابــر الصباح (ت: 1369 هـ - 1950م) لـمَّا تَوَلَّى الحكم جعل المرجع الأول والأخير بينه وبين الشعب هو حكم الله كما كان حال من سبقه من آبائه. يقول ديكسون: »وتم الاتفاق بينه - أحمد الجابر- وبين أهل الكويت على أنْ يكونَ الحُكمُ في جميع القضايا الجِنَائِيَّة وِفْقاً للشريعةِ، وهي القانون الدِّيني للإسلام...«. [»الكويت وجاراتها« (267)].

ثم قال عن الشيخ أحمد الجابر: »وبصفته مُسْلِماً شديد التَّمسك بعقيدته، بذلَ جُهداً كبيراً مِن أجل منع الخمور، وأيضاً مِن أجل القضاء على البغاء، وكان هو نفسه من غير المُدَخِّنين« [الكويت وجاراتها (269)].


وقد تقدَّم أنَّ المتَمَسِّك بعقيدته عند ديكسون هو »الوهابي«، وأنَّ مِن تأثير »الوهابية« هو تركُ التَّدخين حتى بين شيوخ الكويت »الحكام«.


ولا تستغـرب مِـن هـذا ؛
لأنَّ جليس الشيخ أحمد وبطانته هو الشيخ عبد العزيز الرشيد ! قال الرشيد: »لا نعلمُ أنَّ أحداً مِن حُكَّام آل صباح اتَّخَذَ له واعِظاً خاصاً في مجلسه العام، كل صباح يُفَسِّرُ بين يديه الكريمتين الآيات القرآنية، ويَشْرَحُ الأحاديث النبويَّة، وَيُبَـيِّنُ شيئاً مِن الأحكام والأخلاق غير أميرنا المحبوب، فقد شرَّفني للقيام بتلكَ الوظيفة العالية ودعاني فلبيتُ نداءه وامتثلتُ أمرهُ، وقد كان يُصْغِي لِـمَا يَسمَعُ مِن الآيات والمواعظ إصغاءَ المُتَدَبِّر، وبَقِيتُ مُدَّةً طويلةً بهذه الوظيفة الشريفة قبل ولايته«. [انظر: »تاريخ الكويت« (274-273)، وانظر: »أدباء الكويت في قرنين« للزيد (98/1)].


وسُئل أخوه الشيخ عبد الله الجابر الصباح رحمه الله سنة (1953م) هذا السؤال: للقوانين المكتوبةِ قيمةٌ كبيرةٌ في تنظيم العمل وإراحة الرؤساء، فهل للمعارف والمحاكم والأوقاف قوانين مكتوبة...؟

فأجاب: »قانون المحاكم كتاب الله عز وجل، وقد مشينا في تنفيذ الأحكام على »مجلة الأحكام العدليَّة« المشهورة، وما لم يوجد في المجلة فالحكم فيه على مذهب الإمام مالك رحمه الله« [»أيام الكويت« للشرباصي (359-358)].


ولَـمَّـا سقطت الدولة السعودية الثانية وذهب الملك عبد العزيز للكويت أعانه آل صباح الكرام -وعلى رأسهم الشيخ مبارك- على استرداد حكمه وحكم أجداده وهُم يعلَمُونَ أنَّ دولَـتَهُ تقومُ على هذه الدَّعوة المباركة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة التوحيد، والشيخ مبارك يرجع إليه الفضل في الإعداد السياسي للملك عبد العزيز. [»الكويت وجاراتها« لديكسون (128)].


وكانت بين سمو الأمير مبارك والملك عبد العزيز آل سعود علاقة قوية حتى كان الشيخ مبارك يخاطبه بقوله: »يا بنيَّ« !، وكان عبد العزيز يستفيد من الشيخ مبارك كثيراً.


وقد ذكرَ »دوبون« الملحق العسكري الفرنسي في القسطنطينية أن الملك عبد العزيز توجه من الكويت عام (1903م) لفتح الرياض برفقة الشيخ جابر النجل الأكبر للشيخ مبارك. [انظر: »بحوث مختارة من تاريخ الكويت« للأستاذ الدكتور عبد الله الغنيم (63-64)].


ومما يدل على أنَّ الكويت دولةٌ سلفِيَّة على طريقة الإمام محمد بن عبد الوهاب ومن سبقه من علماء السلف أن أهلها كانوا - ولا يزالون- على التوحيد والفطرة النقيَّة،

ولذلك خرج من رحِمِها علماء استقاموا على السنة، وبنوا نهضتها بسواعدهم وأفكـارهم، ولذلك لماَّ أُسِّست »المدرسة المباركية« سنة (1330هـ - 1911م) كان مُديرها الشيخ يوسف القناعي، ومُعِينُهُ الشيخ عبد العزيز الرشيد، كانا لا يأذنان إلاَّ لأهل السنة بالتدريس فيها، ولذلك لَـمَّا ذَكَر الشيخ الرشيد قدوم الخراشي الأزهري وسبب تمكينه مِن التدريس في المباركية هو زعم الأخير أنه »سَلَفِيٌّ« كما سيأتي بيانه.


ولَـمَّا وفد عليهم حافظ وهبة طلبوا منه التدريس فيها فوافق وذلك عام (1916م) [انظر: »الشيخ عبد العزيز الرشيد: سيرة حياته« للدكتور يعقوب يوسف الحجي (60). ولحافظ وهبة كتاب بعنوان »جزيرة العرب في القرن العشرين« عقد فيه فصلاً في سيرة الإمام محمد بن عبد الوهاب وحقيقة دعوته الإصلاحية، وَرَدَّ فيه اتهاماتِ كثيرٍ مِن أهل الباطل حول هذه الدعوة المباركة، انظر: ص (315-302) من كتابه].


وإذا نظرنا في الكتب التي دُرِّست في »المباركية« وجدناها كتباً شرعية فمن أهمِّها كتاب »الثلاثة أصول« أو »الأصول الثلاثة« للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله.
[ذكر هذه الفائدة النَّفيسة ابن الشيخ عبد الرحمن الدوسري أن والده (ت: 1389 هـ - 1968م) كان يَدْرُسُ هذا الكتاب في »المباركية«.
انظر: »علماء نجد خلال ثمانية قرون« (164/3)، و»الأجوبة السَّعدية عن المسائل الكويتية« جمع الدكتور وليد المنيس (68)].
ولو كانوا يخالفونهُ أو لـم يستجيبوا لدعوَتِهِ لَـمَـا درَّسوا كتابه واعتنوا به، وهذا من أكبر الأدلة على ما كان بينهم من موافقة واتفاق في العقائد، ومعلومٌ أنَّ كتاب »الأصول الثلاثة« مشتملٌ على تقرير التوحيد على أحسن وجه، والتحذير من الشرك، وهو من المؤلفات المهمة في هذا الباب وهو فَيْصَلٌ بين أهل السنة وبين الصوفية القبوريين.


ودرَّسوا منظومة السفاريني »الدرة المضية في عقد الفرقَة المَرْضِيَّة« للعلامة محمد السفاريني الحنبلي (ت: 1188هـ) وهي منظومة سَلَفِيَّةٌ في الجملة. [انظر: »علماء نجد« (164/3)].



وللحديث بقية...



تاريخ النشر 08/12/2008

جربدة الوطن (الكويت)
 
الإمام محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (5)

يقول الشيخ الشرباصي: »الكويت إمارة عربيَّة إسلامية جميع أهلها مسلمون وأغلبهم سُنيُّون سلفِيُّون«






لا يزال الحديث متصلا حول موقف حكام الكويت من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب فنقول :

وهذه »مجلة الكويت« أولُ مجلة في الخليج العربي [انظر : »أدباء الكويت« (1/40)]
أصدرها صاحب الهمة العالية الشيخ عبد العزيز الرشيـد في عام (1346- 1928م)
كانت مضرب المثل في الدفـاع عن الدِّين، والرد على الملحدين، وبيان الشرك وأسبابه، والتوحيد وأهميته، وفيها قَرَّرَ الرشيد العقيدةَ السَّلفِيَّة وأثنى عليها فقال في إحدى مقالاته تحت عنوان »مدرسة إسلامية سلفيَّة في القدس« مُثْنِياً على العقيدة السلفية : »

وتلكَ حقيقةٌ يعرفُ كُنْهَهَا مَن سبرَ غورَ المذاهب الإسلامية التي تَمُت إليه -يعني الإسلام- بصلةٍ وسَبَبٍ، إذ ليسَ هناكَ في نظر كُلِّ مُنْصِفٍ عقيدة تُصوِّر حقيقة الدِّين الإسلامي كما هي سالمةً مِن شوائب البدع والخرافات مما يُناقِضُ الحِسَّ والعقلَ غير هاتيك العقيدة الحقَّة التي يدعو إليها القرآن الكريم جهاراً والنبي عليه أفضلُ الصلاة والسلام في سُنَّتهِ، والتي دَرَجَ عليها الرَّعيل الأول مِن القرون المُفَضَّلة ومَن بعدهم ممن تَبِعوا أَثَرهم إلى يومنا هذا، بل هي العقيدة التي ليسَ في وُسعِ الأجنبي عن الإسلام أن يصبو إليه ويفتتن بِجَمَالهِ ويَنْقَاد بكلمته من غير طَريقِها مَهْمَا كانَ هُناكَ مِن حُجَجٍ وبراهين«. [مجلة »الكويت« المجلد الثاني، الجزء الثاني صفر 1348- (2/45)]

وهذه »المجلة« أذن بها الشيخ أحمد الجابر آل صباح مُشتَرِطاً اطِّلاعَهُ على محتوى العدد الأول منها، وعلى أن يكون الشيخ يوسف بن عيسى القناعي مراقِباً على هذه »المجلة« والشيخ الرشيد هو رئيسها والقائم عليها [ مجلة »الكويت« المجلد الأول العدد الأول (1346-) (1/1، 3)، (المجلد الثاني، الجزء الثاني (134:cool: (2/85)]،

ووزَّع الشيخ أحمد الجابر كميَّات من مجلة »الكويت والعراقي« على نفقته الخاصة على مجموعة من المراكز الإسلامية، وجماعة من أهل العلم [ انظر : »العدد الثالث« (1350-) من مجلة »الكويت والعراقي« (140/ب)].

وفي هاتين المجلتين من تقرير العقيدة السلفية والدفاع عنها، والثناء على علمائها الشيء الكثير كما ذكرته في كتابي »أمراء وعلماء من الكويت«.

وأهل الكويت ساروا وسار آباؤهم وأجدادهم على خطى هذه الدعوة المباركة لم يخالفوا في ذلك إلاَّ مَن شذَّ، وهكذا كانت في أعين زُوَّارها.

يقول الرحالة الدانمركي باركلاي رونكيير (ت: 1915م) الذي زار الكويــت عام (1912م) - أي في ولاية الشيخ مبارك الصباح - وهو يصف حالة التنصير في الكويت وَمَا لاَقَتْ مِن خَيْبَةٍ- :
»وإذا مررتَ مِن سوق الفحم إلى الشارع الرئيسي تجد على يمينك دكان الإرسالية الأمريكية، ويغطي طرف منضدة طويلة في ذلك الدُّكان طبعات من المؤلفات المسيحية باللُّغَةِ العربية، ويجلس بجوارها يوماً بعدَ يومٍ رجلٌ قد وُهِبَ صبراً عظيماً يفوق طاقة البشر، فطوال اليوم تنساب غمغمات وأحاديث السائرين وأنهار مِن البَشَر تَمـُـرُّ بجواره فتتجاوزه.. ! ولكن نادراً مَا يَحْدث أن تطأ قَدَمَا عربيّ عَتَبَةَ دكّان الإرسالية، وإذا حَدَثَ ذلك فإنَّ النهايــة ستكون أسوأ مِن البداية فالمناقشة الدِّينية بين مُبشِّرٍ مسيحي ووهّابي مُتَشَدّد يصعب أن تقود إلى أي نتائج إيجابية مهما كان«. »الكويت كما رآها السياسي الدانمركي باركلي رونكياير« انظر ص (27)، و»الكويت بعيون الآخرين« (169) للدكتور يوسف عبد المعطي].

ويقول- أيضاً- : »يتكوَّن سُكَّانُ الكويت من مجموعتين، فبالإضافة إلى الأغلبية العربية التي أتت منذُ زمن طويل من وسط الجزيرة العربية، فإنَّ السُّكان ينقسمون إلى فئتين هما العرب والفرس...« ثم تكلم على الفرس ثم قال : »وعلى العكس منهم نَجِدُ السُّكان ذَوِي الأُصول العربية الذين يُكَوِّنون الأغلبيَّة وتغلب عليهم الصِّفات الوهابية«.[ »الكويت كما رآها الدانمركي« (23)]


أقــول : هـم على هذه العقيدة »الســـلفية« التي يُسَمِّيها أعـداؤهم بـ»الوهابية«، وزُوَّار الكويت والرحالة يعرفون هذا عنهم.


يقول الشيخ الأزهري أحمد الشرباصي رحمه الله: »الكويت إمارة عربيَّة إسلامية، جميع أهلها مسلمون، وأغلبهم سُنيُّون سلفِيُّون...؛ وأغلبيَّة القوم مُتَديِّنُون متعبِّدُون محافِظُونَ على الشَّعائر الدِّينية، وتوجد قلَّة من الشبان الذين يُعرف عنهم لون من الاستخفاف بالواجبات الدينية، وهم ممن تلوَّثت عقولهم أو أرواحهم بنزعات خبيثة أو أفكار خطيرة«. [»أيام الكويت « (70)].


وأمَّا مَن خالفَ -من أهل الكويت- في ذلك فإنَّ المجتمع يعرفهُ بشذوذ أفكاره وآرائه هذا إلى وقتٍ قريبٍ جداً، ثُمَّ وَرَدَتْ إلينا أفكارٌ أجنبية تغريبية، ومناهج حزبيَّة بدعِيَّة غيَّرت بعض أبناء هذا الوطن المبارك، فأصبحوا أسرى لأحزاب خارجية والله المستعان.
وللحديث بقية..


تاريخ النشر 15/12/2008
جريدة الوطن (الكويت)



.
.
.
.
.
.




الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (6)






نُكمِل مقالاتنا السابقة حول شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبد الوهاب وقد ذكرنا موقف ولاة الأمور في هذه البلاد من دعوته المباركة، وذكرنا رأي الرحالة الذين زاروا الكويت فرأوا أن غالبية أهلها "وهابية" كما يقولون...


وفي هذه المقالة والمقالات التي ستأتـي بعدها سنذكُرُ مُناصرة علماء الكويت للإمام محمد بن عبد الوهاب وعقيدته السلفية المباركة النقية.


وقبل ذلك نقول: إِنَّ التوحيد الخالص والعقيدة السلفية قد جمعت بين علماء الكويت وإخوانهم من علماء نجــد، هذا عَـدَا الرَّحِـم فإن غالب أهل الكويت من القبائل والعوائل من نجد، بل كثير من هذه القبائل كانت من جيش الإمام الذي يناصر دعوته ويحميها، هذا عدا العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة منذ القِدَم بين البلدين.


كما أنَّ قيام العلماء الربانيين في ربوع نجد ونصرتهم للتوحيد وعنايتهم به، ونشرهم لعقيدة السلف، وطباعة كتب أئمة السُّنة مما يُعَدُّ حلقَةَ تواصُلٍ بين الجانبين.


ففي عَهْدِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب حين عَمَّ الخير في جزيرة العرب وظهرت السُّنة، قامَ شيخُ الكويت في وقتهِ الشيخ عبد الجليل بن ياسين الطبطبائي (ت: 1270هـ) في نُصْرَةِ هذه الدَّعوةِ السَّلفية الفتيَّة فناصرها بسيفهِ وشِعرهِ، وأثنى خيراً على إمام الدَّعوةِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وفاضت قريحته بهذه القصيدة التي هي بحق كما قال ناظمها:


وهَاكَ إِمَــامَ المُسْلِمينَ خريدَةً
أَتَــتْ مِن مُحِــبٍّ للإِخاءِ مُـلازِمِ

قَوافٍ بَدِيعـاتِ المعاني يَزينُهَا
أَنِيقُ بَيَــانٍ كالرِّياضِ البَـوَاسِـم

على صَفَحَاتِ الدَّهـرِ يَبْقَـى ثَنَاؤُهَا
عليكَ وأَنْتَ الكُفءُ يا ابنَ الأَكَارِم


فيقول في مطلع هذه القصيدة:
تَبَاركتَ يا مَــوْلَى المُلُوكِ الأعاظِم
وعَزَّيــتَ يـا مُبْدِي الجميل ورَاحِمِي

لكَ الحَمْـدُ إذْ أولَيْتَنَا مِنـكَ أَنْعُــماً
يَضِـيقُ لَـهَا ذَرْعـــاً يَرَاعٌ لِراقِــــمِ

وَأَتْحَفْتَـنَا بالـدِّينِ ديــنِ مُحَمَّــدٍ
عليـهِ صَــــلاةٌ مَــعْ سَــلامٍ مُلازِمِ

فَأَضْحَتْ بِــهِ مِنَّا القُلــوبُ مُنِيرةً
وَتَــزْهُــو كَمَا تَزْهُو الرُّبا بِالسَّواجِمِ

فَأَعْظِمْ بِها مِـنْ نِعْمَـةٍ حَــقُّ شُكْرِهَـا
عَلَيْنَا وشُكـرُ اللهِ آكَدُ لاَزِمِ

جَزَى اللهُ ربَّ العرْشِ بالصَّفحِ والرِّضا
وَبالخَيْرِ مَــنْ قد كانَ أَصْدَقَ قَائِمِ

بِنُصْرَةِ دِينِ المُصْـطَـفَى وظَهِيرِهِ
هُــوَ الحبْرُ ذُو الأَفْضَــالِ حَاوِي المَكَارِم

هُـوَ الـوَرِعُ الأَوَّاهُ شَيْخِي مُحَــمَّــدٌ

هُــوَ القَانِــتُ السَّـجادُ في جُـنْحِ فاحِـم

لَقَدْ قَــامَ يَدْعُــو للمُهَيْمنِ وَحْدَهُ
فَريداً طَريــداً مَالَـهُ مِنْ مُسَالِـم

وَجَاهَدَ للرَّحمن حــقَّ جِهادِهِ
وفي اللهِ لَـمْ تَأْخُـذهُ لَوْمَةُ لائِم

هُمَــامٌ بَـــدَا والناسُ إِلاَّ أَقَـــلّــهمْ
على مَحْضِ شِـــرْكٍ في العِبَادَةِ لاجِم

يَعُدُّونَ للضَّـــراءِ قُبَّةَ مَيِّـتٍ
كَمَا طَلَبُــوا مِنــهُ نتَاجَ العَقَائِم

وَمِـنْ بَيْنِ دَاعٍ هَاتِفٍ باسْـمِ شَيْخِهِ
يَــرُومُ بِـهِ نَفْعاً وَدَفْعَ العَظَائِم

يُقَرِّبُ للمَقْبُــورِ قُربـان رَبِّنَـــا
ويَجْهَدُ في تَسْلِيمِ نَذْرِ الكَرَائِم

ويَدْفَـعُ عينَ الحَاسِـدِينَ بِأَعْظُـمٍ
وَيَرْجُـو لَـدَى الحُمَّى عُقُود التَّمَائِم

وقَدْ طَمَّ أَكْنَــافَ الدِّيارِ وعَمَّـهــا
فُسُـوقٌ وعِصيانٌ وهَتْكُ المَحَارِم

عُقُوقٌ وشُربٌ واللِّواطُ مَعَ الزِّنا
وَزُورٌ وقَذْفُ المُحْصَنَاتِ النَّواعِم

وَلَـمْ تَلْقَ عَــنْ بــادِ المَنَاكِرِ نَاهِياً
وَلاَ آمِــراً بالعُرفِ بينَ العَوَالِــم

فَجَرَّدَ عَضْبَ العَزْمِ إِذْ أَوْضَـحَ الهُــدَى
بآيـاتِ حَقٍّ للضَّلالِ صَوَارِم

وَقَدَّ بِهَا هَامَ الغِوَايَـةِ فانْمَحَــــتْ
قَوَاعِـدُ زَيْغٍ مُحْكَمَاتِ الدَّعَائِم

سَقَى اللهُ قَـبْراً ضَمَّ أَعْظُمَــهَ الذي
حَــوَى شَرَفاً مِنْ هَامِياتِ الغَمَائِم


هتُوناً بِرِضْوَانٍ وعَفْوٍ وَرَحْمَـةٍ
وَأَسْكِنْهُ في الفِرْدَوس يَا خــيــرَ راحِم

- [هي في ديوانه: »ديوان السيد عبد الجليل الطبطبائي« (8-12) في (88) بيتاً]


قلتُ: لله دَرُّ هذا الشِّعْرِ ! مَا أَبْلَغَهُ وأصْنَعَهُ ! ومَا على هامِ الجَوْزاءِ مَوضِعهُ ! وما أَنْفَعَهُ لوْ سَمِعَهُ مَنْ سَمِعَهُ!.


ثُمَّ ذَكَرَ الشيخ عبد الجليل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود -رحمه الله- وأثنى عليه وعلى حُسن فعاله في نجد خصوصاً وجزيرة العرب عموماً.


فهذا هو موقف شيخ الكويت في حينه من الإمام محمد بن عبد الوهاب...


وللحديث بقية...



دغش بن شبيب العجمي



تاريخ النشر 05/01/2009
 
شيخ الإسلام ابن تيمية في تاريخ الكويت (1)






الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد هيأ الله عز وجل لخدمة دينه الحنيف صفوة من الرجال زودهم بالعقول النيّرة والقلوب الواعية، وأرشدهم الى طريق الحق القويم، ووفقهم الى التزام منهج السلف الصالح منهج أهل السنة والجماعة، وغرس في نفوسهم الهمة العالية، فأنفقوا حياتهم في خدمة هذا الدين، والدفاع عن هذه العقيدة الصافية النقية، والتصدي للأهواء، ورزقهم الله الثبات على الحق فمنهم من لقي ربه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

وإن ممن نهج مناهج من غَبر، ولهج منذ نضج رأيه بالكتاب والسنة والأثر، وارتأته العلياء مرآة مُحيّاها الشيخ الامام، والحَبر الهُمام، ناصر السنة وقامع البدعة شيخ الاسلام والمسلمين أحمد بن عبدالحليم المعروف بابن تيمية رحمة الله المتوفى سنة (728هـ).

وقد منَّ الله عليه بالجهاد في سبيل الله بالسيف والسنان، والقلم واللسان في زمانه فهو حقا فارس السيف والقلم، وهو عالم أمة، ورجل ساعة جاء في زمن صعب تكالب فيه الاعداء على الامة الاسلامية من كل ملة ودين فتصدى لهم بحجته وبيانه، وقلمه ولسانه، وسيفه وسنانه فكان بحق كما قال الشاعر:

الخيل والليل والبيداء تعرفني

والسيف والرمح والقرطاس والقلم

ومما لا شك فيه، ولا ريب يعتريه ان العلماء هم صمام الامان للامة؛ هم الذين أوجب الله على الناس طاعتهم، والرجوع اليهم وسؤالهم، رفع الله قدرهم، وأعلى شأنهم، هم سراج العباد، ومنار البلاد، وقوام الامة؛ هم في الارض بمنزلة النجوم في السماء يهتدي بها الحيران في الظلماء، وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، العلماء هم ورثة الأنبياء، من أحبهم إنما أحبهم لقربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم -فهم ورثته- ومن أبغضهم فكذلك.

وقد حرص أهل البدع من قديم الزمان على اسقاط مكانة العلماء، لأنه إذا كثرت العلماء قلت البدع والأهواء.

حتى صار الطعن في علماء أهل السنة سمة من سمات أهل البدع، ومدح علماء أهل السنة والثناء عليهم علامة من علامات أهل السنة، والمرء مع من أحب.

قال الإمام الصابوني (ت: 449هـ): «وإحدى علامات أهل السنة: حبهم لأئمة السنة وعلمائها وأنصارها وبغضهم لأئمة البدع، وقد زين الله سبحانه قلوب أهل السنة ونوّرها بحب علماء السنة»
(«عقيدة السلف أصحاب الحديث» تأليفه «307»).
وأصبحت «علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الاثر» («رواه اللالكائي في السنة «1 / 200 ، 204 رقم 321 ، 323» من قول أبي حاتم الرازي).

وقال إمامنا المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله «ت: 241هـ»: «إذا رأيت الرجل يغمز في حماد بن سلمة فاتهمه على الاسلام، فإنه كان شديدا على المبتدعة»
(ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» «7 / 450»).

وقد منَّ الله على شيخ الاسلام ابن تيمية بالعلم والإمامة والحفظ والتقوى والصلاح حتى ظهر فضله في قرون متفاوتة، واذعن لعلمه وفضله القريب والبعيد، وشهد له حتى أعداؤه بالفضل والعلم.

ولما كان لكل نعمة حاسد ولكل حق جاحد قام بعض المغرضين بالطعن فيه تارة، وتشويهه أمام العامة تارة أخرى، والطاعنون فيه أصناف كثيرة وملل متعددة ليس بينهم من أهل السنة أحد ولله الحمد والمنة.

وقد كتب أحد «الكتَّاب» مقالات مطولة تعرض فيها لابن تيمية ونقل كلاماً كثيراً لمحمد البوطي الصوفي الأشعري الذي عُرف بحقده على أهل السنة ومنهم ابن تيمية، وقد كتب في ذلك كتاباً رد عليه في حينه جماعة من العلماء منهم الشيخ العلامة الفقيه صالح الفوزان حفظه الله، والشيخ الإمام المحدث ناصر الدين الألباني رحمه الله وغيرهما.

ولما كان الرد عليه في كل جزئية يطول به المقال لأنه أورد شبهات كثيرة، وقد أجيب عنها في مؤلفات عديدة، أردت أن أكتب هذه المقالات في بيان منزلة ابن تيمية عند علماء الكويت منذ القدم وتأثير عقيدته وعلمه في نشأة الكويت الحضارية!

وقد قامت في الكويت قبل أكثر من ثمانين سنة بعض أصوات نشاز الوافدين تطعن فيه إلا أن علماء الكويت قد أجادوا في الرد والدفاع عن إمامهم الذي استفادوا من علمه وفضله، وهذه المقالة ليست في الرد على «الكاتب المذكور» فقط بل هي على كل من ينتقص هذا الإمام الجليل.

ولنربط ماضينا بحاضرنا، ولنبين منزلة هذا الإمام عند علماء الكويت القدامى الذين يُسلم الجميع بفضلهم وعلو منزلتهم وإنصافهم.



وقبل ذلك نذكر أن وجهاء البلد وولاتها كانوا من المناصرين لابن تيمية!


وقد سعى الشيخ مبارك بن صباح الملقب بأسد الجزيرة (1915م- 1334هـ) في طبع كتاب «بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية» لابن تيمية، وهذا الكتاب من أكبر كتبه وأكثرها ردوداً على المخالفين من الأشاعرة والمتكلمين والصوفية والمعتزلة وغيرهم. [انظر: «الرسائل المتبادلة بين القاسمي والألوسي» للشيخ محمد بن ناصر العجمي (171)، و«أمراء وعلماء من الكويت» لكاتب هذه السطور (64)].


وكان بعض المخالفين يحاولون في ابنه الشيخ ناصر بن مبارك الصباح (ت: 1336هـ- 1917م) لعله يتخذ موقفاً مناوئاً لابن تيمية فكان بفطرته السليمة: «يرى أن ابن تيمية في الحقيقة هو: شيخ الإسلام، وإمام الأنام، وحامي حرمة الدين». كما ذكره الشيخ عبد العزيز الرشيد في «تاريخ الكويت» (229-230)].



وللحديث بقية...

كتبه

دغش بن شبيب العجمي



تاريخ النشر 29/09/2008
صفحة الإبانة
جريدة الوطن (الكويت)



.
.
.
.
.



شيخ الإسلام ابن تيمية في تاريخ الكويت (2)



دغش بن شبيب العجمي



الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، أما بعد:

نواصل حديثنا السابق حول عناية علماء الكويت بتراث الإمام ابن تيمية، ونشرهم له، وموقفهم من الشيخ وثنائهم عليه وتزكيتهم له، وإظهار استفادتهم من علومه فمن ذلك:

ما كتبه الشيخ العلامة عبد الله بن خلف الدحيان قاضي الكويت (ت: 1349هـ) في أول "العقيدة الواسطية" لابن تيمية، التي نسخها بخطه- قال رحمه الله: "هذه العقيدة الواسطية للقدوة الإمام، شيخ الإسلام، فارس المعاني والألفاظ، جمال المحدثين الحفاظ، بحر العلوم النقلية والعقلية، فخر السادة الحنبلية تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جناته، ونفعنا بعلومه في الدارين بمنّّه وكرمه" [انظر: "فهرس المخطوطات الأصلية بوزارة الأوقاف" (392- 393)، وهي برقم (310)، وقد ذكرنا صورتها في "أمراء وعلماء من الكويت" (232)].


و "العقيدة الواسطية" هي خلاصة عقيدة أهل السنة والجماعة، وهي عقيدة الفرقة الناجية المرضية، وهذا الكتاب وما كان من بابه هو الذي انتقده البوطي لأنه يخالف عقيدته الخلفية الكلامية، وتابعه "الكاتب" الذي نقل كلامه.


قال الحافظ ابن رجب الحنبلي (ت: 795هـ) في ترجمة شيخ الإسلام: "ثم امتحن سنة (705هـ) بالسؤال عن معتقده بأمر السلطان، فجمع نائبه القضاة والعلماء بالقصر، وأحضر الشيخ، وسأله عن ذلك، فبعث الشيخ من أحضر من داره "العقيدة الواسطية" فقرؤوها في ثلاث مجالس، وحاققوه، وبحثوا معه، ووقع الاتفاق بعد ذلك على أن هذه: عقيدة سنية سلفية" ["الذيل على طبقات الحنابلة"، تأليفه (4/511)].


وقال الحافظ الذهبي الشافعي رحمه الله (ت: 748هـ): "ثم وقع الاتفاق على ان هذا معتقد سلفي جيد" ["الكواكب الدرية في مناقب المجتهد ابن تيمية" (125)].


وحرص الشيخ الدحيان- عالم الكويت في حينه- على تملك قطعة نادرة من: "منهاج السنة النبوية في الرد على الرافضة القدرية" بخط مؤلفها شيخ الإسلام ابن تيمية مما يجعلها من النوادر في عالم المخطوطات. ["فهرس الأوقاف" (456)، و "نوادر مخطوطات علامة الكويت الدحيان" (69)، و "ترجمة الدحيان" (69، 128، 357- 365)].


فانظر إلى حرصه على هذه النسخة التي لا شك أنه إما أن يكون ورثها عن علماء الكويت الأبرار، أو أنه اشتراها بأغلى الأثمان لقدمها وعظم منزلتها عند من يعرف قدرها.


وكان الشيخ حريصا على الحصول على كل ما يطبع من كتب علماء السلف التي فيها تقرير مذهبهم لا سيما كتب الشيخين: ابن تيمية، وابن القيم، [المصدر السابق (106، 108، 146)].


ومنهم المشايخ والأدباء الذين انتفعوا بكتب ابن تيمية الشيخ يوسف القناعي رحمه الله (ت: 1393هـ- 1973م) فقد كان من أشد المتأثرين بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية.


فقد قال عن نفسه: "نشأت في الكويت كما نشأ غيري من أبنائها في محيط عمَّهُ الجمود، واستحكمت فيه البدع والخرافات التي سترت الحق وقلبت الحقائق، وكان لمؤلفات الإمامين ابن تيمية وابن القيم أكبر أثر في إنارة السبيل أمامي، وإماطة الستار الذي أبصرت من خلفه الحق واضحا فنفرت بعده من كل ما ألفته مما لا يتفق والدين في شيء" ["مجلة الكويت" (1348هـ) (2/331)].



وقال الباحث الأديب خالد الزيد: "ولقد تأثر تأثرا كبيرا بفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وعلمه الغزير، فكان منتهجا لطريقته، سالكا مسلكه، فجاءت فتاواه وأحاديثه صريحة واضحة، وجريئة متسامحة" ["أدباء الكويت في قرنين" (1/91)].


فأنت ترى أنه علم أن فقه ابن تيمية أنار السبيل أمام القناعي، ويأتي اليوم "الكاتب" ليزعم ان ابن تيمية كان متشددا.


والزيد مع أن كان أديبا وليست له عناية بالعلوم الشرعية شهد بأن ابن تيمية كان مع جرأته متسامحا، فبان لك أن "الكاتب" خالف العلماء والأدباء وخالف الواقع.


والشيخ يوسف القناعي كان من رواد النهضة العلمية في الكويت كما هو معلوم، بل يرجع فضل تأسيس المدارس في الكويت له وللرشيد بالدرجة الأولى فإن "المباركية" [أسست سنة (1330هـ- 1911م)] و "الأحمدية" [أسست سنة 1339هـ- 1921م]. [انظر: "تاريخ التعليم في دولة الكويت" (1/99)]، قد أسستا بسواعد هذين الشيخين، مع رجوع الفضل في تأسيس المباركية إلى ثلاثة من الفضلاء وهم: الشيخ ناصر المبارك الصباح، والشيخ يوسف القناعي، والشيخ ياسين الطبطبائي، وقد تقدم ذكر تأثر الأولين بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وثنائهما عليه. [انظر: "تاريخ الكويت" (367)، و "قصة التعليم في الكويت" (39 فما بعدها)].



أرأيت أيها القارئ الكريم لو لم يتأثر كل من الرشيد والقناعي والشيخ ناصر المبارك بهذه الكتب المباركة- كتب ابن تيمية وتلميذه ابن القيم- هل ستقوم النهضة العلمية، وهل سنرى التسامح والاجتماع والتوافق بين الناس؟!


وهل سنرى الوسطية الحقة التي تمثل التمسك بهذا الدين، و الحرص على ما يدفع الأمة نحو التطور والتقدم في شتى المجالات؟ والتي لم يحتج علماؤنا في ذلك الزمان إلى استقدام أحد من الخارج لينهب أموالنا ويفسد عقول شبابنا كما فعلنا نحن الآن!!


أرأيتم لو كانت هذه الكتب ممنوعة أو لم تصل إلى هذه البلاد المباركة منذ القدم كيف سيكون هذا الفكر الوسطي؟!


إن من رد الجميل لأهله أن نحرص نحن ورثة علوم هؤلاء العلماء الأجلاء على نشر هذه الكتب- كتب ابن تيمية- وبثها بين الناس، حتى نصل للوسطية الحقيقية، ونكون في المقدمة في الرقي والتقدم، والحرص على كل ما هو جديد ونافع.



وللحديث بقية...


تاريخ النشر 06/10/2008
صفحة الإبانة
جربدة الوطن (الكويت)
 
شيخ الإسلام ابن تيمِيَّة في تاريخ الكويت (3)






نواصل حديثنا السابق حول عناية علماء الكويت بتراث الإمام ابن تيمية، فنقول:


ومن علماء الكويت الذين اعتنوا بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية عناية بالغة، وأثنوا عليه ثناء عطراً الشيخ العلامة مؤرخ الكويت عبد العزيز الرشيد رحمه الله (ت: 1356هـ)، فلقد تأثر به تأثراً بالغاً، وكلام الرشيد في ابن تيمية لا يكاد يُحصى، نذكر منه بعضه مما يُستدل به على باقيه.




فمنه قول الرشيد: "وشيخ الإسلام -ابن تيمية- هو مِن أجلِّ عُلماءِ الشَّرع الوَاقِفِينَ عِندَ حُدُودِهِ، والمتَمَسِّكين بنُصُوصِهِ". ["مجلة الكويت"(2/13)].



وذَكَرَ أنه مِن: "علماء الإسلام المُتَقَدِّمين الذين كرَّسوا كثيراً مِن أوقاتهم لدرس الفلسفة ليعرفوا عيوبها وموضع الضعف منها"[المصدر السابق (1/432)].



وقال عنه: "كان -والحقُّ يُقال- من السُّيُوفِ المَسْلُولَـةِ على الزَّائِغِيـنَ والمُلْحِدينَ، كما يَعْرِفُهُ مَن درسَ كُتبه ومؤلفاته المُمْتِعة والنَّفيسة"[مجلة "الكويت" (2/174)].




وقال في معرض ردِّه على أحد المبتدعة ممن طعن في شيخ الإسلام ونرسله لذيَّاك الكاتب وعمدته البوطي:
"ثم يُقالَ له أيضاً إنَّكَ بتهَجُّمِكَ على شيخ الإسلام ابن تيمية وتلامذته المُحَقِّقين في مِثلِ هذا اليوم الذي تَبَيَّنت فيه حقائقهم الناصِعة للصَّغير والكبير قد جئتَ مُتَأَخِّراً وفي يومٍ لَمْ يعد لإثارَتِكَ العواصف حولهم بالذي يُجديك نفعاً وفائدةً؟ فقد انتشرت مؤلفاتهم النَّفيسة التي عَلِمَ كُلُّ مُنْصِفٍ كان يعتَقِدُ فيهم السوء قبل أن يَطَّلِعَ عليها أنَّهُ على خطأ فيما قاله فيهم واعتقده فتاب إلى الله وسَأَلَهُ العفو والصفحَ.

جئتَ "يا أستاذ" ! في وقتٍ غير مُلائِمٍ لنشر أضاليلك والاغترار بأباطيلك وقد أصبحَ شيخُ الإسلام فيه لا يُذْكَرُ إلاَّ بِكُلِّ تجلَّةٍ واحتِرَام، وكادَتْ كَلِمَةُ الكُلِّ تَتَّفِقُ على أنه هو عالِمُ الإسلام الفَذِّ وسيفهُ البتَّار الذي يقطع به عُنق كُلّ مُبتَدِعٍ ضَالٍّ، وهذا قليلٌ في حقِّ رَجُلٍ كانت مؤلفاته الغالية هي النبراس الذي سارَ على ضوئِهِ مُعَلِّمُو هذا العصر في هَدِّ كُلِّ بدعةٍ أُلْصِقَتْ بالدِّين، وحَلِّ كُلِّ إشكالٍ وُجِّهَ إليه وإلى تعاليمه المُقَدَّسة". [ "مجلة الكويت"(2/348)، الجزء (8، 9) سنة (134:cool:].




وقال عن عِلْمِ شيخ الإسلام ابن تيمية وتحريره للمسائل في رُدُودِهِ على أهل البدع:
"أوتِـيَ شيخُ الإسلام قُوَّةً في الحُجَّةِ بحيث يستجمع الردّ من جميع نواحيه الذي لا يترك للخصمِ مجالاً للقول ولا وسيلة لإبطال ما يُدْلي به مِن بُرْهَان، فتراهُ يتناول الموضوعَ مِن عِدَّةِ وُجوهٍ منها ما هو مُسَلَّمٌ عندَ الخَصْمِ تسليماً لا مَفَرَّ منهُ، ومنها ما هو دليلٌ عقليٌّ يخدشُ في إدراكِ مَن يرتابُ فيه أو يُكابِرُ في التَّسليم به، ويأتي في خلالِ ذلكَ كُلِّهِ بِشَواهِد ومتابعات من الأحاديث التي يرويها أهل السُّنة أنفسهم، وقلَّمَا يستقل في الاحتجاج بما يروي عنهم دون غيرهم، إلاَّ ما كان قوي الثبوت بحيث يستوي في التصديق بصحتهِ الموافق والمخالف". [المصدر السابق (2/345)، الجزء (8، 9) عام (134:cool:]



وقال عنه إنه مِن "أعلام الأُمَّةِ المُجَدِّدين".[المصدر السابق (2/345)، الجزء (8، 9) عام (1348هـ)]




وكُلَّمَـا مَـرَّ ذِكْرُ ابن تيمية قال عنه: "شيخ الإسلام". [انظر مواضع ذلك في "أمراء وعلماء من الكويت"(79)].



وقال عنه إنَّهُ مِن "أَئِمَّةِ السُّنةِ الكِبَار".



وإجلال الرشيد لابن تيمية أكثر من أن تحصيه هذه المقالة.. بل كثير من مسائل الاعتقاد كالتوسل والاستغاثة وغيرها عمدة الرشيد هو ابن تيمية..




وقال في ثنائه على "منهاج السنة" - في أثناء ردِّه على مهدي القزويني-: "منهاج السُّنة" لشيخ الإسلام ابن تيمية ذلك الكتاب الذي لَـمْ يُؤَلَّفْ نظيرهُ إلى هذا اليوم". [" الكويت والعراقي" العدد الأول، جمادى الأولى (1350هـ) (31)].




واستوطن الكويت رجل يقال له مهدي القزويني كان ممن أثار الفتنة بكلامه في ابن تيمية كما أثارها ذيَّاك الكاتب، وألف كتاب "منهاج الشريعة" ردَّ فيه على شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: "منهاج السنة النبوية في الرد على الرافضة القدرية" واطَّلع عليه الشيخ الرشيد استاءَ مما خطَّه القزويني لا سيما طعنه في ابن تيمية الذي يعدّه الرشيد مِن "أئِمَّة السُّنةِ الكِبَار" [ " الكويت والعراقي" العدد الأول، ص(31)، و"الرشيد وثلاث مجلات"(91)].




فهل سَكَتَ الشيخ الرشيد؟ كلاَّ ! وكيف يسكت وهو يعرف موقف أهل السُّنة مِن أهل البدع، وهو يعرفُ وجوب نُصرة الحق على القادر؟!





فقام بواجبه تجاه الحق وأهله فكتب رسالته: "الرد على منهاج الشريعة" وذلك عام (1350هـ) الموافــق (1929م تقريباً) ونشر شيئاً منها في جريدتـــه "التوحيد" ومجلة " الكويت والعراقي". [ "التوحيد" العدد الثاني ص (3)، و"الكويت والعراقي" العدد الأول (جمادى الأولى 1350هـ) (31-32)].





ويقول الشيخ الرشيد في ردِّهِ عليه:
" أَمَّا أنا فسوفَ لا أُحاكِمُه إلاَّ إلى الحقِّ والإنصاف، وستكون منازلتي إياه على صفحات "الكويت والعراقي":

أولاً: بنشر ما أَرُدُّ به عليه على حدته.

ثانياً: متجنِّباً كل ما سلكه في ردِّه مِن طرف التلبيس والتدليس والكذب والغش، ولا أقول إلاَّ كما قال الشاعر:

وكلت للخـل كما كال لي

على وفاء الكيل أو بخسه

فلي شرف يحميني من الافتراء، وصولته بسيف الحقِّ تمنعني من التَّلبيس، وضَمِيرٌ لا يرتاحُ إلاَّ إلى الحقيقة، وما كانَ لي أن أستعيضَ بهذه الدُّرر الزاهرة قطعاً من الخزف البالي، وستكون طريقتي في الردِّ عليه بسردِ عبارَتِهِ بلفظها أولاً، ثم بالردِّ عليه ثانياً. وهذه فوائد أقَدِّمُها قبل الشروع بالمقصود ليستبين بها المرءُ خطّة المؤلف الهوجاء في ردِّهِ، وينظر مَن قرءها ما في طيَّاته مِن حُجَجٍ وبـراهين والله المستعان على ما تَصِفُون".
[ "الكويت والعراقي" العدد الأول جمادى الأولى (1350هـ) (31-32)].



ومن أراد معرفة خبر هذا القزويني فلينظر "أمراء وعلماء"(214).



وهذا الكتاب الذي أطال الرشيد في الدفاع عنه يمنع اليوم من بيعه في المكتبات التجارية بقرار من وزارة الإعلام!!!



ولم نر أن الرشيد أو أحداً من علماء الكويت الذين قرأوا هذا الكتاب تطرفوا أو كفَّروا، ولكن المنع لأجل....؟!!



وكان الرشيد يوماً في مجلس الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- فدار الكلام حول طباعَةِ كُتُبِ السَّلف وعظم نفع ذلك، ثم

قال الرشيد: "وثمَّةَ كتابٌ آخر جليل لو أَعَرْتُمُوهُ اهتمامكم ولَفَتْمُ نظركم الكريم إليه وإلى طبعه لكنتُم تَخْدِمون الإسلام والسُّنة خِدمةً تكسبونها بها قوة في سبيل الحق لا تُغلب".


فقال الملك عبد العزيز: ما هو ذلك الكتاب الذي تعنيه؟

قلتُ -الرشيد-: هو تفسيرُ شيخ الإسلام ابن تيمية الذي لا يعدِلهُ تفسيرٌ آخر، والذي يُمَثِّلُ لنا الدينَ الحق، سالِـماً مِن شوائب البدع والخُرافات ".[مجلة "الكويت" المجلد الثاني، الجزء (10) شوال (1348هـ ) (2/381)].




قلتُ: ولا يعرفُ الفضل لأهل الفضلِ إلاَّ ذوو الفضل.

وفي كلامه في مسألة "الاستغاثة بغير الله" وردِّه على الدجوي قال: " وإذا تريد الزميلة الغراء [مجلة العرب] الزيادة والتفصيل فما عليها إلاَّ أن تنتظر الأعداد الآتية من مجلة "الكويت والعراقـي" بعد إمعانها النظر في كِتَابَيْ "الاستغاثة" و"الزيارة" لشيخ الإسلام ابن تيمية: -الَّذَيْنِ طَبَعهما الملك عبد العزيز على نفقته وأَوْقَفَهُما لله تعالى- فمن قرأهما يعرف المنصِف مقدار تهافت الأستاذ الدجوي في بحثه الذي تكلَّف فيه ستر الشمس في رائعة النهار". [ "الكويت والعراقي" العدد الثاني جمادى الثانية (1350هـ) ص (29)].



هذه بعض كلمات الشيخ الرشيد في حق ابن تيمية وهذا هو موقفه منه ومن كتبه وهذا ما سار عليه علماء هذا البلد المبارك.


رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئناً واحفظه من أهل الفتن والشغب ودعاة الفتن...



وللحديث بقية...



دغش بن شبيب العجمي


تاريخ النشر 13/10/2008
صفحة الإبانة
جريدة الوطن (الكويت)



.
.
.
.
.


شيخ الإسلام ابن تيمية في تاريخ الكويت (4)





نواصل حديثنا السابق حول عناية علماء الكويت بتراث الإمام ابن تيمية، فنقول:

* ومنهم الشيخ محمد أمين الشنقيطي (ت: 1351هـ) العالم الذي وفد إلى الكويت وقام أهل الكويت بإكرامه وإجلاله وإنزاله المحل اللائق به، فقد كان متأثرا بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وكتب الإمام ابن القيم، والإمام محمد بن عبدالوهاب، ومناصراً لمنهجهم وعقيدتهم المباركة رحمهم الله. [انظر: «علماء الكويت وأعلامها»(694-693)].


* ومن أهل العلم في الكويت الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السند(ت:1397هـ)كان محبا لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، ومطلعا عليها، وكثير الاستفادة منها، حتى إنه كان يصيغ مجالسه وخطبه من كتب ابن تيمية، وفي «مجالس رمضان» في المجلس الأول جعله بعنوان «توحيد الله تعالى» لخصه من «الواسطية» لابن تيمية. [انظر «مجالس رمضان» تأليفه ص(8-5)].


وكان يقول عن ابن تيمية: «شيخ الإسلام». [الأحكام المفيدة من الأقوال السديدة» (150)].



* ومنهم الشيخ محمد بن عبدالمحسن الدعيج (ت: 1396هـ) فقد كان يعد ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب من بقايا السلف كما في رسالته للشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي (ت:1376هـ) فقال السعدي في جوابه على رسالة الدعيج: «وأما ما ذكرت أن شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وأصحابهما، والشيخ محمد بن عبدالوهاب هم بقايا السلف، فهؤلاء لاشك أنهم على طريقة السلف الخالصة، وأن كتبهم هي التي لا يمكن في هذا الوقت ولا ما قبله أنفع منها وبها السبب الوحيد إلى سلوك مذهب السلف، مع أن غيرهم من أهل العلم والدين في بقية الأمصار والأعصار لهم مساع مشكورة، وأعمال مبرورة، وهم يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما» [«الأجوبة السعدية عن المسائل الكويتية» جمع ودراسة د.وليد المنيس (122)].



* ومنهم ابن العلم والعلماء: الشيخ عبد الوهاب بن عبدالرحمن بن محمد الفارس رحمه الله (1403هـ).

فقد كان مغرما بكتب شيخ الإسلام، ونسخ شيئا منها، فمن ذلك رسالة في «إثبات صفة استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه». [علماء آل فارس في الكويت» للأخ الفاضل فارس بن عبدالرحمن الفارس). (132-130، 146-145)

قال الشيخ عبدالله البسام- رحمه الله- في ترجمته: «وكان له رغبة وولع في كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم، فقد قرأ رسائلهما، وما جمع من فتاوى شيخ الإسلام، حتى صار يختار من أقوال العلماء أقربها إلى الدليل». [علماء نجد» (44/5)].

وكان الشيخ الفارس يقول: «مثل ابن تيمية في العلماء كالبدر في نجوم السماء» [«علماء آل فارس في الكويت» (132)].



* ومن علماء الكويت المهتمين بتراث ابن تيمية الشيخ العلامة محمد بن سليمان الجراح- رحمه الله- (ت:1417هـ). فقد كانت له عناية عظيمة بكتب شيخ الإسلام، ويرى أن من أعرض عن كتبه فلا يسلم من غمز في عقيدته، حتى قال إن من لم يقرأ كتبه «مهما بلغ من العلم لا يخلو من بدع وخرافات يعتقدها دينا». [«عالم الكويت وفقيهها ابن جراح» للدكتور وليد المنيس (199)].


وسُئل عن كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم؟ فقال: «على العين والرأس (وأشار إلى عينيه ورأسه بيده رحمه الله) الذي لا يقرأهما لا يخلو من بدعة إلا ما شاء الله» [«مجلة المشكاة» المجلد الأول، الجزء الأول ص (162)].

وسُئل الشيخ ابن جراح عن كتب العقيدة التي ينصح بها فقال: «الواسطية [لابن تيمية]، ولها شروح كثيرة مثل: شرح الشيخ صالح الفوزان، وهو شرح جيد».

ثم قال له السائل: ما رأيك بكتب الكلام؟ مثل جوهرة التوحيد؟

فقال: «علم الكلام ليس من العقيدة، خارج عن الكتاب والسُنة، وهل دخلت الضلالات والفتن والبدع إلا من علم الكلام.. هذا الدين يؤخذ من الكتاب والسُنة» [المصدر السابق (161 - 162)»].

وفي خطاب شُكر منه للشيخ العلامة عبدالله بن حميد (ت: 1402هـ) على إهدائه اياه كتابا لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو «بيان تلبيس الجهمية» قال: «... ولا تسأل عن سروري بها، لأني مشغوف بحب قراءة مؤلفات هذا الإمام الجليل، وكذلك مؤلفات تلميذه الإمام المحقق ابن القيم رحمهما الله ورضي عنهما.

وأعتقد ان من لم يقرأ في هذا الزمان شيئا من مؤلفات الشيخين مهما بلغ من العلم لا يخلو من بدع وخرافات يعتقدها دينا، والدين بريء منها إلا ما شاء الله». «عالم الكويت وفقيهها الشيخ محمد الجراح» (199)].



وبعد، فهذا غيض من فيض حرصهم على مؤلفات ابن تيمية، وثنائهم على مؤلفاته، وحفاوتهم بها مما ينبئك عن مدى خطأ وضلال من يطعن في شيخ الاسلام ويقلل من شأنه وانه قد اتى بما يخالف ما عليه علماء هذه البلاد.



تنبيه:
ذكر أحد كتاب الأعمدة في صحيفة «الوطن» (2008/10/6 م) أن مؤسس الدعوة السلفية في الكويت هو أحد الوافدين!!
ثم رد عليه أحد الكٌتاب قائلا ان مؤسسها هم فلان وفلان من المنتمين لاحدى الجمعيات الخيرية الحزبية،
والصواب الذي لا محيد عنه والذي يعرفه كل من قرأ تاريخ الكويت ان الدعوة السلفية موجودة قبلهم بعقود إن لم تكن بقرون! فأين الشيخ عبدالجليل الطبطبائي (ت:1270هـ) والشيخ محمد بن فارس (ت: 1326 هـ)، والشيخ ابن دحيان (ت:1349هـ) والشيخ عبدالعزيز الرشيد (ت: 1356هـ) والعتيقي (ت: 1388هـ) والسند والدعيج والجراح وغيرهم هل هؤلاء لم يعرفوا السلفية حتى أتى هذا الرجل أو جاءت هذه الجمعية فأقاموا الدعوة السلفية؟!!



وهل يتبع السابق اللاحق، وهل كان أهل الكويت على البدعة والمخالفة حتى انشأ هذا الرجل الدعوة المباركة؟!




الصواب أن يقال ان هذا الرجل وهذه الجمعية هم الذين انشأوا الدعوة السياسية التي اتخذت السلفية شعارا لها، فهي عبارة عن خليط من بعض عقائد السلف ومناهج الاخوان المسلمين وبعض الاحزاب السياسية المعاصرة والله أعلم.




كتب
دغش بن شبيب العجمي


تاريخ النشر 20/10/2008

صفحة الإبانة
جريدة الوطن (الكويت)
 
الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (7)



دغش بن شبيب العجمي


لا يزال حديثنا متصلاً حول موقف علماء الكويت المباركين من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب فنقول: ومن علماء الكويت المناصرين للإمام محمد بن عبد الوهاب والمدافعين عنه والسالكين طريقته الشيخ عبد العزيز الرشيد مؤرخ الكويت وعالمها في زمانه ومحيي الثقافة فيها ورائد التعليم.
كان الشيخ عبد العزيز الرشيد يُطلق على الإمام ابن عبد الوهاب لقب: «المُصْلِح الشَّهير». ، وقال عنه في موضعٍ آخر إنه: «شيخ الإسلام». . وقال عنه وعن أتباعه في سلسلة دفاعه عنهم بأنهم: «يذبُّون عن بيضةِ الإسلام، ويُنافِحُونَ عن حوزته»، وأنهم مِن: «الموَحِّدين وأعدَاء المبْتَدِعين» .
وعرضَ مقالاً في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأحد الكتاب ثم علَّق عليه في ثلاث صفحاتٍ متكاملة مُدافِعاً عن دعوة الشيخ فكان مما قال: «نعم. إنَّ للوهابيين عقائدهم وإن أنكرها عليهم خصومهم أو بالأحرى خُصومُ الحقِّ، وعادوهم مِن أجلِها فهم ثابتونَ عليها ثبوتَ الجبال الرَّواسي التي لا تتزعزع» ثم ذَكَرَ حَضّهم على «اتباع خُطُوَاتِ السَّلف أينما ساروا وذهبوا، ومعاداة المارقين من الدِّين إلى غيرها مما يفتخرون به...» ثُمَّ بَرَّأَ ساحَتَهُم مِمَّا رَمَاهُمْ به أهلُ الضَّلال مِن أنهم يُكَفِّرُونَ المسلمين، ولا يُحِبُّونَ النبي صلى الله عليه وسلم ! ولا يصلون عليه، وذكر قصة الجبالي ـ ستأتي قريباً - وذكر أنها: «كلها مِن الكذب الذي لا يَحِلُّ لمسلم يَخَافُ رَبَّهُ أنْ يُصْغِي له، مهما كانت منزلةُ مُفْتَريه في النفوس، ومهما كانت درجته في العلم والمعرفة...والواقع أنَّ مَن يرغب في الوقوف على عقائد القوم التي يدينون الله بها، فلا بُدَّ أن يَصِلَ إلى نتيجةٍ لا نِسْبَةَ بينها وبين ما كان يسمعه عنهم، أو يقرأه في كُتُب خصومهم إذا ما استصحَبَ الإنصاف في بحثهِ، ونبذَ التَّعصبَ خَلفَ ظهرهِ... نتيجة يندَهِشُ لها اندِهاشه ممن صرَّفتهم يدُ السِّياسة كيفما تهوى، وتزيد في الافتراء عليهم. والشواهد على هذه الحقيقة تفوت العَدَّ والحصرَ...
والخُلاصة، نَرْجُو مِن الكُتَّاب الذينَ يَعْشَقُونَ الحقائق هنا وهناك أن يتريَّثوا فيما يكتبون، ولا يتعجَّلوا فيما ينسبون، ولا يُصَدِّقُوا أقوالاً مبنيَّة على الغَرَضِ والهَوَى، فالله تعالى يقول: *ولا تقفُ ما ليسَ لكَ به علم إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤاد كلُّ أولئكَ كان عنه مسؤولاً * .
وأخصُّ بهذا الرَّجاء بعض الشخصيات البارزة في العرب... في هذه الدِّيار ممن خَرَطُوا أهل نجدٍ في سِلكِ مَن يجبُ التَّحذير منهم لابتِدَاعِهِم !! وبعض الصحافة الأندونوسية التي لَـمْ تَزَلْ إلى هذه الساعة تَنْشُرُ عن أهل نجد مِن الأكاذيب ما يُشَوِّهُ سمعةَ أَرْبَابِها، مُعْتَمِدة فيما تصولُ به وتَجُولُ على ما أودعه السيد أحمد زيني دحلان مؤلفاته التي كُنَّا ظننا أن وقتَ الانخداع بها قد ذهب، وأننا لم نعد في حاجة إلى إقامة البراهين على كذبها.
أقول هذا مع استعدادي التام لِكَشْفِ كُلِّ شُبْهَةٍ تُخَالِجُ البعضَ في عقائدِ القوم، وأنهم لَيْسُوا مِن أهل السُّنةِ والجماعةِ، سواءٌ بالقلم أو باللسان، وسآتي - إن شاء الله- في الأعداد الآتية في هذه السَّنة، والسَّنة التي تليها بترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ترجمة وافية، وبيان منشأ دعوته وحقيقتها وأسبابها، مع التنبيه على الأخطاء التي يقع فيها كثيرٌ مِن الكُتَّاب في هذا الموضوع، مؤمِّلاً أن يكون له أثــره الحسَن في رفـعِ الغِطاء عن الأبصار والأذهان» انتهى كلامه .
وقال في ردِّه على يوسف الدَّجوي الذي طعن في علماء نجد السلفيين: «فعَسَى أنْ يَكُفَّ حضرَتَهُ في التَّمادي في هذا الميدان، وينظر إلى المصلحة الإسلامية العامة، ويمسك قلمه عن التَّحرش بقومٍ لا ذنبَ لهم إلاَّ إخلاص الدِّين لله، وتمسكهم بكتابه وصحيح سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم» .
وقال له: «وأخيراً نرجو من الأستاذ أن يتفكر في عاقبة ما يكتبه وفي المصلحة التي تؤول إليه وإلى دينه، وأن يُوجِّه نَظَرَهُ - إن كان ذا غَيْرَةٍ صادقة- إلى ما في كثيرٍ مِن الأقطار الإسلاميَّة اليوم من إلحادٍ مَشين، وفساد في الأخلاق مُحزن، وانحلال في الدِّين مريع، وليَتْرُك التَّحرّش بقومٍ طهَّروا بلادهم من هاتيك الأرجاس، وجعلوا للدِّين حُكمه الفاصل بين صغيرهم وكبيرهم، ورَفَعُوا للأخلاق الطاهرة في رُبُوعهم قصراً مشمخراً تفيء إلى ظِلاله الوارف». مجلة «الكويت والعراقي» العدد الثالث، رجب (1350هـ) ص (131)]
وقال عن علماء نجد: «حماة الدِّين».
أقول: رحم الله الرشيد وأثابه الجنة، فإنه حمل همَّ هذه الدعوة معه أينما حل وارتحل، وكان مجاهداً ومناضلاً عنها.
وفي العدد السابع من «الكويت والعراقي» وقفَ وقفة المُدافع عن كل ما يُقال عن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، ونشر مقالاً في الدفاع عن الشيخ.
وله ثناءٌ آخر عَطِرٌ على علماء نجد فمنه قوله لَـمَّا ذَكَرَ رحمه الله حادثة «السّبلة» وفتاوى أهل العلم في وقتها ونصيحتهم للإخوان فقال عن هذه الفتاوى: «فتاوى شرعِيَّة مِن علماء «نجد» الفضلاء... وَلَـمَّا لَـمْ تَفِدْ معهم تلك الفتاوى الثمينة شيئاً عقد جلالته مؤتمراً في الرياض حَضَرَهُ عُلماءُ نجدٍ المحقِّقُون...أمَّا العلماء فأبدوا آراءهم بين يدي جلالته في هذا المؤتمر بصراحة لا شائبة فيها تدلُّ على ما للدِّين مِن سُلطَةٍ عظيمةٍ في نفوسهم الزَّكيَّة وعلى نفس جلالة الملك أيضاً في إصغائه لِـمَا وُجِّهَ إليه من انتقاد من غير أن تأخذه العِزَّة بالإثم فيصير مُسْتَكْبِراً عن سماع الحق كما هو شأن كثيرٍ مِن ملوك اليوم». .
أيها القارئ الكريم لم ينته كلام الرشيد فكن معنا في الحلقة القادمة ضمن هذه السلسلة المباركة..






تاريخ النشر 26/01/2009



.
.
.
.



الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت(7) مؤرخ الكويت الشيخ عبدالعزيز الرشيد كان من المناصرين لـ »بن عبدالوهاب«



دغش بن شبيب العجمي


* لا يزال حديثنا متصلاً حول موقف علماء الكويت المباركين من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب فنقول: ومن علماء الكويت المناصرين للإمام محمد بن عبد الوهاب والمدافعين عنه والسالكين طريقته الشيخ عبد العزيز الرشيد مؤرخ الكويت وعالمها في زمانه ومحي الثقافة فيها ورائد التعليم.
كان الشيخ عبد العزيز الرشيد يُطلق على الإمام ابن عبد الوهاب لقب: »المُصْلِح الشَّهير«. [»مجلة الكويت« المجلد الأول، الجزء (1) (1346هـ) (1/20)]
وقال عنه في موضعٍ آخر إنه: »شيخ الإسلام«. [»مجلة الكويت« المجلد الثاني، الجزء (10) (1348هـ) (2/377)، و»مجلة التوحيد« العدد الثاني (1351هـ) ص (8)]
وقال عنه وعن أتباعه في سلسلة دفاعه عنهم بأنهم: »يذبُّون عن بيضةِ الإسلام، ويُنافِحُونَ عن حوزته«، وأنهم مِن: »الموَحِّدين وأعدَاء المبْتَدِعين« [»التوحيد« العـدد السابع (1352هـ) (1933م) ص (6)].
وعرضَ مقالاً في ترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأحد الكتاب ثم علَّق عليه في ثلاث صفحاتٍ متكاملة مُدافِعاً عن دعوة الشيخ فكان مما قال: »نعم. إنَّ للوهابيين عقائدهم وإن أنكرها عليهم خصومهم أو بالأحرى خُصومُ الحقِّ، وعادوهم مِن أجلِها فهم ثابتونَ عليها ثبوتَ الجبال الرَّواسي التي لا تتزعزع« ثم ذَكَرَ حَضّهم على »اتباع خُطُوَاتِ السَّلف أينما ساروا وذهبوا، ومعاداة المارقين من الدِّين إلى غيرها مما يفتخرون به...« ثُمَّ بَرَّأَ ساحَتَهُم مِمَّا رَمَاهُمْ به أهلُ الضَّلال مِن أنهم يُكَفِّرُونَ المسلمين، ولا يُحِبُّونَ النبي صلى الله عليه وسلم! ولا يصلون عليه، وذكر قصة الجبالي- ستأتي قريباً - وذكر أنها: »كلها مِن الكذب الذي لا يَحِلُّ لمسلم يَخَافُ رَبَّهُ أنْ يُصْغِي له، مهما كانت منزلةُ مُفْتَريه في النفوس، ومهما كانت درجته في العلم والمعرفة.
والواقع أنَّ مَن يرغب في الوقوف على عقائد القوم التي يدينون الله بها، فلا بُدَّ أن يَصِلَ إلى نتيجةٍ لا نِسْبَةَ بينها وبين ما كان يسمعه عنهم، أو يقرأه في كُتُب خصومهم إذا ما استصحَبَ الإنصاف في بحثهِ، ونبذَ التَّعصبَ خَلفَ ظهرهِ... نتيجة يندَهِشُ لها اندِهاشه ممن صرَّفتهم يدُ السِّياسة كيفما تهوى، وتزيد في الافتراء عليهم.
والشواهد على هذه الحقيقة تفوت العَدَّ والحصرَ...
والخُلاصة، نَرْجُو مِن الكُتَّاب الذينَ يَعْشَقُونَ الحقائق هنا وهناك أن يتريَّثوا فيما يكتبون، ولا يتعجَّلوا فيما ينسبون، ولا يُصَدِّقُوا أقوالاً مبنيَّة على الغَرَضِ والهَوَى، فالله تعالى يقول: *ولا تقفُ ما ليسَ لكَ به علم إنَّ السمعَ والبصرَ والفؤاد كلُّ أولئكَ كان عنه مسؤولاً* [الإسراء: 36].
وأخصُّ بهذا الرَّجاء بعض الشخصيات البارزة في العرب... في هذه الدِّيار ممن خَرَطُوا أهل نجدٍ في سِلكِ مَن يجبُ التَّحذير منهم لابتِدَاعِهِم !! وبعض الصحافة الأندونوسية التي لَـمْ تَزَلْ إلى هذه الساعة تَنْشُرُ عن أهل نجد مِن الأكاذيب ما يُشَوِّهُ سمعةَ أَرْبَابِها، مُعْتَمِدة فيما تصولُ به وتَجُولُ على ما أودعه السيد أحمد زيني دحلان مؤلفاته التي كُنَّا ظننا أن وقتَ الانخداع بها قد ذهب، وأننا لم نعد في حاجة إلى إقامة البراهين على كذبها.
أقول هذا مع استعدادي التام لِكَشْفِ كُلِّ شُبْهَةٍ تُخَالِجُ البعضَ في عقائدِ القوم، وأنهم لَيْسُوا مِن أهل السُّنةِ والجماعةِ، سواءٌ بالقلم أو باللسان، وسآتي -إن شاء الله- في الأعداد الآتية في هذه السَّنة، والسَّنة التي تليها بترجمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ترجمة وافية، وبيان منشأ دعوته وحقيقتها وأسبابها، مع التنبيه على الأخطاء التي يقع فيها كثيرٌ مِن الكُتَّاب في هذا الموضوع، مؤمِّلاً أن يكون له أثــره الحسَن في رفـعِ الغِطاء عن الأبصار والأذهان« انتهى كلامه [»الصحافة وروادها في الكويت: عبد العزيز الرشيد وثلاث مجلات« لعبد الفتاح مليجي (82-84) باختصار].
وقال في ردِّه على يوسف الدَّجوي الذي طعن في علماء نجد السلفيين: »فعَسَى أنْ يَكُفَّ حضرَتَهُ في التَّمادي في هذا الميدان، وينظر إلى المصلحة الإسلامية العامة، ويمسك قلمه عن التَّحرش بقومٍ لا ذنبَ لهم إلاَّ إخلاص الدِّين لله، وتمسكهم بكتابه وصحيح سنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم«. [مجلة »الكويت والعراقي« العدد الأول، جمادى الأولى (1350-) (33)].
وقال له: »وأخيراً نرجو من الأستاذ أن يفتكر في عاقبة ما يكتبه وفي المصلحة التي تؤول إليه وإلى دينه، وأن يُوجِّه نَظَرَهُ -إن كان ذا غَيْرَةٍ صادقة- إلى ما في كثيرٍ مِن الأقطار الإسلاميَّة اليوم من إلحادٍ مَشين، وفساد في الأخلاق مُحزن، وانحلال في الدِّين مريع، وليَتْرُك التَّحرّش بقومٍ طهَّروا بلادهم من هاتيك الأرجاس، وجعلوا للدِّين حُكمه الفاصل بين صغيرهم وكبيرهم، ورَفَعُوا للأخلاق الطاهرة في رُبُوعهم قصراً مشمخراً تفيء إلى ظِلاله الوارف«. مجلة »الكويت والعراقي« العدد الثالث، رجب (1350-) ص (131)]، وقال عن علماء نجد: »حماة الدِّين«. [المصدر السابق ص (128)].
أقول: رحم الله الرشيد وأثابه الجنة، فإنه حمل همَّ هذه الدعوة معه أينما حل وارتحل، وكان مجاهداً ومناضلاً عنها.
وفي العدد السابع من »الكويت والعراقي« وقفَ وقفة المُدافع عن كل ما يُقال عن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، ونشر مقالاً في الدفاع عن الشيخ. [»عبد العزيز الرشيد وثلاث مجلاَّت« (81)].
وله ثناءٌ آخر عَطِرٌ على علماء نجد فمنه قوله لَـمَّا ذَكَرَ رحمه الله حادثة »السّبلة« وفتاوى أهل العلم في وقتها ونصيحتهم للإخوان فقال عن هذه الفتاوى: »فتاوى شرعِيَّة مِن علماء »نجد« الفضلاء... وَلَـمَّا لَـمْ تَفِدْ معهم تلك الفتاوى الثمينة شيئاً عقد جلالته مؤتمراً في الرياض حَضَرَهُ عُلماءُ نجدٍ المحقِّقُون، أمَّا العلماء فأبدوا آراءهم بين يدي جلالته في هذا المؤتمر بصراحة لا شائبة فيها تدلُّ على ما للدِّين مِن سُلطَةٍ عظيمةٍ في نفوسهم الزَّكيَّة وعلى نفس جلالة الملك أيضاً في إصغائه لِـمَا وُجِّهَ إليه من انتقاد من غير أن تأخذه العِزَّة بالإثم فيصير مُسْتَكْبِراً عن سماع الحق كما هو شأن كثيرٍ مِن ملوك اليوم«. [مجلة »الكويت« المجلد الثاني، الجزء الأول، محرم (134:cool: (2/27-28)].
أيها القارئ الكريم لم ينته كلام الرشيد فكن معنا في الحلقة القادمة ضمن هذه السلسلة المباركة.



تاريخ النشر 09/02/2009







.
.
.
.



الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (8)



دغش بن شبيب العجمي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمَّا بعد :
فلا يزال حديثنا متصلاً حول مواقف الشيخ المؤرخ عبد العزيز الرشيد من دعوة الامام محمد بن عبد الوهاب، وقد ذكرنا بعض كلامه الذي أثنى فيه على الشيخ وعده من الأئمة وشيوخ الاسلام، وأثنى على علماء نجد لما عُرفوا به من نصرة الحق واتباعه، ويقول في موضع آخر في أثناء حديثه عن الملك عبد العزيز وما صَنَعَ ببلاده وثنائه عليه، ثم قال : »بل أنبأني بانصافِكَ أيُّ الأقطار الاسلامية يَصِحُّ أن تكون معقلاً لِتِلكَ الطائفة التي نَوَّهَ النبي صلى الله عليه وسلم عنها بقوله : »لا تَزَالُ طَائِفةٌ مِن أُمَّتي ظاهرينَ على الحَقِّ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، وَلاَ مَن خَذَلَهم حتى يأتيَ أمْرُ الله« [رواه مسلم] غير الأقطار التي شَملها حكمه وعمّها عدله وفضله سواء في نجد والحِجاز أو في غيره من البلاد حيثُ للحقِّ صولته، وللعَفافِ ابَّهَتَهُ، وللشَّرف معالمهُ، وللحميَّة الدِّينية أهلها، لا بِغاء، ولا قانون، ولا خمر، ولا قمار، ولا تهَتُّك، ولا خلاعة، ولا شِرك، ولا الحاد، ولا فِسق، ولا فساد ؛ أحكامُ الشَّرع مصونة، وأركانه قائمة«. [»الكويت« المجلد الثاني، الجزء 6، 7 (1349- ) (2/252)].
ولأن الشيخ الرشيد كان من دُعاة التوحيد وممن يُحذِّرُ من الشرك قام عليه أهل الباطل فَلَمَزُوهُ بـ »الوَهَّابي« كما يقولون؟!
ففي عام (1349 هـ) حَجَّ الرشيد وقابل أحد علماء الأزهر وهو ابراهيم الجبالي، وكان محرراً في مجلة »نور الاسلام« التي تصدرها مشيخة الأزهر في مصر آنذاك، فاستأنس كل واحدٍ منهما بالآخر، غير أنَّ الشيخ الرشيد - كعادته في الصدع بالحق- عَتَبَ عليهم نشرهم لمقال ليوسـف الدَّجــوي الأزهري الذي كتب مقالاً ينسب للوهابيين أشياء هم بريئون منها كما يقول الشيخ الرشيد.
فقد اتهمهم الدجوي بأنهم يكفرون بالتوسل والاستغاثة بالموتى ويجعلونهما سواء، فلما سمع الجبالي عِتَابَ الرَّشيد قاله له إنه ذاته كان قبل مجيئه الى مكَّة قد سمع من أحد الحُجَّاج المصريين أنَّ الوهابيين يمنعون الناس حتى مِن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم !! ولكن سرعان ما عرف الجبالي بطلان هذا الاتهام حين سمعهم يجهرون بالصلاة عليه، وحين عاد الجبالي الى مصر، كتب في مجلة الأزهر ما يلي عن لقائه بالشيخ الرشيد : »لَـمَّا مَنَّ اللهُ عليَّ في هذا العام بالحج... كان مِن حُسنِ الحظ أن جمعتني المصادفات بِعَلَمٍ مِن أعلام الفضل، وعالم جليل يجمع الى عظيم الذكاء، عظيم الانصاف والغيرة على جمع شتات المسلمين، والرَّغبة في توحيد كلمتهم... ولقد بدأ الكلام معي في العتب على فضيلة الأستاذ المحقق يوسف الدَّجوي فيما نَسَبَهُ للوهابيين من تكفيرهم بالتوسل والاستغاثة بالموتى. فقد زعم الأستاذ أنهم يسوون بين الاستغاثة والتوسل في الانكار، وليسَ الأمر كذلك عندهم فيه، وان لم يقولوا بالتوسل، لا ينكرونه انكارهم للاستغاثة بالموتى، وأن يطلب من الميت ما لا يقدر عليه. ولقد كان من حق الأستاذ [الدجوي? أن يفحص كلامهم ويتثبت مما يقولون قبل أن ينسب اليهم مَا نَسَبَ« [»مجلة نور الاسلام« العدد الثالث، السنة الثانية ربيع الأول (1350-) بواسطة »الشيخ الرشيد سيرة حياته« (233)].
عِندَها غَضِبَ الدَّجوي على الجبالي فكتب في العدد التالي من المجلة :»نقول لذلك العالـم الوهابـي...« ثم تكلم على الشيخ الرشيد والامام محمد بن عبد الوهاب مُطْلِقاً سلسلة اتهامات لا مجال لذكرها في هذا المقال، وقد ذكرناها في »أمراء وعلماء« وأجبنا عنها [ انظر ص (93) منه].
ولاَحِظْ هنا -أيها القارئ الكريم - أنهم يَرَوْنَ أنَّ الوهابية -السَّلفِيَّة- تُهمة عظيمة، ثم لاحِظْ اتهامه للشيخ بـ«الوهابية« ؛ لأَجْلِ أَنَّهُ أَنكَرَ الاستغاثةَ بأصحاب القبور لِتَعْرِفَ بعدها أَنَّنَا جميعاً »وهابيون« في نَظَرِ هؤلاء!
فَكُلُّ مَن قرَّرَ التوحيد على وجههِ الصَّحيح، وبيَّنَ أنَّهُ لا يُدْعَى الا الله، وأنَّ العبادات كلها تُصْـرَفُ لله، وأنـه لا يجوزُ لأحدٍ أن يستغيثَ أو يذبـح أو يدعو أهل القبور - كما هو مقرر في القرآن والسنة - فعندهم هو »وهـابـي« !!
وفي هذا أورَدَ الشيخ الرشيد قصيدة المـُلاَّ عِمـران الشَّافعي الفارسي (ت: 1280-) تحت عنوان »اعلانُ الحقِّ واجِبٌ« قال الملا عمران :
اِنْ كانَ تَابِــعُ أحْمـَــدٍ مُتَوَهِّبـاً
فأنَـا المُقِــرُّ بأَنَّنـي وَهَّـابي
أَنْفِي الشَّريـكَ عن الالـهِ فلـيسَ لي
ربٌّ سِوَى المُتَفَــرِّدِ الوَهَّابِ
لا قُبَّةٌ تُرْجَــى ولا وَثَـنٌ ولا
قَــبْرٌ لــه سَبَبٌ مِــن الأسْبابِ
كَلاَّ ولا شَجَرٌ ولاَ حَجَـرٌ ولاَ
عيْنٌ ولا نُصُبٌ مِنَ الأَنْصَابِ
أيضاً ولستُ مُعَلِّقاً لِتَمِيمَةٍ
أَوْ حَلْقَـةٍ أَوْ وَدْعَــةٍ أَوْ نـابِ
لِرَجَــاءِ نَفْـعٍ أوْ لِدَفْــعِ بَلِيَّــةٍ
اللهُ يَنْفَعُنـي ويَدْفَــعُ مَـا بــي
أَرْجُو بأنِّـي لا أُقاربُــــهُ ولا
أَرْضَـاهُ دِينــاً وهوَ غـيرُ صَوابِ
وَأُمِرُّ آياتِ الصِّفاتِ كَمَا أَتَتْ
بِخِلافِ كُلِّ مُأوِّلٍ مُرْتابِ
والاستِواءُ فــانَّ حَسْبي قُدْوَةً
فيه مقالُ السَّادَةِ الأقطابِ
كالشَّافعيِّ ومالِكٍ وأبي حنيـ
فةَ وابنِ حنبـل التَّقيِّ الأوَّابِ
وكَلامُ ربِّي لا أقولُ »عبـارةٌ«
كَمَقَالِ ذي التَّأويلِ في ذا البابِ
بل اِنَّهُ عـينُ الكلامِ أتى بهِ
جبريــلُ بنسَخُ حُكـمَ كُلِّ كِتابِ
هذا الذي جــاءَ الصَّحيحُ بِنَصِّهِ
وهو اعتِقَـادُ الآل والأصْحَابِ
وبِعصْرِنا مَـن جـاءَ مُعْتَقِــداً بـه
صاحُوا عليـــهِ مُجَسِّمٌ »وَهَّــابي«
قال الشيخ الرشيد معلِّقاً على هذه الأبيات : »هذه الأبياتُ مِن قصيدةٍ غراء للشيخ عمران بن رضوان صاحب »لنجة« احدى مُدن ايران على ساحل الخليج العربي قالها بعدَ أن تبيَّنَ له حقيقةُ ما يدعو اليهِ الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله مِن اخلاص العبادة لله تعالى وحده، وتَرْكِ عِبادَةِ مَا سِواهُ مِن كُلِّ معبودٍ، وأنه على ما كانَ عليه سلفُ الأمَّة وأئمتها في عقيدته وآرائه، وبعدَ أنْ رَمَاهُ أعداءُ الحقِّ بأنَّه وَهَّابي تنفيراً للناس منهُ وهكذا شأن المُغْرضِينَ في كلِّ عَصْر ومِصر مع المصلحين« [المصدر السابق ص (371)].
وفي خطبة له عند تأسيس نادٍ أدبـي في »بوقور« بأندونيسيا قال: »يقول البعض انه مشروعٌ وَهَّابـي فاحذَرُوهُ؟! ولا أدري على ماذا يستنِدُ هذا البعض في تنفيرهِ، الاَّ أن القائمينَ بهِ عُرِفُوا بمَيْلِهِم الى تنقِيَةِ الدِّين مِن زوان البدع، وأنهم لا يُحَكِّمون فيما شَجَرَ بينهم الاَّ كتاب الله وسنة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، فان كان تنفيرهم مِنهُ لهذا فَنَعَم انه مشروعٌ وهَّابـي حَقاً.
لقد ذَكَّرني رَمْيُ هذا النادي وأهله بـ»الوهَّابية« بما قاله الشيخ المكي بن عزوز رحمه الله لصديقنا الجليل الطَّيب العقبي صاحب جريدة »الاصلاح« الغراء فيها سنة (1331-) بعد أن ذَكَرَ له رميَ الناس في المدينة المنورة «الرشيد« بالوهابية اذ ذاكَ، قال رحمه الله بما معناه :
لقد أصبحَ كلّ مَن يدعو الى الكتاب والسُّنة والى التمسُّك بمذهب السَّلف الصالح، ويدعو الى طرحِ البدع من الدِّين يُنبَزُ بهذا اللَّقب الذي أصبَحَ عَلَماً خاصاً على كلِّ آخِذٍ بالحقِّ في جميع أحوالِهِ، فخصومُ »الوهَّابية« اليوم يُحاولونَ ذمَّهم بما هُوَ في الحقيقةِ مِن مَفَاخِرهِمْ التي يَجِبُ أن يُمْدَحُوا عليها«. »الكويت والعراقي« العدد السادس، شوال (1350-) ص (303-304).
وفي هذا يقـول الرشيد -أيضاً- : »والحقيقة أنَّ كُلَّ مَن تجنَّب التَّفَرّق والاخـتلاف، وأرادَ أن يتَّبــع رسول الله وخلفاءَهُ والسَّلف الصالح مِن الصَّحابة والتابعين، والأئمـة المجتهدين، فالقذيفــةُ الشيطانية في أيدي الجاهلين معدّة له.. ألا وهي : »وهَّابي«...« [»الرشيد وثلاث مجلاَّت« (138)].
وللحديث بقية...



 
الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في تاريخ الكويت (8)



دغش بن شبيب العجمي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمَّا بعد :
فلا يزال حديثنا متصلاً حول مواقف الشيخ المؤرخ عبد العزيز الرشيد من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وقد ذكرنا بعض كلامه الذي أثنى فيه على الشيخ وعلى دعوته وعلى أئمة الدعوة في نجد المباركة.
ومن كلمات الشيخ عبد العزيز الرشيد : { أيضاً- في الدِّفاع عن عقيدة علماء نجد الأخيار قوله : »وُجِدَ فيما مَضَى أعداء لأهل نجدٍ كانوا يَفْتَرونَ عليهم وعلى مَذْهَبِهِم الأكاذيب المُتَنَوِّعة تنفيراً للناسِ مِنهم ووقوفاً في وجه دعوتهم الحَقَّةِ التي خشوا أن تقضي بانتشارها على آمالهم، وتكشف ما ستروه مِن أسرارهم، وتهدّ ما رَفعوهُ مِن عَلاَلي بِدعِهم المُزَخرَفة، ومُنْكَراتِهم الفاضِحة.
فلهذا الغَرَض السَّافل كانوا يَنْسبونَ لهم -إذْ ذَاكَ- ما لا يطمئن إلى التصديق به إلاَّ كُلُّ أَفَّاكٍ أثيم، ولا يُسَلِّمُ بنسبته لقوم مسلمين إلاَّ مَن شورك في عقله أو حُجِبَت عنهُ الحقيقةُ كَمَا حُجبَ النور عن الأعمى.
نسبوا إليهم -كَذِباً وزُوراً- عدمَ احترامهم لخاتم النبيين -عليه أفضلُ الصلاة والسلام-، وعدم الإقرار بشفاعته العُظمَى التي أُعطِيَها دون إخوانه مِن الأنبياء، وأَنَّهم يحظرون الصلاة عليه حتى في الصلاة!! إلى أمور كانوا يُرَدِّدُونها فيما ألَّفوهُ مِن كُتُبٍ أو نَمَّقوهُ مِن خُطَبٍ لِمَقَاصد سيئة لا تخْفَى على مُنْصِفٍ لبيب.
والمؤسِفُ أَنَّ هذه المهازِل الباردة صادفت -في أَوَّلِ أمرها- قبولاً مِن جُهلاء لـم يكن هَمَّهُم إلاَّ اتباع كل ناعقٍ، وآخرين انتَسَبُوا للعِلم والدِّين ليقضوا عليه وعلى دُعاتِهِ المُخْلِصين، أمَّا أخيراً فقد انمَحَت جميعُ هاتيك الافتراءات وانفَضَحَ أمرها وظهرَ للعيان عوارها، ولا سيما بعد أن تداولت الأيدي المُخْتَلِفة مؤلفات علماء نجدٍ المُحَقِّقين، وبعدَ أن قام أتباعٌ لهم مخلصُونَ أخذوا يشرحون حقائق دعوتهم لمن يظنون فيها ظن السوء، مقدِّمينها لهم سَالِـمَـةً مِن الشَّوائِبِ والتَّلبيس...«. [مجلة »الكويت« المجلد الثاني، الجزء العاشر، (1348هـ) (2/379)]

الافتراء على أهل نجدٍ وشَيْخِهم

وتحت هذا العنوان كَتَبَ الرشيد هذا المقال النَّفيس: »إنَّ للشيِّخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه مِن أهل نجدٍ عقائد بها يفخرون، وعنها يُدافِعُون دفاع الأبطال، ويَبْذلون في سبيل حِمايَتِها أنفسهم ونفيسهم، يَرْجُونَ مِن الله الأجر فيما يعملون. عقائد طَهَّروا بها بلادهم من مَسَاخط الله وغَضبه، مِن الشِّرك بسائر أنواعه، ومِن البدع بأجمعها، فكان لا معبود فيها إلاَّ الله، ولا مَرْجُو سِواه، السُّنة نافذة، والأحكام مقامة، والعدلُ شامِلٌ، لا مواخير للفساد، ولا حَوانيتَ للخمور، ولا أسواق يحارب الله فيها بالرِّبا علناً، مساجِدُهم بالصلاة معمورة، وألسِنتهم بالذِّكر مشغولة، لا فحش، ولا بذاء، ولا إقذاع، ولا خناء.
كانت نجد قبل نهضتها الأخيرة كغيرها من الأقطار التي أحاطت بها: قِبابٌ شاهقة على القبور، ومزارات يُطلَبُ مِن أربابِها النفع ويُرْجَى دفعُ الأذى، وقد زال كُلُّ هذا من رُبوعها بدعوة شيخها الجليل رحمه الله ولم يبقَ له فيها أثرٌ ولا عين، وليسَ بضائرهِ ولا أتباعه افتراءُ المفتَرينَ عليهم، ولا تشويه المُشَوِّهين لدعوتهم فالحقُّ أبلج، والباطل لجلج، والمُنْصِفُونَ عَرَفوا الحقَّ بعدما كان مجهولاً، وعرفوا الأيدي التي تدفع بِكثيرٍ من المتزعِّمين إلى مهاوي الغش والتلبيس.
إنَّ للأستاذ الدجوي وأتباعه فيما يُشاهِدُونه بمصر ما يشغلهم عن أمثال هذه الأكاذيب: فمن قاديانية إلى بهائية، ومِن زنادقة إلى مُلْحِدين، ومِن مُنْكَراتٍ يَنْدَى لها جَبِينُ الحقِّ والحياء إلى إلى... مِمَّا يَضيقُ به صَدْري ولا ينطَلِقُ لساني. بالله عليكَ أيها الأستاذ أي الجهتين أولى بِقلمِكَ الماهر وحُجَّتِكَ التي تُرْسِلُها يميناً وشِمالاً بِدَافِعٍ أنتَ أعلمُ به؟!! أجهةٌ لا يُريدُ أربابها إلاَّ أن يُحيوا ما أحياه الأنبياء قبلهم، أم أُخرى تُحاول هدمَ مَا شيَّدهُ المرسلون؟ أنصِف في حُكْمِكَ قليلاً، وحَاسِب نفسكَ محاسبة الصَّادق قبل أن يُحاسبك ربك في يوم لا يُغني فيه مالٌ ولا بنون.
إنَّ أيدي أهل نجد ممدُودةٌ تُصافحك وتصافح إخوانك لدفع ما يُسيء [إلى] سُمعَةِ الإسلام، فهم لا يُضْمِرُونَ لمصر إلاَّ كل الخير، ويَوَدُّونَ لها أن تكون في مُقدِّمة الأقطار الشرقية حماية للدِّين الصحيح، وصيانة للأخلاق الطاهرة، ويَسُوؤهم { كما يسوؤكَ- ما فيها من خِلالٍ لا يُقِرُّها دين، ولا يحمدها مَن في قلبِهِ ذرَّةٌ مِن إيمان فماذا تريدُ بعدَ هذا؟!!
أمَّــا إنْ أردتَ معرفــةَ الحقِّ فيما نُسِبَ لِزُعمائهم مِن عقائـد وآراء، ففُضلاؤهم مُسْتَعِدُّونَ لكلِّ مَا تُريد، ولكن عليكَ بالإخلاص فيما تَقُولُ، والإنصاف فيما تدَّعي، وأن لا تحكم على أحدٍ منهم إلاَّ بما حكم به المُنْصِفُونَ على خصومهم غير منقادٍ إلى هوى، ولا مُنْدَفعٍ في سبيل عاطفة، ودع النِّسب التي لا تُؤَيِّدُها الوقائع : فـ ».قيل، أو رُوِيَ، أو حُكِيَ« كلمات تدلُّ على التَّضعيف، و»قال فلان كذا، أو عُمِل كذا« لا يُقبَلُ منهُ إلاَّ ما كان صحيحاً لا مغمزَ فيه، انقُل عن مؤلَّفاتهم التي يعتَمِدُونَ عليها ما تُحِبُّ، وعن عُلمائهم بالسَّندِ الصحيح ما تشاء، وبذا تكون مُسدداً في حُجَّتِكَ، ومقبولاً فيها عندَ خصومك، وإلاَّ فأنتَ أعرف...«. [مجلة »التوحيد« العدد الثالث، محرم (1352هـ) ص (3-4)]
وله مقالٌ آخر بعنوان : »الافتراء على أهل نجد« دافع فيه عن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب ودعوته المباركة، وذكر بعض ما نُسِبَ إليهم، وفنَّده وردَّ على مُدَّعيه، وبيَّن أنَّ أعداء الحق قالوا في الشيخ ودعوته الكثير كشأن أهل الباطل مع أهل الحق دائماً، ومما قال فيه في بيان محبَّتهم للرسول صلى الله عليه وسلم: »وليسَ أظهر دليلاً على محبَّتهم له صلى الله عليه وسلم مِن معاداتهم الناس لأجلهِ، وحضِّهم إيَّاهم على التَّمَسُّكِ بسُنَّتِهِ، وتقديمها على أيِّ رأيٍ مهما كان صاحِبُهُ ؛ لأنهم يقرؤون قوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردُّوهُ إلى الله والرسول } [النساء: 59]...
إن أهل نجد مُتَّبعون لا مُبْتَدِعون.. وحريصونَ على حمايةِ التَّوحيدِ مِمَّا يَشُوبهُ.. فللتوحيد قاموا، ولأجله نهضوا« [مجلة »التوحيد« ص (3-4)].
وهذا الكلام من الرشيد في دفاعه عن إخوانه في العقيدة أهل نجد يرد على أهل الكيد كيدهم، ويُبَيِّن ما بين علماء الكويت وعلماء نجد من تناصر وأخوة ومحبة، والتي من ثمارها دفاعهم عن بعضهم، ونشر محاسنهم بين الخلق.
إلى هنا نكون انتهينا من مقالات الرشيد مؤرخ الكويت وعالمها، وننقل القلم إلى غيره من علماء الكويت وأدبائها رحمهم الله وجزاهم عنا كل خير.
وللحديث بقية....
كتبه



تاريخ النشر 02/03/2009


.
.
.
.


الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب في تاريخ الكويت (9) الإمامان ابن عبدالوهاب وابن سعود تآزرا وتناصرا على دفع الباطل



كتبه: دغش بن شبيب العجمي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمَّا بعد:
فلا يزال حديثنا متصلاً حول مواقف علماء وأمراء وأدباء الكويت من دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وبيان مناصرتهم لها.
* ومنهم: الشاعر الكويتي خالد بن محمـد آل فرج (ت: 1374) له قصيدة بديعة في الثناء على الشيخ ودعوته: يَصِفُ دَعْوَةَ الشَّيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، ويُصَوِّر لنا الحالة التي كان الناس عليها فيقول - بعدَ أن ذَكَرَ الإمام محمد بن سعود جد آل سعود واستجابته لدعوة الإمام المُجَدِّد محمد بن عبد الوهاب-:
أجــابَ دُعـــاء الشيخ لَــمَّا نَبتْ بـه
مَــواطِنُهُ حتــى لَقَـدْ كـادَ يَعْطَبُ
إمامٌ أتى مِن بَيْـتِ عِلْم مُسَلسَـل
تَوَارَثَـهُ عن جَــدِّهِ الابنُ والأبُ
فوالِدهُ قاضـي العُييْنَة عِلْـمُـــه
غـزيرٌ لَهُ رَأْيُ ابنُ حنبـــلَ مَذْهَـبُ
غُـذي بلِبَانِ العِلم طِفْـلاً ويافعــاً
وأصبـحَ في أثوابهِ يتقـلَّـبُ
تَلَقَّى عليـه العلــم والفـكر ثاقبٌ
يُطَبِّقُ بالأعمالِ مَــا كـان يَطلـــبُ
ومَا العلمُ إلاَّ مـا هَــدى النَّاس نـوره
إلى الحــق لا أسفَــار تُتْلَــى وتُكْتَبُ
وقـد خصَّـهُ البـاري بنـور بصيرةٍ
وعَــقْلٍ عَن الحقِّ الصُّراح يُنَقِّبُ
فَمَا كَــادَ أنْ يُلْقِي إلى القَوْمِ نَظْــرَةً
وكلُّـهمُ عن دِينِهِ مُتَنَكِّبُ
تُناقِضُ نـصّ الدِّين أفعـالُ قومــهِ
علـى أنَّ ذاكَ الزِّيــغ للدِّيــنِ يُنسَــبُ
على حين ضلَّ الناس بالغيِّ والعَمَــى
وكادت شُموسُ الدِّين والهَدْيَ تغرُبُ
وغطَّت منـــارَ الدِّين سُحْبُ ضلالــةٍ
كَمِثْـــل نميرِ المــاءِ غَطَّاه طُحْلُبُ
عكوفٌ على أجـداثهم يعبدونها
وكلٌّ لهــا في غَيِّــهِ مُتَعَصِّبُ
فهذاك يدعــو عندها دون ربِّــهِ
وهــذا لهــا مِــن دونــهِ يتقرَّبُ

ثم قال:
أتــى الشَّيخُ والإيمانُ يمـلأُ صدرهُ
على حـين أنَّ الناس للغــيِّ أقرَبُ
فنادى فصُمُّوا عــن سَـماعِ نِدائــهِ
وأَقْصَوْهُ عنهم خائِفـاً يتَرَقَّبُ
لقد خَسرتْ فيه العُيينـةُ مُنْقِــذاً
وإبعـاده والجهل بالعقل يلعــبُ
* ومنهم الشيخ محمد بن عبد المحسن الدعيج (ت: 1396) كانَ يعدُّ ابن تيمية وابن القيِّم وابن عبد الوهاب من بقايا السَّلف [ »الأجوبة السَّعدية عن المسائل الكويتية« (122)].
وكان مجلسه مجلس علم، وكان يَسْتَذكر مواقف وفتاوى علماء السلف، أمثال: الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والشيخ محمد الشنقيطي، والشيخ السعدي، وغيرهم مِن أئمة الإسلام ورجال العلم. [ »الأجوبة السَّعدية« (56)].
* ومنهم فقيه الكويت الشيخ محمد بن سليمان الجراح (ت: 1417) فقد قال في ثنائه على الشيخ: »الإمام المُجَدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب« [ »ترجمة الجراح« للدكتور وليد المنيس (269)].
وقال في ثناءٍ له على الدولة السعودية وعلمائها الأكارم -بعد كلامٍ له حَوْلَ واجِبِ السُّلطان في إقامة الحدود والتعزير والأمر بالمعروف-: »ويشهد لذلك مع ما مضى في زَمَنِ العَدْل ما نُشاهِدُهُ ونراه وتَسَامَعَ الناسُ به في المملكة العربية السعودية من الطمأنينة والاستقرار والأمــن والأمان عـلى الدِّين والأنفس والأعراض والأموال ؛ لِقيام علمائها الأفاضل بواجِبِهم المقدس يردون كيد المُلْحِدِين، ويكشِفُونَ شبهات المُضلِّلين، ويُرشِدون الضَّالين، وَيَنْفُونَ عن الدِّين تحريف الغالين وتأويل الجاهلين، تسانِدهم أمراؤهم البواسل على تنفيذِ حُدودِ الله، والحُكْم بالشَّرع.
وَمَا ذَاكَ إِلاَّ مِن ثَمَرَاتِ الدَّعوةِ المُبَاركةِ التي قامَ بها الإمام المُجَدِّد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، والعاهل السعودي الإمام محمد بن سعود حينما تآزرا وتناصرا سنة (1158) على دفع الباطل وإزهاقه بالحق.
فَحَطَّموا القِباب والأضرحة والأشجار والأحجار التي كانت تُعبَدُ، وأزالوا جميع البدع والمنكرات أُسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم وعَمَلاً بكتاب الله تعالى، فأبدلهم الله بعد الذُّل عِزاً، وبعدَ الخوفِ أمناً، وبعد الفقر غنى، وبعد التقاطع والتدابر ألفة ومحبـة، وظهـر دِينُ الله وانتشـر: { وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً } [الإسراء: 81] « [ »عالم الكويت وفقيهها الجراح« (269) ].
وكانت له عناية بالكتب التي يُدرِّسها، فدرَّسَ »كتاب التوحيد« للشيخ محمد بن عبد الوهاب، و»القول السديد في مقاصد التوحيد« لابن سعدي ، وغيرها من كتب أئمة الدعوة النجدية، يَعْرِفُ هذا مَن دَرَسَ على الشيخ.
إلى هنا انتهت هذه السلسلة المباركة نفعنا الله وإياكم بها، ولعلها أوضحت الكثير من الأخطاء التاريخية المنتشرة بين بعض الناس والتي يروجها أعداء الدعوة المباركة، والله أعلم. وقد بسطت في هذا الموضوع في كتابي "أمراء وعلماء من الكويت".


 

بيرلو

عضو فعال
الله واكبر هذا هو شيخ السلف ايها الوافدون الجدد على الاسلام دون ان تعتنيقوه
خالد لافض فوك
 

Bo 7aMoooD

عضو فعال
الذي يدافع عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن أهل البيت والصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ، تسمونه طائفي أو ( وهابي ) ولا يوجد شيء اسمه وهابي وهذه الكلمة إبتدعوها سادة الشيعه لكل من ينتقدهم ويقول الحقيقة عنهم ، عجيب أمركم يامن تدعون الوطنية فقط للعيش في الدنيا وأخذ الراتب والتبذير على المظاهر والأمور الفارغه سواء كنتم سنه أو شيعه أو علمانية أو ،،،،،إلخ ، ولدي سؤال واحد وأريد الجواب عليه :

الكل يقول الوطن باقي ونحن زائلون ونريد الوحده الوطنية طبعا الوحدة الوطنية وحتى لو يتم الهجوم والكذب والتدليس والقول بمالا يقوله الله سبحانه وتعالى هذا الذي تريدونه ( صح ولا أنا غلطان ) ، ولكن هل فكرتم عندما الإنسان يزول ومن وراءه تزول الدنيا كلها أين يذهب وأين يكون موطنه ومسكنه بعد وطنه في الدنيا ؟

والآن أيهما أهم الوطن أو الدين في البداية ؟

الدفاع عن الدين هو الأهم ومن بعده الوطن ، لذلك أنا ضد مذهب الشيعه الإثنى عشر وضد المذاهب الشيعية الأخرى إذا كانو يطعنون بما أنزله الله في كتابه الحكيم وإذا دلسو بما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام وإذا كانو يطعنون بآل البيت والصحابة رضي الله عنهم أجمعين وهذا بالفعل للأسف ما قرأته في كتبهم وما سمعته من مشايخهم .

وأخيرا أنا شخص لست متدين وأسأل الله الهدايه لي ولكم بل إني شخص عادي جدا وبسيط على الفطرة
 
.
من أجمل ماقرأت بهذا المنتدى ... رحم الله كل شيخ كانت نيته ودعوتة خالصه لوجهه الله ...
جميل أن تكون هناك شخصيه عامه يشوبها التضليل والتحريف من قبل بعض ضعاف النفوس ..
ولكن يبى الله ذلك...
وجميل ايضا ان يكون ذلك المقال مشبع حتى النخاع بالادله والبراهين وليس مجرد كلام انشائي لدغدغه المشاعر ...

فكل الكلمات التي تدل على الشكر والامتنان لصاحب هذا الموضوع لا تجزيه حقه .. ولكن اقول رحم الله والديك ..







زيــــربــــاخ
 

أبو مارية

عضو فعال
ما شاء الله ما شاء الله ما شاء الله عليك ياسبيعي

أردت أن أقتبس كلمة أبدأ بها كلامي فخشيت أن أقتبس الموضوع كله

موضوع في القمة وإنتقاء موفق واختيار جميل إظفر بذات الدين تربت يداك

هنا تنكسر الاقلام وتلجم الافواه وترتعد الفرائس وبلغت القلوب الحناجر و الله أكبر

والله لقد أجدت أفدت وكنت كالمغوار والفارس الشهم الهمام يدق الحصون ويجول بين الجيوش لايرد عليه

أحد - من المبطلين -

بعد هذا لااكتب وسانام مطمئنا لأنه كنا ننوم ونسكت بكلمات كالقنابل

الحمد لله

نسأل الله أن يبيض وجهك وان يسعدك وان يحفظك وان يتمم عليه نعمك

والله موضوع للملوك

واما الرويبضة فلا يأهلون لمثل هذا الخطاب

كما قال الاعمش لاحد تلاميذه أتعلق اللؤلؤ على اعنا ق الخنازير

فبارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 

أبو مارية

عضو فعال
ان المواطن الكويتي ليفتخر ان يكون حكامه

على دعوة الرسل والانبياء من نصرة التوحيد واهل التوحيد وعلى رأسهم إمام الموحدين محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم ومن اقتفى أثره كمحمد بن عبد الوهاب وهؤلاء الحكام الابطال
رحمة الله عليهم أجمعين وجعلنا الله على الدرب القويم

.
 

المختصر المفيد

عضو بلاتيني
ما قصر الشيخ جزاه الله عز و جل خير الجزاء

و الكلام هذا معروف لأهل الكويت و مألوف و لكن ما حيلتنا في مجوس القرن 21 زمن الرشيد القزويني و زمن المهري سيتصدى له ألف "الرشيد"
 
أعلى