تفاجأت جدا من هذا المقال في الراي .. اليوم
سنوات أربع، وأكثر، هي عمر هذه الزاوية...كتبت فيها مئات المقالات لم يمنع لي فيها من النشر إلا مقال أو اثنان، وتناولت فيها عشرات الموضوعات بكل حرية...شرّقت وغرّبت...انتقدت
ووجّهت...مدحت وازدريت... مازحت وغاضبت...أصبت مرات وجانبني الصواب في مرات أخرى أرجو من الله أن تكون أقل عدداً وأهون أثراً في الميزان، وعذري أنني كنت دائم الكتابة قاصداً الخير ومحباً لهذا الوطن وأهله وفقاً لاجتهادي الأقصى في تلك اللحظة.
سنوات أربع قضيتها هنا، علمتني فيها «الراي» كيف أنتقد من وما أريد، متى ما أريد، كيفما أريد، علمتني كيف أفعل ذلك من دون أن أتجاوز ذلك الخط الأحمر الشهير...وكيف أن النقد مهما كان شديداً لا يعني التجريح أو الإساءة أو التعدي والتطاول، وأن سكين النقد الصادق إن أُحسن استخدامها، أحد وأمضى من كل سكاكين الشتائم والبذاءة التي لا يتورع البعض عن الطعن بها.
تعلمت كيف أن للكلمة مسئوليتها وتبعاتها الثقيلة، وكيف أن الكاتب يملك كلمته ما لم ينشرها، وأنها حينما تصير إلى النشر تصبح للقارئ من حقه أن يحاسبه عليها، وأن الحبر الذي نكتب به ليس مجرد حبر على ورق، وإنما هو حبر على ذاكرة التاريخ التي لا تنسى، وأن الكلمة التي يلقيها الكاتب لا يلقي لها بالاً، ستبقى ماثلة تترصده في كل زاوية وعلى رأس كل ناصية يوماً بعد يوم، وموقفاً بعد موقف!
تعلمت كيف أن مسؤولية الكتابة أكبر وأخطر من مسؤولية الكلمة المنطوقة، لأنك حين تتكلم قد يسمعك القليلون، أما حين تكتب الغث فإن آلاف القرّاء من أجيال اليوم والغد ستضحك عليك، وستظل تتندر عليك إلى الأبد!
منذ أن كتبت للمرة الأولى ها هنا، لم أتوقف ولو لثانية واحدة لأفكر باللحظة التي ستأتي لأكتب فيها مقالي الأخير في هذه الزاوية، ولكنها أيام تندفع بلا هوادة، ولا تتوقف أو تتباطأ لتراعي حسابات أحد، وها هي تلك اللحظة قد حانت اليوم!
سيداتي وسادتي القراء، الأخوة والأخوات الزملاء في صحيفة «الراي»، السيد رئيس التحرير جاسم بودي، السيد نائب رئيس التحرير يوسف الجلاهمة، السيد مدير التحرير علي الرز ... اليوم حانت لحظة غروب شمس هذه الزاوية، فشكراً لكم ألف مرة على كرمكم معي، وعلى تحملكم لي، ولهذا الحبر الذي طالما سال على أرقي وعلى ألمي المعجون بحبي لهذا الوطن وأهله.
أخذت قراري بالتوقف والرحيل، وما كان قراراً سهلاً على الإطلاق، فالقرارات الصعبة لا تأتي إلا ومعها حمولة من المخاطرة وحسابات المجهول، ولا أدري على وجه اليقين ما يحمله المستقبل لي كعاشق للحرف والكلمة، امتزج بالكتابة وامتزجت به حتى صارت له هواء وماء...قد تكون مغامرة، لكن في النهاية، ما جمال الحياة من دون السير على حد المغامرة!
لا أدري إن كان سيطول أمد الغروب، لكنني وفي كل الأحوال سأستفيد من هذا الوقت القصير الطويل في التأمل في البشر من حولي وما أجدرهم بالتأمل، وفي إعادة ترتيب الأوراق والحسابات، وكذلك في بدء مشروعات كنت أؤجلها لكثرة الانشغالات، وبالطبع في الاستمرار في العمل لخدمة هذا الوطن بشكل أو بآخر، في انتظار أن تشرق شمس الكتابة من شرق جديد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته!
--------------------------------------------------------
إنها خسارة عظيمة .. أن تخسر الصحافة الكويتية قلما حرا مثل الدكتور ساجد العبدلي ..
لكن عزاؤنا هو أن توقف الدكتور هو لمراجعة حساباته .. و لمزيد من التطور و التقدم ..
قتكون بمثابة استراحة محارب
أتمنى التوفيق و النجاح للدكتور ساجد ..
تحياتي
حبر على أرق
الشمس قد تغرب شرقاً!
الشمس قد تغرب شرقاً!
سنوات أربع، وأكثر، هي عمر هذه الزاوية...كتبت فيها مئات المقالات لم يمنع لي فيها من النشر إلا مقال أو اثنان، وتناولت فيها عشرات الموضوعات بكل حرية...شرّقت وغرّبت...انتقدت
ووجّهت...مدحت وازدريت... مازحت وغاضبت...أصبت مرات وجانبني الصواب في مرات أخرى أرجو من الله أن تكون أقل عدداً وأهون أثراً في الميزان، وعذري أنني كنت دائم الكتابة قاصداً الخير ومحباً لهذا الوطن وأهله وفقاً لاجتهادي الأقصى في تلك اللحظة.
سنوات أربع قضيتها هنا، علمتني فيها «الراي» كيف أنتقد من وما أريد، متى ما أريد، كيفما أريد، علمتني كيف أفعل ذلك من دون أن أتجاوز ذلك الخط الأحمر الشهير...وكيف أن النقد مهما كان شديداً لا يعني التجريح أو الإساءة أو التعدي والتطاول، وأن سكين النقد الصادق إن أُحسن استخدامها، أحد وأمضى من كل سكاكين الشتائم والبذاءة التي لا يتورع البعض عن الطعن بها.
تعلمت كيف أن للكلمة مسئوليتها وتبعاتها الثقيلة، وكيف أن الكاتب يملك كلمته ما لم ينشرها، وأنها حينما تصير إلى النشر تصبح للقارئ من حقه أن يحاسبه عليها، وأن الحبر الذي نكتب به ليس مجرد حبر على ورق، وإنما هو حبر على ذاكرة التاريخ التي لا تنسى، وأن الكلمة التي يلقيها الكاتب لا يلقي لها بالاً، ستبقى ماثلة تترصده في كل زاوية وعلى رأس كل ناصية يوماً بعد يوم، وموقفاً بعد موقف!
تعلمت كيف أن مسؤولية الكتابة أكبر وأخطر من مسؤولية الكلمة المنطوقة، لأنك حين تتكلم قد يسمعك القليلون، أما حين تكتب الغث فإن آلاف القرّاء من أجيال اليوم والغد ستضحك عليك، وستظل تتندر عليك إلى الأبد!
منذ أن كتبت للمرة الأولى ها هنا، لم أتوقف ولو لثانية واحدة لأفكر باللحظة التي ستأتي لأكتب فيها مقالي الأخير في هذه الزاوية، ولكنها أيام تندفع بلا هوادة، ولا تتوقف أو تتباطأ لتراعي حسابات أحد، وها هي تلك اللحظة قد حانت اليوم!
سيداتي وسادتي القراء، الأخوة والأخوات الزملاء في صحيفة «الراي»، السيد رئيس التحرير جاسم بودي، السيد نائب رئيس التحرير يوسف الجلاهمة، السيد مدير التحرير علي الرز ... اليوم حانت لحظة غروب شمس هذه الزاوية، فشكراً لكم ألف مرة على كرمكم معي، وعلى تحملكم لي، ولهذا الحبر الذي طالما سال على أرقي وعلى ألمي المعجون بحبي لهذا الوطن وأهله.
أخذت قراري بالتوقف والرحيل، وما كان قراراً سهلاً على الإطلاق، فالقرارات الصعبة لا تأتي إلا ومعها حمولة من المخاطرة وحسابات المجهول، ولا أدري على وجه اليقين ما يحمله المستقبل لي كعاشق للحرف والكلمة، امتزج بالكتابة وامتزجت به حتى صارت له هواء وماء...قد تكون مغامرة، لكن في النهاية، ما جمال الحياة من دون السير على حد المغامرة!
لا أدري إن كان سيطول أمد الغروب، لكنني وفي كل الأحوال سأستفيد من هذا الوقت القصير الطويل في التأمل في البشر من حولي وما أجدرهم بالتأمل، وفي إعادة ترتيب الأوراق والحسابات، وكذلك في بدء مشروعات كنت أؤجلها لكثرة الانشغالات، وبالطبع في الاستمرار في العمل لخدمة هذا الوطن بشكل أو بآخر، في انتظار أن تشرق شمس الكتابة من شرق جديد، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته!
--------------------------------------------------------
إنها خسارة عظيمة .. أن تخسر الصحافة الكويتية قلما حرا مثل الدكتور ساجد العبدلي ..
لكن عزاؤنا هو أن توقف الدكتور هو لمراجعة حساباته .. و لمزيد من التطور و التقدم ..
قتكون بمثابة استراحة محارب
أتمنى التوفيق و النجاح للدكتور ساجد ..
تحياتي