د. حسن عبدالله عباس / ما يهزك ريح يا هايف!
يبدو أن فتوى الحجاب الأخيرة التي نجح النائب هايف المطيري في الحصول عليها من الفتوى والتشريع اذت الليبراليين إلى حد بعيد وأصابتهم في مقتل. ولو سألتني ما هو رأيي في النائب السلفي لقلت إنه نائب مبدئي وذكي يعرف كيف يصل لمبتغاه من دون أن يلتفت لزعيق وصراخ من حواليه.
هايف المطيري بالمقارنة مع غيره من النواب حقق نجاحات كثيرة. فللرجل أجندة إسلامية واضحة لا يلونها ولا يجملها بذريعة مصالح مشتركة كغيره من الإسلاميين، ولا يناور تحت مسمى لعبة هات وخذ. فمع أنه دخل مجلس الأمة أخيراً ويحمل خبرة سياسية متواضعة بالمقارنة مع غيره من المخضرمين، إلا أنه واضح المعالم لم تستطع السياسة أن تشوه هويته الإسلامية أبداً، فالرجل يتحدث ويشرع ويلاحق ويصرح ويسافر ويتحدى ويقوم بشتى صنوف الأعمال البرلمانية بنكهة إسلامية سلفية محضة خالصة لا تشوبها بهارات سياسية، أو مصلحية، كغيره من السلف والاخوان!
فهايف غير متخصص في الشؤون السياسية الأخرى، كالصحة والتعليم والمال، وغيرها من الملفات التي تشغل بال باقي النواب، لأنه يحمل هماً واحداً وهو الاهتمام بالأخلاقيات، ومحاربة الفكر «المعادي» بشتى صنوفه. فمشاريعه كلها متناغمة وتسير في اتجاه واحد، فالرجل استطاع أن يوجد لجنة الظواهر السلبية، واستطاع أن يستفتي الدوائر الرسمية بضرورة اللبس الشرعي، وقاتل قتالاً مريراً لطرد الفالي، وشن هجوماً غير مسبوق على عروض الأزياء النسوية التي تقام بين الحين والآخر، وشرشح وزارة التربية على خلفية الاصبوحة الشعرية في ثانوية العدان، وله نية محاربة الاختلاط في مجمع الوزارات إلى جانب ابعاد المرأة عن ساحة العمل، فلا نندهش إن ما جاء بفلتة جديدة تقع ضمن برنامجه الانتخابي.
إذاً ليس المهم الآن ما إن كان الحجاب الشرعي سيكون إلزامياً بحكم المحكمة الدستورية بعد تحرك المطيري الأخير أم لا، لكن ما أريده وما لا يمكن نكرانه أن نشاط الرجل واضح على الساحة بغض النظر عن رأينا فيه. بل ما أراه أن المطيري قد عرى الإسلاميين وكشف ظهورهم بصورة فاضحة مخزية. فكم هي المسافة بعيدة بين موقع الإسلاميين عما يحملونه من أفكار ومبادئ وايديولوجيات وبين مواقفهم وتحركاتهم السياسية؟ تحركات المطيري جعلتهم في حيرة من أمرهم، فهم في حيص بيص وبين الوقوف لجانبه لاعتبارات إسلامية بحتة تبيّض وجوههم أمام ناخبيهم، وبين التنازل عنها نظير الحصول على مكتسبات حكومية «وصيدات» سياسية لا تعوض!
المطيري كشف عن أمر مهم آخر وهو سهولة اللعب الفردي، فهايف استطاع أن يُنجز الكثير برغم قصر عمره النيابي ومن دون سند جماعي. لذا فالرسالة واضحة وعلى المعارضة الوطنية، أو الليبرالية مهمة شاقة إن ما أرادت أن تضع العصا في دولاب المطيري ومعه برنامجه الإسلامي المتشدد. فالشوشرة الإعلامية والصراخ العالي غير مجدٍ، فالرجل يتحرك بمظلة قانونية وعليكم أن تتصدوا له بالوسائل نفسها.
المصدر
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=161658
التعليق: بالفعل النائب محمد هايف تمارس عليه حرب اعلاميه شرسه من قبل الليبراليين ومع ذلك لم تأثر في نفسه والرجل يضع الله نصب عينيه ويعمل بصمت ويتقدم بنجاح ومقال الدكتور حسن عباس اقل ما يقال عليه موفق وابو عبدالله يستاهل المدح :إستحسان:
يبدو أن فتوى الحجاب الأخيرة التي نجح النائب هايف المطيري في الحصول عليها من الفتوى والتشريع اذت الليبراليين إلى حد بعيد وأصابتهم في مقتل. ولو سألتني ما هو رأيي في النائب السلفي لقلت إنه نائب مبدئي وذكي يعرف كيف يصل لمبتغاه من دون أن يلتفت لزعيق وصراخ من حواليه.
هايف المطيري بالمقارنة مع غيره من النواب حقق نجاحات كثيرة. فللرجل أجندة إسلامية واضحة لا يلونها ولا يجملها بذريعة مصالح مشتركة كغيره من الإسلاميين، ولا يناور تحت مسمى لعبة هات وخذ. فمع أنه دخل مجلس الأمة أخيراً ويحمل خبرة سياسية متواضعة بالمقارنة مع غيره من المخضرمين، إلا أنه واضح المعالم لم تستطع السياسة أن تشوه هويته الإسلامية أبداً، فالرجل يتحدث ويشرع ويلاحق ويصرح ويسافر ويتحدى ويقوم بشتى صنوف الأعمال البرلمانية بنكهة إسلامية سلفية محضة خالصة لا تشوبها بهارات سياسية، أو مصلحية، كغيره من السلف والاخوان!
فهايف غير متخصص في الشؤون السياسية الأخرى، كالصحة والتعليم والمال، وغيرها من الملفات التي تشغل بال باقي النواب، لأنه يحمل هماً واحداً وهو الاهتمام بالأخلاقيات، ومحاربة الفكر «المعادي» بشتى صنوفه. فمشاريعه كلها متناغمة وتسير في اتجاه واحد، فالرجل استطاع أن يوجد لجنة الظواهر السلبية، واستطاع أن يستفتي الدوائر الرسمية بضرورة اللبس الشرعي، وقاتل قتالاً مريراً لطرد الفالي، وشن هجوماً غير مسبوق على عروض الأزياء النسوية التي تقام بين الحين والآخر، وشرشح وزارة التربية على خلفية الاصبوحة الشعرية في ثانوية العدان، وله نية محاربة الاختلاط في مجمع الوزارات إلى جانب ابعاد المرأة عن ساحة العمل، فلا نندهش إن ما جاء بفلتة جديدة تقع ضمن برنامجه الانتخابي.
إذاً ليس المهم الآن ما إن كان الحجاب الشرعي سيكون إلزامياً بحكم المحكمة الدستورية بعد تحرك المطيري الأخير أم لا، لكن ما أريده وما لا يمكن نكرانه أن نشاط الرجل واضح على الساحة بغض النظر عن رأينا فيه. بل ما أراه أن المطيري قد عرى الإسلاميين وكشف ظهورهم بصورة فاضحة مخزية. فكم هي المسافة بعيدة بين موقع الإسلاميين عما يحملونه من أفكار ومبادئ وايديولوجيات وبين مواقفهم وتحركاتهم السياسية؟ تحركات المطيري جعلتهم في حيرة من أمرهم، فهم في حيص بيص وبين الوقوف لجانبه لاعتبارات إسلامية بحتة تبيّض وجوههم أمام ناخبيهم، وبين التنازل عنها نظير الحصول على مكتسبات حكومية «وصيدات» سياسية لا تعوض!
المطيري كشف عن أمر مهم آخر وهو سهولة اللعب الفردي، فهايف استطاع أن يُنجز الكثير برغم قصر عمره النيابي ومن دون سند جماعي. لذا فالرسالة واضحة وعلى المعارضة الوطنية، أو الليبرالية مهمة شاقة إن ما أرادت أن تضع العصا في دولاب المطيري ومعه برنامجه الإسلامي المتشدد. فالشوشرة الإعلامية والصراخ العالي غير مجدٍ، فالرجل يتحرك بمظلة قانونية وعليكم أن تتصدوا له بالوسائل نفسها.
المصدر
http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=161658
التعليق: بالفعل النائب محمد هايف تمارس عليه حرب اعلاميه شرسه من قبل الليبراليين ومع ذلك لم تأثر في نفسه والرجل يضع الله نصب عينيه ويعمل بصمت ويتقدم بنجاح ومقال الدكتور حسن عباس اقل ما يقال عليه موفق وابو عبدالله يستاهل المدح :إستحسان: