وتريات

Fernas

عضو مميز
أول الشعر

أول الشعر
أدونيس​



أجملُ ما تكونُ أن تُخلخلَ المدى

والآخرونْ

بعضهم يظنّكَ النّداءَ

بعضهم يظنّكَ الصّدى

أجملُ ما تكونُ أن تكون حجّة ً

للنور والظّلام

يكونُ فيكَ آخرُ الكلام ِ أوّلَ الكلام

والآخرونْ

بعضهم يرى إليك زبداً

وبعضهم يرى إليك خالقـاً

أجمل ما تكون

أن تكون هدفـاً

مفترقــاً

للصّمتِ والكلام
 

Fernas

عضو مميز
ليل الأشواق

ليل الأشواق
ايليا أبو ماضي​



قــالَ مــا أجــمــلَ الـكـواكــبَ، مـــا ****** أحلى سناها، فقـلتُ ما أحلاها

قــالَ لا شــوقَ، لا صـبـابـةَ لـولاهــا ****** فـتـمـتـمـتُ قـــائـــلاً: لــولاهــا

قــالَ هـل تـشـتـهـي الوصولَ إليها؟ ****** قـلـتُ : إنـي لا أشـتـهي إلاّها

**********

خِلتُ أني إذا بَــعِـدتُ سأنــســاهــا ****** ويـطـوي الـزمـانُ سـفـرَ هواها

وتــوهّـمــتُ أنـنــي ســوف ألــقــى ****** ألفَ ليلى و ألفَ هند ٍ سـواها

فــإذا الـحــبُ كـالـفـضـاءِ و قــلـبــي ****** طـائـرٌ فـي الـفـضاءِ ضلّ وتـاها

أنــا فـي عـالـم ٍ قَـصِـيّ ٍ سَحـيــق ٍ ****** لا أراهـا، لـكـنّ روحـي تـــراها

قــد نـشـقـتُ الأزهـارَ في كلّ أرض ٍ ****** يا شذاهُنّ لستِ مثلَ شذاها

كيفَ أنسى و أينما سِرتُ في الدنيا ****** أرانـي أسـيــرُ فـــي دنــيــاها

و إذا مــا لـمـحتُ في الأرض ِ حُسناً ****** فــكــأني لـمـحــتـهــا إيّــــاها

و إذا داعــــبَ الـــنــســيــمُ ردائـــي ****** قــلـتُ قـد عـلّـمتهُ هذا يداها

هــيَ أدنـى مـن الأماني إلى قلبي ****** وقــلــبــي يـصـيـحُ ما أقـصاها

لــسـتُ أشـكـو الـنـوى مـلالاً و لكن ****** طــربُ الروح ِ أن تُـذيــعَ جواها

**********

قــال قـــومٌ إنّ الــمــحــبّــة إثــــــمٌ ****** ويــحَ بـعض النفوس ِ ما أغباها

إنّ نفساً لم يـشـرق ِ الحـبُ فـيـهـا ****** هـيَ نـفـسٌ لم تدر ِ ما معناها

خـوّفـونـي جــهـنّــمــاً و لــظــاهـــا ****** أيُّ شــيءٍ جـهـنّــمٌ و لــظـاها

لــيــسَ عــنــد الإلـهِ نارٌ لذي حبّ ٍ ****** ونـــار الإنــســان لا أخــشــاها

أنا بـالـحـبِ قـد وصلتُ إلى نفسي ****** و بــالــحــبِ قــد عــرفـــت اللهَ​
 

Fernas

عضو مميز
كأسي وخمري والنديم

كأسي وخمري والنديم
شعر منسوب لرابعة العدوية





كــأسي وخـمـري والـنـديـمُ ثـلاثـةٌ ****** وأنــا الـمـشـوقـةُ في المـحبةِ رابعةْ

كـــأسُ المـسـرّةِ والـنـعـيم يديرها ****** ساقي المُدام على المدى مُتتابعةْ

فـــإذا نـُــظِــرْتُ فـــلا أ ُرى إلا لــــهُ ****** وإذا حَـــضَــرْتُ فــــــلا أ ُرى ألا مَـــعَهْ

يا عــاذلـي، إنـي أ ُحـبُّ جـمـالــهُ ****** تـالله مــا أذُنـي لِـعَــذلــكَ ســامــعةْ

كمْ بــِـتُّ منْ حُرَقي وفرط تعلقي ****** أ ُجــري عـيـونــاً منْ عيوني الدامعةْ

لا عَـبْـرَتـي تُـرقا ولا وصـلـي لـــهُ ****** يـبـقـى ولا عـيـني القـريـحة هاجعةْ​
 

Fernas

عضو مميز
أنتَ في حِلّ ٍ فزدني سَقما

أنتَ في حِلّ ٍ فزدني سَقما
أبو تمام




أنتَ في حِــلّ ٍ فـزدني سَـقَـمـا ****** أفْن ِ صَبْري واجعَل ِ الدَّمعَ دَمَا

وارْضَ لي الموتَ بـهـَجْريـكَ فَإنْ ****** لـم أَمُـتْ شـوقـاً فَـزدنـي أَلَـما

محنة ُ العاشق ِ ذلٌّ في الهوى ****** وإذا اســتُـــودعَ سِـــراً كَــتَــما

لـيـسَ مـنّـا مـن شـكـى عـلّتهُ ****** مَـنْ شَـكا ظُـلْـمَ حَبيبٍ ظَـلَما​
 

book

عضو ذهبي
صديقتي وسجائري
نزار قباني​

واصل تدخينك .. يغريني

رجل .. في لحظة تدخين

ما اشهى تبغك .. والدنيا

تستقبل اول تشرين

والقهوة .. والصحف الكسلى

ورؤى .. وحطام فناجين

دخن .. لا اروع من رجل

يفنى في الركن .. ويفنيني ..

رجل .. تنضم اصابعه

وتفكر .. من غير جبين ..

****

اشعل واحدة.. من اخرى

اشعلها من جمر عيوني ..

ورمادك ضعه على كفي ..

نيرانك ليست تؤذيني ..

فانا كامراة .. يرضيني

ان القي نفسي في مقعد ..

ساعات في هذا المعبد

اتامل في الوجه المجهد

واعد .. اعد .. عروق اليد

فعروق يديك .. تسليني

وخيوط الشيب .. هنا وهنا

تنهي اعصابي .. تنهيني ..

دخن .. لا اروع من رجل

يفنى في الركن .. ويفنيني ..

****

احرقني .. احرق بي بيتي

وتصرف فيه كمجنون

فانا كاماة .. يكفيني

ان اشعر .. انك تحميني

ان اشعر ان هناك يدا ..

تتسلل من خلف المقعد ..

كي تمسح راسي وجبيني ..

تتسلل من خلف المقعد ..

لتداعب اذني بسكون

ولتترك في شعري الاسود

عقدا ن زهر الليمون

****

دخن .. لا اروع من رجل

يفنى في الركن .. ويفنيني​
 

Fernas

عضو مميز
تعويذة

تعويذة
أحمد السقاف​



أ ُعـيـذُكِ بـاللهِ مـن كــل ِ شـرْ ****** فـحُـسـنُـكِ هـذا عـلـيكِ خطرْ

تـحـيـرتُ حـيـنَ نـظـرتُ إلـيـكِ ****** وضـاعـتْ بفكريَ شتى الصورْ

وقـلـتُ لـنـفـسيَ أينَ النُعُوتُ ****** لِـشـمـس ٍ نَـهـيـمُ بها أو قمرْ

فأنـتِ، وأ ُقـسـمُ بالناعِسَيْن ِ ****** لأجـــمـــلُ مــمــا رآهُ الـبـشرْ

وأنـتِ، وأ ُقـسـمُ بـالـمائِجَيْن ِ ****** لـمـلـئُ الـفـؤادِ ومِـلـئُ النظرْ

وأنـتِ، وأ ُقـسـِمُ بـالـثّـائِــرَين ِ ****** عـلـى صـدْركِ المَرْمَري الأغرْ

لأكـثـرُ مـن جـنـة ٍ تُــرتــجــى ****** وأعــذبُ مــن كــوثــر ٍ يُــدّخَرْ

أ ُعـيـذُكِ بـاللهِ مـن كل ِ عين ٍ ****** وشُـدّتْ بـزنــديـكِ أمُّ الـسـورْ

فإنـكِ في ذا الجمال ِ الرهيبِ ****** قــضــاءٌ وإنـــكِ فـــيـــهِ قَـــدَرْ

وأرغبُ في الصدِّ خوفَ الهلاكِ ****** ووجـهُـكِ مـن صَـدّ عـنـهُ كَفَرْ

ومـهـمـا تـكـنْ حـالتي فلتكنْ ****** وأهـــلاً بـإعـراضِـكِ الـمـنـتظرْ

وأهـلاً بـمـا يـزعُـمُ الـعـاذلـونَ ****** وما قدْ يقـولونَ عـنـدَ الـسـمرْ

وحسبي سروري بأني عليكِ ****** ومنكِ أ ُعاني الجَوى والسهرْ

وأنـكِ أنــتِ خـيـالـي الـرفـيـعُ ****** ولـحـنـي وقـيـثـارتـي والــوترْ​
 

Fernas

عضو مميز
الوردة
عمر الخيام
ترجمة خليل حنا تادرس​


قـالـت الـوردةُ إنـي يـوسـف الـروض المُحببْ

وفـمـي الـمـمـلـوء بـالعسجدِ، ياقوتٌ مُذهّبْ

قـلـتُ هـاتـي حُـجـة ً إن كـنـتِ حـقـاً يوسفا

قـالـت إنـظـر لـقـمـيـصـي بدم ٍ كيفَ تخضّبْ

***

قالت الوردةُ لا حُسنَ إلى حُسني تسامى

فـعـلامَ الـضـيـمُ مـن عــاصــر مــائـي وإلاما

فـأجـابَ الـبـلـبـلُ الـشادي شجياً مُستهاما

آهِ، مـن يـضـحـكُ يـومـاً ثـم لا يَـجـهشُ عاما

***

كنتُ أسعى أمس في أثر ِ الحميا والحبيبْ

فـبـدَت لــي وردةٌ ذوايــــة قُــــربَ لـهـــيبْ

قلتُ ما أجرمتِ كي يصلوكِ ناراً يا جمـيـلةْ

فـأجـابـتـنـي تـبـسمتُ قليلاً في الخميلةْ

***

آهِ ... لا يـبـلـغُ وردَ الـخـدِ صبٌ في جهادهْ

دون أن يـبـلـغَ شـوكُ الدهر ِ سوداءَ فؤادهْ

أ ُنظر المِشطَ، لقدْ شُقّ لهُ سبعونَ ضِلعا

قـبـلَ أن يـظـفـرَ مـن فـرق مـليح ٍ بمرادهْ

***

كـالـعـصـافـيـر ِ وقـعنا في أحابيل ِ الزمان ِ

مُـتـعبي القلبَ حيارى بين أيدي الحدثان ِ

حــولـنـا دائـــرةٌ لا بــابَ ولا ســطــحَ لـها

لـم نَـجئ فيها ولم نذهب وفاقـاً للأماني

***

عِـش سعـيداً واطـرح همّ الزمان الـغـادرْ

وكُـن الـعـادلَ فـي هـذا الـطـريـق الجائرْ

آخــر الدنـيـا فَـنـاءٌ فـأفـتـرض أنــك فــان ٍ

وأحـيَ فـي دنـيـاكَ حُراً مستريح الخاطرْ

***

يا حبيبي أنتَ لا تدري مـن العالم ِ سرهْ

فـعـلامَ الـهـمَ فـيـهِ بـينَ تفكير ٍ وحسرةْ

إنّ هـذا الـدهر لا يجري على ما تتمنى

فـتـمـتـعْ بـرهة ً ما دمتَ في دنياكَ مرةْ​
 

Fernas

عضو مميز
تــعــلّـة

تــعــلّـة
إبراهيم ناجي​



هـكــذا كــلُّ جـمـيـلـهْ ***** ليسَ لي في الغدر ِ حيلهْ

أ ُنْجُ مِنها وامض ِ عنها ***** أخـــذتْ قــلــبَــكَ غــيــلهْ

بـعـد هـاتـيـكَ اللـيالي ***** الـمـطـمـئِـنّـاتِ الـظـلـيلهْ

بـخـلـتْ لـيـلاكَ حــتى ***** بـــالـتــعــلاّت الــقــلـيلهْ

لـم تـدَعْ للـقـلـب مـنْ ***** طــول الـتـبـاريـح وسـيلهْ

لـم تـدع للـقـلـب مـــا ***** يـشفي من الوجد غليلهْ

لــم تــدع إلا رفــيــفــاً ***** مـن نـسـيم ٍ في خميلهْ

وخـــيــــالاتٍ يُـــــداوي ***** طـيـفُـها نفسي العليلهْ

والــرســـالاتِ اللـواتـي ***** والأكــاذيـــبَ الــنّـبـيـلهْ​
 

Fernas

عضو مميز
ريـبـة

ريـبـة
عبد الصمد بن المُعذّل​



أعـاذلـتـي أقْـصِـري ***** أبــِـعْ جِـدّتـي بالثمنْ

أرى الناسَ أحدوثة ً ***** فـكوني حديثاً حَسَنْ

كأنْ لم يَزلْ ما أتى ***** وما قدْ مضى لمْ يكنْ

إذا وطـــنٌ رابــَنــي ***** فــكـــلُ بــــلاد ٍ وطـنْ​
 

Fernas

عضو مميز
أكــــــاد أمـــوت

أكــــــاد أمـــوت
عبد الوهاب البياتي​



وحــبــي الــوضــيء كـورد الـربيع

تـهـالـكَ شــوقـــاً عـــلـــى دربها

إذا آمــنَ الــحــبُ بــالـعـاشـقـينْ

فـــإنـــي ســـأكـفــرُ فــي حـبها

وأكـــفــــرُ بالــوردِ والـــزارعــيــنْ

وأشـــربُ دمــعــي عـلى نخبها

****

أكــــادُ أذوبُ ... أكــــاد أمـــــوتْ

عـلـى رفّــةِ الـخـيـطِ مــن ثـوبها

****

إذا إبتسمتْ قلتُ هذي السماءْ

أراهـا تــجــولُ عــلــى هـــدبها

وإنْ أطــرقـتْ فـهـي سـرٌ يـنوحُ

ويـشـكــو إلـــى الله مــمــا بها

فــأنــثــرُ والدمـعُ فـي مُـقـلتَيْ

زهــوري عــلــى قــدمـيْ ربها

****

ومــن عــجـبـي والـهوى قاتلي

حنوتُ على السهم ِ في قلبها

****

وحـبـي الـوضيءُ كخمر ِ الـربيع

يـعـربـدُ نـشـوانَ فــــي كـــوبها

أكــادُ لــفــرطِ إشـتـيـاقــي لـها

أذوبُ إشــتـيـاقـــاً وأخـــبــو بها

وأحــرقُ عــمــري بــهــا مـؤمناً

وأكــفــرُ بــالــحــبِ فــي قُـربها

أكــــادُ أذوبُ ... أكــــاد أمـــــوتْ

عـلـى رفّــةِ الـخـيـطِ مــن ثـوبها​
 

شهله

عضو فعال


ناجيتُ قبركِ - محمد مهدي الجواهري


في ذِمَّةِ اللهِ ما ألقَى وما أَجِــدُ

أهذهِ صَخرةٌ أم هذهِ كَبِـــدُ

قدْ يقتلُ الحُزنُ مَنْ أحبابهُ بَعُـدوا

عنه فكيفَ بمنْ أحبابُهُ فُقِــدوا

تَجري على رَسْلِها الدنيا ويَتْبَعُها

رأْيٌ بتعليـلِ مَجْراهـا ومُعْتَقَـدُ

أَعْيَا الفلاسفةَ الأحرارَ جَهْلُهمُ

ماذا يُخَبِّـي لهم في دَفَّتَيْـهِ غَـدُ

طالَ التَّمَحُّلُ واعتاصتْ حُلولُهمُ

ولا تَزالُ على ما كانتِ العُقَـدُ

ليتَ الحياةَ وليتَ الموتَ مَرْحَمَـة ٌ

فلا الشبابُ ابنُ عشرينٍ ولا لَبدُ

ولا الفتاةُ بريعانِ الصِّبا قُصِفَـتْ

ولا العجوزُ على الكَـفَّيْنِ تَعْتَمِـدُ

وليتَ أنَّ النسورَ اسْتُنْزِفَتْ نَصَفَاً

أعمارُهُنَّ ولم يُخْصَصْ بها أحـدُ

حُيِّيتِ (أمَّ فُـرَاتٍ) إنَّ والـدةًً

بمثلِ ما انجبتْ تُـكْنى بما تَـلِـدُ

تحيَّةً لم أجِدْ من بـثِّ لاعِجِهَـا

بُدَّاً, وإنْ قامَ سَـدّاً بيننا اللَّحـدُ

بالرُوحِ رُدَّي عليها إنّها صِلَـةٌ

بينَ المحِبينَ ماذا ينفعُ الجَـســدُ

عَزَّتْ دموعيَ لو لمْ تبعثي شَجناً

رَجعتُ منهُ لحرَّ الدمعِ أَبْـتَــرِدُ

خلعتُ ثوبَ اصطبارٍ كانَ يستُرُنـي

وبانَ كَذِبُ ادَّعائي أنني جَلِـدُ

بَكَيْتُ حتى بكا مَنْ ليسَ يعرفُني

ونُحْتُ حتىَّ حكاني طائرٌ غَــرِدُ

كما تَفجَّر عيناً ثـرةًً حَجَـــرُ

قاسٍ تفجَّرَ دمعاً قلبيَ الصَّلِــدُ

إنَّا إلى اللهِ! قولٌ يَستريحُ بــهِ

ويَستوي فيهِ مَن دانوا ومَن جَحَدُوا



مُدي إليَّ يَداً تـُمْدَدْ إليكِ يَـدُ

لا بُدَّ في العيشِ أو في الموتِ نَتَّحِـدُ

كُنَّا كشِقَّيْنِ وافى واحِـدا ً قَـدَرٌ

وأمرُ ثانيهما مِن أمـرهِ صَـدَدُ

ناجيتُ قَبْرَكِ أستوحـي غياهِبَـهُ

عنْ حالِ ضَيْفٍ عليه مُعْجَلاً يَفِـدُ

وردَّدَتْ قَفْرَة ٌ في القلب ِ قاحِـلة ٌ

صَدى الذي يَبتغي وِرْدَاً فلا يَجِـدُ

ولفَّني شَبَـحٌ ما كانَ أشبهَــهُ

بِجَعْدِ شَـعْرِكِ حولَ الوجهِ يَنْعَـقِدُ

ألقيتُ رأسـيَ في طَّياتِـهِ فَزِعَـاً

نَظِير صُنْعيَ إذ آسى وأُفْتَــأدُ

أيّامَ إنْ ضاقَ صدري أستريحُ إلـى

صَدْرٍ هو الدهـرُ ما وفّى وما يَعِدُ

لا يُوحِشُ اللهُ رَبْعَاً تَـنْزِليـنَ بـهِ

أظُنُّ قبرَكِ رَوْضَاً نورُهُ يَقِــدُ

وأنَّ رَوْحَـكِ رُوحٌ تأنَسِينَ بهـا

إذا تململَ مَيْتٌ رُوحُهُ نَـكَــدُ

كُنَّا كنَبْتَـةِ رَيْحَـانٍ تَخَطَّمَهـا

صِرٌّ فأوراقُـها مَنْزُوعَة ٌ بَــدَدُ

غَطَّى جناحاكِ أطفالي فكُنْتِ لَهُـمْ

ثَغْرَاً إذا استيقظوا , عَيْنَاً إذا رَقَدوا

شَتَّى حقوقٍ لها ضاقَ الوفاءُ بها

فهل يكـونُ وفـاءً أنّـني كَمِـدُ

لم يَلْقَ في قلبِها غِلٌّ ولا دَنَـسٌ

لهُ مَحلاً ، ولا خُبْـثٌ ولا حَسَـدُ

ولم تَكُنْ ضرَّةً غَيْرَى لجارتِـها

تُلوى لخيـرٍ يُواتيها وتُضْطَهَـدُ

ولا تَذِلُّ لِخَطْبٍ حُـمَّ نازِلُـهُ

ولا يُصَعِّـرُ منها المـالُ والوَلَـدُ



قالوا أتى البرقُ عَجلاناً فقلتُ لهـمْ

واللهِ لو كانَ خيرٌ أبْطَـأَتْ بُـرُدُ

ضاقتْ مرابِعُ لُبنان بما رَحُبَـتْ

عليَّ والتفَّتِ الآكامُ والنُجُــدُ

تلكَ التي رَقَصَتْ للعينِ بَهْجَتُـها

أيامَ كُنّـا وكانتْ عِيشَةٌ رَغَـــدُ

سوداءُ تَنْفُخُ عن ذكرى تُحَرِّقُـني

حتَّـى كأنّي على رَيْعَانِهَا حَــرِدُ

واللهِ لم يَحْلُ لي مَغْـدَىً ومُنْتَقَلٌ

لما نُـعِيتِ ولا شخصٌ ولا بَلَـدُ

أين المَفَـرُّ وما فيها يُطَارِدُنـي

والذكرياتُ ، طَرِيَّاً عُودُها، جُـدُدُ

أألظـلالُ التي كانَـتْ تُفَيِّئُنَـا

أمِ الهِضَابُ أمِ الماءُ الذي نَــرِدُ

أمْ أنتِ ماثِلَة ٌ؟ مِن ثَمَّ مُطَّـرَحٌ

لنا ومِنْ ثَـمَّ مُرْتَاحٌ ومُتَّـسَـدُ

سُرْعَانَ ما حالَتِ الرؤيا وما اختلفتْ

رُؤَىً , ولا طالَ- إلا ساعة ً- أَمَـدُ

مَرَرْتُ بالحَوْر ِ والأعراسُ تملأهُ

وعُدْتُ وهو كمَثْوَى الجانِّ ِ يَرْتَـعِدُ



مُنَىً - وأتْعِسْ بها- أن لا يكونَ على

توديعِهَا وهي في تابوتِـها رَصَدُ

لعلنِي قَـارِئٌ في حُـرِّ صَفْحَتِهَا

أيَّ العواطِفِ والأهـواءِ تَحْتَشِدُ

وسَامِعٌ لَفْظَـةً منها تُقَرِّظُـني

أمْ أنَّهَا - ومعـاذَ اللهِ - تَنْتَقِـدُ

ولاقِطٌ نَظْرَةً عَجْلَى يكـونُ بها

لي في الحَيَاةِ وما أَلْقَى بِهَا ، سَنَـدُ

* * * * *

-----------------

* نظمت والشاعر في بيروت في طريقه إلى المؤتمر الطبي العربي ، مندوباً عن العراق .. وقد وصله خبر وفاة عقيلته المفاجيء ، عن عارض مؤلم لم يمهلها سوى يومين .. فتخلّى عن الالتحاق بالمؤتمر وقفل راجعاً إلى بغداد .. وكان ذلك عام 1939 .​
 

Fernas

عضو مميز
أســــاطـــيــــر

أســــاطـــيــــر
بدر شاكر السياب
"وقف إختلافهما في المذهب حائلاً بينهما وبين السعادة...فآلى هو أن يلعن الأوثان"​




أساطيرُ من حشرجاتِ الزمانْ

نسيجُ اليد الباليةْ

رواها ظلامٌ من الهاوية

وغنّى بها ميّتانْ

أساطير كالبيدِ، ماجَ السرابْ

عليها، وشقتْ بقايا شهابْ

وأبصرتُ فيها بريق النُّضار

يلاقي سَدىً من ظلال الرغيفْ

وأبصرتني، والستار الكثيفْ

يواريكِ عني فضاعَ إنتظار

وخابت مُنىً؛ وانتهى عاشقانْ

***​

أساطيرُ، مثلَ المُدى القاسياتْ

تلاوينها من دم البائسينْ

فكم أومضتْ في عيون الطغاةْ

بما حُـمِّـلتْ من غبار السنين

يقولون : وحيُ السماء ،

فلو يسمعُ الأنبياءْ

لما قهقهتْ ظلمة الهاويةْ

بأسطورة باليةْ

تـجـرُّ القرون

بمركبةٍ من لظىً، في جنون

لظىً كالجنون !

***​

وهذا الغرامُ اللجوجْ

أيرتدُّ من لمسةٍ باردةْ

على إصبع ٍ من خيال الثلوجْ

وأسطورة بائدةْ ؟

وعرّافةٍ أطلقت في الرمال

بقايا سؤال

وعينين تستطلعان الغُيوبْ

وتستشرفان الدروبْ،

فكانَ ابتهالٌ .... وكانت صلاة

تُـعفرُ وجه الآله

وتحثو عليه انطباق الشفاه

***​

تعالي فما زالَ نجمُ المساءْ

يذيبُ السنا في النهار الغريق

ويغشى سكونَ الطريق

بلونين من ومضةٍ وانطفاءْ

وهمسُ الهواء الثقيل

بدفء الشذى واكتئاب الغروبْ

يذكرني بالرحيل:

شراعٌ خلال التحايا يذوبْ

وكفٌ تلوِّح .... يا للعذابْ

***​

تعالي فما زالَ لونُ السحابْ

حزيناً ... يذكرني بالرحيل

رحيل ؟!

تعالي، تعالي ... نذيبُ الزمانْ

وساعاته ؛ في عناق ٍ طويل ،

ونصبح بالإرجوان

شراعاً وراءَ المَدى

وننسى الغدا

على صدركِ الدافئ العاطر ِ

كتهويمة الشاعر ِ

تعالي ؛ فملءُ الفضاء

صدىً هامسٌ باللقاء

يوسوسُ دون إنتهاء

***​

على مقلتيكِ إنتظارٌ بعيدْ

وشيءٌ يريدْ

ظلالْ

يغمغمُ في جانبيها سؤالْ

وشوقٌ حزينْ

يريدُ اعتصار السرابْ

وتمزيق أسطورة الأولينْ

فيا للعذابْ

جناحان خلفَ الحجابْ

شراع ..

وغمغمةٌ بالوداعْ
 

شهله

عضو فعال


قصيدة الحزن



نزار قباني



علمني حبك .. ان احزن

وانا محتاج منذ عصور

لأمرأة .. تجعلني احزن

لأمرأة .. ابكي فوق ذراعيها

مثل العصفور

لأمرأة .. تجمع اجزائي

كشظايا البللور المكسور


علمني حبك ، سيدتي ، اسوا عادات

علمني .. افتح فنجاني

في الليلة آلاف المرات

واجرب طب العطارين

واطرق باب العرافات

علمني .. اخرج من بيتي

لأمشط .. ارصفة الطرقات

وأطارد وجهك

في الأمطار

وفي اضواء السيارات

واطارد ثوبك

في اثواب المجهولات

واطارد طيفك

حتى .. حتى

في اوراق الأعلانات


علمني حبك

كيف اهيم على وجهي .. ساعات

بحثا عن شعر غجري

تحسده كل الغجريات

بحثا عن وجه .. عن صوت

هو كل الأوجه والأصوات


ادخلني حبك ، سيدتي

مدن الأحزان

وانا من قبلك ، لم ادخل

مدن الأحزان

لم اعرف ابدا

ان الدمع هو الأنسان

ان الأنسان بلا حزن

ذكرى انسان

علمني حبك

ان اتصرف كالصبيان

ان ارسم وجهك بالطبشور

على الحيطان

وعلى اشرعة الصيادين

على الأجراس ، على الصلبان

علمني حبك .. كيف الحب

يغير خارطة الأزمان

علمني .. اني حين احب

تكف الأرض عن الدوران


علمني حبك اشياء

ما كانت ابدا في الحسبان

فقرأت اقاصيص الأطفال

دخلت قصور ملوك الجان

وحلمت بأن تتزوجني

بنت السلطان

تلك العيناها

اصفى من ماء الخلجان

تلك الشفتاها

اصفى من ماء الخلجان

وحلمت بأني اخطفها مثل الفرسان

وحلمت بأني اهديها اطواق اللؤلؤ والمرجان

علمني حبك ، يا سيدتي ، ما الهذيان

علمني .. كيف يمر العمر

ولا تأتي بنت السلطان


علمني حبك

كيف احبك في كل الأشياء

في الشجر العاري ، في الأوراق اليابسة الصفراء

في الجو الماطر ، في الأنواء

في اصغر مقهى .. نشرب فيه

مساء .. قهوتنا السوداء


علمني حبك .. ان آوي

لفنادق ليس لها اسماء

وكنائس ليس لها اسماء

ومقاه ليس لها اسماء

علمني حبك .. كيف الليل

يضخم احزان الغرباء

علمني .. كيف ارى بيروت

امرأة .. طاغية الأغراء

امرأة .. تلبس كل مساء

اجمل ما تملك من ازياء

علمني حبك .. ان ابكي من غير حساب

علمني .. كيف ينام الحزن

كغلام مقطوع القدمين

علمني حبك .. ان احزن

وانا محتاج منذ عصور

لأمرأة .. ابكي فوق ذراعيها

مثل العصفور

لأمرأة .. تجمع اجزائي

كشظايا البللور المكسور​
 

Fernas

عضو مميز
غريبين

غريبين
جميل بثينة​



أرى كلّ معشوقين غيري وغيرَها ***** يَـلَـذّانِ فــي الـدّنـيـا ويَـغـتَـبطَانِ

وأمشي وتمشي في البلادِ كأننا ***** أسِـيــران لـلأعـــداءِ مُـرتَـهَـنــانِ

أصلي فأبكي في الصلاة ِ لذكرها ***** ليَ الـويـلُ مـمّـا يـكـتبُ الملكانِ

ضَـمِـنـتُ لـهـا أنْ لا أهـيـمَ بغيرهَا ***** وقـد وثـقـتْ مـنـي بـغـير ضمانِ

ألا يـا عـبـادَ الله قـومـوا لـتسمعوا ***** خصومة َ مـعـشوقين ِ يختصمانِ

وفـي كـل عـام ٍ يـسـتـجدانِ مرة ً ***** عـتـابـاً وهـجـراً ثـمّ يـصـطـلحانِ

يـعيشانِ في الدّنيا غَريبين ِ أينما ***** أقــامــا وفـي الأعـوام ِ يـلـتقيانِ​
 

Fernas

عضو مميز
وأنصرفتْ

وأنصرفتْ
بُـلند الحيدري​



في عتمة ليل ٍ طرقتْ إمرأةٌ

بابي

فانفتحت عن غرفةْ

***​

تتحركُ ما بين الباب وما بعد الباب ِ

كفٌ أدركها البردُ فجفّتْ

عينٌ ذبلتْ

ذكرى لِليال ٍ فأتتْ

لإمرأةٍ ماتتْ

***​

وبلهفهْ

تسألني عن حلم ٍ كان لنا

عن شيء ٍ في حلم ٍ كان لها

فأجيبْ :

ليسَ وراء البابِ سوى باب أخرى

لسؤال ٍ من دون جوابْ

***​

سكتتْ

وكما لو نامت في عيني ذيبْ

صارت من بعض دهان البابْ

باهتة ً كدهان البابْ

صارت دنياها أبردُ من كفيها

صارت من بعض جفاف يديها

***​

وانصرفت

وعلى كتفيها باب

وسؤالٌ من دون جوابْ
 

شهله

عضو فعال


الشاعرة __ سنية صالح

كاتبة وشاعرة السورية ، ولدت في مصياف (حماه) عام 1935 وتوفيت عام 1985.وهي زوجة الاديب السوري محمد الماغوط ..

فازت بجائزة جريدة "النهار" لأحسن قصيدة حديثة عام 1961.
فازت بجائزة مجلة "حواء" للقصة القصيرة عام 1964.
فازت بجائزة مجلة "الحسناء" للشعر عام 1967.

من أعمالها :

الزمان الضيق، شعر ، بيروت، المكتبة العصرية 1964.
حبر الإعدام، شعر ، بيروت، دار أجيال، 1970.
قصائد، بيروت، دار العودة، 1980.
ذكر الورد، بيروت، رياض الريس للكتب والنشر، 1988.
الغبار، بيروت، مؤسسة فكر للابحاث والنشر، 1982 (قصص).

...

( الوحش في الروح )


لم يكن هناك من شهود

كلها في المخيلة

وحش متفوق

ظهر فجأة في أحراش الروح،

في أوطان الغانية وتحت مصابيحها الساهرة.

قذف القصائد في الريح

وجلد الأطفال على العتبات،

ثمَّ اعتَلَى مِنَصّات الوطن،

وأخذ يغني كالأبرياء.

ها هو القلب ينفجر،

والوحش يتمادى في أحضان الوطن،

والوطن مكسور،

ومطوي تحت الأجنحة العالية.

وطني أسير خلف كمامات الإرهاب،

عكر كنهر تخوضه الجياد.

وطني يعوزه الماء والجنون،

تعوزه الضغينة.

كي يصير ذئباً ضارياً على الانكسارات.

***

أخافتني ظلمة الهجر وبرودته،

والحياة المتسخة داخل البيوت المكتظة العليلة

والحمامات بلا ستائر أو مواقد

والجلاد يدخل ويخرج كزوج وديع.

الفجر العليل يركض على ضلفات النوافذ.

لم يكن أكثر رقة من أماكن التعذيب.

فجر مليء بالجري والقذف والتدافع والغبار.

أنام في رحابه

فتموت نقاوتي.

لقد تداخلت السنون

وانهزمت الطفولة.

طبقة كثيفة من الحب موطن

مقذوفة على بلاط المباغي،

حيث الأفخاذ العارية

خدم وبغايا،

سافرات ومستترات..

والعيون المائلة تشنجت من الرغبة.

كيف أتحدث عنها

وأنا لا أجرؤ على النظر إليها؟

ولكن كم غَمَرتَها بالقبلات

يا قلبي العليل:

حملت عنها آلاماً قاسية

أعطيتها روحي

فوجدتها مبصوقة في الجحيم.

***

هناك في الغرف الواطئة

والمنسية،

حيث تبدو جذور العالم سوداء،

حيث ملاءات المسارح العتيقة،

الملاءات الحمر الممزقة،

شهدت جنون الحب،

وتشهد الآن انهياره.

***

أمي،

أيتها القديسة،

ارحميني.

منذ أجيال وأنتِ تنامين في أعماقنا،

تحلمين بالمعجزات...

ومع كل مساء

أسمع حشرجتك الدنيوية

تختلط مع خطوات القدر المترهل،

وهو يتهادى في الخارج

وينتظرك بعقاله المرقط.

***

تختبئين في قبور الأولياء

لتطيلي فرارنا

تتكاثرين،

فنخرج من جسدك نساء ميتات.

تطاردين سرباً من الملائكة

كاشفة عن جراحك العميقة،

فيلاحقك بائعو البخور

بدخانهم العقيم.

***

أراك هابطة سلالم الروح

وأنت بلا حراك. تموتين ثم تبعثين فينا

نساء فانيات.

فلأتهاو كشراع لا أمل له بالإقلاع،

يبقى الوحش في روحي

يرفس ويضرب

خبط عشواء،

والمضخة الصدئة تستغيث:

ما لهذا الدم يسيل؟!

ونحن على الأسرَّة والأرائك

وفي الأرحام،

لم يعد السيِّد سيِّداً،

ولا الحب حباً.

ولاحت لي الحياة الساقطة المتدنية من بعيد

مسرعة

مسرعة

كل شيء يدور فيها.

من قذف بها

إلى قلب تلك الغابة الهادئة؟

الأطفال يصرخون

ويرتجفون

كأن ريحاً عاتية صفعتهم.

رياح كانون، تدفعها رياح الغانية.

***

هُزَّني أيها الغضب.

أنا شجرة الدهشة،

وهذا خريفي.

الحب والشعر يدعوانها

لكي تكون غباراً.​
 

Fernas

عضو مميز
إلى الساهرة

إلى الساهرة
عبد الوهاب البياتي​


على شاطئ الوهم نامي

كمقبرة في الثلوجْ

و لا تسألي عن غرامي

و لا تسألي من يعوجْ

على طلل ٍ دارس ِ

أعادَ الحبيب؟

ففي صمته العابس ِ

أمانٌ يذوبْ

قبيل الغروبْ

و لاتسألي النجمَ عن موطني

فما موطني

غير هذا الفضاءْ

و لا تذكريني و لاتحزني

اذا ما سمعتِ

رياح المساءْ

تولولُ بين الشجرْ

فتوقظُ حتى الحجرْ

و لا تسألي من أنا

و لا تندبي حظنا

فما أنا إلا كهذا الجناحْ

جناحٌ شريدْ

بكتهُ على الارض حتى الجراحْ

يسائلُ أيامه عن غد ٍ

و يروي إلى الليل حلماً جديدْ

و يصغي و ما من مُعيدْ

لهذا النشيدْ

و لا تجهشي بالبكاء

إذا ما السماء

أهالت عليكِ

رماد الرجومْ

ففي مقلتيكِ

ضياء النجومْ

يقودُ خطاي .. و يمحو أساي

و يحفر قبري بواد الجنونْ

و يوغر صدري بشتى الظنونْ

و إمـــا إســـتــفـاق ***** هـواكِ الـصبي

فـلا تـــرضـــعــيــــه ***** دمــوعَ الــوداعْ

و لا تــــفـــجـــعـيـه ***** كحبي المضاعْ

أخــافُ عــلــــيــــكِ ***** و مــمَ أخــاف؟

و فـــي شفــتــيـك ***** رحيـقٌ زعــاف

أحسُ به في دمي ***** كـجـوع رهـيب

وأنــفـثـهُ من فـمي ***** غــنــاء رتـيـب

فديتكِ لا تسهري

و إن كان هذا السهرْ

تغلغلَ في محجري

فأرَّقَ حتى الحجرْ

و غنّى به العاشقونْ

فلم يبقى في مهجتي

ضياءٌ به يبصرونْ

*
*​

غرامكِ

في لوعتي
 

Fernas

عضو مميز
حــيــرة

حيرة
أبي الشيص محمد بن رزين​



جاءَ الرسولُ بـبشرى منكَ تـُطمعُني ****** فـكـانَ أكـبـرَ هــمــي أنـــهُ وَهَما

فـمـا فـرحـتُ، ولكنْ زادنــي حَــزَنـــاً ****** علمي بأنَّ رسولي لمْ يكنْ فَهَما

كـمْ مـنْ سـريـرة حُب ٍ قدْ خلوتُ بها ****** ودمـعـة ٌ تـملأ ُ القِرطاسَ والقلما​
 

Fernas

عضو مميز
أين قلبي

أين قلبي
حافظ الشيرازي
ديوان: أغاني شيراز
ترجمة: د. إبراهيم الشواربي​




أيها المسلمون ...... لقد كان لي قلب في وقت من الأوقات

وكنتُ أتحدثُ إليه إذا عرضت لي مشكلة من المشكلات

وكنتُ إذا وقعتُ في لجة الأحزان والبلاء

أرجع إلى تدبيره ... فآملُ في النجاةِ والوصول إلى الساحل

كان شريكاً في آلامي

وكانَ عونـاً لجميع "أصحاب القلوب"

ولكنني الآن ...... فقدتـهُ في جـادّة الحبيب

فيا ربي ...... ما هذا المنزل الذي أطبقَ على أذيـاله

وأنا أعلمُ أن الفضلَ يقترنُ بهِ الحرمان دائماً

ولكن ... أين السائلُ الذي أصابهُ الحرمان أكثر مني

فأطلب الرحمة لروحي هذه الحائرة

فقد كانت في وقت من الأوقات حاذقة ماهرة
 

Fernas

عضو مميز
دعوة عاشق

دعوة عاشق
الإمام سعيد بن أحمد البوسعيدي​


يـا مـَــنْ هـــواهُ أعــزّهُ وأذلــنــــي ****** كيفَ السبيلُ إلى وصالـــــكَ دُلني

وتـَركـتـنـي حـيـران صـبّـاً هـائـِـمـاً ****** أرعـى النجومَ وأنتَ في نوم ٍ هَني

عـاهـدتـنـي ألا تـَمـيلَ عَنْ الهوى ****** وحـلـفـتَ لـي يـا غُـصــنُ ألا تنثني

هـبَّ الـنـسـيـمُ ومـالَ غصنٌ مِثلهُ ****** أيــنَ الـزمـانُ وأيــنَ مـا عـاهـدتني

جــادَ الـزمـانُ وأنـتَ ما واصـلـتني ****** يـا بـاخـلاً بـالـوصـل ِ أنـتَ قـتـلـتني

واصلتني حتى مَلكتَ حُشَاشتي ****** ورجعتَ مـِنْ بعدِ الوصال ِ هجرتني

لـمـا مـلـكـتَ قـيـادَ سريَ بالهوى ****** وعـلـمـتَ أنـي عـاشقٌ لكَ خُنتني

ولأقـعـدنَ على الطريق ِ فأشتكي ****** فـي زي مـظـلـوم ٍ وأنتَ ظـلـمتني

ولأشـكـيـنـكَ عـند سلطان الهوى ****** لِـيُـعـذبـنـكَ مـِـثـلـمـــا عـــذبـتـني

ولأدعـيـنَ عليكَ في جنح ِ الدجى ****** فـعـسـاكَ تـُبـلـى مـِثـلـمـا أبليتني​
 
أعلى