حينما نزل أهل الحل والعقد إلى الشارع

q8ikhwan

عضو فعال
حينما نزل أهل الحل والعقد إلى الشارع.


وبه أستعين وعليه أتوكل إلى يوم الدين ،


الآن وبعد أن هدأت العاصفة وجاء خطاب صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ليوقف المد الغوغائي الصادر عن كثير من أبناء الشعب الكويتي نستطيع أن نتحدث بصراحة ووضوح حول الأزمة الأخيرة التي حلت بالبلاد دون أن يتم تصنيفك و(فَرزك) في جهة أو فئة معينة.


وحرصت أن لا أخوض في هذا الموضوع وقتها لأنه باختصار كان فتنة.


وكما قال أحد الحكماء : (الفتنة إذا أقبلت أشكلت ، وإذا أدبرت أسفرت)


و _بالنسبة لي _ عدم الخوض فيها ليس لإشكالها إنما للنفسيات المشحونة من جميع أطرافها.


فإن لم تقف مع أبناء القبائل (البدو) فأنت إذن مع الفريق الجاهل الذي يريد أن يسحب منهم الجنسية ويعريهم !!


وإن وقفت معهم فأنت مع الفئة الخارجة عن القانون الضاربة له بعرض الحائط !!


وإن لم تذهب إلى مهرجان الحسين عليه السلام _ الذي نظمه الشيعة _ فلابد أنك من فريق النواصب وعدو لآل البيت !!


وإن ذهبت فعليك أن تراجع إيمانك ، إذ أن في عقيدتك غَبش !!


هكذا كانت الفتنة !!


البعض أراد أن يتدارك الأمر ويشارك ويفرض حالة من التوازن المطلوب ولكن كما قال بن مسعود رضي الله عنه: (كم من مريد للخير لم يصبه).


فجاءت المهرجانات والحشود لتعطي انطباعا واضحا وصريحا أن الجميع مشارك بالفتنة سواء شعر بذلك أم لم يشعر.


وأصبح استدعاء المصطلحات المطاطة العامة سمة الحدث ... (الوطنية) .. (الوحدة الوطنية) .. (الإعلام الفاسد) .. (كرامة القبائل) .. (حب الحسين) .. (الولاء لآل البيت) .. (نواصب العصر) .. (ليسوا بشيعة بل روافض) .. وغيرها الكثير.


أصبحت هذه المفاهيم والمصطلحات أقرب إلى ما أطلق عليه الدكتور عبدالوهاب المسيري _ رحمه الله _ : (مصطلحات نفسية عالية ولكن ليس لها أي قيمة تفسيرية)


فلم تعد تعرف ما المقصود من الوحدة الوطنية ( إذ أن جميع الأطراف المتنازعة تنادي بها ) ولم تعد تعرف مَن المقصود بالإعلام الفاسد (هل المدافع عن الحكومة أو المتحيز إلى فئة تعادي الحكومة لمصلحة مؤقتة لن تلبث أن تتبدل ؟!)


فلم يعد أحد يستطيع أن يقوم بتفسير هذه الشعارات وخاصة أن الجميع رفع شعار (الحق معي ، فإن لم تكن معي فأنت ضدي). وهي أشبه بما يقوم به الإعلام المصري اليوم في حديثه عن الجدار الفولاذي وأن الرافضين له أبعد ما يكونون عن (الروح الوطنية) و(حفظ الأمن القومي).


ولست أرى هذه الفتنة قد أطلت برأسها إلا بعدما قرر أعضاء مجلس الأمة _ أو كما يسميهم أحد شيوخنا الكرام أهل الحل والعقد _ النزول إلى الشارع وتسجيل موقفهم هناك.


ورحم الله الإمام مالك حينما أراد أن يصف أهل الحل والعقد _ أو أعضاء مجلس الأمة في هذا الزمن _ فقال:


(هم من اجتمع فيهم ثلاثة : العلم والعدالة و جزالة الرأي ، ولا أراها اليوم تجتمع في واحد ، فإن لم تجتمع فورع عاقل ، فبالعقل يسأل وبالورع يعظ )


فهل نرى في أعضاء مجلسنا وحكومتنا من يتصف بهذه الصفات ؟ لا أعتقد إلا من رحم الله !!


إن هذه الأزمة ضربت جذورها بعمق في جسد البلاد والعباد وخاصة حينما قرر أعضاء المجلس التحاكم إلى الشارع لتهييج القضية وتسجيل المواقف. ومن هنا انطلقت شرارة التصريحات النارية والتي أبعد ما تكون عن أخلاقيات وأدب السياسة.


فإذا كان البعض يتصف بالجهل المركب فما المبرر إذن لممثلي الأمة أن يمارسوا الدور نفسه وبحدة أكبر أحيانا ؟! (كسجال الجويهل والبراك)


وهذه الجاهلية هي التي جعلت الجمهور يتجرأ ويتطاول حتى على المتحدثين دون أي أدب أو احترام (كحادثة الدويسان والحربش).


وهي التي رفعت حدة الخطاب (الطائفي) بين السنة والشيعة _والذي لم نعهده من قبل_ ، فأصبح السنة يرددون شعار (بدأ الشيعة يتجرأون علينا) و أصبح الشيعة يرددون (نحن فداء دم الحسين !)


وهذه الحالة ليست أبعد عن تمثيل شيعي قوي في البرلمان بمساعدة حكومية واضحة (فأحس السنة بالجرأة) ونشوة الشيعة بالأغلبية البرلمانية _إن صحت التسمية_ فشعروا أنها أغلبية شعبية (فأحس الشيعة بالقوة)، فحدث ما حدث!


عندنا أراد الدكتور محمد البوطي _حفظه الله _ أن يشرح الأسلوب (قولا أو فعلا) الذي يمارسه الإنسان في حياته اليومية قال باختصار : (الأسلوب عبارة عن هيمنة نفسية .)


وهذه الهيمنة اليوم انعكست على الجميع فأصبح الجميع يردد مطالبا بـ (الوحدة الوطنية) وهو أول من يهدمها وذلك للهيمنة النفسية عليه فلا نستطيع أن ننكر أو نتهرب أن هناك هيمنة (قبلية) فبعد أن تم تفكيك النسيج الاجتماعي للقبيلة وتحويله إلى نسيج سياسي أصبحت (العصبية الجاهلية المنتنة) هي السائدة ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول (.. أبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم .. دعوها فإنها منتنة).


وانعكست هذه الهيمنة كذلك على الحس المذهبي وارتفعت عبارة (تقبل الآخر) وحل محلها (الروافض قتلة الحسين عليه السلام / كوجهة نظر سنية) و (النواصب أتباع الدعوة الوهابية التكفيرية / كوجهة نظر شيعية) _ هذا إن صح أن نطلق عليها وجهة نظر.


وليت عندنا رجل ( أو حزب / أو تكتل) يعمل بمشورة عبدالرحمن بن عوف لعمر بن الخطاب _رضي الله عنهما_


فيروى أن عمر بن الخطاب أراد أن يقوم في موسم الحج خطيبا ليُفند لغطا دار حول بيعة أبي بكر يوم السقيفة فقال له عبدالرحمن بن عوف :


(يا أمير المؤمنين لا تفعل ، فإن موسم الحج يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقول مقالة يُطيّرها عنك كل مُطيّر ، وأن لا يعوها ، وأن لا يضعوها على مواضعها ، فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على موضعها)


فقال عمر: (أما والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة)


اليوم نعيش مثل هذا اللغط ولكننا نفتقد إلى كبار النفوس والعقول اليوم نعيش حالة قال عنها مصطفى صادق الرافعي:

(إذا أسندت الأمة مناصبها الكبيرة إلى صغار النفوس كبرت بها رذائلهم لا نفوسهم).


من يحسب أن الفتنة قد انطفأت نارها فقد أخطأ فهي متقدة مشتعلة في باطن الأرض وباطن النفوس ، وإن حدثا واحدا كالذي حدث كفيل بأن يشعل الفتنة من جديد ، ولكن وقتها لن نشعل بحرارة الفتنة إنما بحرقها.


يا ممثلي الأمة (عليكم بالنمط الأوسط ، الذي يرجع إليه الغالي _ أي المبالغ _ ويلحق به التالي) كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه.


نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن لا نصل إلى مرحلة نقول مقالة سعد بن أبي وقاص في مالك بن الأشتر ومن معه حينما حاصروه عثمان رضي الله عنه


(والله إن أمرا هؤلاء رؤساؤه لأمر سوء)


(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)

 

الاسكندر

عضو ذهبي
حينما نزل أهل الحل والعقد إلى الشارع.






فلم تعد تعرف ما المقصود من الوحدة الوطنية ( إذ أن جميع الأطراف المتنازعة تنادي بها ) ولم تعد تعرف مَن المقصود بالإعلام الفاسد (هل المدافع عن الحكومة أو المتحيز إلى فئة تعادي الحكومة لمصلحة مؤقتة لن تلبث أن تتبدل ؟!)




عندما لاتعرف أن الوحدة الوطنية:
تعني ان الكويتين سواء من حيث الكرامة والمعاملة، لافرق بين حضري ولابدوي ولاسني ولاشيعي.فكل من يحمل الجنسية الكويتية له مالنا وعليه ماعلينا.

فهذه مشكلة كبيرة فيك.


وعندما لاتعرف أن الاعلام الفاسد متمثلا في قناة سكوب والعدالة وبقية الصحف الصفراء وهو بإختصار من يتقصد افراد بعينهم خصوصا اعضاء مجلس الامة وينزل هدرا في كرامتهم.

فهذه مشكلة اخرى كبيرة فيك.

راجع الاحداث الماضية جيدا وبكل تجرد وسترى أنك لاحاجة لك بكلام المسيري والا البوطي ولاغيرهم فيكفيك عقلك.
 

q8ikhwan

عضو فعال
عندما لاتعرف أن الوحدة الوطنية:
تعني ان الكويتين سواء من حيث الكرامة والمعاملة، لافرق بين حضري ولابدوي ولاسني ولاشيعي.فكل من يحمل الجنسية الكويتية له مالنا وعليه ماعلينا.
فهذه مشكلة كبيرة فيك.
وعندما لاتعرف أن الاعلام الفاسد متمثلا في قناة سكوب والعدالة وبقية الصحف الصفراء وهو بإختصار من يتقصد افراد بعينهم خصوصا اعضاء مجلس الامة وينزل هدرا في كرامتهم.
فهذه مشكلة اخرى كبيرة فيك.
راجع الاحداث الماضية جيدا وبكل تجرد وسترى أنك لاحاجة لك بكلام المسيري والا البوطي ولاغيرهم فيكفيك عقلك.

ما ذكرته أخي الفاضل لا يتجاوز حقوق المواطنة (الكرامة / المساواة في التعامل / ...)
هذه حقوق رعاك الرحمن .
ماذا عن الواجبات ؟!
ماذا عن مفهوم المواطنة بذاته وهل هي منحصرة في حدود الوطن فإذان خرجت انسلخت منها؟
أو إذا تضاربت مع مصالحك الشخصية تجاوزتها من باب أن الأمر فيه سعة ؟!

مفهوم المواطنة أعمق بكثير مما ذكرت أخي .

أما الإعلام الفاسد فإنك لن تستطيع أن تحدد هذا المفهوم في ظل التراشق الحاصل.
وهل الإعلام الفاسد يعتبر فاسدا إذا تجاوز حدوده في التعاطي مع أعضاء مجلس الأمة فقط؟
هذا منطق غير سوي !

بالأمس كان العديد من الزملاء _ هنا في المنتدى تحديدا _ يثنون على الدور الإيجابي لقناة الراي في التعاطي مع الشأن السياسي ، واليوم الكثير منهم يشنون هجمة على الراي لموقفها تجاه آخر القضايا (استجواب رئيس الوزراء/القروض) وغيرها.

فهل نقول إن الراي إعلام فاسد ، أم بدلا أن نقول (اللهم أدر الحق معه حيث دار) أصبحنا نقول ( اللهم أدر المصلحة معه حيث دار)

أشكر لك مداخلتك.
 
أعلى