أولاً علينا أن نعلم :
أن التصديق والأخذ بشريعة أي أحد قائمة على إثبات نبوته ،
فإن ثبتت نبوته بشكل قطعي ، نقبل كل ما جاء به ،
ولو أمرنا – بما يُوحى إليه - بأن نقاتل غيرنا من أجل إعلاء كلمة الدين الذي أرسل به ، أو أجاز لنا سبي أبناء ونساء غيرنا
أو حتى لو أمرنا بقتل أنفسنا وأولادنا ونسائنا ...
، سواء عرفنا حكمة ذلك أم لم نعرف ،
وسواء جوّزته عقولنا أم لم تجوّزه
وبيان ذلك أن العقل قد عرف أن النبي لا يكذب عن من يخبر
وعرف حكمة الخالق جل وعلى أنه لا خلل فيها ولا نقص
فأوجبت هذه المعرفة التسليم لما خفي عن عقولنا ،
ومتى اشتبه علينا أمر في فرع لم يجز أن نحكم على الأصل بالبطلان ...
وقد عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلّم أخبر مخالفيه ، وهو في مكّة أن أمره سيظهر ،
وأن الدين الذي بعث به سيعلو ، الشريعة التي أرسل بها ستنتصر ..
و أخبر إخباراً قطعياً لا يقوله إلا نبي موحاً إليه ، أو رسول مرسل ،
وكرر ذلك على مسامع أعدائه، وردده مراراً وتكراراً بشكل يزيل كل شك أو وهم ..
ولقد تمّت كلمتنا لعبادنا المرسلين (171) إنهم لهم المنصورون (172) وإن جندنا لهم الغالبون (173) فتولّ عنهم حتى حين (174) وأبصرهم فسوف يبصرون (175) (سورة الصافات)
"جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ" (سورة ص 11)
" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِا " (الأنبياء 105 )
"وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ" (إبراهيم 14 )
"وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ "(النور 55)
"هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ" ( التوبة 33)
"هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً "(الفتح 28)
"هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ "(الصف 9)لا
وتحقق ما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ربّه ،
فعند إذٍ لا يشك في نبوّته أحد ، ويطعن في رسالته متهوّك
فإخباره صادق لاريب ولا شك فيه، وأن الأمر الذي جاء به حق ،
وما على المؤمنين ببرسالته إلا تنفيذ ما يأمر ، لأنه إنما يخبر عن ربه
وإن لم يدركوا الحكمة من ذلك ، لأنه كما قلنا
"متى اشتبه علينا أمر في فرع لم يجز أن نحكم على الأصل بالبطلان ..." ...
ومن ثم ، فكيف عرفتم أن هذا الذي أمر به النبي - عليه الصلاة والسلام - من جهاد وقتال
غير أخلاقي،
فإن كان الجواب أننا عرفناه سماعا ونقلاً ، أي أننا أُخبرنا أن هذا الأمر شر وهذا الأمر خير
فيجب أن تنتهي السلسلة إلى احد وهو الله سبحانه وتعالى ، فإن كان الذي أمرنا بفعله هو الذي أمرنا باجتنابه
فلا نملك إلا الانقياد ، لأن الأمر توقيفي
أما إذا عرفنا أن هذا الأمر شر أو وخير أو أخلاقي أو غير أخلاقي ، عن طريق العقل ،
فإن دلالة الشر والخير في العقول ذهنية ، أي داخلية ، وقد يرى الشخص أن هذا الأمر شر والآخر خير
كأن يضرب الأب ابنه ، فالولد يرى أن ضربه شر ، أما الأب فيرى أنه خير وتأديب وإصلاح ، وكذا الجهاد
فلم يعترض أحد عليه في السابق ولا اعترض أحد على استخدام السلطان والشوكة في نشر الدين ،
ولا على سبي النساء والأطفال ، وإنما ظهر هذا الأعتراض في العصور المتأخرة ، فهذا يدل على أن دلالة الشر والخير
في العقول متفاوتة وليست بمعيار ، وما يراه الغير شراً ، يراه الآخرون خيراً وهكذا ،،
أن التصديق والأخذ بشريعة أي أحد قائمة على إثبات نبوته ،
فإن ثبتت نبوته بشكل قطعي ، نقبل كل ما جاء به ،
ولو أمرنا – بما يُوحى إليه - بأن نقاتل غيرنا من أجل إعلاء كلمة الدين الذي أرسل به ، أو أجاز لنا سبي أبناء ونساء غيرنا
أو حتى لو أمرنا بقتل أنفسنا وأولادنا ونسائنا ...
، سواء عرفنا حكمة ذلك أم لم نعرف ،
وسواء جوّزته عقولنا أم لم تجوّزه
وبيان ذلك أن العقل قد عرف أن النبي لا يكذب عن من يخبر
وعرف حكمة الخالق جل وعلى أنه لا خلل فيها ولا نقص
فأوجبت هذه المعرفة التسليم لما خفي عن عقولنا ،
ومتى اشتبه علينا أمر في فرع لم يجز أن نحكم على الأصل بالبطلان ...
وقد عرفنا أن النبي صلى الله عليه وسلّم أخبر مخالفيه ، وهو في مكّة أن أمره سيظهر ،
وأن الدين الذي بعث به سيعلو ، الشريعة التي أرسل بها ستنتصر ..
و أخبر إخباراً قطعياً لا يقوله إلا نبي موحاً إليه ، أو رسول مرسل ،
وكرر ذلك على مسامع أعدائه، وردده مراراً وتكراراً بشكل يزيل كل شك أو وهم ..
ولقد تمّت كلمتنا لعبادنا المرسلين (171) إنهم لهم المنصورون (172) وإن جندنا لهم الغالبون (173) فتولّ عنهم حتى حين (174) وأبصرهم فسوف يبصرون (175) (سورة الصافات)
"جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّن ٱلأَحَزَابِ" (سورة ص 11)
" وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِا " (الأنبياء 105 )
"وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ ٱلأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ" (إبراهيم 14 )
"وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ "(النور 55)
"هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ" ( التوبة 33)
"هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً "(الفتح 28)
"هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ "(الصف 9)لا
وتحقق ما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن ربّه ،
فعند إذٍ لا يشك في نبوّته أحد ، ويطعن في رسالته متهوّك
فإخباره صادق لاريب ولا شك فيه، وأن الأمر الذي جاء به حق ،
وما على المؤمنين ببرسالته إلا تنفيذ ما يأمر ، لأنه إنما يخبر عن ربه
وإن لم يدركوا الحكمة من ذلك ، لأنه كما قلنا
"متى اشتبه علينا أمر في فرع لم يجز أن نحكم على الأصل بالبطلان ..." ...
ومن ثم ، فكيف عرفتم أن هذا الذي أمر به النبي - عليه الصلاة والسلام - من جهاد وقتال
غير أخلاقي،
فإن كان الجواب أننا عرفناه سماعا ونقلاً ، أي أننا أُخبرنا أن هذا الأمر شر وهذا الأمر خير
فيجب أن تنتهي السلسلة إلى احد وهو الله سبحانه وتعالى ، فإن كان الذي أمرنا بفعله هو الذي أمرنا باجتنابه
فلا نملك إلا الانقياد ، لأن الأمر توقيفي
أما إذا عرفنا أن هذا الأمر شر أو وخير أو أخلاقي أو غير أخلاقي ، عن طريق العقل ،
فإن دلالة الشر والخير في العقول ذهنية ، أي داخلية ، وقد يرى الشخص أن هذا الأمر شر والآخر خير
كأن يضرب الأب ابنه ، فالولد يرى أن ضربه شر ، أما الأب فيرى أنه خير وتأديب وإصلاح ، وكذا الجهاد
فلم يعترض أحد عليه في السابق ولا اعترض أحد على استخدام السلطان والشوكة في نشر الدين ،
ولا على سبي النساء والأطفال ، وإنما ظهر هذا الأعتراض في العصور المتأخرة ، فهذا يدل على أن دلالة الشر والخير
في العقول متفاوتة وليست بمعيار ، وما يراه الغير شراً ، يراه الآخرون خيراً وهكذا ،،