الإنتماء القبلي بين العراق والسعودية والهوسات
مشهد جديد أصوره لكم...
هذه المرّة تسييس الإنتماء القبلي والعرقي، وكيف أن المعايير والتطبيقات تأتي بإزدواجية، بل وأكثر من الإزدواج، بل بهلامية التطبيق ومزاجية الواقع وهوائية المنطق. وكل ذلك يخضع طبعاً لظروف سياسية بحته وسوف أسرد عليكم التحليل التالي.
حينما كانت الهوسات رمز العروبة...
وكمقدمة للمزاج الهوائي، والظرف السياسي المتدخل بالعواطف، استهل بحثي بما بجزئية طريفة، وكيف أن الهوسات في فترة سياسية كانت من معايير المواطنة الحقّة، وكيف بأن العروبة كلّها تتجسد بالهوسة والردح العراقي، والكل يتذكر هوسة "يا حوم اتبع لو جرّينا". أمّا اليوم أصبحت الهوسات من موجبات الاستدعاء لأمن الدولة، وبل تتجسد الخيانة العظمى بها.
والجانب الآخر...
من نبت على أرض الكويت؟ وهل على الأرض ناس وجدوا قبل آل الصباح الكرام؟ فإذا كان الجواب بنعم، فهل بعد ذلك نستطيع إعتبار الأقدمية حجة للمواطنة؟ الجواب نجده بكتاب "وضع الشيعة في مرحلة ما قبل الاستقلال" حيث يذكر المؤلف فلاح المديريس كيف تعامل الشيعة مع المطالب الشعبية، وكيف تعاملت السلطة معهم، الأمر الذي يؤكد وجودهم قبل مجلس الـ 38، في حين يؤكد زايد الزيد بالمقابلة التي أجراها حول مذكرات الدكتور أحمد الخطيب ببرنامج (أوراق خليجية) على فناة أوربت. يقول بأن بعض العوائل الشيعية كانت متواجدة على أرض الكويت قبل قدوم العتوب إليها. ولسنا هنا في وارد إثبات وجود الشيعة من عدمه، بل هو استشهاد بأن لم ينبت أحداً على أرض الكويت.
القبائل والإنتماء العرقي...
الجميع يعرف بأن المجتمع الكويتي خليط من الأعراق والأنساب، بل وحتّى الأسرة الحاكمة خالطتها دماء بعض الأعراق والأنساب على مدى التاريخ. فهل هذا يعتبر مقياساً يقاس عليه مدى المواطنة الحقّة؟ وهل بالإنتماء العرقي نستطيع أن نقول بأن كلّ من حسن عرقه بالضرورة يحسن إنتماءه؟ تعالوا نستعرض بعض الأعراق ونكتشف النتيجة.
وقبل الدخول في ذلك...
أحب أن أعبّر للجميع، احترامي لجميع الفئات، والأعراق، والأنساب، وكل ما يخص ذلك وأنا أتطرق إليه في هذا الموضوع. فلهم كامل الإحترام والتقدير.
أخوال آل الصباح الكرام...
الكل يعرف بأن الشيخ مبارك الكبير رحمه الله كان من أشجع فرسان المنطقة، وهو جامع لعرقين في نسبه، فمن الجانب الأبوي فهو صباحي النسب ومن الجانب الخؤولة فهو زبيري من أرض العراق وذلك نسبة لوالدته لولوه بنت محمد بن إبراهيم الثاقب ابنة أمير الزبير. بمعنى، أن ذرية مبارك التي فيها الحكم القائم إلى يومنا هذا يحمل في طيّاته النسب العراقي (إن صح التعبير) وتحديداً من الزبير.
عائلة الملا الكرام...
لا شك بأنهم من بنوا التراث الفكري بالكويت، وهذا ديوان الملا الشامخ على شارع الخليج العربي شاهد إثبات على صحّة ما أقول، وجدهم هو شيخ الكتّاب والمثقفين الذي بوجوده وبعلمه قرأ الكويتيون وكتبواً. فالكاتب محمد الملا هو عامل لدى الأمير خزعل وقد أهداه للشيخ مبارك الكبير حتى يتكب له الكتب والرسائل. وها هو اليوم من أحد أعمدة بناء الدولة الحديثة.
عائلة النقيب...
لا يختلف إثنان على إن عائلة النقيب هم حكّام وبشوات البصرة إبّان الحكم العثماني للعراق، بل كان لهم الصيت والسمعة الأرفع لدى القيادة العثمانية المركزية في اسطنبول، والجدير بالذكر بأن سمو رئيس مجلس الوزراء يحمل دماء بيت النقيب لأن والدته منهم. ولا يشك إثنان بأن سمو الشخ مبارك من مفاصل مؤسسة الحكم على الرغم ممن يختلف معه.
عوائل أخرى...
الرفاعي، القناعات، الكاظمي، القزويني، وغيرهم الكثيرين هم أيضاً من أصول عراقية، وقد يكون بعضهم لا ينتمون قديماً للإسلام، لكنهم كويتيون حتى النخاع، بل ومنهم كما قلت من أسسوا الدولة الحديثة بمختلف تطبيقاتها وتاريخها السياسي.
عمداء السياسة الكويتية...
وآخرين، أيضاً ليسوا من أصول عربية، بل وآخرين تجدهم متخالطين بالدم مع الهنود والباكستانيين والزنجبار. ولكنهم عرب أكثر من غيرهم، وإنهم كويتيون ولا نظير لإخلاصهم للكويت.
الآن، وبعد هذا السرد...
على أي أساس يتشدق البعض بإنتمائه العرقي للقبائل؟ ومن هم القبائل؟ وما دخل الكويت فيهم؟ وهنا أعني الدولة الحديثة التي نعيش فيها اليوم. فهل يعتبر البعض الإنتماء العرقي مفخرة لا تضاهيها أي مفخرة أخرى؟ بالطبع لا. بالمواطنة الخالصة لا تقبل مثل هذه الشوائب، إن كانت عنصرية، أو قبلية، أو عرقية.
يقول المثل البدوي...
إن ضيّعت أصلك، قول أنا من تميم.
مشهد جديد أصوره لكم...
هذه المرّة تسييس الإنتماء القبلي والعرقي، وكيف أن المعايير والتطبيقات تأتي بإزدواجية، بل وأكثر من الإزدواج، بل بهلامية التطبيق ومزاجية الواقع وهوائية المنطق. وكل ذلك يخضع طبعاً لظروف سياسية بحته وسوف أسرد عليكم التحليل التالي.
حينما كانت الهوسات رمز العروبة...
وكمقدمة للمزاج الهوائي، والظرف السياسي المتدخل بالعواطف، استهل بحثي بما بجزئية طريفة، وكيف أن الهوسات في فترة سياسية كانت من معايير المواطنة الحقّة، وكيف بأن العروبة كلّها تتجسد بالهوسة والردح العراقي، والكل يتذكر هوسة "يا حوم اتبع لو جرّينا". أمّا اليوم أصبحت الهوسات من موجبات الاستدعاء لأمن الدولة، وبل تتجسد الخيانة العظمى بها.
والجانب الآخر...
من نبت على أرض الكويت؟ وهل على الأرض ناس وجدوا قبل آل الصباح الكرام؟ فإذا كان الجواب بنعم، فهل بعد ذلك نستطيع إعتبار الأقدمية حجة للمواطنة؟ الجواب نجده بكتاب "وضع الشيعة في مرحلة ما قبل الاستقلال" حيث يذكر المؤلف فلاح المديريس كيف تعامل الشيعة مع المطالب الشعبية، وكيف تعاملت السلطة معهم، الأمر الذي يؤكد وجودهم قبل مجلس الـ 38، في حين يؤكد زايد الزيد بالمقابلة التي أجراها حول مذكرات الدكتور أحمد الخطيب ببرنامج (أوراق خليجية) على فناة أوربت. يقول بأن بعض العوائل الشيعية كانت متواجدة على أرض الكويت قبل قدوم العتوب إليها. ولسنا هنا في وارد إثبات وجود الشيعة من عدمه، بل هو استشهاد بأن لم ينبت أحداً على أرض الكويت.
القبائل والإنتماء العرقي...
الجميع يعرف بأن المجتمع الكويتي خليط من الأعراق والأنساب، بل وحتّى الأسرة الحاكمة خالطتها دماء بعض الأعراق والأنساب على مدى التاريخ. فهل هذا يعتبر مقياساً يقاس عليه مدى المواطنة الحقّة؟ وهل بالإنتماء العرقي نستطيع أن نقول بأن كلّ من حسن عرقه بالضرورة يحسن إنتماءه؟ تعالوا نستعرض بعض الأعراق ونكتشف النتيجة.
وقبل الدخول في ذلك...
أحب أن أعبّر للجميع، احترامي لجميع الفئات، والأعراق، والأنساب، وكل ما يخص ذلك وأنا أتطرق إليه في هذا الموضوع. فلهم كامل الإحترام والتقدير.
أخوال آل الصباح الكرام...
الكل يعرف بأن الشيخ مبارك الكبير رحمه الله كان من أشجع فرسان المنطقة، وهو جامع لعرقين في نسبه، فمن الجانب الأبوي فهو صباحي النسب ومن الجانب الخؤولة فهو زبيري من أرض العراق وذلك نسبة لوالدته لولوه بنت محمد بن إبراهيم الثاقب ابنة أمير الزبير. بمعنى، أن ذرية مبارك التي فيها الحكم القائم إلى يومنا هذا يحمل في طيّاته النسب العراقي (إن صح التعبير) وتحديداً من الزبير.
عائلة الملا الكرام...
لا شك بأنهم من بنوا التراث الفكري بالكويت، وهذا ديوان الملا الشامخ على شارع الخليج العربي شاهد إثبات على صحّة ما أقول، وجدهم هو شيخ الكتّاب والمثقفين الذي بوجوده وبعلمه قرأ الكويتيون وكتبواً. فالكاتب محمد الملا هو عامل لدى الأمير خزعل وقد أهداه للشيخ مبارك الكبير حتى يتكب له الكتب والرسائل. وها هو اليوم من أحد أعمدة بناء الدولة الحديثة.
عائلة النقيب...
لا يختلف إثنان على إن عائلة النقيب هم حكّام وبشوات البصرة إبّان الحكم العثماني للعراق، بل كان لهم الصيت والسمعة الأرفع لدى القيادة العثمانية المركزية في اسطنبول، والجدير بالذكر بأن سمو رئيس مجلس الوزراء يحمل دماء بيت النقيب لأن والدته منهم. ولا يشك إثنان بأن سمو الشخ مبارك من مفاصل مؤسسة الحكم على الرغم ممن يختلف معه.
عوائل أخرى...
الرفاعي، القناعات، الكاظمي، القزويني، وغيرهم الكثيرين هم أيضاً من أصول عراقية، وقد يكون بعضهم لا ينتمون قديماً للإسلام، لكنهم كويتيون حتى النخاع، بل ومنهم كما قلت من أسسوا الدولة الحديثة بمختلف تطبيقاتها وتاريخها السياسي.
عمداء السياسة الكويتية...
وآخرين، أيضاً ليسوا من أصول عربية، بل وآخرين تجدهم متخالطين بالدم مع الهنود والباكستانيين والزنجبار. ولكنهم عرب أكثر من غيرهم، وإنهم كويتيون ولا نظير لإخلاصهم للكويت.
الآن، وبعد هذا السرد...
على أي أساس يتشدق البعض بإنتمائه العرقي للقبائل؟ ومن هم القبائل؟ وما دخل الكويت فيهم؟ وهنا أعني الدولة الحديثة التي نعيش فيها اليوم. فهل يعتبر البعض الإنتماء العرقي مفخرة لا تضاهيها أي مفخرة أخرى؟ بالطبع لا. بالمواطنة الخالصة لا تقبل مثل هذه الشوائب، إن كانت عنصرية، أو قبلية، أو عرقية.
يقول المثل البدوي...
إن ضيّعت أصلك، قول أنا من تميم.