حمار في جلد أسد
كان هذا العنوان أحد دروس اللغة العربية في سنة من سنوات الدراسة وكانت القصة كالتالي :
بينما كان الحمار ( أجلكم الله ) يرعى في الغابة ذات يوم إذا رأى أسد ميت فقال لنفسه : الجميع ينظر بأني أغبى حيوان على وجه الأرض ومهدر الكرامة وليس لي قيمة إلا في الكد والنكد وإذا أرادوا مدحي قالوا ( حمار يعمل عند فلان في ذلك المكان ) وإلا فإن لا قيمة لي بدون هذا المكان الذي أجد نفسي فيه ، فلماذا لا ألبس جلد هذا الأسد الميت حتى يهابني الجميع ويعتقدون أني ( أسد ) .
فلبس ( الحمار ) جلد الأسد وراح يتبختر في الغابة حتى ظن الكثير أنه فعلا ( أسد ) وإنطلت الحيلة على الحيوانات وجزء من البشر .
إلى أن أتى ذلك اليوم من صاح بالبشر ( وإلا الحيوانات فما عليها شرهه ) وقال إن هذا حمار ولا يغركم بالجلد الذي يلبسه ، قالوا وكيف نعرف قال أيزأر هذا ( الحيوان ) أم ينهق ، فإستنطقوه وإذا بالحمار ينهق ولم يزل .
فلبس ( الحمار ) جلد الأسد وراح يتبختر في الغابة حتى ظن الكثير أنه فعلا ( أسد ) وإنطلت الحيلة على الحيوانات وجزء من البشر .
إلى أن أتى ذلك اليوم من صاح بالبشر ( وإلا الحيوانات فما عليها شرهه ) وقال إن هذا حمار ولا يغركم بالجلد الذي يلبسه ، قالوا وكيف نعرف قال أيزأر هذا ( الحيوان ) أم ينهق ، فإستنطقوه وإذا بالحمار ينهق ولم يزل .
هذه القصة بمعناها وإلا تفاصيلها فقد مضى عليها زمن ولم أكن أظن أني سأحتاج تذكرها حتى عشنا في هذا الزمن فرأينا بأم أعيننا من يسلك مسلك هذا الحمار ( أجلكم الله ) ويتجرأ على لبس جلود الأسود. ولا تحتاج إلا أن تنظر حواليك لترى تلك النماذج التي تشابه هذا الحمار بمسلكه وتصرفه ففي مجلس الأمة كثير من تلك النماذج التي تظن أنها بمجرد لبسها لباس ( النيابة ) قد إستأسدت على خلق الله من زملائها النواب أو عباد الله الآخرين ، وآخرون يمارسون الإستئساد خلف مناصبهم كراسيهم وآخرون إستأسدوا في الظلام فظنوا أن لا أحد يراهم على حقيقتهم ، لكن المحك الحقيقي هو عندما تنطق تلك المخلوقات ( المستأسدة ) فعندها ينطبق عليهم القول المشهور (ستعلم عندما ينجلي الغبار أفرس تحتك أم حمار ) .