أختي المسلمة

ابوحفص

عضو فعال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد :
قال الله تعالى : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) . (( فصلت آية 30 ، 31 ))
قال الله تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً ) . (( الفرقان 27 : 29 )) .

ومعنى الظالم هنا : هو الذي يظلم نفسه بعدم اتباع أوامر الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم وعض على يديه حسرة واسفا .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صنفان من أهل النار لم أرهما ، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مائلات مميلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا )) . (( رواه الإمام مسلم )) .

ومعنى كاسيات عاريات أي هؤلاء النسوة عليهن ملابس لكنها لا تفيد الستر ، فإذا كانت الملابس شفافه يرى من خلالها فصاحبتها كاسية عارية ، وإذا كانت الملابس قصيرة فصاحبتها كاسية عارية وإذا كانت الملابس ضيقة تبرز مفاتن الجسد " اللباس الشائع _ الموديل " فصاحبتها كاسية عارية ... الخ .
أختي المسلمة : يدل هذا الحديث دليلاً قاطعاً على أن عدم التزامك باللباس الشرعي الذي أمر به الله عزوجل في كتابه العزيز سوف يدخلك النار ويحرمك من الجنة فهل من المعقول أن تقبلي أن تحرمي من الجنة وتكونين من أهل النار ... ؟؟ !!! وذلك بسبب قطعة قماش تسترين بها جسدك على النحو الذي بينه الله عزوجل ... !!!
وقد ينزلق شاب في مهاوي الرذيلة والفساد بعد أن كان من أكثر الناس إلتزاماً ، بسبب فتاة مستهتره وغير ملتزمة بأوامر الله جل وعلا .
ونحن نسأل يا ترى هل هناك ايذاءاً للناس أكثر من افساد عبادتهم عليهم ؟!!
لا نظن أن هناك أبشع من هذا الأمر ...
أختي المسلمة :
حينما تخرجين بالملابس التي لا يرضاها الله جل وعلا " الموديل " فهل بذلك تكونين قد رفعت من قدر الإسلام أم أنقصت من قدره ... ؟؟؟ !!!
فنحن نخاطب فيك ضميرك ونخاطب كل قطرة دم في جسدك ... هل يرضيك أن تكوني عنصر هدم للاسلام ... ؟؟؟ !!!
نحن على يقين تام أنك أجل وأسمى من أن تكوني كذلك .
وقد يكون جوابك إن بعض اللواتي يرتدين الحجاب أخلاقهن سيئة نقول لك _
إن العيب هنا ليس في الحجاب ولكن النقص والعيب في التي ترتديه ، وأعلمي يا أختاه بأن اللباس الشرعي هو قارب النجاة الذي يوصلك إلى بر الأمان .
أيتها الأخت المسلمة _ يا أصل العز والشرف والحياء يا صانعة الأجيال ، أخاطبك _ أختي الفاضلة _ محذراً ومذكراً ... محذراً من المؤامرات التي تحاك للمرأة المسلمة للزج بها في المستنقع الآسن ... مستنقع الرذيلة والعار بإغرائها دوماً _ بكل السبل _ لإخراجها عن دائرة تعاليم دينها الذي جاء ليضمن لها الكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة .
ومذكراً بأنك درتنا المصونة ولؤلؤتنا المكونة _ يا أيتها الطاهرة _ يا جوهرة هذه الأمة ... والذي يعرف الإسلام يعلم حقيقة مكانة المرأة المسلمة ... وما هذه الضوابط الشرعية التي وضعها الإسلام للمرأة _ والتي يسميها أدعياء التقدم قيوداً وأغلالاً _ إلا حمايةً لك من عبث العابثين وعويل ذئاب البشر الجائعين _ يا درةً حفظت بالأمس غاليةً ... واليوم يبغونها للهو واللعب ... ! يا حرةً قد أرادوا جعلها أمةً ... غريبة العقل غريبة النسب ... ! . كما ذكر هذه الكلمات في وصف المرأة المسلمة فضيلة العلامة محمد بن حسان حفظه الله تعالى

ووالله لا أعلم ديناً قد كرم المرأة كما كرمها الإسلام ، وليس قصدي هو البسط ولكنه التذكير بمكانة المرأة في المجتمع المسلم .
وإن أعظم خدمة تؤديها المسلمة لدينها في هذه الأيام هى أن تتعرف جيداً على دينها وأن تعتز بإسلامها وأن تقول لربها ونبيها ما قاله المؤمنون والمؤمنات من قبل : ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) . (( سورة البقر ، آية : 285 )) .
وهناك من النساء وللأسف الشديد قلدن نساء الغرب فأصبحت الواحده منهن تلبس البنطلون ثم تضع على رأسها منديلاً وأقنعت نفسها أنه لباس شرعي ، وغاب عن ذهنها أنها تتعامل مع الله عزوجل الذي لا يغفل ولا ينام ، ومنهن من تلبس الجلباب أو ما يزعم أنه جلباب ، كالجلباب المزخرف والمزركش الذي يلفت النظر ، والعباءات الحديثة المفتوحة والخفيفة التي تظهر ما تحتها ، فكل ذلك ليس من الحجاب الشرعي بشئ ؛ وإليك يا أختاه بعض شروط الحجاب الشرعي :
أن يستوعب اللباس جميع البدن . أن لا يكون ضيقاً يصف البدن
أن لا يشبه لباس الرجال ؛ أن لا يشبه لباس الكافرات .
أن لا يكون زينة في نفسه ؛ أن لا يكون لباس شهره .
أن لا يكون معطراً ومبخراً .

أعلمي يا أختي ، وفقنا الله وإياك لمراضيه ، وعصمنا وإياك عن معاصيه ، قد نزلت لأجلك في هذه الرسالة اجتذاباً لسلامتك ، واجتلاباً لعافيتك ، لأن مثلك مفتقر عن الفكر فيما هو بصدده من الأخطار ، فليكن ما ذكرت لك شغلك ، وبادري بالتوبة والانابة إلى الله عزوجل ، وافتحي صفحة جديدة في حياتك قبل فوات الأوان . والله ولي صلاحك ، فإنه لا عاصم إلا من رحم .
نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويوفقنا لاتباعه ويرينا الباطل باطلا ويوفقنا لاجتنابه ويهدينا صراطه المستقيم إنه جواد كريم .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه سلم .
 
أعلى