يوم إعدامي
قلتُ في شجاعة للمعلم:
- أنا لم أحاول الغش ..ولم.......
وقبل أن تقفز كلماتي على شفتي..هوى بكفه على وجهي صارخاً:
- أيُها الولد الفاسد .. الكاذب .. أنت كنت تغش من ورقة زميلك.
ونهضتُ من فوق الأرض أمسح الغبار عن ملابسي..
وكنتُ حقا بريئاً من تهمة الغش.
وأصررتُ على الصدق مقتنعاً أن هذا المعلم الجبار في ضرباته سوف يعجب بشجاعتي لأني أقول الصدق.
وسقطتُ مراراً على الأرض ..
أنا طفل الثامنة من عمري لا أدري ماذا أفعل في مواجهة هذا الوحش الكاسر.
ويتلقاني المعلم بكلتا يديه ويضرب بجسدي النحيل عرض الحائط.
وأسقط مرة أخرى .. ثم أنهض ليعاود توجيه اللطمات إلى وجهي وجسدي دون رحمة.
ويسألني صارخاً :
- قل الحقيقة أيها الكاذب وإلا....
ومن هول الضربات والألم يسري في جسدي
اضطررتُ إلى الكذب ...
وقلتُ وأنا منهاراً في بحر دموعي:
- أجل كنتُ أغش!!!
وسكت المعلم .. واستراح ..ثم ابتسم كأنه حقق إنتصاراً كبيراً
وقال للتلاميذ الصغار وهم يرتعشون من الرعب والخوف:
- هذا هو عقاب كل من يغش من زميله وهذا الكاذب سوف يُعاقب غداً في طابور الصباح.
وفي اليوم التالي ..كنت أنتظر حفل إعدامي أمام تلاميذ المدرسة الإبتدائية.
وجاء المعلم وصرخ في وجهي :
- إخلع حذاءك بسرعة يا كلب .. يا ...
وكنا في وقت الشتاء .. وبقايا دموع على وجه السماء .. وأنا أرتجف من البرد .. ومن الرعب
واستسلمت لحفل إعدامي بالمدرسة..
وجاء أحد عمال المدرسة وأطبق على قدماي العاريتان وأنا مستلق على الأرض.
وتحمس المعلم التربوي ورفع ذراعه في الهواء وهو يحمل عصاً رفيعة.
وأخذ يُلهب قدماي بالضرب ..
ثم تركوني على الأرض أتوجع مذبوحاً ..
وانصرف التلاميذ الصغار وهم ينظرون بعطف وعيون دامعة.
ومنذ ذلك اليوم...
يوم إعدامي ....تعلمتُ أن أكذب ..