صانع التاريخ
عضو بلاتيني
منذ سنوات ست خلت وأنا أُتابع ما يبثه الدكتور سعد بن راشد الفقيه في قناته الموسومة بالإصلاح من أفكار وأجندات إضافة طبعا إلى الهجوم اللاذع على نظام الحكم في بلده والتجريح الشخصي بأفراد أسرة المُلك فيها ...
الدكتور سعد بن راشد الفقيه العنقري التميمي طبيب ناجح وكان وضعه ممتازا ؛ إذ كان دخله الشهري كما يقول هو نفسه حوالي 36000 ريالا سعوديا فقط لا غير وكان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي ؛ ولكم أن تتخيلوا ما الذي كان يعنيه ذلك المبلغ وقتها ...
في تلك الفترة اِشْتُهِرَ أخوه الدكتور محمد بن راشد الفقيه بالعمليات الناجحة في القلب والتي أجراها لشخصيات مرموقة كان أبرزها الملك فهد والشيخ عيسى بن سلمان يرحمهما الله ؛ ولم يكن اسم سعد الفقيه معروفا في خارج بلده آنذاك ،
لكن عائلة الدكتور سعد في الأساس مقدرة لدى أسرة الحكم في السعودية ؛ وهو يتيه بأنه قد ضحى بوضعه الممتاز من أجل الصالح العام حسب زعمه ...
لقد لفت نظري رد الدكتور سعد على أحد المتصلين الذين يشاركون في قناته حين تهجم ذلك المتصل على حكام دول الخليج ووصفهم بأنهم عملاء مثل آل سعود على حد تعبيره ؛ وعلى الفور قاطعه سعد الفقيه قائلا :
" خلنا الآن في أوضاع بلدنا بلاد الحرمين ؛ أما هذولا فبعدنا ما فتحنا ملفاتهم " !!! ...
عبارة ضاعت في وسط زحام اللغط الكثير ؛ لكنني شخصيا قرأتُ إيحاءاتها بشكل بدا لي خطيرا جدا !!!...
حينما نتأمل المثلث الذي انطلق منه سعد الفقيه ( سيرته الذاتية * المنظومة الفكرية التي يتبناها * الفترة التي بدأت فيها نشاطاته السياسية المناهضة للحكم السعودي ) ؛ حينما نتأمل ذلك المثلث فسنلاحظ الآتي :
1 – الدكتور سعد الفقيه ينتمي إلى إحدى العوائل النجدية الكريمة التي هاجرت إلى منطقة الزبير جنوب العراق ثم عادت إلى شبه جزيرة العرب ،
وهو نفسه وُلد في الزبير وعاش فيها بدايات شبابه قبل أن تعود أسرته إلى نجد ،
ومن المعلوم أن أبناء العوائل النجدية التي هاجرت إلى الزبير قد اِشْتُهِرَ كثير منهم بالنجابة والتميز شأنهم في ذلك شأن كل مَن تحدى الظروف الصعبة من أبناء الشعوب التي عانت منها ؛ ولنا في الفلسطينيين الذين نبغ الكثير من أبنائهم خير مثال ،
وأبناء المرحوم راشد الفقيه ليسوا استثناء من أبناء أقرانهم من الأسر التي يُطلق عليها مجازا الزبيرية ؛ لكن ذلك الوصف كان وما زال يشكل عقدة بالنسبة للكثيرين منهم بحكم ارتباطه بالعراق ؛ والعراق كما هو معلوم لا يُنظر إليه بارتياح في الأوساط النجدية ،
ويمكننا حين نطالع سيرة الدكتور سعد أو نستمع إليه وهو يسردها أن نلحظ حضور تلك العقدة في حديثه ،
فهو حين يتحدث عن العراق يصفه بعبارة ( ذلك البلد ) !!! ،
وحين يتحدث عن أهل الزبير يشدد على أنهم لم يتأثروا بأجواء ذلك البلد كما يقول وحافظوا على استقلالية هويتهم !!! ،
ويمكن الاطلاع على سيرة الدكتور سعد الفقيه على الرابط التالي :
http://www.islah.info/index.php?/site/cat_a04/ ...
2 – بالنظر إلى المنظومة الفكرية التي يتبناها سعد الفقيه نلاحظ أنها تشكل مزيجا من فكر جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير والحركة السلفية ،
وهذه المنظومة تشبه إلى حد ما الفكر الذي تتبناه الحركة السلفية العلمية في بلادنا !!! ،
وسعد الفقيه يفخر بالنشاطات الفكرية والاجتماعية لوالده رحمه الله ؛ وهو يقول بأن والده هو الذي أسس جمعية مكافحة الرذيلة في الزبير والتي كانت حسب ادعائه أساس جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت رغم إنكار الكويتيين لهذه الحقيقة على حد تعبيره !!!،
ولو أنه تعقل قليلا لعلم بأن وجود جمعية مشبوهة مثل جمعية الإصلاح ليست أمرا يُفتخر به ؛ وإن كان الدكتور سعد يريد أن يفتخر بنسبة إنشاء هذه الجمعية لوالده فإننا نقول له سامح الله والدكَ لأنه لم يعمل فينا خيرا إن كان ما تقوله صحيحا !!! ...
3 – حين نتأمل الفترة التي بدأت فيها نشاطات الدكتور سعد الفقيه المناهضة لسياسات آل سعود والظروف المصاحبة لها فسنجد أنها ارتبطت باعتراضات العديد من الأوساط الدينية في السعودية على قرار الملك فهد يرحمه الله باستدعاء القوات الأمريكية الكافرة إلى جزيرة العرب !!! ،
والعجيب الغريب أن تلك الأوساط ذاتها كانت تؤيد ما قام به نظام الحكم السعودي من دعم للحرب الأمريكية ضد الروس في أفغانستان وإعطائها صفة الجهاد الإسلامي ضد الملحدين الروس ؛ وسعد الفقيه نفسه كان من الذين ذهبوا إلى أفغانستان !!! ،
لكن الحقيقة هي أن معظم الحركات الإسلامية السياسية قد أيدت صدام حسين في أزمة الخليج ما بين غزو الكويت وتحريرها ؛ وفروع تلك الحركات في الجزيرة العربية تبنت فكرة رفض الوجود الصليبي على أرض جزيرة العرب رغم أن رموز تلك الحركات قد عبروا نظريا عن رفضهم لغزو الكويت ؛ بَيْدَ أنهم اعترضوا بشدة على الترتيبات التي قام بها الملك فهد يرحمه الله في سبيل تحريرها !!! ...
بعد جمع خيوط المثلث سالف الذكر فإننا حسب تقديري سنصل إلى نتيجة مُفادها أن المشروع الذي يتبناه الدكتور سعد الفقيه أوسع من مجرد حركة سياسية تسعى إلى تغيير نظام الحكم في السعودية !!!،
فهذا مشروع ذو أبعاد إقليمية وينطلق من منظومة فكرية ؛ يُضاف إلى ذلك الشعور الشخصي لدى سعد الفقيه والذي ربما ينطلق من العقدة التي تحدثنا عنها ؛ فذلك الشعور يجعله يحس بالغبن وأنه أَولى بأن يكون له شأن كبير لأنه مميز وناجح !!! ...
حركة الإصلاح التي أسسها سعد الفقيه ما زالت تلقى تمويلا ورعاية بشكل لافت ؛ فهي ما أن تُغلَق لها قناة حتى تفتح قناة أخرى ؛ علما بأن تلك الحركة لا تجد زخما شعبيا يؤيدها في السعودية وإن ادعى سعد الفقيه غير ذلك !!! ،
لكن قدرة تلك الحركة على الاستمرارية والمطاولة أمر يستحق التأمل ومتابعة أحداث قابل الشهور والسنوات الحُبلى بالمفاجآت !!! ...
الدكتور سعد بن راشد الفقيه العنقري التميمي طبيب ناجح وكان وضعه ممتازا ؛ إذ كان دخله الشهري كما يقول هو نفسه حوالي 36000 ريالا سعوديا فقط لا غير وكان ذلك في ثمانينيات القرن الماضي ؛ ولكم أن تتخيلوا ما الذي كان يعنيه ذلك المبلغ وقتها ...
في تلك الفترة اِشْتُهِرَ أخوه الدكتور محمد بن راشد الفقيه بالعمليات الناجحة في القلب والتي أجراها لشخصيات مرموقة كان أبرزها الملك فهد والشيخ عيسى بن سلمان يرحمهما الله ؛ ولم يكن اسم سعد الفقيه معروفا في خارج بلده آنذاك ،
لكن عائلة الدكتور سعد في الأساس مقدرة لدى أسرة الحكم في السعودية ؛ وهو يتيه بأنه قد ضحى بوضعه الممتاز من أجل الصالح العام حسب زعمه ...
لقد لفت نظري رد الدكتور سعد على أحد المتصلين الذين يشاركون في قناته حين تهجم ذلك المتصل على حكام دول الخليج ووصفهم بأنهم عملاء مثل آل سعود على حد تعبيره ؛ وعلى الفور قاطعه سعد الفقيه قائلا :
" خلنا الآن في أوضاع بلدنا بلاد الحرمين ؛ أما هذولا فبعدنا ما فتحنا ملفاتهم " !!! ...
عبارة ضاعت في وسط زحام اللغط الكثير ؛ لكنني شخصيا قرأتُ إيحاءاتها بشكل بدا لي خطيرا جدا !!!...
حينما نتأمل المثلث الذي انطلق منه سعد الفقيه ( سيرته الذاتية * المنظومة الفكرية التي يتبناها * الفترة التي بدأت فيها نشاطاته السياسية المناهضة للحكم السعودي ) ؛ حينما نتأمل ذلك المثلث فسنلاحظ الآتي :
1 – الدكتور سعد الفقيه ينتمي إلى إحدى العوائل النجدية الكريمة التي هاجرت إلى منطقة الزبير جنوب العراق ثم عادت إلى شبه جزيرة العرب ،
وهو نفسه وُلد في الزبير وعاش فيها بدايات شبابه قبل أن تعود أسرته إلى نجد ،
ومن المعلوم أن أبناء العوائل النجدية التي هاجرت إلى الزبير قد اِشْتُهِرَ كثير منهم بالنجابة والتميز شأنهم في ذلك شأن كل مَن تحدى الظروف الصعبة من أبناء الشعوب التي عانت منها ؛ ولنا في الفلسطينيين الذين نبغ الكثير من أبنائهم خير مثال ،
وأبناء المرحوم راشد الفقيه ليسوا استثناء من أبناء أقرانهم من الأسر التي يُطلق عليها مجازا الزبيرية ؛ لكن ذلك الوصف كان وما زال يشكل عقدة بالنسبة للكثيرين منهم بحكم ارتباطه بالعراق ؛ والعراق كما هو معلوم لا يُنظر إليه بارتياح في الأوساط النجدية ،
ويمكننا حين نطالع سيرة الدكتور سعد أو نستمع إليه وهو يسردها أن نلحظ حضور تلك العقدة في حديثه ،
فهو حين يتحدث عن العراق يصفه بعبارة ( ذلك البلد ) !!! ،
وحين يتحدث عن أهل الزبير يشدد على أنهم لم يتأثروا بأجواء ذلك البلد كما يقول وحافظوا على استقلالية هويتهم !!! ،
ويمكن الاطلاع على سيرة الدكتور سعد الفقيه على الرابط التالي :
http://www.islah.info/index.php?/site/cat_a04/ ...
2 – بالنظر إلى المنظومة الفكرية التي يتبناها سعد الفقيه نلاحظ أنها تشكل مزيجا من فكر جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير والحركة السلفية ،
وهذه المنظومة تشبه إلى حد ما الفكر الذي تتبناه الحركة السلفية العلمية في بلادنا !!! ،
وسعد الفقيه يفخر بالنشاطات الفكرية والاجتماعية لوالده رحمه الله ؛ وهو يقول بأن والده هو الذي أسس جمعية مكافحة الرذيلة في الزبير والتي كانت حسب ادعائه أساس جمعية الإصلاح الاجتماعي في الكويت رغم إنكار الكويتيين لهذه الحقيقة على حد تعبيره !!!،
ولو أنه تعقل قليلا لعلم بأن وجود جمعية مشبوهة مثل جمعية الإصلاح ليست أمرا يُفتخر به ؛ وإن كان الدكتور سعد يريد أن يفتخر بنسبة إنشاء هذه الجمعية لوالده فإننا نقول له سامح الله والدكَ لأنه لم يعمل فينا خيرا إن كان ما تقوله صحيحا !!! ...
3 – حين نتأمل الفترة التي بدأت فيها نشاطات الدكتور سعد الفقيه المناهضة لسياسات آل سعود والظروف المصاحبة لها فسنجد أنها ارتبطت باعتراضات العديد من الأوساط الدينية في السعودية على قرار الملك فهد يرحمه الله باستدعاء القوات الأمريكية الكافرة إلى جزيرة العرب !!! ،
والعجيب الغريب أن تلك الأوساط ذاتها كانت تؤيد ما قام به نظام الحكم السعودي من دعم للحرب الأمريكية ضد الروس في أفغانستان وإعطائها صفة الجهاد الإسلامي ضد الملحدين الروس ؛ وسعد الفقيه نفسه كان من الذين ذهبوا إلى أفغانستان !!! ،
لكن الحقيقة هي أن معظم الحركات الإسلامية السياسية قد أيدت صدام حسين في أزمة الخليج ما بين غزو الكويت وتحريرها ؛ وفروع تلك الحركات في الجزيرة العربية تبنت فكرة رفض الوجود الصليبي على أرض جزيرة العرب رغم أن رموز تلك الحركات قد عبروا نظريا عن رفضهم لغزو الكويت ؛ بَيْدَ أنهم اعترضوا بشدة على الترتيبات التي قام بها الملك فهد يرحمه الله في سبيل تحريرها !!! ...
بعد جمع خيوط المثلث سالف الذكر فإننا حسب تقديري سنصل إلى نتيجة مُفادها أن المشروع الذي يتبناه الدكتور سعد الفقيه أوسع من مجرد حركة سياسية تسعى إلى تغيير نظام الحكم في السعودية !!!،
فهذا مشروع ذو أبعاد إقليمية وينطلق من منظومة فكرية ؛ يُضاف إلى ذلك الشعور الشخصي لدى سعد الفقيه والذي ربما ينطلق من العقدة التي تحدثنا عنها ؛ فذلك الشعور يجعله يحس بالغبن وأنه أَولى بأن يكون له شأن كبير لأنه مميز وناجح !!! ...
حركة الإصلاح التي أسسها سعد الفقيه ما زالت تلقى تمويلا ورعاية بشكل لافت ؛ فهي ما أن تُغلَق لها قناة حتى تفتح قناة أخرى ؛ علما بأن تلك الحركة لا تجد زخما شعبيا يؤيدها في السعودية وإن ادعى سعد الفقيه غير ذلك !!! ،
لكن قدرة تلك الحركة على الاستمرارية والمطاولة أمر يستحق التأمل ومتابعة أحداث قابل الشهور والسنوات الحُبلى بالمفاجآت !!! ...