هناك حجة عديمة اللون والطعم والرائحة يلجأ إليها البعض من النواب المتخصصين في معارضة الاستجواب، وملخص هذه الحجة: مو وقته!! أي أن الوقت غير مناسب للاستجواب!! فهم يتظاهرون بأنهم مع الاستجواب (رقابة الأمة على الحكومة) إلا أن كل اعتراضهم هو على التوقيت!!
هذا النوع من الحجة بالنسبة لهؤلاء النواب صالحة لكل زمان ومكان، بل هذه الحجة تمثل لهم خير مَخْرَج أو مهرب من دعم هذه الأداة الرقابية الدستورية!
عندما أسمع هذه الحجة فإنني أعلم بأن في نفس قائلها شيء ما! .. وأنها ليست بالصدق والصفاء والحرص على المصلحة التي قد يتظاهر به قائلها، لأن هذه الحجة -برأيي- ليست ذات قيمة إذا قيلت بعد أن تم تقديم الاستجواب، فلو كان صاحب حجة التوقيت صادق في حجته لذهب إلى مقدم الاستجواب قبل تقديمه وأقنعه بالأدلة ويقدم له البراهين على صدق حجته، أما أن تُقال هذه الحجة وقد تم تقديم الاستجواب وأصبح أمرا واقعا فلا أفهم من هذا الأمر إلا أنه هروب مغلّف بغلاف الحرص على المصلحة العامة.
بإمكان النائب أن يبذل قصارى جهده لثني زملائه عن الاستجواب بسبب تحفظه على توقيته، أما بعد تقديم الاستجواب فلا يملك النائب إلا أن يتعامل معه وفق المعطيات المطروحة، فلا يجوز الوقوف ضده إذا كانت مادته مقنعة وستحقة بسبب أن التوقيت غير مناسب!!
هناك جزئية يُغفلها أصحاب حجة التوقيت، ولا أعلم هل هم غفلوا فعلا عنها، أم أنهم يستغفلون الناس، وهذه الجزئية هي أنهم لم يقولوا لنا في يوم من الأيام ماهو التوقيت المناسب!! وما هو برأيهم أنسب توقيت لتقديم الاستجواب!!
تحياتي
بوسند
بوسند