صورة عارية تثير حفيظة المسيحيين

شين الحلايا

عضو ذهبي
تقدم حزب الاتحاد المسيحي من الائتلاف الحكومي الأسبوع الماضي باحتجاج على "بوستر" دعائي ضخم للألبسة الداخلية النسائية في مدينة أوترخت؛ الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة، وحاز قبولاً جماهيرياً لم يكن يتوقعه الكثيرون.
يبدو أن حزب الاتحاد المسيحي يعاني من حالة من الارتباك وينشغل بأمور ليست في غاية الأهمية. تعذر الاتصال بالسيدة ميريام بيكر، عضو مجلس في الحزب، والتي أشعلت فتيل الجدال هذا، حيث قامت الأسبوع الماضي برفع احتجاج باسم كتلة حزبها في بلدية مدينة أوترخت على ملصق "بوستر" دعائي ضخم لمجموعة محلات "هونكيموللر" للألبسة النسائية الداخلية. ويبلغ حجم البوستر الذي تم تعليقه يوم السبت
الماضي على واجهة بناية في شارع "آودرخراخت" في أوترخت في وسط المدينة حوالي 200 متر مربع، ويصوّر سيدة ترتدي ثوب سباحة "بيكيني" ذهبي اللون مستلقية على منصة الغطس تنظر في اتجاه الأفق.

" ذوق فاسد" كان حكم ميريام بيكر "لا تنسجم هذه الصورة مع المناظر التاريخية الرائعة لوسط المدينة". بالإضافة إلى ذلك، لا ترى ميريام في استخدام امرأة لإثارة الغرائز في صورة دعائية مراعاة لشعور الآخرين. وترى أن ذلك يتعارض مع فكرة تحرر المرأة واحترامها.

وقبل أن يتم تعليق البوستر على واجهة البناية أشعلت احتجاجات حزب الاتحاد المسيحي عاصفة من الاحتجاج في الصحافة الهولندية. هل يريد حزب الاتحاد المسيحي إعادتنا إلي خمسينيات القرن الماضي.؟
وجاء في يومية NRCالرصينة عادة "فيما العالم كله آخذ بالذوبان أو الجفاف ويواجهه كارثة التغييرات المناخية، أو بمعنى آخر بالخراب، يكرس أصدقاؤنا ’القديسون‘ كل طاقتهم للعودة بالمجتمع إلى العصر الحجري".

والحقيقة خلف كل هذه الضجة هي أن حزب الاتحاد المسيحي الصغير يشكل مع الحزب المسيحي الديمقراطي الأغلبية في الحكومة. وهذا ما أيقظ الارتياب في هولندا. يقول آريان كلوفر عضو حزب ديمقراطيي 66 في أوترخت: "أحيانا ينتابني الشعور بأن الساسة المسيحيين منشغلين بجهود مستترة لإعادة فرض قيود الأخلاقية بالية على المجتمع". ويوجز كاتب العمود يان بلوكر، قائلاً: "ها قد بدأ المسيحيون يتكلمون كالكبار".

ولكن من الجهة الأخرى تلقى احتجاجات حزب الاتحاد المسيحي هذه قبولاً جماهيرياً غير متوقع. جاء في تعليق صغير آخر لصحيفة NRC أن السباق التجاري لجذب الزبائن يأخذ أحياناً أشكالاً شاذة وتتجاوز الحدود.
السؤال حول إلى أي مدى يمكن تلويث الذوق العام سؤال مشروع تماما ، وخاصة في مجتمع متعدد الثقافات حيث وجهات النظر تتضارب بشكل كبير. "ليس من الضروري تحويل كل الباصات أو مواقف الباصات أو ملاعب الرياضة أو البرامج التلفزيونية أو واجهات المحلات إلى أقنية للدعاية".

وحتى في المجالات النسائية البحتة رفع حزب الاتحاد المسيحي صوته بالاحتجاج. ترى محررة الصحيفة النسائية الشهرية "أوبزاي"، سيسكا دريسيلهاوس، بعض النفاق في احتجاج الحزب بحقوق النساء التي لا يعرف عنه الدفاع عنها. ولكنها من جهة أخرى ترى أن الوقت قد حان لفتح النقاش مجدداً حول "كل عمليات التجميل التي تتسابق النساء إليها لمواكبة الصورة العصرية المثالية".

وكتب أحدهم تعليقاً في صحيفة "تيوبانتيا" يعبّر عن امتعاضه من بوسترات شبه العاريات التي تجتاح هولندا:
"لا نريد العودة إلى العصر الفكتوري. ولكن الأماكن العامة لا تترك لنا مجالاً للاختيار. ولا يمكننا الهرب إلى مكان آخر، خاصة وأنك لا ترغب برؤية بوسترات العاريات هنا وهناك. إن حريتك في تعليق صورة لعارية تعني في هذه الحالة تقييد حرية الآخرين".

الضجة التي ثارت حول البوستر لم تؤثر على مجموعة محلات "هونكيموللر" للألبسة الداخلية النسائية، وخاصة فرع أوترخت حيث تنفذ طقوم البيكيني الذهبية اللون بسرعة. تعبر متحدثة باسم الفرع عن دهشتها من كل هذه الضجة حول البوستر، فتقول: "إنها مجرد صورة لامرأة تتمتع بيوم مشمس جميل".
 
أعلى