مقـال في جريـدة القبـس .. للكاتب الكبير د.طـارق العلوي .. يتحدث بلسـان الشعب.. وفعـلاً كل كلمه كتبها بمحلها.. ونابعه من ألم يشعر بهِ كل مواطن "شـريف" غير منبطح مع المنبطحين!! وغير "مقـزّم" كما سماهم المخضرم مسلم البراك!!
أترككم مع المقـال الرائــع..!!
شاطئ الكلمات
فاتورة الشيخ
كتب طارق العلوي :
بدعة جديدة يمكن أن نعتبرها ضلالة لكنها بدأت تُقنن في كتيب تعليمات العمل الحكومي وتأخذ الطابع الرسمي، وهي اسباغ «الاكراميات» على النواب من دون حسيب ولا رقيب من أجل كسب التأييد لتجديد الثقة في الوزير المستجوب!
عندما صرح أحد الوزراء أثناء استجواب الخالد بأن الحكومة لن تدخل طرح الثقة ما لم يكن لديها العدد الكافي، وعندما يكرر وزير آخر الكلام نفسه في استجواب العبدالله، هل كنتم تظنون بأن الحكومة كانت تستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في اقناع النواب بصدق نواياها وحسن مقاصدها، أم أن الهبات والعطايا والاكراميات كانت تنهمر وتنساب من «المال السايب» في كل حدب وصوب لانقاذ الوزير المعني؟!
ليس سرا أن الحكومة تدّعي وصلا بنوابها وتحاول دائما رسم البسمة على محيّاهم، لكن الأمور بدأت تخرج عن المعقول. كلام أسمعه من النواب أنفسهم ولا أكاد أصدقه، فمن منكم يصدق أن التجديد لمدير الجامعة ومدير التطبيقي مرتبط بتصويت نائب معين لمصلحة الوزير؟. ومن منكم سمع عن طلبات مجابة من دون تردد لأحد النواب ابتداء من الحصول على ضوء أخضر لتعيين وكيلين مساعدين مرورا بتعيين ثلاثة وكلاء نيابة وانتهاء بتحويل أربعة مدنيين بين ليلة وضحاها الى ضباط من دون دخول دورة.. وما خفي كان أعظم؟ وهذا فقط لنائب واحد فما بالك ببقية من عناهم الوزير بقوله: «لكل نائب سعره»؟!.. ولهذا قال أحد النواب متهكما بعد النجاح «على الحفّة» للحكومة في الاستجواب: «الله يعينكم على دفع الفواتير»!!
الحكومة تعتب علينا تشاؤمنا وأننا نكثر «التحلطم» والتشكيك بعد أن حفيت قدما الحكومة وبح صوتها وهي تبشرنا باصلاحات «جذرية» بين طيات «خطة التنمية» التي ستشق القنوات وتنحت الجبال بالأيدي الوطنية السمراء ليبزغ على الكويت نور النظام والقانون واشراقة الرخاء والتقدم. لكننا عندما نسمع عن العبث في المناصب الحكومية الحساسة وتوزيع «الاكراميات» من أموالنا «السايبة» لشراء الود السياسي من المتردية والنطيحة وما أكل «الضبع»، فهل تعذرنا الحكومة ان تغنينا بالمثل القائل: نسمع كلامكم يعجبنا.. نشوف أفعالكم نتعجب!؟
* * *
كيف لشعب يرى بأم عينيه تبذيركم وعبثكم أن يمنع نفسه من الاقتداء بكم فلا يطالب باسقاط القروض واقرار الكوادر والحصول على نصيب أكبر من الكعكة قبل أن توزعوها أنتم بسياستكم «الحكيمة» على من ترونه يستحق!؟
د. طارق العلوي
tariqmailbox@hotmail.com
المصـدر:
شاطئ الكلمات
فاتورة الشيخ
كتب طارق العلوي :
بدعة جديدة يمكن أن نعتبرها ضلالة لكنها بدأت تُقنن في كتيب تعليمات العمل الحكومي وتأخذ الطابع الرسمي، وهي اسباغ «الاكراميات» على النواب من دون حسيب ولا رقيب من أجل كسب التأييد لتجديد الثقة في الوزير المستجوب!
عندما صرح أحد الوزراء أثناء استجواب الخالد بأن الحكومة لن تدخل طرح الثقة ما لم يكن لديها العدد الكافي، وعندما يكرر وزير آخر الكلام نفسه في استجواب العبدالله، هل كنتم تظنون بأن الحكومة كانت تستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في اقناع النواب بصدق نواياها وحسن مقاصدها، أم أن الهبات والعطايا والاكراميات كانت تنهمر وتنساب من «المال السايب» في كل حدب وصوب لانقاذ الوزير المعني؟!
ليس سرا أن الحكومة تدّعي وصلا بنوابها وتحاول دائما رسم البسمة على محيّاهم، لكن الأمور بدأت تخرج عن المعقول. كلام أسمعه من النواب أنفسهم ولا أكاد أصدقه، فمن منكم يصدق أن التجديد لمدير الجامعة ومدير التطبيقي مرتبط بتصويت نائب معين لمصلحة الوزير؟. ومن منكم سمع عن طلبات مجابة من دون تردد لأحد النواب ابتداء من الحصول على ضوء أخضر لتعيين وكيلين مساعدين مرورا بتعيين ثلاثة وكلاء نيابة وانتهاء بتحويل أربعة مدنيين بين ليلة وضحاها الى ضباط من دون دخول دورة.. وما خفي كان أعظم؟ وهذا فقط لنائب واحد فما بالك ببقية من عناهم الوزير بقوله: «لكل نائب سعره»؟!.. ولهذا قال أحد النواب متهكما بعد النجاح «على الحفّة» للحكومة في الاستجواب: «الله يعينكم على دفع الفواتير»!!
الحكومة تعتب علينا تشاؤمنا وأننا نكثر «التحلطم» والتشكيك بعد أن حفيت قدما الحكومة وبح صوتها وهي تبشرنا باصلاحات «جذرية» بين طيات «خطة التنمية» التي ستشق القنوات وتنحت الجبال بالأيدي الوطنية السمراء ليبزغ على الكويت نور النظام والقانون واشراقة الرخاء والتقدم. لكننا عندما نسمع عن العبث في المناصب الحكومية الحساسة وتوزيع «الاكراميات» من أموالنا «السايبة» لشراء الود السياسي من المتردية والنطيحة وما أكل «الضبع»، فهل تعذرنا الحكومة ان تغنينا بالمثل القائل: نسمع كلامكم يعجبنا.. نشوف أفعالكم نتعجب!؟
* * *
كيف لشعب يرى بأم عينيه تبذيركم وعبثكم أن يمنع نفسه من الاقتداء بكم فلا يطالب باسقاط القروض واقرار الكوادر والحصول على نصيب أكبر من الكعكة قبل أن توزعوها أنتم بسياستكم «الحكيمة» على من ترونه يستحق!؟
د. طارق العلوي
tariqmailbox@hotmail.com
المصـدر:
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=589679&date=08112009
تعليق: والله إنك صادق يابو ناصر .. فعـلاً حكومتنـا "رشيده" وتعرف تتصرف!! ولا تدفع المـال ولا تهدي الهبات للنواب من أجل الوقوف بجانب الوزير ، بـل تقنعهم بـأنها أفضل حكومه على مر تـاريخ الكويت، لكي يقتنعوا بكلامها ويصوتوا لوزيرها!
تبـاً للمقـزّميـن !!
وأترك لكم التعليق على المقـال!!