في إحدى مناطق الهند القروية التي يحيط بها من كل الجهات أحراش وغابات, سلب أحدهم(اظنه هندوسي) أفئدة اهل القرية بسبب كراماته المتعددة وكان أعظمها تأثيرا هي قدرته على شفاء " الملدوغ" بسم الثعابين, ما يحير أن هذا الرجل قادر فعلا على شفاء اللدغة بقليل من الماء يرشه على المكان الملدوغ, بمصاحبة تمتمات وتراتيل ليقوم بعدها المصاب معافى!!!
والأمر الأكثر حيرة هو وجود باحثين واطباء وعلماء أسسوا جميعة أسموها -اظنها وقد تخونني الذاكرة - (الجمعية العلمية), شاهدوا بأنفسهم ما يحدث.
بعد شفاء أحدهم انفض الناس الذين تجمعوا بالمئات إن لم يكن بالألوف ومعهم هؤلاء الأعضاء.
بالطبع الأمر محير, فكيف استطاع شفاء الملدوغ وخصوصا ان الأمر تكرر أكثر من مره؟وما هي قدراته التي جعلته على هذا النحو؟
مايحدث سيكون لي وللمتابع أمرا محيرا, وسيمضي الأمر ويتكرر دون تعليل منطقي, أما أهل القرية فسيكون الأمر على نحو مختلف, فقد وقر في نفوسهم أعظم من ذلك بإضافة قدسية على هذا الرجل وقدراته الخارقه ..وكراماته.
ولكن العلم والبحث العلمي لن يقف متحيرا إزاء الأمر, فالعلم دائما وأبدا يخضع كل أمر (للتجربة) ويعمم النتائج بعد إعادتها تحت نفس الظروف, ولايعترف إطلاقا بالقفز إلى النتائج او مناقشة الأسباب دون تجربة, وهذا ما فعله اعضاء الجمعية...فماذا فعلوا؟
ذهبوا إلى الغابة وجمعوا تقريبا كل انواع الثعابين, وفحصوا سمومها فماذا وجدوا؟
وجدوا أن هناك خمسة إلى ستة انواع منها واحدة فقط قاتلة, والأنواع الأخرى غير قاتلة, عندها وجدوا ضالتهم, وحزموا أمرهم على إقناع الناس بترهات هذا الرجل, فهل يقنعونهم بالتنظير والتحدث والإقناع؟ أم القيام بالتجربة أمام الجموع؟
ذهبوا للرجل واعلنوا تحديهم له بشفاء كلب لهم لدغه ثعبان, وقبل الرجل التحدي, وجمعوا الناس وأخبروهم بالتحدي.
احتشد الالوف, ووقف الرجل ومعه اعضاء الجمعية وكلبهم امام الناس على منصة مرتفعة, وامسكوا بالكلب وجعلوا الثعبان السام يلدغه, وطلبوا من الرجل" يشوف شغله".
بدأ الرجل بطقوسه وتمتماته حتى اعلن انتهاء الطقوس, ولكن الكلب ما لبث أن مات بعد دقيقتين اوأقل من اللدغة والطقوس.
وعندها بدأ الهرج والمرج وتعالت أصوات الناس, وهنا أمسك احدهم" وهو مترجم" المايكروفون واعلن للناس ان الرجل ليس لديه قدرات خاصة او وحي إلهي وكل ما في الامر هو ان هناك انواع من الثعابين -موجودة في الغابة التي تحيط بهم- غير سامة وهناك نوع واحد فقط سام, وأن أغلب من يأتي له هو من لُدغ من نوع غير سام, وأكدوا أنهم قادرين على إعادة الأمر..على حيوان آخر إن أرادوا, وانفض التجمع بعد ان إنكشف امر الرجل.
حقيقة ...لا أحد يعلم, هل الرجل يعلم انواع الثعابين واستغل جهل العامة, أو أنه مؤمن بتلك الخرافات بحكم البيئة والتنشئة والموروث, وخصوصا أنه متى صادف ومات احدهم ممن لدغ فإن الجميع يرجع ذلك لقدرة السماء او لذنوب إرتكبها, ولا أحد يحمّل "الهندوسي" وزر ما يحدث من وفيات قليلة, مقابل عشرات بل مئات الحالات التي شفيت, ولكن بعد إنكشاف الأمر علم الكثيرين سر الشفاء الذي لاعلاقة للرجل به وإنما يعود لطبيعة وخلقة الثعابين السامة وغير السامة.
والأمر الأكثر حيرة هو وجود باحثين واطباء وعلماء أسسوا جميعة أسموها -اظنها وقد تخونني الذاكرة - (الجمعية العلمية), شاهدوا بأنفسهم ما يحدث.
بعد شفاء أحدهم انفض الناس الذين تجمعوا بالمئات إن لم يكن بالألوف ومعهم هؤلاء الأعضاء.
بالطبع الأمر محير, فكيف استطاع شفاء الملدوغ وخصوصا ان الأمر تكرر أكثر من مره؟وما هي قدراته التي جعلته على هذا النحو؟
مايحدث سيكون لي وللمتابع أمرا محيرا, وسيمضي الأمر ويتكرر دون تعليل منطقي, أما أهل القرية فسيكون الأمر على نحو مختلف, فقد وقر في نفوسهم أعظم من ذلك بإضافة قدسية على هذا الرجل وقدراته الخارقه ..وكراماته.
ولكن العلم والبحث العلمي لن يقف متحيرا إزاء الأمر, فالعلم دائما وأبدا يخضع كل أمر (للتجربة) ويعمم النتائج بعد إعادتها تحت نفس الظروف, ولايعترف إطلاقا بالقفز إلى النتائج او مناقشة الأسباب دون تجربة, وهذا ما فعله اعضاء الجمعية...فماذا فعلوا؟
ذهبوا إلى الغابة وجمعوا تقريبا كل انواع الثعابين, وفحصوا سمومها فماذا وجدوا؟
وجدوا أن هناك خمسة إلى ستة انواع منها واحدة فقط قاتلة, والأنواع الأخرى غير قاتلة, عندها وجدوا ضالتهم, وحزموا أمرهم على إقناع الناس بترهات هذا الرجل, فهل يقنعونهم بالتنظير والتحدث والإقناع؟ أم القيام بالتجربة أمام الجموع؟
ذهبوا للرجل واعلنوا تحديهم له بشفاء كلب لهم لدغه ثعبان, وقبل الرجل التحدي, وجمعوا الناس وأخبروهم بالتحدي.
احتشد الالوف, ووقف الرجل ومعه اعضاء الجمعية وكلبهم امام الناس على منصة مرتفعة, وامسكوا بالكلب وجعلوا الثعبان السام يلدغه, وطلبوا من الرجل" يشوف شغله".
بدأ الرجل بطقوسه وتمتماته حتى اعلن انتهاء الطقوس, ولكن الكلب ما لبث أن مات بعد دقيقتين اوأقل من اللدغة والطقوس.
وعندها بدأ الهرج والمرج وتعالت أصوات الناس, وهنا أمسك احدهم" وهو مترجم" المايكروفون واعلن للناس ان الرجل ليس لديه قدرات خاصة او وحي إلهي وكل ما في الامر هو ان هناك انواع من الثعابين -موجودة في الغابة التي تحيط بهم- غير سامة وهناك نوع واحد فقط سام, وأن أغلب من يأتي له هو من لُدغ من نوع غير سام, وأكدوا أنهم قادرين على إعادة الأمر..على حيوان آخر إن أرادوا, وانفض التجمع بعد ان إنكشف امر الرجل.
حقيقة ...لا أحد يعلم, هل الرجل يعلم انواع الثعابين واستغل جهل العامة, أو أنه مؤمن بتلك الخرافات بحكم البيئة والتنشئة والموروث, وخصوصا أنه متى صادف ومات احدهم ممن لدغ فإن الجميع يرجع ذلك لقدرة السماء او لذنوب إرتكبها, ولا أحد يحمّل "الهندوسي" وزر ما يحدث من وفيات قليلة, مقابل عشرات بل مئات الحالات التي شفيت, ولكن بعد إنكشاف الأمر علم الكثيرين سر الشفاء الذي لاعلاقة للرجل به وإنما يعود لطبيعة وخلقة الثعابين السامة وغير السامة.
أكمل الباحثون مسيرتهم في قرى الهند وبدأوا بالتدريج كشف زيف الدجالين والمشعوذين منهم من يخرق جلد ظهره بحديد معكوف ويجر السيارة ,ومنهم من يدفن رأسه في حفرة لمدة 5 دقائق..الخ من الطقوس والدجل, وذلك بدراستهم ظروف الموقف من ثم التجربة ثم التطبيق امام الناس في كل قرية.
قد يعتقد البعض من الزملاء أن هذه الأمور تنطلي فقط على البسطاء والفقراء وقليلي التعليم, ولكن هذا غير صحيح, فهناك أطباء بل علماء ومخترعون ورواد فضاء وقعوا تحت وهم العلاج الروحاني في الفلبين وغيرها, بل ساعدوا بعض الدجالين الذين يدعون ثني الحديد والعملات المعدنية, وشفاء الناس بنشر خزعبلاتهم والترويج لها بحجج علمية, ولكن تلك الخوارق تهاوت تحت سيف التجربة والبحث العلمي.
وقد يعتقد بعض الزملاء ان هذه الامور منتشرة فقط في قارتي آسيا وافريقيا, وهذا ايضا غير صحيح, بل تجد رواجا في اوساط الناس وممتهني الصحافة في الولايات المتحدة والدول الاوربية.
وقد يعتقد بعض الزملاء ان هذه الامور منتشرة فقط في قارتي آسيا وافريقيا, وهذا ايضا غير صحيح, بل تجد رواجا في اوساط الناس وممتهني الصحافة في الولايات المتحدة والدول الاوربية.
هنا...
سأقوم بنقل كتاب ألفه الدكتور عبدالمحسن الصالح عام 1979 ونُشر ضمن سلسلة عالم الفكر التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , قدم فيها بطريقة " السهل الممتنع" تفسيرا لكثير من الأمور المحيرة وبطريقة علمية مبسطة, على عكس من يقدمها بطريقة مزاجية لا تستند على تجربة او منطق, وتقفز للنتائج مباشرة والتعليل المبني على الخزعبلات والظنون, اظن البعض قرأ ما كتبه الدكتور وخصوصا أن الكتاب قديم نسبيا, وجاء بعنوان (الإنسان الحائر بين العلم والخرافة).
وفي حقيقة الأمر كنت ممن يؤمن بما جاء في تفنيده لكثير من الأمور ولكني لم أكن أستطع تفنيدها بشكل علمي, ورفضي لها جاء من منطلق عقلي بحت يطرح كثير من التساؤلات التي أبت أن تقر بهذه الخزعبلات التي خلطت الدين بالشعوذة, وتاجرت به, ولا زال الكثيرين يعتقد بالخارق من الأمور في عصرنا الحالي.
سأقوم بنقل كتاب ألفه الدكتور عبدالمحسن الصالح عام 1979 ونُشر ضمن سلسلة عالم الفكر التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب , قدم فيها بطريقة " السهل الممتنع" تفسيرا لكثير من الأمور المحيرة وبطريقة علمية مبسطة, على عكس من يقدمها بطريقة مزاجية لا تستند على تجربة او منطق, وتقفز للنتائج مباشرة والتعليل المبني على الخزعبلات والظنون, اظن البعض قرأ ما كتبه الدكتور وخصوصا أن الكتاب قديم نسبيا, وجاء بعنوان (الإنسان الحائر بين العلم والخرافة).
وفي حقيقة الأمر كنت ممن يؤمن بما جاء في تفنيده لكثير من الأمور ولكني لم أكن أستطع تفنيدها بشكل علمي, ورفضي لها جاء من منطلق عقلي بحت يطرح كثير من التساؤلات التي أبت أن تقر بهذه الخزعبلات التي خلطت الدين بالشعوذة, وتاجرت به, ولا زال الكثيرين يعتقد بالخارق من الأمور في عصرنا الحالي.
الدكتور استعرض كل ما يجول بخاطر كل متعطش لتفسير بعض الظواهر بطريقة علمية خالية من تهكم "رواد النت" ومتفذلكيه, ودون احتقار لمعتقدات الناس وطقوسهم, فالمهم هو التوعية لا الصراع الفكري الذي ينتهي عادة بالشتيمة والتهكم "والتعنطز".
سأقوم بنقل (بعض فصوله) تباعا على شكل مواضيع منفصلة, حاولوا أن تقرأوها - وإن كنت أظن أن البعض قرأها- ومن لم يقرأها يتابع معي ما ورد في الكتاب الذي احتوى على تسعة فصول هي خلاصة تجارب علماء نقلوا تجاربهم وسعوا بانفسهم لمواطن تلك الخرافات, والفصول جاءت كالتالي:
سأقوم بنقل (بعض فصوله) تباعا على شكل مواضيع منفصلة, حاولوا أن تقرأوها - وإن كنت أظن أن البعض قرأها- ومن لم يقرأها يتابع معي ما ورد في الكتاب الذي احتوى على تسعة فصول هي خلاصة تجارب علماء نقلوا تجاربهم وسعوا بانفسهم لمواطن تلك الخرافات, والفصول جاءت كالتالي:
الفصل الأول:
العلاج الروحي بين الخدعة والحقيقةالفصل الثاني:
خدعة اسمها الجراحة الروحية.
الفصل الثالث:
العلاج بالخرافات في بعض الشعوب العربية
الفصل الرابع:
قوى خفية تنطلق من الكائنات الحية.
الفصل الخامس:
قوى روحية خارقة تثني المعادن
الفصل السادس:
هل الشجر أرق إحساسا من البشر
الفصل السابع:
الاطباق الطائرة وهم أم حقيقة.
الفصل الثامن:
مثلث الموت أو مثلث برمودا
الفصل التاسع:
هل للإهرام" معجزات" تعطل الشرائع الطبيعية؟
ويحتوي كذلك على مقدمة وخاتمة, وسانقل فقط الفصول: الأول, والثاني, والثالث, والخامس,والسابع, والتاسع, باختصار ما أمكن...ولتكن محل تدبر ونقاش موضوعي, لمن أراد.
وما كتبته أول الموضوع عن الثعابين والرجل صاحب الكرامات غير موجود في الكتاب الذي سانقل فقراته لكم, وإنما شاهدته في برنامج ثقافي على قناة الجزيرة قبل 12 سنة تقريبا, ونقلت ماشاهدته بأسلوبي وليس بشكل دقيق.
وفي الحقيقة العنوان لا يمثل ما أفكر به, فانا لست حائرا بل تجاوزت الحيرة (في كثير من الظواهر) منذ سنوات طويلة, ووضعي "المعرف" بدلا من "الانسان"...لغاية الجذب ليس إلا.
وما توقف عنده العلم من ظواهر انسانية او طبيعية لايعني صحة مايروجه البعض عنها, بل حالها حال الظواهر التي كانت محيرة وزال اللبس عنها بتقدم العلم, ولا زلنا ننتظر كشف المزيد.
تحياتي لكم..وانتظروا التكملة.