د. أحمد الخطيب يكتب: الكويت إلى أين؟ ما الحل؟

top-bar.jpg



الكويت إلى أين؟ ما الحل؟


4_13_201050503PM_3958397992.jpg



نعيش فترة مؤلمة من الضياع التام، بعد أن اختلطت علينا الأمور وصرنا لا نفرق بين بعض القضايا المطروحة، التي تحتمل اجتهادات مختلفة ومشروعة، والقضايا الاساسية التي لا خلاف حولها، وبعد أن أصبحت الأمور الثانوية مجالا للخلاف والصراع والتفرقة وتمزيق المجتمع. حتى المشاريع الاصلاحية، إذا أُقرت، فإن مصيرها سيكون الفشل، بسبب الفساد المستشري القادر على قتل مزاياها والاستيلاء عليها.

حتى اننا أصبحنا نعتقد بأن محاسبة وزير وإقصاءه من منصبه هو الحل لمشاكلنا.

صحيح أن عدم التساهل في المحاسبة مطلوب، لكن المحاسبة وحدها لن تكون حلا لما نعانيه من هذه المأساة التي نحن فيها. فقد تغير كثير من الوزراء، لا بل جربنا حكومات متعددة، وأجرينا انتخابات متكررة لمجلس الأمة، فهل كان في ذلك حلا لمعضلتنا؟!

إن البلد يعاني صراعات مدمرة، طائفية وقبلية وعائلية، فيما بدأ المال السياسي يلعب دوراً مدمراً.

كل هذا يحصل بسبب غياب الدولة الدستورية القانونية، دولة المساواة بين كل المواطنين، وبسبب عدم احترام الكفاءات.

ان المواطن العادي أصبح يتيماً لا يقدر على الحصول على حقوقه المشروعة بالطرق القانونية، بعد ان شعر بأنه يعيش في دولة عاجزة او شبه فاشلة (Faild State)، ما دفع المواطن إلى اللجوء الى عائلته او قبيلته او طائفته، او إلى من جعله المال السياسي ذا نفوذ. انها مكونات بدائية مدمرة لنسيج المجتمع. وفي صراع كهذا، فإن القيادة ليست للعقلاء في هذه المكونات، بل لأكثرهم تطرفا وتشددا، وهذا هو الخطر المدمر للبلد. إن نذير الشؤم هذا أصبح يهدد مستقبل أطفالنا في المدارس، فالعنف الدموي الذي يمارسه أطفالنا لا بد ان يتسع، ما لم يعالج، ليحرق المجتمع كله، ونصبح لبنان آخر المعروف بحروبه الاهلية المدمرة.

هذا الوضع الخطير سيكون مغريا لبعض الجيران لاستثماره في تحقيق طموحات او امتيازات طالما حلموا بها.

ونرى ان بعض اطراف النظام قد استهوته هذه اللعبة لتحقيق مكاسب شخصية يعتقد أنها ممكنة، غير مدرك بأن هذا الخطر قد يهدد كيان الدولة، في هذه المرحلة التاريخية الحرجة، المقبلة على تطورات مهمة، قد نكون ضحيتها.

ان المأساة الحقيقية أن تتحول هذه النزاعات الى ثقافة عامة للمجتمع، في ظل هذه العقلية الجامدة في علاج مشاكلنا.

لقد فشلت الحكومة في تقوية مفهوم الوطن والولاء له، وسمحت لبعض الاطراف بالاستيلاء على التعليم، واستبدلت الولاء للوطن بولاءات أخرى متعارضة مع وجود هذا الكيان. وحاربت ثقافة المحبة والتسامح، ونشرت ثقافة نفي الآخرين، وحاربتهم. واحتقرت الانسان وكرامته وحريته، وحقه في تطوير مهاراته.. إن هذه الثقافة تدمر المجتمعات كما نرى حولنا.

أمام كل هذا نقول ما العمل؟ هل وصلنا الى طريق مسدود؟

لقد خرّب تجربتنا الديمقراطية بعض من هم في السلطة، غير المؤمنين بها، تخريباً منظماً منذ أكثر من ثلاثة عقود. حتى أوهموا البعض بأن كل مشاكلنا هي بسبب الدستور والديمقراطية ومجلس الأمة، ودفعوا البعض الى العزوف عن المشاركة في الانتخابات، لا بل يدعون إلى التخلص من مجلس الامة، والتخلص حتى من الدستور، متناسين أن كل الكوارث التي حلت بنا وقعت في الفترات التي كان فيها مجلس الامة مغيباً.

على ابناء الكويت جميعاً، المحبين للكويت والمؤمنين بالديمقراطية والمساواة والحرية، وكرامة المواطن، ان يعملوا على محاربة هذه الثقافة المفرقة للمجتمع والمدمرة للكويت، فهذا صراع ليس فيه طرف منتصر، بل ان الخسارة ستقع على الجميع، وعليهم أن ينشروا ثقافة المحبة والتسامح والاختلاف الحضاري، والابتعاد عن اتهامات لا فائدة منها.

هذه هي مهمة الخيرين الطيبين المحبين لهذا الوطن.


بقلم: د.أحمد الخطيب

الطليعة - الأربــعــاء 9 يونيو 2010

http://www.taleea.com/newsdetails.ph...6&ISSUENO=1849


التعليق:

شكرا للدكتور الخطيب على مواصلة عطاءه... وبالفعل نحن بحاجة إلى محاربة ثقافة الكراهية التي زرعوها بين أبناء الوطن الواحد والتي ستقع نتائجها المدمرة على الجميع بلا استثناء.
 

متابع قديم

عضو مميز
كلامه صحيح بل هو الحق ، هناك من يلعب على سياسة فرق تسد وكل التكتلات والتيارات والجاميع السياسية مخترقة باشخاص مهمتهم تنفيذ سياسة فرق تسد .
 

صقر قريش

عضو مخضرم
كلام الخطيب ،، خطيب الكلام





كلام يا بن الخطيب كامل العلامات

يا دكتور أيامك بصدورنا ذكريات

وفكرت زرعناه بأجيالنا وما مات

دربك درب الكويت وغيرك سلامات




 

kkk

عضو مخضرم



كلام يا بن الخطيب كامل العلامات

يا دكتور أيامك بصدورنا ذكريات

وفكرت زرعناه بأجيالنا وما مات

دربك درب الكويت وغيرك سلامات

:وردة::وردة::وردة:
فعلا
دربك درب الكويت وغيرك سلامات

تحياتي
 

البرواز

عضو مميز
ما اروعك يا احمد الخطيب حين تنطق بالوحده الوطنيه وسط هذا العبث والعفن المستشري في البلد
 

المحقق

عضو ذهبي
ألى أحمد الخطيب مع التحيه

أن الحل في أحترام عقولنا كشعب

نريد تنميه كشعب

باعوا البلد حكومه

نريد حياة كشعب

كابوس كحكومه


نريد هواء كشعب

مصانع تجار


نريد صدق كشعب


كذب ونواب ومجلس السبع فرات والثعلب فات فات


ياحكومه لاتستخفي بنا ( سجل واصل)

وصلت
 
أعلى