الكاتب عبدالمجيد بن محمد المنيع
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه أتم الصلاة والتسليم.
أما بعد:
فاعلموا عباد الله أن الله تعالى خلق الخلق لحكمةٍ عظيمةٍ وهي عبادته وحده لا شريك له، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] أي: ليوحدون يقول الله تعالى: {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [الكافرون: 3] فنفى الله عن المشركين عبادتهم له مع أنهم كانوا يقومون ببعض العبادات وذلك لعدم توحيدهم لله سبحانه وتعالى في العبادة.
والتوحيد: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بحقوقه.
قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
وقد اصطلح بعض أهل العلم على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: توحيد الربوبية.
النوع الثاني: توحيد الألوهية.
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وقد اجْتَمَعت هذه الأقسام الثلاثة في قولِهِ تعالَى: {رَبِّ السَّمَواتِ والأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، فقوله تعالى: {رَبِّ السَّمَواتِ والأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} فيه توحيد الربوبية، وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ} فيه توحيد الألوهية، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} فيه توحيد الأسماء والصفات.
النوع الأول: توحيد الربوبية:
وهو إفرادُ الله بأفعاله كالخلق، والملك، والأمر وغير ذلك من أفعاله.
فنعتقد بانفراده بالخلق والأمر كما قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: 54].
ولا يملك الخلق إلا الله قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 42].
وهذا النوع يُقرُّ به حتى الكفار، فهم يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ليس له شريك في ملكه ولذلك كان القرآن يستدل بتوحيد الربوبية الذي يُقرّون به على توحيد الألوهية الذي يُنكرونه قال تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس:31].
النوع الثاني: توحيد الألوهية:
وهو إفراد الله تعالى بأفعال العباد كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والتوكل والإنابة وغيرها من أنواع العبادة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].
وتوحيد الألوهية هو دعوة جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
وهو الذي أنكره الكفار وكفَّر الله به المشركين، وأباح به دماءهم وأموالهم ونساءهم كما جاء في الحديث المتواتر قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) أخرجاه في الصحيحين.
وهذا النوع هو معنى قول: لا إله إلا الله.
فمعناها: لا معبود حقٌّ إلا الله قال تعالى لكليمه موسى - عليه السلام -: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، وهي تشتمل على ركنين:
الأول: النفي في قوله: لا إله، نافياً جميع ما يعبد من دون الله.
سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمدٍ عليه وعلى آله وصحبه أتم الصلاة والتسليم.
أما بعد:
فاعلموا عباد الله أن الله تعالى خلق الخلق لحكمةٍ عظيمةٍ وهي عبادته وحده لا شريك له، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] أي: ليوحدون يقول الله تعالى: {وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} [الكافرون: 3] فنفى الله عن المشركين عبادتهم له مع أنهم كانوا يقومون ببعض العبادات وذلك لعدم توحيدهم لله سبحانه وتعالى في العبادة.
والتوحيد: هو إفراد الله سبحانه وتعالى بحقوقه.
قال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18].
وقد اصطلح بعض أهل العلم على تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع:
النوع الأول: توحيد الربوبية.
النوع الثاني: توحيد الألوهية.
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وقد اجْتَمَعت هذه الأقسام الثلاثة في قولِهِ تعالَى: {رَبِّ السَّمَواتِ والأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65]، فقوله تعالى: {رَبِّ السَّمَواتِ والأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} فيه توحيد الربوبية، وقوله: {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ} فيه توحيد الألوهية، وقوله: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} فيه توحيد الأسماء والصفات.
النوع الأول: توحيد الربوبية:
وهو إفرادُ الله بأفعاله كالخلق، والملك، والأمر وغير ذلك من أفعاله.
فنعتقد بانفراده بالخلق والأمر كما قال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} [الأعراف: 54].
ولا يملك الخلق إلا الله قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 42].
وهذا النوع يُقرُّ به حتى الكفار، فهم يؤمنون بأن الله هو الخالق الرازق المدبر ليس له شريك في ملكه ولذلك كان القرآن يستدل بتوحيد الربوبية الذي يُقرّون به على توحيد الألوهية الذي يُنكرونه قال تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس:31].
النوع الثاني: توحيد الألوهية:
وهو إفراد الله تعالى بأفعال العباد كالدعاء والخوف والرجاء والمحبة والتوكل والإنابة وغيرها من أنواع العبادة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 21].
وتوحيد الألوهية هو دعوة جميع الرسل من أولهم إلى آخرهم قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
وهو الذي أنكره الكفار وكفَّر الله به المشركين، وأباح به دماءهم وأموالهم ونساءهم كما جاء في الحديث المتواتر قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) أخرجاه في الصحيحين.
وهذا النوع هو معنى قول: لا إله إلا الله.
فمعناها: لا معبود حقٌّ إلا الله قال تعالى لكليمه موسى - عليه السلام -: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]، وهي تشتمل على ركنين:
الأول: النفي في قوله: لا إله، نافياً جميع ما يعبد من دون الله.