هذه وصية محمد حسين فضل الله

AboJasim13

عضو ذهبي
تم كتابة الموضوع نقلا عن جريدة القبس الكويتية,, نتمنى من بزران عقيدة التوحيد الصافية ومجهلة نصرة مظلومي آل البيت أن يسمعوا ويعوا :

" لقد خلا مكانه.
لا أحد هناك ليملأ المكان، كما لو أن اللبنانيين، والعرب، والمسلمين بحاجة الى ذاك الفراغ الآخر، هو الذي كان يحذر دوما من فراغ الروح. في رحيل السيد (السيّد)، لبنانيون كثيرون، عرب كثيرون، مسلمون كثيرون، شعروا، أو استشعرو ان من كان صمام الأمان لم يعد بينهم.
أي رجل هو العلامة محمد حسين فضل الله؟ حين كنا نجالسه كان يستعيد ذكريات النجف.. تذهب عيناه بعيدا، ظل وفيا للمدينة المقدسة، وحين أصابها ما أصابها، ثمة من طرح اسمه ليكون المرجع الأعلى. بيروت هي مدينة العرب ومدينة المسلمين، بدا وكأن زلزالا قد حدث.
خرجت كل الأشباح من كل الجدران، واعترضت، لكنها لم تفلح قط في وضعه في الاقامة الجبرية، من يستطيع ان يدفع بذلك العقل الفذ الى ما وراء القضبان؟

معاناة..
سماحة صاحب السماحة. الدخول الى النص لا بالاظافر، ولا على طريقة طواحين الهواء (وهم طواحين اللغة)، وانما بالشفافية اللامتناهية، والذين يدركون معاناته هم القلة. ثمة مرض آخر غير ذاك الذي ظل يستنزف جسده، وهو يبتسم ويمازح، حتى الرمق الاخير. اجل، كان هناك من يدعو الى قتله، اولئك الذين لا يفرقون البتة بين عبقرية الرؤية والتفاعل العميق العميق، مع النص القرآني والهرطقة!

إنفجار اقتلع حياً بكامله
كان يسمع هذا. يمتقع وجهه قليلا ثم يبتسم ويتضرع الى الله ان يضيئ عيونهم، دون ان يأبه باي خطر، فالبداية كما النهاية في يد الخالق، وهو الذي تعرض لاكثر من محاولة اغتيال، من تراه يستعيد مشهد ذلك الانفجار الهائل في منطقة بئر العبد، حيث كان يقطن. الانفجار اقتلع حيا بكامله.
روبرت فيسك ذهب الى هناك، التقيته وكتب «كما لو انها اللحظة التي انتهى فيها العالم».

بكى السيد
بكى السيد حين خرج ليرى ماذا فعل الفاعلون. كأننا امام لوحة الغرنيكا وليست بريشة سلفادور دالي، وانما بريشة يوشع بن نون.
«الفتنة السنية - الشيعية حرام ثم حرام ثم حرام»، لم يكن يتصور ابدا وجود فارق جوهري بين السنة والشيعة، بل كان يعود بالسيناريو الى ايام زمان. لا كلمة تخرج من فمه الا متزنة، عاقلة، بعيدة المدى.
الكلمة التي للعقل لا للغريزة، وعلى هذا الاساس كان يجادل حتى الذين يولدون ويترعرعون مثلما تولد وتترعرع الحجارة. وكان مقتنعا بان ما يمر به المسلمون الآن لابد ان ينتهي، رهانه كان على التفتح، وعلى ان احدا لا يمكنه، بيدين ملطختين، ان يحطم الزمن.
لكن السيد، وفي هنيهات قليلة كان كمن يشعر باليأس. يتصفح بعض ما يكتب، يرصد ما يقوله «دعاة» على الشاشات. ثم يبتهل الى الله، بل انه كان يناجي الله بذلك الصوت المتهدج الذي كان يبدو وكأنه يختزل أو يختزن كل آلام الدنيا، لكي ينقذ المسلمين من يوم لا يوم بعده.

تعذيب النصوص
المرجع الديني كان ضد «الذين يحاولون تحويلنا الى حطام ايديولوجي»، وضد «الذين يتقنون تعذيب النصوص»، وحتى ضد «وثنية الجسد» الذي هو وعاء الروح. أجل، ضد مفهوم «الزنزانة المقدسة» الذي يعمل البعض على تسويقه. من قال ان الحياة وجدت لتغتال الحياة؟
قلنا له «يا سماحة السيد في هذه الأيام ألا تشعر بأن من يفكر مثلك إنما يمشي على خطى سيزيف؟»، ضحك: «أنا لا أحمل صخرة، بل أحمل رؤية، والرؤية لا تتدحرج، انها تدخل الى قلوب الناس».
وكان على تواصل شبه يومي مع مرجعيات سنية في جميع ديار المسلمين. ابدا لم يكن للشيعي، كان للمسلم وكان للإنسان. وكان يتندر بين الحين والآخر بقصة من جاء الى العلامة الراحل محسن الأمين كي يتحول من سني الى شيعي، قال له الأمين: «قل: لا إله إلا الله محمد رسول الله»!
الصدر الذي يتلقى الضربات بود منقطع النظير. أجل كانت تنزل عليه بردا وسلاما، فهو في موقعه لا بد ان يواجه المشقات، والا ما معنى الموقع وما معنى المهمة؟ ضحك طويلا حيث قلت له «سوف أكتب.. عقل وراء القضبان». وبتواضع جم، كان يشير الى قلبه الذي تجد فيه كل الناس.

الإسلام عقل
المثقف الذي يحترم ثقافات الآخرين، لا ضغينة حيال أحد الا حيال «أصحاب السكاكين الطويلة في إسرائيل». ذات يوم، كان هو المرشد الروحي للمقاومة قبل ان تهب رياح كثيرة، وكان يعرف ان المنطقة على خط الزلازل. بعصبية كان يسأل عن «جدوى التواطؤ مع الهباء» حينما يتحدث عن الحالة العربية التي كان يأمل ان تخرج من الغيبوبة، لكن الجسد اياه ما لبث ان دخل في غيبوبة. غداً نسأل: «ما هي وصيته؟». نستنتج: «أيها الناس الإسلام.. عقل»! "
رحمة الله عليك أيها السيد الجليل وندعو الله أن يعوضنا خيرا ويكثر من أمثالك في هذه الأمة الدايخة سنتها وشيعتها..
 

Romanson

عضو بلاتيني
أخوي بو جاسم إما تحت وصيه أو لاتفتري على الرجل

الرجل مات نظيف وغير مؤمن بأغلب خزعبلاتكم ولم يشتم ولم يلعن أحد
ومات وهو يترضى على اصحاب الرسول وزوجاته

الله يرحمه برحمته الواسعه ويغفر له
 
أعلى