مقال الزامل ((حاميها حراميها))

BOOOS

عضو
زميلنا المنقطع عن الشبكة الوطنية خالد الزامل افتتح مدونته الجديدة (عندي سالفة) وبدأ بنشر مقالاته فيها


((حاميها حراميها))

عندما يتحول بعض الموظفين العامين إلى مجموعة من اللصوص تقبض الرشوة وتستبيح المال العام جهاراً نهاراً وبكل جرأة ووقاحة وقوات عين وعلى عينك يا تاجر دون أدنى خوف أو إحساس بالذنب أو رادع يردعهم .

عندما يجد الفاسد والمرتشى واللص من بعض المسؤولين من يعينه على فساده والاستمرار في غيه وظلمه للآخرين وتعديه على المال العام بدعوى انه يجب على المسؤول الوقوف في صف تابعيه أمام الآخرين بغض النظر عن الفعل أو الموقف الذي أتاه هذا التابع المرتشي الفاسد متبعين سياسة تجار المخدرات مع صبيانهم ، والمصيبة والطامة الكبرى أن من بعض هؤلاء هم من أصحاب اللحى من الذين لا ينفكون عن الصلاة في مواعيدها ويظهرون علينا بمظهر الورع والتقوى وهم في حقيقتهم ابعد ما يكونون عن ذلك ، وتجدهم غالباً ممن ينطبق عليهم المثل الشعبي (حلو اللسان ... قليل أحسان) ، فهم كالعقارب تلدغك من حيث لا تعلم أو تحسب لذلك حساب لأنك تنخدع بمظهرهم الظاهر وتأمن لهم ، وهم مثل من قال فيهم المولى عزل وجل في (سورة البقرة الآية 204) ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد) صدق الله العظيم .

عندما نتحول إلى كيان لا يقام فيه لدى البعض للقانون فيه أدنى اعتبار ، بل انه يسخر في كثير من الأحيان لديهم لخدمة الفساد والمفسدين من خلال بعض القانونيين عديمي الذمة والضمير والذين لا يتوانون عن اللعب على نصوص القانون وتفسيره بما يتفق ومصالح أسيادهم من عبدة الدينار ، ناسين أو متناسين الرسالة السامية التي يحملها رجال القانون .

عندما يحدث كل ذلك ويقال لك (إذا مو عاجبك ... أضرب راسك بالحائط وأشرب من ماء البحر ، روح اشتكي ... وخلي القانون ينفعك) .

عندها ماذا يملك المرء أن يفعل ؟؟ .

في ظل غياب مؤسسات رقابية محايدة وفاعلة تحاسب المخطأ فوراً وتوقفه عند حده وتعيد الحق لأصحابه خصوصاً عند وضوح هذا الحق وضوح الشمس في كبد النهار ، هل أمام المرء غير اللجوء للمحاكم والقضاء عبر بلاغات وقضايا ومحاكم ستستمر لسنوات طوال يدفع خلالها المظلوم الآلاف الدنانير كرسوم وأتعاب ومصروفات ليتمكن من اخذ حقه الذي سلب بالأساس بالمخالفة للقانون ، وحتى إن تم رد حقه إليه وتعويضه عن ما أصابه من ضرر بعد كل تلك السنوات وهذه المصروفات فغالباً ما يكون التعويض ليس مجزياً كما في الدول الغربية التي تحترم حقوق الإنسان وليها مبادئ قانونية في التعويض العقابي أو التعويض الرادع بخلاف أنظمتنا القانونية التي لا تعترف بهذا النوع من التعويض الذي لو كان يطبق عندنا لاختلفت الأمور كثيراً ولحسب المخطأ ألف حساب قبل أن يشرع في خطأه وتجاوزه للنظام والقانون .

احد الأصدقاء من الذين آمنوا وصدقوا ما يردده المسؤولين بأننا في دولة قانون ومؤسسات يطبق فيها القانون على الكبير قبل الصغير وفق مسطرة واحدة لا فرق بين وزير وغفير أمام القانون ، روى لي بأنه ونتيجة إيمانه بهذه المبادئ وتصرفه على هذا الأساس ، قامت احد الجهات الرسمية بفسخ العقد المبرم معه ، وذلك لأنه أبلغ المسؤولين في تلك الجهة عن واقعة رشوة وتعدي على المال العام ، فكان جزاءه فسخ العقد دون إنذار ودون حكم قضائي ، وبالرغم من وصوله لأعلى مستوى في تلك الجهة إلا أنه لم يخرج بنتيجة تغير ما حدث وتعيد الحق لأصحابه أو تغير في الأمر شيئاً .

هل يعقل هذا ؟؟!! ، هل يعقل أن يكون قد بلغ بنا الأمر إلى ذلك الحد ، هل يعقل أن يتم معاقبة من يلتزم بالقانون ومكافأة من يتجاوزه ؟!! ، هل يعقل أن صاحبي لم يجد ولو مسؤول واحد يستمع له ويقف معه .

قلت لصاحبي ، لو صحت روايتك .. لك رب اسمه الكريم ، وتأكد بأن الله يمهل ولا يهمل ، ومن المؤكد انه سيأتي يوم تنفضح فيه هذه الكلاب الضالة التي تنهش في لحم الوطن ، وسيرد الله شرورهم في نحورهم ، وإن غداً ناظره قريب .

أخيراً أختم مقالي اليوم بهذا الدعاء : اللهم آمنا في أوطاننا وحفظنا من شر الأشرار وكيد الأعداء ، اللهم أهد ولاة أمورنا ووفقهم لهداك وأصلحهم فبصلاحهم نصلح وبسوئهم نسوء ، اللهم هيئ لهم وأرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الحق والخير وتدلهم عليه وجنبهم بطانة السوء وأبعد عنهم كل صاحب هوى وكل مكار أفاك ، اللهم وفقهم لكل خير وخذ بأيديهم لما فيه خير البلاد والعباد ، اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه .

واللهم اجعل كلامنا خفيفاً عليهم .


التعليق : مقال في الصميم والله يسمع منك يا خالد
الي قاعد يحصل بالبلد مو شوي
يريدون تعويدنا على ان لا نناقش اي شي ويريدون الانفراد بالبلد بدون حسيب او رقيب
 
أعلى