أهل البيت والدويسان وبركة دخول البرلمان!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
اعجبني هذي المقال فذهبت ونقلت لكم;)

ماذا سيكون موقف الدويسان في حال أعلن الخامنئي الجهاد المقدس ضد الغرب?
للنائب الكويتي السيد فيصل الدويسان وهو بالمناسبة أحد رجال الإعلام تقليعات ظريفة و تصريحات ساخنة و مواقف محددة تثير التأمل و تفتح الشهية على النقاش وخصوصا بشأن تأكيداته الدائمة و إشاراته المستمرة إلى توجهاته الفكرية و قناعاته الدينية و الطائفية و محاولته تزعم تيار سياسي ديني طائفي معين رغم أنه من "المستجدين" في الشغلة! و لا يملك وفق اعتقادي من التجربة السياسية الشيء الكثير لكونه مازال في ريعان الصبا و الشباب و لم تتكسر على رأسه "قحوف الدنيا" و تقلباتها كما هي الحال مثلا مع "حضرتنا"? و تصريحاته العاطفية الأخيرة و التي أعلن خلالها سلسلة من الحكم و النصائح هي تعبير واضح عن حالة الإشادة بالنفس التي يلجأ لها دائما و أبدا ? فهو مثلا عندما يذكر سبب ترشحه و من ثم انتخابه لعضوية مجلس الأمة الكويتي وهو المؤسسة الدستورية العريقة في الخليج العربي وحتى العالم العربي فإنه يحرص على إلباس الموضوع لباسا طائفيا و دينيا ووفق مسحات صوفية يتعمد فيه الإغراق في الإمدادات الغيبية و في الذوبان في الروح العرفانية و حتى الصوفية , فهو لم ينتخبه قطاع مهم من الشعب الكويتي إلا نتيجة من نتائج بركات "أهل البيت" (عليهم السلام) لكونه قد اعتنق الفكر الشيعي الإثني عشري! وهنا وقع السيد النائب المحترم في معضلة لا حل لها لأنه قد حكم باليقين المطلق من أن خصومه الذين لم تتهيأ لهم فرصة الفوز بالمقعد البرلماني قد خسروا اللعبة لكونهم من أعداء أهل البيت الذين لم تتدخل بركاتهم لنصرتهم و إدخالهم تحت القبة الشهيرة في شارع الخليج العربي في دولة الكويت!! وفي ذلك التصور آفاق و مفاهيم لاعلاقة لها أبدا بطبيعة العملية الديمقراطية و آليات الانتخاب و مفاتيحها و لا وسائل الضغط و الدعاية و العوامل الأخرى التي تؤدي دورها الستراتيجي الحاسم في تقرير الأمور , السيد فيصل الدويسان يعلم جيدا و نحن نعلم معه أيضا الأسباب التي أدخلته البرلمان الكويتي وهنا نتوقف عن الكلام المباح لنعلق على تصريحه الآخر بشأن تقليده المرجعي و الفقهي للولي الإيراني الفقيه و الزعيم السياسي و الروحي الشامل للنظام الإيراني وهو السيد علي خامنئي! الولي الفقيه الجامع للشرائط وفقا لتصورات و اعتقادات الأطراف الإيرانية الحاكمة , وطبعا الدويسان حر في تقليد و اتباع من يشاء من الناحية العقائدية الصرفة , و لكنه وهو يعلن خياراته الخاصة قد قفز على حقيقة جوهرية مهمة تتمثل في كون ما أعلنه يمثل موقفاً سياسياً و ليس دينياً وهو في تصوري البسيط يتعارض مع الدستور الكويتي لأنه يعطي الولاء لعنصر أجنبي , فالسيد علي خامنئي ليس من المراجع العظام المعروفين في الحوزة الدينية الشيعية وزعامته زعامة سياسية صرفة لا علاقة لها أبدا بعالم البحث و التنظير و الاجتهاد وهو ليس من المراجع الكبار وكان خلال رئاسته للجمهورية الإسلامية الإيرانية في حياة المرشد الراحل الإمام الخميني مجرد حجة للإسلام و إماما ل¯ "جمعة طهران" و مندوبا للإمام المرشد في مجلس الدفاع الإيراني الأعلى الذي كان يقود صفحات الحرب مع العراق و انتخابه للزعامة الدينية بعد وفاة الخميني عام 1989 جاء نتيجة لصفقة سياسية هندسها وخطط لها بحرفنة و إتقان الداهية الإيراني المغضوب عليه حاليا رئيس البرلمان و الجمهورية الأسبق حجة الإسلام هاشمي رفسنجاني الذي له الفضل الأكبر في تصعيد الخامنئي لمنصب الولاية من خلال التصويت له في مجلس الخبراء و بغرض تأمين و حماية ظهر المؤسسة الفقهية و الدينية في الثورة الإيرانية!! و أعتقد أن المناورات التي اتبعها رفسنجاني وفرض بموجبها الخامنئي مرشدا أعلى ووليا فقيها لإيران معروفة لكل متابع لتطورات الصراع السياسي في إيران , أي أن زعامة خامنئي هي زعامة سياسية محضة و لا علاقة لها بالمقدرة الفقهية و الروحانية لأن الأصل في التقليد هو اتباع الأوامر و النواهي من الناحية الشرعية للفرائض و الأحكام الدينية بينما أحكام خامنئي هي أحكام سياسية محضة لأن هناك مراجع عظاماً آخرين في قم و مشهد و النجف و كربلاء و حتى بيروت يرجع إليهم معظم شيعة العالم , المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق انتبه بذكاء للتناقض السياسي و الدستوري و أعلن منذ دخوله للعراق و مشاركته في الحكم بعد الاحتلال الأميركي عن تبديل الولاء الفقهي من الخامنئي للسيد علي السيستاني لأن الاستمرار في تقليدالخامنئي معناه النهائي اتباع أوامره واجتناب نواهيه وفي الأمر ورطة حقيقية لأنه في حالة قيام علي خامنئي بإعلان الجهاد المقدس ضد الولايات المتحدة و حلفائها في حالة ضربهم للمشروع النووي الإيراني فإن تقليده يلزمهم بتنفيذ أوامره! وقد تجنب المجلسيون الورطة بذكاء رغم أن من يقلدونه واقعيا و بحكم الارتباطات التاريخية و التنظيمية هو الخامنئي لا غيره! وهنا اتقدم لأسأل السيد النائب الكويتي السيد فيصل الدويسان السؤال التالي و أرجو الإجابة عنه بوضوح : بما أن سيادته يقلد السيد الخامنئي فما هو موقفه في حال إعلان خامنئي الجهاد المقدس ضد الغرب "الكافر"? وهل سيلجأ للدستور الكويتي أم الدستور الإيراني في حل المعضلة ? سؤال بريء أرجو من النائب المحترم الإجابة عنه ليكتمل الفرح و السرور.. مع تحياتي...
خدايا تا إنقلاب مهدي خامنئي را نكهدار
أي ما ترجمته بالعربية لغير العارفين بالفارسية:
إلهي حتى ظهور المهدي احفظ لنا الخامنئي ?
وسلامتكم من الآه.
كاتب عراقي
داود البصري
dawoodalbasri@hotmail.com
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى