شكراً لكل من أضاف وجهة نظره في هذا الموضوع، واعتذر عن التأخر في الرد.
أولاً، دعونا لا نتحدث عن المعتقدات، فالحرية حق للجميع بصرف النظر عن الدين أو المعتقد، فـ "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، وبالتأكيد لكل مجتمع قيمه التي ترسم له الخطوط العريضة لتصرفاته، وفي هذا الموضوع، أنا لا أتحدث عن هذه القيم ولا عن الخطوط العريضة التي نتصرف وفقها. في هذا الموضوع، أتحدث عن الحرية في أي مجتمع كان، وبصرف النظر عن دينه. هل هي حرية مطلقة لا يحدها حد؟ فرنسا مثلاً، هل الحرية في فرنسا مطلقة لا يحدها حد؟
ولو قلنا أنها مطلقة لا يحدها حد، فهل هي مطلقة للجميع؟ وإذا كانت مطلقة للجميع، وحدث أن تعارضت حرية زيد مع حرية عمرو، فلمن الغلبة؟ وإن لم تكن مطلقة للجميع، فلمن هي مطلقة ولمن هي مقيدة؟ وهل من العدل ألا تكون مطلقة للجميع أو ألا تكون مقيدة للجميع؟
سؤالي الأهم: كيف نكفل للحرية للجميع بعدل؟
حقيقة المجتمع الذي يكفل الحرية لأفراده، هو أكثر المجتمعات سناً للقوانين التي تضبط تصرفات أفراده، وهذا لا يتعارض مع الحرية على الإطلاق. فحتى يحقق هذا المجتمع الحرية لجميع أفراد المجتمع، هو يسن القوانين التي تمنع أن يستبد فرد بممارسة حريته على حساب حرية الآخرين. فجاري سيء الذكر الوارد في مثالي السابق مثلاً، لن يجد من يتستر عليه بحجة احتمالية تضرر الزوجة مستقبلاً، وبحجة أنها حياتهم وهم "أبخص". ذلك، أنها حياة الأثنين معاً، وليست حياة الزوج وحده.
سأعود..