شعب النفط المختار
كتب عبداللطيف الدعيج :
وفق ما نشر امس، فان صاحبة الجلالة والمفوضة بحكم الارض ومن عليها، وزارة العدل الكويتية، قررت بلا احم ولا دستور، وطبعا ايضا بلا قانون، وقف التصديق على زواج الكويتيين بالخارج. اسباب الوقف غير الدستورية وغير القانونية واضحة بجلاء، فهي بناء على رغبة او توصية ما يسمى بـ «اللجنة الدائمة للحد من زواج الكويتيين بالخارج». ودوافع اللجنة كما اعلن هو «..الحفاظ على الهوية الاجتماعية».
يعني بالعربي وبالخط النسخ ان «الجماعة» يعتقدون بان «الكويتيين» نسل رباني وانهم غير بقية خلق الله. وان من المفروض ان يترفعوا بالنصيحة او بالقوة عن الاختلاط بالانساب والدماء الدنيا من بقية خلق الله، هذا طبعا اذا وزارة العدل تؤمن بان «البقية» هم خلق الله وليس خلق الشيطان او مختبرات اليهود والنصارى!!!
كأننا لسنا جميعا «لفو». اغلبنا نزح الى هنا هربا من اضطهاد جماعي لم يتحمله، او مشاكل وقضايا فردية فضل الابتعاد عنها وتركها وراءه. قد يكون حكمة وترفعا وقد يكون ايضا جبنا وهروبا، وعجزا عن المواجهة.
بعضنا الآخر نزح الى هنا طمعا في الرزق وسعيا خلف لقمة العيش النادرة. يعني ومباشرة ووضوح، جميع الكويتيين سواء من انشأ الكويت او من التحق باهلها كانوا في الاصل اهل «عازة» ومن ضعاف الجماعات او الاسر او القبائل التي لجأت الى الكوت تحتمي به من صروف الدهر او ضيم البشر.
اذا كان الحال كذلك، وهو بلاشك ولا ريبة كذلك.. واردأ، فلماذا تترفع وزارة العدل عن بقية خلق الله؟ ولماذا تحرص على ان تبقي «العنصر الكويتي» الذي كان بالامس عاجزا وتحت العازة، لماذا تحرص على ان تبقيه فوق بقية العالمين ومنزها عن الاختلاط ببقية اهل الارض؟ اهل الارض الذين قد يكونون كما هم بنو آدم ومثل الكويتيين اناسا وافرادا يتمتعون تماما بالصفات الآدمية والانسانية ذاتها التي يتمتع بها الكويتي..!!
بل السؤال الاساسي يبقى: لماذا طالما اننا فقدنا انسانيتنا وقدراتنا بفعل الدلع النفطي؟ لماذا لا نلجأ الى تحسين نسلنا وتطعيمه بالصالح والخير من بقية خلق الله؟ لماذا لا نعترف باننا بحاجة اصلا الى تحسين النسل وليس الى الحفاظ عليه؟!!
يعني بالعربي وبالخط النسخ ان «الجماعة» يعتقدون بان «الكويتيين» نسل رباني وانهم غير بقية خلق الله. وان من المفروض ان يترفعوا بالنصيحة او بالقوة عن الاختلاط بالانساب والدماء الدنيا من بقية خلق الله، هذا طبعا اذا وزارة العدل تؤمن بان «البقية» هم خلق الله وليس خلق الشيطان او مختبرات اليهود والنصارى!!!
كأننا لسنا جميعا «لفو». اغلبنا نزح الى هنا هربا من اضطهاد جماعي لم يتحمله، او مشاكل وقضايا فردية فضل الابتعاد عنها وتركها وراءه. قد يكون حكمة وترفعا وقد يكون ايضا جبنا وهروبا، وعجزا عن المواجهة.
بعضنا الآخر نزح الى هنا طمعا في الرزق وسعيا خلف لقمة العيش النادرة. يعني ومباشرة ووضوح، جميع الكويتيين سواء من انشأ الكويت او من التحق باهلها كانوا في الاصل اهل «عازة» ومن ضعاف الجماعات او الاسر او القبائل التي لجأت الى الكوت تحتمي به من صروف الدهر او ضيم البشر.
اذا كان الحال كذلك، وهو بلاشك ولا ريبة كذلك.. واردأ، فلماذا تترفع وزارة العدل عن بقية خلق الله؟ ولماذا تحرص على ان تبقي «العنصر الكويتي» الذي كان بالامس عاجزا وتحت العازة، لماذا تحرص على ان تبقيه فوق بقية العالمين ومنزها عن الاختلاط ببقية اهل الارض؟ اهل الارض الذين قد يكونون كما هم بنو آدم ومثل الكويتيين اناسا وافرادا يتمتعون تماما بالصفات الآدمية والانسانية ذاتها التي يتمتع بها الكويتي..!!
بل السؤال الاساسي يبقى: لماذا طالما اننا فقدنا انسانيتنا وقدراتنا بفعل الدلع النفطي؟ لماذا لا نلجأ الى تحسين نسلنا وتطعيمه بالصالح والخير من بقية خلق الله؟ لماذا لا نعترف باننا بحاجة اصلا الى تحسين النسل وليس الى الحفاظ عليه؟!!
التعليق ..
أعجب كل العجب من كتابنا ومثقفينا بل وساستنا ، حيث لا يوجد قاعدة ثابتة ولا مبدأ متين ولا قيم مترسخة ، فنجدهم يتباكون على النسيج الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بانصاف فئة البدون ، يتحدثون عنه (النسيج ) بقدسية يشعر القارئ معها بأنهم شعب الله المختار والسلالة النادرة التي خلقت الأرض بمن عليها فقط من أجل خدمتهم وقضاء حوائجهم ، فهم الأعلون دائما وكل شعوب الأرض محط سخريتهم وتندرهم ..
هذا طبعا اذا كان الحديث عن انصاف واحقاق حق البدون .. أما إذا كان الحديث عن قرار قد يعطل مصالحهم وشهواتهم كما هو الحال مع موضوع هذا المقال أو الازدواجية في الجنسية ، فإن الأمر يختلف تماما فنجد نفس الكتاب ونفس المثقفين ونفس الساسة ينقلبون على أفكارهم ومبادئهم شر انقلاب فنجد قوم عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد مجرد جماعات ضعيفة مهاجرة هربا من الفقر وخوفا من جبروت جماعات أخرى ..
لتستمر حالة التراجع والتخلف عن ركب الأمم فقط من أجل أفكار بالية لا تقنع حتى من أخترعها وتبناها واستبسل في الدفاع عنها ..
متى يعلم قومي أن أهم الثروات هي الثروة البشرية هذه الحقيقة التي تعلمها الغرب فتفوق علينا بقرون فقط لأنهم يعتبرون الهجرة مصدر من أهم مصادر الثروة ، فيضعون القوانيين المشجعة لهجرة العقول ويرفضون كل ما من شأنه أن يؤثر على هذا المصدر من تصرفات فردية وقوانيين ، يحاربون العنصرية ويستبعدون من يثبت عليه قول عبارة عنصرية من مراكز اتخاذ القرار ، بهذا تقدموا وسادوا وملكوا خيرات الأرض ، وتخلفنا وأذلنا الله وفقدنا كل شئ ..
هذا طبعا اذا كان الحديث عن انصاف واحقاق حق البدون .. أما إذا كان الحديث عن قرار قد يعطل مصالحهم وشهواتهم كما هو الحال مع موضوع هذا المقال أو الازدواجية في الجنسية ، فإن الأمر يختلف تماما فنجد نفس الكتاب ونفس المثقفين ونفس الساسة ينقلبون على أفكارهم ومبادئهم شر انقلاب فنجد قوم عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد مجرد جماعات ضعيفة مهاجرة هربا من الفقر وخوفا من جبروت جماعات أخرى ..
لتستمر حالة التراجع والتخلف عن ركب الأمم فقط من أجل أفكار بالية لا تقنع حتى من أخترعها وتبناها واستبسل في الدفاع عنها ..
متى يعلم قومي أن أهم الثروات هي الثروة البشرية هذه الحقيقة التي تعلمها الغرب فتفوق علينا بقرون فقط لأنهم يعتبرون الهجرة مصدر من أهم مصادر الثروة ، فيضعون القوانيين المشجعة لهجرة العقول ويرفضون كل ما من شأنه أن يؤثر على هذا المصدر من تصرفات فردية وقوانيين ، يحاربون العنصرية ويستبعدون من يثبت عليه قول عبارة عنصرية من مراكز اتخاذ القرار ، بهذا تقدموا وسادوا وملكوا خيرات الأرض ، وتخلفنا وأذلنا الله وفقدنا كل شئ ..
مع التقدير ،،