لاتضايق وتزعل
عضو فعال
بعد أن فرغ من مقاضاة أبناء شعبه في المحاكم الكويتية وزج من منهم زج بالسجون تحت مسمى الدستور ، لم يجد رئيس الوزراء بدا من رفع قضية على الدستور .. فهل ستصدقون ذلك ؟
نعم رئيس وزرائنا رفع قضية على صحيفة الدستور المصرية وعلى رئيسها وأحد كتابها الصحفيين .. لتكون بذلك فضيحتنا بجلاجل وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع ..!
والحقيقة إنه لم يعد اليوم بإمكاننا أن نتغنى بحرية الرأي ولا أن نتفاخر بها ، فرئيس وزرائنا لم يترك لنا حتى هذه الفسحة البسيطة التي كنا نتفاخر بها ككويتيين وأننا متقدمين على دول أخرى كنا نسبقها في كل شيء ، وباتت اليوم هي التي تسبقنا في كل شيء إلا ما كنا نعتقد إننا نمتلكه ولا يمتلكونه ألا وهو الحرية التي كفلها لنا الدستور ..!
ولكن يظهر إن سمو رئيس الوزراء له رأي آخر في هذا الكلام ، فأراد أن يقتلنا من الوريد إلى الوريد وأن لا يبقي لنا شيئا نتفاخر به ، فأراد سلبنا حتى من حرية الكلام ، وأراد الفرض علينا ذاته لتكون مصونة رغم إن الدستور لم يعطها هذا الحق ، ولكنه أراد هذا الحق بقوة القانون ، وها نحن اليوم نعيش أتعس أيامنا ..!
ولكم أن تتخيلوا يا سادة غدا وبعد صدور الحكم القضائي بإدانة الكاتب الصحفي الذي يكتب في صحيفة الدستور أن يخرج رجال المباحث الجنائية باحثين عن هذا الكاتب الصحفي مطالبينه بتسليم نفسه لأن هناك مذكرة انتربول دولية صادرة بحقه تطلب من الدولة المتواجد فيها بتسليمه للحكومة المصرية ..!
أو لكم أن تتخيلوا يا سادة أن يسافر الكاتب الصحفي إلى دولة ما ويجد نفسه مكبلا بالأصفاد بسبب صدور حكم قضائي صدر لصالح رئيس وزراء دولته وعليه تنفيذ هذا الحكم القضائي في سجن أبو زعبل ..!
أو من يدري فقد يزج في سجن طره ليكون مع المساجين المسجلين خطر ، وعندها ستبرد نار رئيس وزرائنا وسيشعر لأول مرة بالنصر لحكم قضائي كامل ينفذ لمصلحته .. ولا عزاء للدستور ..!
يا سادة إنه أمر مضحك أن نتشدق بالديمقراطية وبالدستور ونصف رئيس وزرائنا بالديمقراطي واستخدم حقه الدستوري ضد أبناء شعبه الذين ينتقدونه ونتناسى الديمقراطية الحقه التي تمتلكها الدول الحقيقية التي تعيش الديمقراطية ..!
الدول الديمقراطية يا سادة تنتج برامج لتسخر من رؤساء دولها ولا يلجأ رؤساء تلك الدول إلى المحاكم لينتقموا ممن سخروا منهم ، ولا وكّلوا محامين ليتابعوا كل من كتب بحقهم كلمة أو مقال ، ولا وظفوا موظفين ليتابعوا برامج المحطات ليسجلوا كل برنامج يسخر من رئيس دولتهم حتى يتمكن لاحقا من مقاضاتهم .. هذا لمن يتمسك بالديمقراطية وليس رئيس وزرائنا ..!
أمر غريب حقيقة ما نشاهده اليوم في الكويت ، فالمحاكم بات شغلها الشاغل هو إصدار أحكام على هذا النائب وهذا الكاتب ، أو لصالح هذا النائب وهذا الكاتب ، وآخر تقاليعنا هو إصدار الأحكام لصالح رئيس الوزراء .. فهل ضاقت بنا الحريات وتناسى البعض أنه شخصية عامة يحق للآخرين انتقاده ؟
هل حقا الانتقاد حتى لو كان خاطئ أو غير حقيقي بل وكاذب يوجب صاحبه التقدم للقضاء للاقتصاص ممن أهانه أو لمز به ؟
إذا فما بال السابقون لم يخطوا مثل هذه الخطوات سابقا وكانوا يعتبرونها من الحريات ، وطالما ارتضوا الدخول للمجال العام فعليهم تحمل الهمز واللمز الذي يتعرضون له ..
ما بال سياسيونا ومن هو المفترض أن يكون قدوة مثل رئيس الوزراء باتت صدورهم تضيق بالحرية وكأن الانتقام للشخوص أضحى هو السبيل للإبقاء على ما تبقى من هيبة وكرامة أفقدتها أفعال من كان يفترض بهم أن يكونوا قدوة ورجال ..!
سمو الرئيس " أركد شوي " وحاول أن تتواضع وتتقبل النقد مهما كان جارح ، فالطريق الذي سلكته هو من تسبب لك بكل هذا التجريح والتطاول من أبناء شعبكم ..
وعليك فقط التذكر إنه لم يسبق لأحد ممن تبؤ منصبك أن نال أي نقد بحجم ما نلته أنت ، أو ناله تجريح كما نلته أنت ، والأكيد أن هذا يوصلنا لحقيقة أنهم كانوا أفضل منك بكثير ، بل شتان بينك وبينهم وإلا لنالوا ربع ما نلته أنت من انتقاد ، ولكن لم ينتقدهم أحد ، فهل كانوا على خطأ مثلا وأنت على صواب " لا سمح الله " ؟
أتمنى فعلا أن تبتعد قليلا عن من حولك ، وتجلس لتحاسب نفسك قليلا ، وتسألها سؤالا واحد ، لماذا ينتقدني شعبي كل هذا النقد ، فهل أنا على صواب وكل الآخرين على خطأ ؟
فإن توصلت لإجابة محددة وأخبرتك نفسك إنك أنت على خطأ والآخرون على صواب فنتمنى أن تعود كما عهدناك ، فأولا وأخيرا شعبك دائما ما يصفح عن المخطئ والمسيء له ..
أما إن أخبرتك نفسك إنك على صواب والآخرون على خطأ فتعوذ من نفسك وتوضئ وصل ركعتين ويستحسن أن تذهب إلى مطوع " يقرا عليك " يا سمو الرئيس من المس ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله . التعليق لاتعليق
نعم رئيس وزرائنا رفع قضية على صحيفة الدستور المصرية وعلى رئيسها وأحد كتابها الصحفيين .. لتكون بذلك فضيحتنا بجلاجل وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع ..!
والحقيقة إنه لم يعد اليوم بإمكاننا أن نتغنى بحرية الرأي ولا أن نتفاخر بها ، فرئيس وزرائنا لم يترك لنا حتى هذه الفسحة البسيطة التي كنا نتفاخر بها ككويتيين وأننا متقدمين على دول أخرى كنا نسبقها في كل شيء ، وباتت اليوم هي التي تسبقنا في كل شيء إلا ما كنا نعتقد إننا نمتلكه ولا يمتلكونه ألا وهو الحرية التي كفلها لنا الدستور ..!
ولكن يظهر إن سمو رئيس الوزراء له رأي آخر في هذا الكلام ، فأراد أن يقتلنا من الوريد إلى الوريد وأن لا يبقي لنا شيئا نتفاخر به ، فأراد سلبنا حتى من حرية الكلام ، وأراد الفرض علينا ذاته لتكون مصونة رغم إن الدستور لم يعطها هذا الحق ، ولكنه أراد هذا الحق بقوة القانون ، وها نحن اليوم نعيش أتعس أيامنا ..!
ولكم أن تتخيلوا يا سادة غدا وبعد صدور الحكم القضائي بإدانة الكاتب الصحفي الذي يكتب في صحيفة الدستور أن يخرج رجال المباحث الجنائية باحثين عن هذا الكاتب الصحفي مطالبينه بتسليم نفسه لأن هناك مذكرة انتربول دولية صادرة بحقه تطلب من الدولة المتواجد فيها بتسليمه للحكومة المصرية ..!
أو لكم أن تتخيلوا يا سادة أن يسافر الكاتب الصحفي إلى دولة ما ويجد نفسه مكبلا بالأصفاد بسبب صدور حكم قضائي صدر لصالح رئيس وزراء دولته وعليه تنفيذ هذا الحكم القضائي في سجن أبو زعبل ..!
أو من يدري فقد يزج في سجن طره ليكون مع المساجين المسجلين خطر ، وعندها ستبرد نار رئيس وزرائنا وسيشعر لأول مرة بالنصر لحكم قضائي كامل ينفذ لمصلحته .. ولا عزاء للدستور ..!
يا سادة إنه أمر مضحك أن نتشدق بالديمقراطية وبالدستور ونصف رئيس وزرائنا بالديمقراطي واستخدم حقه الدستوري ضد أبناء شعبه الذين ينتقدونه ونتناسى الديمقراطية الحقه التي تمتلكها الدول الحقيقية التي تعيش الديمقراطية ..!
الدول الديمقراطية يا سادة تنتج برامج لتسخر من رؤساء دولها ولا يلجأ رؤساء تلك الدول إلى المحاكم لينتقموا ممن سخروا منهم ، ولا وكّلوا محامين ليتابعوا كل من كتب بحقهم كلمة أو مقال ، ولا وظفوا موظفين ليتابعوا برامج المحطات ليسجلوا كل برنامج يسخر من رئيس دولتهم حتى يتمكن لاحقا من مقاضاتهم .. هذا لمن يتمسك بالديمقراطية وليس رئيس وزرائنا ..!
أمر غريب حقيقة ما نشاهده اليوم في الكويت ، فالمحاكم بات شغلها الشاغل هو إصدار أحكام على هذا النائب وهذا الكاتب ، أو لصالح هذا النائب وهذا الكاتب ، وآخر تقاليعنا هو إصدار الأحكام لصالح رئيس الوزراء .. فهل ضاقت بنا الحريات وتناسى البعض أنه شخصية عامة يحق للآخرين انتقاده ؟
هل حقا الانتقاد حتى لو كان خاطئ أو غير حقيقي بل وكاذب يوجب صاحبه التقدم للقضاء للاقتصاص ممن أهانه أو لمز به ؟
إذا فما بال السابقون لم يخطوا مثل هذه الخطوات سابقا وكانوا يعتبرونها من الحريات ، وطالما ارتضوا الدخول للمجال العام فعليهم تحمل الهمز واللمز الذي يتعرضون له ..
ما بال سياسيونا ومن هو المفترض أن يكون قدوة مثل رئيس الوزراء باتت صدورهم تضيق بالحرية وكأن الانتقام للشخوص أضحى هو السبيل للإبقاء على ما تبقى من هيبة وكرامة أفقدتها أفعال من كان يفترض بهم أن يكونوا قدوة ورجال ..!
سمو الرئيس " أركد شوي " وحاول أن تتواضع وتتقبل النقد مهما كان جارح ، فالطريق الذي سلكته هو من تسبب لك بكل هذا التجريح والتطاول من أبناء شعبكم ..
وعليك فقط التذكر إنه لم يسبق لأحد ممن تبؤ منصبك أن نال أي نقد بحجم ما نلته أنت ، أو ناله تجريح كما نلته أنت ، والأكيد أن هذا يوصلنا لحقيقة أنهم كانوا أفضل منك بكثير ، بل شتان بينك وبينهم وإلا لنالوا ربع ما نلته أنت من انتقاد ، ولكن لم ينتقدهم أحد ، فهل كانوا على خطأ مثلا وأنت على صواب " لا سمح الله " ؟
أتمنى فعلا أن تبتعد قليلا عن من حولك ، وتجلس لتحاسب نفسك قليلا ، وتسألها سؤالا واحد ، لماذا ينتقدني شعبي كل هذا النقد ، فهل أنا على صواب وكل الآخرين على خطأ ؟
فإن توصلت لإجابة محددة وأخبرتك نفسك إنك أنت على خطأ والآخرون على صواب فنتمنى أن تعود كما عهدناك ، فأولا وأخيرا شعبك دائما ما يصفح عن المخطئ والمسيء له ..
أما إن أخبرتك نفسك إنك على صواب والآخرون على خطأ فتعوذ من نفسك وتوضئ وصل ركعتين ويستحسن أن تذهب إلى مطوع " يقرا عليك " يا سمو الرئيس من المس ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله . التعليق لاتعليق