بدوي واقعي
عضو بلاتيني
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم
لن ننسى ذلك اليوم الأسود يوم الخميس 2/8 /1990
أذكر جيداً تلك اللحظات
بدقائقها وثوانيها
نعم أذكرها جيداً
أذكر يوم الأربعاء ليلة الخميس
كان عندنا عشاء للجماعة
وكنت ألعب كأي واحد في عمري مع أبناء الجيران في البراحة إللي خلف بيتنا
(( كرة القدم ))
كان عمري وقتها 12 سنة تقريباً
نمت في تلك الليلة في الصالة
قمت كالعادة يوم الخميس الصباح
متوجهاً للتلفاز لمشاهدة المسلسل الكرتوني المشهور في ذلك الوقت
(( قصص عالمية ))
وبعده برنامج
(( نحن والأطفال ))
وهي وقت وجبة الافطار كل خميس معروفة
(( خبزة فرن ))
اللذيذة
وحليب كرنيشن وشاي
ولكن أتفاجأ
بأن تلفزيون الكويت يضع أغاني وطنية
ونشرات استغاثة بالدول العربية والعالمية لانقاذ الكويت
؟؟؟
!!
وضعته على قناة العراق وكانت صافية عندنا أيضاً أغاني وطنية
ومقاطع نحي الشعب الكويتي الذي ثار على حكم ال صباح
نمجد الثورة الكويتية والشعب الكويتي الحر
ويضعون أناس يقولون أنهم كويتون يحتفلون بهذه الثورة
؟؟
وفجأة سمعت صوت هيلوكوبتر قوي جداً فوق بيتنا
خرجت للحوش
وشاهدها قريبة جداً منا
خفت منها
وذهبت بسرعة ابحث عن أمي رحمها الله
ووجدت والدتي رحمها الله دمعتها على خدها
؟؟؟
ما بك يا أمي
لاشيء لاشيء
يالله تريق مع أخوانك و بدل بنروح لبيت جدك رحمه الله
أختي الكبيرة كذلك تبكي
ماذا حصل يا أختاه
؟؟
قالت :- أخوي الكبير .... للحين ما رجع محجوز في الدوام والعراق دخلت الكويت
وكانت أول سنة له في شركة البترول
وخالي .... محجوز بالجيش من أمس الفجر وتخرج من دورة ضباط قبل سنة
؟؟؟
!!
ذهبنا لبيت جدي رحمه الله يوم الخميس الظهر
أذكرها جيداً
أجتمع جماعتنا في ديوانيه في منطقة الرقة
قال جدي رحمه الله كلمة خالدة لا أنساها
(( اليوم يوم الوطن ياعيالي ))
يالله مشينا يقولون معسكر .... يوزع اسلحة على المواطنين
ذهب جميع الرجال للمعسكر
وبقينا نحن إللي أعمارنا 13 و12 والنساء في البيت
وشعرت بخوف شديد عندما سمعت صوت انفجار قوي أول مرة بحياتي اسمع مثل هذا الصوت وتبين فيما بعد أن طائرة عراقية نسفت برج اتصالات في الصباحية
نسمع كلام كثير
الجيش العراقي يقتل الرجال في الجهراء ويسبي البنات
رجل تم توقيفه من قبل الجيش العراقي وقتله واخذ بناته
الشيخ فهد الأحمد الصباح رحمه الله قتلوه الجيش العراقي عند قصر الحكم
خرج الأمير وولي العهد للسعودية وهما بخير
وووو
وانتشرت الاشاعات والأخبار المكذوبة والصحيحة
طول جدي وما وصل الحين دخل علينا وقت المغرب
وأنا جالس في الديوانية مع العيال إللي بعمري
والنساء في داخل البيت
أمي رحمها الله تحاتي أخوها وابنها
رجع جدي رحمه الله للبيت مع الشباب والشيبان
شعرت براحة وأمان
وكان يقول هذه الكلمات ولم أشاهده مغبون مثل ما شاهدته في هذه اللحظة
الكويت راحت الكويت راحت
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
وبعدها بقليل فرحنا بعودة أخي وخالي في المساء
وواضح على خالي التأثر والحسرة والدموع في العينية ولكن لا يريد أخرجها
وجاءت لنا أخبار
أن الجيش العراقي يدخل البيوت ويفتش عن الملابس العسكرية والهويات
قررنا أخذ الملابس العسكرية وحذفناها في المدرسة المجاورة لنا
ولكن الأمر الذي أزعج الرجال وقتها
الاخبار عن خطف النساء واغتصابهن
وقتل الرجال
قرر جدي أن نجلس هذه الليلة في الديرة
ثم ننظر إذا تطلب الأمر الخروج للبر أو أن نذهب لأبعد من ذلك
وكانت ليلة مرعبة لاتوصف
ولا أعرف كيف قضيناها
وللأسف هناك من يريد منا أن ننسى يوم الخميس الأسود والغزو البعثي للكويت
والله لن ننساه
الأحداث لازالت راسخة في مخيلتي
وكأنها البارحة