* أن تصل متأخراً خير لك من أن لا تصل أبداً :
من بداية الأسبوع و أنا أحاول كتابة مقال عن الانتخابات في تركيا ، إلا أن الوقت لم يسعفني ، لذلك جاء المقال متأخراً بعض الشيء .
من بداية الأسبوع و أنا أحاول كتابة مقال عن الانتخابات في تركيا ، إلا أن الوقت لم يسعفني ، لذلك جاء المقال متأخراً بعض الشيء .
شعار البرلمان التركي
* نُبارك أم نُعرّف ؟
شارك في الانتخابات التركية التي جرت يوم الأحد 14 حزباً و 700 مرشح مستقل ، و كانت التوقعات و النتائج نوعاً ما محسومة مسبقاً لصالح ( حزب العدالة و التنمية ، حزب الشعب الجمهوري ، حزب الحركة القومية ) . و هو ما حصل فعلاً ، حيث نال حزب العدالة و التنمية حوالي 47% من الأصوات بزعامة رجب طيب أردوغان . و يعتبر أردوغان رئيس الوزراء الثاني الذي يحصد الفوز مرتين متتاليتين . جاء في المرتبة الثانية حزب الشعب الجمهوري ، و الثالثة لصالح حزب الحركة القومية .
لا أود الخوض أكثر في نتائج تلك الانتخابات ، بل أود أن أبارك لحزب العدالة و التنمية على نيله لثقة الشعب التركي ، و على وصوله بأغلبية كبيرة لمقاعد البرلمان .
زعيم الحزب رجب طيب أردوغان
لا أود الخوض أكثر في نتائج تلك الانتخابات ، بل أود أن أبارك لحزب العدالة و التنمية على نيله لثقة الشعب التركي ، و على وصوله بأغلبية كبيرة لمقاعد البرلمان .
زعيم الحزب رجب طيب أردوغان
* لماذا حزب العدالة و التنمية بالذات ؟
لا يخفى على أحد بأن حزب العدالة و التنمية ذو جذور إسلامية ، و معروف باعتداله و توسطه ، و لذلك يُقابل بين الحين و الآخر معارضة من القوة العسكرية في تركيا ، و المعروف أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات العسكرية فكيف سيكون الحال إذا وصل لمنصب الرئاسة ( زعيم إسلامي ) هذه إحدى الأمور التي تؤرق الجفن العلمانيّ في تركيا . و حتى لا أكون ممن يتكهن بمعرفة الأوضاع السياسية ، سأنتظر ريثما يحين وقت انتخاب الرئيس و ريثما تُعلن النتيجة .
* كيف نشأ حزب العدالة و التنمية على أرض الحياة السياسية ؟
بدايةً لا بد لنا من وقفةٍ مع أبي الإسلاميين ( نجم الدين أربكان ) المهندس الذي كان يُطلق عليه ( ذو الأرواح السياسية السبعة ) من شدة ما لاقى من سجن و حظر لأحزابٍ أنشأها . إلا أن كل ذلك لم يكن ليثني عزيمته ، فكلما حُلّ حزب أنشأ حزباً آخراً تحت مسمى أخر لكنه يحمل نفس المضامين و المبادئ . أول حزب هَندَسهُ المهندس أربكان هو ( حزب النظام الوطني) ، ثم ( حزب السلامة الوطني ) ، و بعده ( حزب الرفاه ) ، و تلاه ( حزب الفضيلة ) ، لكن بعد أن حلت المحكمة الدستورية ( حزب الفضيلة) حدث أمرٌ آخر ، إذ تشكل من بعده حزبان ، حزب السعادة بزعامة رجائي قوطان ، و حزب العدالة و التنمية بزعامة رجب طيب أردوغان . ومنذ ذلك الحين بدا التفوق واضحاً لـ حزب العدالة و التنمية على حزب السعادة .
بدايةً لا بد لنا من وقفةٍ مع أبي الإسلاميين ( نجم الدين أربكان ) المهندس الذي كان يُطلق عليه ( ذو الأرواح السياسية السبعة ) من شدة ما لاقى من سجن و حظر لأحزابٍ أنشأها . إلا أن كل ذلك لم يكن ليثني عزيمته ، فكلما حُلّ حزب أنشأ حزباً آخراً تحت مسمى أخر لكنه يحمل نفس المضامين و المبادئ . أول حزب هَندَسهُ المهندس أربكان هو ( حزب النظام الوطني) ، ثم ( حزب السلامة الوطني ) ، و بعده ( حزب الرفاه ) ، و تلاه ( حزب الفضيلة ) ، لكن بعد أن حلت المحكمة الدستورية ( حزب الفضيلة) حدث أمرٌ آخر ، إذ تشكل من بعده حزبان ، حزب السعادة بزعامة رجائي قوطان ، و حزب العدالة و التنمية بزعامة رجب طيب أردوغان . ومنذ ذلك الحين بدا التفوق واضحاً لـ حزب العدالة و التنمية على حزب السعادة .
* الشيء بالشيء يُذكر :
قال أحد الكتاب الإسلاميين المشهورين : " إن المشاركة في العملية الانتخابية أمر لا يجوز من الناحية الشرعية .. و هي مساهمة في تقوية النظام الجاهلي الذي يعتمد على هذه الأساليب .. فردّ عليه ( نجم الدين أربكان ) : " و ماذا نفعل إذن ؟ هل كان بإمكاننا أن نحقق المكاسب الكبرى على صعيد الحريات الشخصية و العامة .. ونؤسس هذه المئات من المدارس الإسلامية .. و نرفع أصواتنا في البرلمان لتعديل المواد الدستورية التي تحد من الحريات الدينية .. ونعيد للناس ثقتهم بأنفسهم و دينهم .. و نحاصر الشر بأنواعه حتى يكاد ينحسر عن بلادنا .. بغير هذه الوسائل التي ترفع من مستوى أداء الجميع أفراداً و جماعات .. و تدفع الجميع لتحمل مسؤولياتهم في إعادة البناء ؟؟
قال أحد الكتاب الإسلاميين المشهورين : " إن المشاركة في العملية الانتخابية أمر لا يجوز من الناحية الشرعية .. و هي مساهمة في تقوية النظام الجاهلي الذي يعتمد على هذه الأساليب .. فردّ عليه ( نجم الدين أربكان ) : " و ماذا نفعل إذن ؟ هل كان بإمكاننا أن نحقق المكاسب الكبرى على صعيد الحريات الشخصية و العامة .. ونؤسس هذه المئات من المدارس الإسلامية .. و نرفع أصواتنا في البرلمان لتعديل المواد الدستورية التي تحد من الحريات الدينية .. ونعيد للناس ثقتهم بأنفسهم و دينهم .. و نحاصر الشر بأنواعه حتى يكاد ينحسر عن بلادنا .. بغير هذه الوسائل التي ترفع من مستوى أداء الجميع أفراداً و جماعات .. و تدفع الجميع لتحمل مسؤولياتهم في إعادة البناء ؟؟
فكانت نهاية الحديث( صامته) .. لأن الكلام النظري لا يستطيع مواجهة الواقع العملي.
* أمّا بعد :
حين تقرأ عن الأحزاب التركية ، و تستوعب حجم الصراع الذي يحدث بين العلمانية و الإسلام في تلك الدولة الإسلامية في حقيقتها و العلمانية في واقعها ، تجد أنه رغم كل ذلك لا بد من وجود تعاون و لو كان بسيطاً بين تلك الأحزاب في برلمانها ، فقد تحالف حزب السلامة مع حزب الشعب الجمهوري اليساري مرة ، ومع الأحزاب اليمينية مرة أخرى ، و تعاون حزب الرفاه مع الحزب الأكثر علمانية و هو حزب الطريق القويم بزعامة تانسو تشيللر .
تحالفت تلك الأحزاب مع بعضها رغم الاختلاف الشديد في أرضية كل منهم ، و لو أسقطنا ذلك على واقعنا في الكويت ، لوجدنا أن الأمور المشتركة بين الأحزاب لو أشهرت في يوم ما ، ستكون -و الله أعلم - أكبر و أكثر ، فالقواسم بيننا كثيرة و الطموحات و الآمال المشتركة أكثر ، فلا أجد مجالاً للخوف من الانقسام و الانشقاق في حالة إشهار الأحزاب . ربما يكون في ذلك فرصةً لإعادة الحوار بين التكتلات و فرصةً أخرى لرسم مشاريع واضحة و محددة تلتزم بها كل الأطراف و تتشارك فيها بكل انضباط و التزام .
تحالفت تلك الأحزاب مع بعضها رغم الاختلاف الشديد في أرضية كل منهم ، و لو أسقطنا ذلك على واقعنا في الكويت ، لوجدنا أن الأمور المشتركة بين الأحزاب لو أشهرت في يوم ما ، ستكون -و الله أعلم - أكبر و أكثر ، فالقواسم بيننا كثيرة و الطموحات و الآمال المشتركة أكثر ، فلا أجد مجالاً للخوف من الانقسام و الانشقاق في حالة إشهار الأحزاب . ربما يكون في ذلك فرصةً لإعادة الحوار بين التكتلات و فرصةً أخرى لرسم مشاريع واضحة و محددة تلتزم بها كل الأطراف و تتشارك فيها بكل انضباط و التزام .
* نقطة أخيرة :
لمن لا يحترم الديمقراطية حين لا تأتي وفقاً لما يريد و يهوى نقول : سل عن الديكتاتورية ربما
تجد في مبادئها ما تريد .
لمن لا يحترم الديمقراطية حين لا تأتي وفقاً لما يريد و يهوى نقول : سل عن الديكتاتورية ربما
تجد في مبادئها ما تريد .
LOYALTY
___________________
شكراً لمن استعنت بهم للحصول على بعض المعلومات:
BBC
Islamonline.net
كتاب ( تحديات سياسية تواجه الحركات الإسلامية ) تأليف : مصطفى محمد الطحان