إمرأه متنقبه في بلاد المايوه

نسج الورود

عضو مخضرم


عين اليقين عن حياة المبتعثين

بقلم: سامية الشهري – بريطانيا

لطالما خططتُ كثيراً لكتابة هذا المقال ، و دوّنتُ الكثير من النقاط التي أتطلع لأن أتطرق إليها في هذه السطور..لكنني كنتُ كمن يقدّم رجلاً و يؤخر أخرى .. فالحالة النفسية متقلّبة جداً ..و لا أرى نفسي إلا أنني وقعتُ فريسة ً للحالة التي يسمّونها بـ(الصدمة الحضارية Culture Shock )


و تجاوزتُ المرحلة الأولى منها التي تُدعى (مرحلة شهر العسل ) .. التي يبقى المغترب فيها مبهوراً بقناع الحضارة الجديدة التي (اصطفاه) الله(!!) لتذوق حلاوتها – إن صح التعبير-

ثم ينقشع هذا القناع المزيّف عن وجهٍ أسودٍ مكفهرٍ عبوسٍ قمطريرٍ ، يجعل المرء يتمنى لو يتردى من شاهقٍ (عياذاً بالله)، أو أنه يغمض عينيه ثم يفتحها ليجد نفسه في مطار بلده ليُقبّل الثرى الطاهر و يذكر محاسن بلده التي لم يكن ليعرفها لو لم يضرب في الأرض و يمشي في (مناكبها) التي لا تشبه(مناكب) بلده و لا حتى (مناقبها).

هذه المرحلة يكون لسان الحال فيها : (كل شيءٍ سيء ) Every thing is awful
وما زلتُ (أتأمل) و أرجو الله عزوجل أن أنتقل للمرحلة التي تليها ، و يسمونها مرحلة (كل شيء على ما يُرام Every thing is OK (أتمنى ذلك ) !!


بعد هذه المقدمة البسيطة ، و بعد أن قرأتُ ما قرأتُ من سجالاتكم في هذه المجموعة الطيبة بخصوص برنامج الابتعاث الخارجي و المبتعثين ، ،وفيكم المؤيد لهذا البرنامج و فيكم المُعارض .. فإنني أحببتُ أن أبثّ لكم تجربتي في هذه السطور ، و سأذكر ما يوفقني الله لكتابته ، و أرجو أن أكون (منصفة)!

ليس من السهل لشخصيةٍ مثلي تربت في أحضان (السلفية) و هدهدتها حياة (التديّن) و (الدعوة) ، أن تختار أن تُغامر لتعيش في (غير هذه الأجواء) فيصبح الهواء (لا كالهواء) و لا تشبه الأرض (الأرض) و لا السماء (السماء) ...


سافرتُ مع زوجي إلى بريطانيا للدراسة هناك ، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي (و قد سبق لزوجي العيش قبلي في الخارج ) .

و كان (حسن الظن) أن بريطانيا (خيارٌ أمثلٌ ) للدراسة فيها .و أن (سقف الحريات) و (التعددية الثقافية) موجودة هناك بشكلٍ يسمح لنا أن نعيش (أحراراً) [لا لنا و لا علينا ]، حتى نقضي حاجتنا و نعود بشهاداتنا بإذن الله سالمين .


اختار زوجي أن نعيش في إحدى ضواحي لندن(رغم غلاء المعيشة فيها) ، التي يقل فيها العرب و السعوديون ، و قد فرحتُ بهذا القرار (حتى يكون مناخ ممارسة اللغة متاحاً لي بشكل أفضل) .


والحق يُقال: أن المكان الذي اخترنا العيش فيه ، يُصنّف على أنه من أكثر المناطق (أماناً) في بريطانيا ، و نسبة الجرائم فيه أقل بكثير من غيره.

و لا أبالغ إن قلت: أن المنطقة هذه جميلة جداً ، وفيها جميع الخدمات ، و منزلي بجانبه موقف الباص ، وعلى بعد أمتار منه محطة القطار ، وبجانبي السوبرماركت و المحلات التي أجد فيها كل الاحتياجات و المستشفى والمكتبة العامة و مدرسة اللغة ، و حدائقٌ تسلب الألباب . فلا يكاد ينقصني شيء بفضل الله ...

إلا .... صوت الأذان ..و إقامة الصلوات ...

هنا الشعب البريطاني يكدح (بجدٍ واجتهاد) طوال الأسبوع ، وما يجنونه من مالٍ ينفقونه آخر الأسبوع في السهر و الشراب ، وهكذا ...حياتهم بلا روح.

لاحظتُ فيهم كثرة الأمراض العصبية ،كشلل الرعاش و التصلب اللويحي و الزهايمر و غيرها . فهل هذا بسبب الخمر ، أم بسبب ضغوط الحياة و الظروف الاقتصادية؟؟، الله أعلم.

لطالما تعوذّتُ بالله من (جار السوء) ..لكني جاورتُ كنيسةً ضخمةً جداً .. تُؤدى فيها صلوات الأحد ، و لا أدري أي نوعٍ من الموسيقى تُعزَفُ فيها بشكل مزعجٍ أحياناً ، و تدقُّ أجراسها على رأس كل ساعة (ليلاً و نهاراً) ، بل و أظنُّ أنها تدقُّ في الساعة السادسة مثلاً ست مرات ، و السابعة سبع مرات و هكذا ... و إذا كانت هناك حالة (وفاة) استمر (رنين أجراسها ) لمدة طويلة ..[نسأل الله حسن الخاتمة على خير عمل].

لم يشتكي أحدٌ من – بني الأصفر- أن هذه الكنائس مزعجة (مع أنها مزعجةٌ حقاً) ، و لم (يُجيّش) أحدٌ منهم قلمه لمناقشة هذا الأمر ، ولم تحصل (حملات الكُتّاب الصحفيين) كالتي تحصل عندنا لإسكات صوت المآذن أو لإغلاق ميكروفونات المساجد بحجة أنها تُزعج السكان و توقظ النائمين و تخيف الأطفال ، كما حصل في بلادي (المسلمة) [فيا عجبي!!].


وقفة : أريد أن أكمل ، فلا أدري أأبدأ بسرد الإيجابيات فتقولون عني (مُعجبةٌ بحضارة القوم) ، أم أسرد السلبيات فتقولون عني (متحاملةٌ ضد الآخر)كما يحب البعض أن يسمّيهم ؟؟؟!!!

بطبيعة الحال ..كنتُ قد قررتُ سلفاً أن أواصل تعليمي في هذه البلاد و أنا أرتدي (النقاب) و أعددتُ العدة لذلك بألوان مناسبة ٍ ، حتى أبقى في الـsafe side

أول الصدمات التي رأيتُها في الطائرة : حينما اقتربنا من مطار هيثرو ، بدأت بناتُ بلدي بطيّ عباياتهنّ و التبرج الكامل ، بدون أي حرج (!!)

و رأيتُ الكثيرات منهنّ يفعلن ذلك ، بحجة أنهنّ خائفات على أنفسهنّ من (المضايقات) ، و نسين أن ( الله لا يجمع على عبدٍ خوفين ، و لا يجمع عليه أمنين ، فمن أمّنه الله في الدنيا خوّفه في الآخرة ، و ومن خوّفه الله في الدنيا أمّنَهُ في الآخرة)كما جاء في الحديث الشريف ..

لم أكن أعلم أن المنطقة التي فرحتُ بالسكن فيها ، يسكن فيها (إنجليز) (عنصريون ) و (متعصّبون) و خاصة ً (كبار السن ) منهم . و السبب برأيي أن هذه الضاحية الصغيرة فيها كل الخدمات ، فلا يحتاج أهلها للسفر إلى وسط لندن ، وبالتالي مشاهدة الناس من الأطياف و الأديان الأخرى من السائحين وغيرهم. فكان وجودي في هذه المنطقة بهذا المظهر (غريباً جداً) .. و بـ(النقاب ) أيضاً ؟؟ (يا نهار أبيض)

في البداية كنتُ مع زوجي لنشتري بعض الحاجيات ، و إذا بشخصٍ ينادي زوجي و يقول له : (أنا بدي آكل لحم خنزير.. أنا بدي آكل لحم خنزير) ، فالتفت له زوجي وهو يبتسم ساخراً و ذهبنا .

وكنتُ أقول لزوجي حينها : إنه يقصد السخرية من ديننا ، فقال لي : لا ، لا تكترثي للأمر .(كان يريد بذلك أن يهوّن عليّ)
و مرةً كنّا نسير و إياه ، فعبر أحدهم بسيارته و قال كلاماً لم أفهمه لأنه كان مُسرعاً، ولكنه كان يسبُّني أنا و زوجي .
و في مرةٍ كنتُ أسير أيضاً فوقف في طريقي عدد من طلاب المدارس المراهقين ، وقالوا كلاماً بذيئاً وهم يقصدوني ، و لا تنسوا الكلمة المشهورة القذرة التي تبدأ بحرف الـF …… فقد سمعتها تُقال لي ذلك الوقت .



كنتُ حينها متماسكة و لا أبالي ، لأن هذه المضايقات كانت بشكلٍ متباعدٍ جداً ، و كنتُ لا ألتفتُ لها ، و بدأتُ دراستي ، و صرت أخرج لوحدي كل يومٍ لمعهد اللغة ، و أعودُ و أتبضّع لوحدي حاجيات المنزل ، و لم أكن أشكو من أي شيء ..


كان رصيد قوتي عالياً جداً ، كنتُ أرى نظرات الناس تتكرر باستمرار و لها معانٍ كثيرة ، فبعضهم ينظر باستغراب ، و بعضهم باحتقار ، و بعضهم بسخرية ، و بعضهم بشفقة ... و هكذا ..


إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتت فيه صديقتي لزيارتي في إجازة الأسبوع ، و خرجتُ معها بعد تناول الغداء للتنزه في وسط البلدة ، و أثناء عودتنا ، كان هذا هو الوقت الذي ابتدأ الناس فيه باحتساء الخمور و تجمّعوا في الطرقات التي تحفّها البارات ذات اليمين و ذات الشمال ، و هناك تعرّضنا لمضايقاتٍ تشبه (أفلام الرعب) أو (كوابيس الشيطان) فصاروا يقتربون منّا و يصرخون في وجوهنا بشكلٍ مخيفٍ جداً (و لاتستطيع أن ترد عليهم أو حتى أن تشكوهم للشرطة فهم مخمورون أصلاً)، و حينها أصابتني رعدة خوفٍ ليس لها مثيل، وكان كل ما علينا فعله هو أن نتحاشاهم كأننا لم نراهم ، حتى وصلنا للبيت ، و اضطرت صديقتي أن تذهب لمحطة القطار-مع قربها الشديد- بواسطة التاكسي بسبب خوفنا من مزيد من المضايقات (والتاكسي هنا يُستدعى بواسطة الهاتف ،بمجرد إعطائه الرمز البريدي للسكن الذي نحن فيه ) [آه على بلدي التي تعرف العناوين فيها بـ (أول لفة يمين ، وثالث زبالة على اليسار)] .

بعد هذا الموقف اهتّزتْ قوتي قليلاً ، لأن الخوف بدأ (ينخر) هذا التماسك الذي كنتُ (أتحلّى) به.


و مع الوقت ازداد تكرر المضايقات لي في الشارع ، أحدهم قال لي : (اخلعي عبايتك أو ارحلي من بلدنا ) و أخرى (عجوز في الغابرين) ، قالت لي : أنت غبية ، و أخرى هندوسية كالت لي الكثير من السباب الذي لم أفهمه . و الكثير من العبارات مثل : (الموت لك) ، (منظرك سيء)، و نحو ذلك..
فاضطررت بعد ذلك لاستخدام الباص حتى أذهب للمدرسة ،رغم قربها من بيتي .



و هنا حدث لي ما لم أتوقعه ، من سائق الباص الذي أركبه باستمرار . حيث أنني مرةً كنتُ أنتظر قدومه لأعود للبيت ، فلما شاهدني وحدي ، تركني و ذهب ، و لم يتوقف لي ، رغم أنني أشرتُ له بطلب التوقف ، فظننتُ في البداية أنه خطأ غير مقصود . لكن في المرة الثانية ، أشار لي بتعابير وجهه أنه لا يريدني أن أركب أو أنه متضايق من وجودي في الباص . و كانت هذه (القشة ) التي قصمتْ ظهر البعير .. فانهرتُ تماماً ، وأصبحتُ كثيرة البكاء ، و توترتْ علاقتي مع زوجي ، لأنه كان يظن أنني سأكون أقوى و سأتحمل كل تبعات اختياري للبس النقاب و الدراسة في الخارج، لكني أصبحتُ أبكي بشكل هستيريٍ باستمرار ، وتأثرتْ صحتي كثيراً ، و أصبحتُ أتغيب عن الحضور للمعهد ،بسبب خوفي من الخروج للشارع ، و أصبح جسمي يترجم هذا الخوف عن طريق آلامٍ متفرقة تعتريني بين الفينة والأخرى.

وكدت أن أرسم عن البريطانيين صورة نمطية سلبية ، لولا أن هناك نماذج إيجابية تجعلني أكثر اتزاناً في إصدار الحكم [ و رغم أن أحد الشيوخ الثقات في السعودية عندما شرحت له وضعي أفتاني بجواز كشف وجهي بالضوابط المعروفة ، إلا أنني لم أتسرع في تطبيق هذه الفتوى ، لأن الأذى الذي تعرضتُ له لم يتجاوز الكلام ، و حتى لا يقول المحيط الذي أعيش فيه من طلابٍ و مدرسين أنني ضعفت و غيّرت قناعاتي من أول شهر حللتُ فيه هنا ]

أعود لقصتي:اضطررتُ لمراجعة (المستوصف) [الذي يعادل بحجمه أكبر مستشفى في بلدي] ، و أثناء ذلك طلبتُ من أحدهم مساعدتي ليدلني على الطريق ،فرفض مساعدتي لأني أرتدي النقاب ، وقال لي : لن أخدمك حتى تخلعي النقاب و يرى الناس وجهك . وذهب . فازددتُ مرضاً على مرضي . و ذهبتُ للطبيب الذي أحالني لإجراء فحوصات كاملة


طبعاً ، النظام الصحي هناك ، لا يمكن أن يُقارن بحال ، بالنظام الصحي في بلدي . بدءاً بالمعاملة الحسنة التي تلقاها من العاملين في القطاع الصحي، مروراً بالتنظيم الفائق و احترام الوقت و الاهتمام بالأطفال (وبمهارة القراءة لديهم حتى في المستشفيات).

بالنسبة للحياة الدراسية ، فهي جميلة و ممتعة . مع وجود بعض الصعوبات التواصلية مع الآخرين (لكنها ليست بذات أهمية قصوى) ، وهذه الصعوبات تكمن في رفض الكثيرين ممن حولي لارتدائي للنقاب وتحاشيهم للتعرف عليّ أو الحديث معي ، حتى أبتدرهم بالأمر ، فإذا عرفوني جيداً زال الخوف من نفوسهم .


ابتدأت دراستي في الصيف ،وهو التوقيت الذي يفد له الطلاب من جميع أنحاء العالم لدراسة اللغة في لندن.قابلت الكثير من الأطياف و الأجناس . و الإناث هنا وخاصة في الصيف لا يكدن يسترن إلا القليل من أجسادهن . و لا أعتقد أن هذه الأجواء المختلطة (صحية ) مطلقاً . و الدارس هنا سيرى بأم عينيه كيف تتنقل الفتاة من صاحبٍ إلى صاحب ، و الشاب كيف يضم هذه و يلثم تلك .

و الإشكال الذي رأيته (و أزعجني حقيقةً) هو أن الكثير من طلبتنا و طالباتنا السعوديين (راحوا فيها) – إن صح التعبير- .والحقيقة أننا نعاني من غياب الوعي في حدود التواصل بين الجنس الآخر. و نحن بصراحة للأسف الشديد لا نطبّق المعايير الدينية و لا المجتمعية التي تعلمناها في بلادنا وفي مدارسنا ، بل سرعان ما نذوب في بوتقة الآخر (حيث الماء والخضرة و الوجه الحسن)، فنقبل مصافحة الجنس الآخر ، و نقبل الصداقات خارج إطار الزواج ، و نقبل الذهاب للبارات و النوادي الليلية ، وووو ... و كأننا لسنا إلا من بقية القوم – إلا من رحم الله تعالى- .

واجهتني العديد من الأسئلة حول ديني و بلدي و حجابي من ضمنها :
- هل تشعرين بالخجل و أنت ترتدين هذا اللباس ، و لايرى أحدٌ زينتك؟
- هل تظلّين هكذا حتى في بيتك؟
- هل أنتن مجبرات لارتداء هذا النقاب أو الحجاب أم أنه باختياركن ؟ و في أي مرحلة عمرية يُفرض عليكن ؟
- لماذا هناك سعوديات لا يلبسن الحجاب ، وسعوديات يلبسن الحجاب ؟ ألستم من بلد ودين واحد؟
- إذا كان الخمر ممنوع في بلادكم ، فمعنى ذلك أنه بلد غير صالح للسياحة ، فهل هذا صحيح؟ (هذه أجبتُ فيها ، وقلت : قد يكون في نظركم غير صالح للسياحة ، لكن منع الخمر فيه جعله أكثر أماناً ) وكان جواباً مسكتاً .
- هل الزواج يبدأ عندكم من سن مبكرة ؟

وهل هناك علاقات خارج إطار الزواج ؟
وكيف يختار الرجل شريكة حياته ، و المرأة شريك حياتها؟
- ما رأيك في النساء الغير مسلمات ، هل هنّ في نظرك قذرات و عاهرات ؟
- الكثير منهم تفاجئوا عندما علموا أن التعليم عندنا (غير مختلط) و بخاصة مدير المدرسة التي أدرس فيها ، كانت هذه بالنسبة له معلومة جديدة .


أما تعامل المدرسين والمدرسات و فريق العمل في تلك المدرسة ، فهو أكثر من رائع ، وليس هناك فرق بين أي جنسية أو لون أو ديانة .الكل يُعامل هنا باحترام .

بل إنهم يرشدوننا لأقرب جامع إذا أردنا الصلاة . و أحياناً إذا احتجتُ لأداء صلاة الظهر في المعهد يبحثون لي عن مكان فارغ ، بل والله أن أحدهم ذهب لإحضار جهاز بوصلة ليساعدني في تحديد اتجاه القبلة (و هو غير مسلم) .


المشرفة الطلابية حاولت سؤالي أكثر من مرة (على طريقة الصيد في الماء العكر، وجسّ النبض) : ما رأيك لو خرجتِ معي الآن إلى حديقة المدرسة أمام الطلاب بدون غطاء للوجه ؟ هل هذا محبب ٌ إلى نفسك ؟ ، فقلتُ لها : لا ، هذا اعتقادي ،وهذا اختياري .

ومن ثم قالت لي :لو زرتُ بلادكم السعودية ، هل سألبس مثلكم ، أم أن عندكم حرية أن يلبس المرء ما يشاء ؟ .قلتُ لها : هناك حرية لكنها لا تتنافى مع الآداب العامة ، يجب عليك أن تلبسي لباساً طويلاً و تغطي شعرك على أقل تقدير .

إحداهن (بريطانية عمرها 50 سنة، صاحبة الشقة التي استأجرتها) كانت تناقشني في حجابي ، أثناء وجودها معي في الشقة ، ثم اشتكت لي من خيانة زوجها السابق لها مع امرأة أخرى ، فاقتنصتُ الفرصة لأقول لها : ولذلك عندنا الحجاب مهم ، حتى لاتقع مثل هذه الخيانات و لا ينظر الزوج إلى امرأة أخرى لأن النساء كلهنّ محجبات فلا يحصل الافتتان بهنّ. فاضطربت ثم قالت : أنا أحترم ثقافتك ، وربما يكون الأمر صحيحاً .

لكن ليت العالم يصبح ديناً واحداً و يعمه السلام .(هي تقصد أن تصبح الأديان السماوية ديناً واحداً ، كدتُ أن أقول لها : إن الدين عند الله الإسلام)

هذه مقتطفات من تجربتي في إحدى بلاد الابتعاث (المُفَضّلة لدى السعوديين) ، و الحقيقة أنني استفدتُ و رأيتُ الكثير من الإيجابيات هنا في هذا البلد ، سأذكر طرفاً منها :
- المكتبات العامة في كل مكان ، و مفتوحة من الثامنة صباحاً حتى التاسعة ليلاً (على الأغلب)،و فيها ترتيب يبهر الزائر ، تستطيع فيها استعارة الكتب المقروءة و الصوتية ، وأقراص الدي في دي و السي دي و الأفلام و تصفح الانترنت و غيرها من الخدمات المهمة .و أكثر ما أعجبني النظام الالكتروني الذاتي للاستعارة أو لإعادة الكتب أو لتسديد الرسوم ،حيث لا تحتاج فيه للرجوع للموظف ، وفي هذا تسهيل كبير على الناس .


بالإضافة إلى قسم الأطفال (الذي أدهشني حقاً) و الكثير من الفعاليات المُقامة فيه لتعزيز حب القراءة في نفوس الأطفال .[ والذي نفتقد مثله في بلادنا للصغار و للكبار] . و الحقيقة أن الشعب هنا يقدّس القراءة ، فكثيراً ما تجدهم يقرأون في الطريق ، وفي القطار ، و في صالات الانتظار .

- أعجبتني أيضاً وجود الكثير من المحلات التجارية (باسم مؤسسات طبية خيرية لمرضى السرطان ، أو القلب ، أو لرعاية المسنين ) يقومون ببيع الملابس و الأدوات المنزلية والقرطاسية والهدايا و التحف و الكتب المستعملة، بطريقة جميلة و بأسعار معقولة (ليعود ريعها لتلك الجهات) .

وكم أتمنى لو أن الجهات الخيرية في بلدي طبّقت مثل هذه الأفكار بطريقة حضارية ، لتشجّع الناس على المساهمة فيها و لتعريف الناس بأنشطتها بشكلٍ أوسع .


- الإسلام دينٌ تكفّل الله بحفظه ، فعلى الرغم ما وجدتُ من المضايقات ، إلا أنني وجدتُ نماذج إيجابية ومشرفة ، هناك غير مسلمين عقلاء يحترموننا ويتفاعلون مع قضايانا . و هناك الكثير من المسلمين يعملون في قطاعات المجتمع المختلفة من أطباء ومهندسين وتقنيين ومعلمين ، بكل كفاءة .

وأذكر على سبيل المثال : معلم لغة انجليزية (من قبرص التركية المسلمة) لا أبالغ إن قلتُ أنه بزّ أمثاله من المعلمين أصحاب اللغة الأصلية في تدريسه وأخلاقه وكفاءته ، وقد استفدتُ منه كثيراً .
وكذلك أخصائي مختبر ،قام بسحب عينة دم مني ، وسمعته يسمّي بالله أثناء سحب العينة، وسترني –ستره الله في الدنيا والآخرة- حتى لا يراني أحد ، ثم قال لي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( تلك التحية التي أشعر بنشوةٍ روحيةٍ عندما أسمعها) . [ ومن تغرّب في الأمصار فسيعرف قيمة هذه التحيّة و جمال كلماتها].


وهناك الكثير من المسلمين هنا أيضاً يديرون العديد من المطاعم الناجحة أو المواد الغذائية واللحوم الحلال ، ونحو ذلك.

هذا ما تيسّر لي كتابته في هذا المقال – و أعتذر إن أطلتُ عليكم – لكنني أحببتُ أن أقول بعد سرد تجربتي المتواضعة ، أن برنامج الابتعاث سلاحٌ ذو حدين ، و أن شبابنا و فتياتنا يحتاجون للكثير من (التحصين) الفكري والديني والمعرفي قبل سفرهم (لا تكفي ثلاثة أيام ملتقيات للمبتعثين) .

و يحتاجون متابعة نفسية و توجيهية وتعليمية بعد سفرهم عن طريق الملحقيات الثقافية .(للأسف الملحقيات الثقافية لا تقوم إلا بالدور الإداري و المالي فقط) وجميع الطلبة يشهدون بصحة كلامي هذا .

فأتمنى لو تُعنى وزارة التعليم العالي بهذا الأمر . لأن هناك من يتقاذف عقول طلابنا و هناك اختلافات قيمية و دينية و ثقافية قد لا يستطيع أي أحد تحمل وجودها دون الانخراط فيها أو الانعزال التام عنها ، وعقولنا في هذه المرحلة العمرية و خبرتنا القليلة في الحياة تجعلنا لا نحسن التصرف و اتخاذ القرارات في كثير من الأمور ، فنحن بأمس الحاجة لذوي الخبرات من أساتذتنا و الكفاءات عندنا و لو بشكل دوريٍّ متقطّع حتى يرشدونا بإذن الله لما ينفعنا .

اسأل الله عزوجل أن يكون في معيّتنا و يحفظنا بعينه التي لا تنام ، حتى نعود لبلادنا سالمين غانمين غير مبدلين و لا مغيّرين ، على الحق ثابتين ، ولسنة الله ورسول متبّعين
 

أحيي هذه المرأة المحافظة على التزامهــا وصبرهـــا
في وسط هذا البلــد وشعبــه المختلف الأطياف والألوان
المتشبع بكل ما هو لااخلاقــــي
مع تلك المضايقــات التي لاقتهــا بسبب نقابهـــا الا انهــا استمرت في لبسها واحتشامها
ولها ولنا برسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم اسوة حسنة
فقد اوذي في سبيل الله حتى من أقرب الناس له وشتم وواجه أشـد المخاطر من الكفار ومن المنافقين
الا أنه صبر ونتيجة هذا الصبر هذا الدين العظيم الذي وصل الينا بفضل الله ثم بدعوة الرسول
عليه أفضل الصلاة والتسليم
وعندما تواجه هذه المرأة هذه الأمور التي لم تكن تتوقعها أو ربما توقعتها لكن ليست بالصورة التي
رأتها لا غرابة في ذلك وسط هذا البلد الكافر الذي أغلب سكانه يكرهون الاسلام وأهله
لكن المصيبة هنا في البلاد الاسلامية فالعدوى أو الفكر الشاذ المنحرف الذي استورده بعض أبناء الشعوب
المسلمة المغرر بهم ظنا منهم أنه تقدم ورقي وتحضر وما لقنوا به وما ينشرونه الآن في منتدياتهم
ومجالسهم وفي الصحف من هجوم على الدين ومظاهره ومنها الحجاب والنقاب
فلا يمر يوم الا ونجد أحد أحفاد الغرب وعبيدهم ينبح اما في المرئي أو في المسموع يتهجم على الدين
وثوابته وبأنه دين تخلف ورجعية وأن مايحملونه من قاذورات الغرب وسمومهم هو التقدم بنظرهم
هذا غير الكتاب الذي سودوا الصحف والكتب بكتاباتهم الخبيثة كفكرهم ومعتقدهم المستورد
اذا الحال واحد فقط الذي يختلف هو أن هنا نجد من يدافع عنك ويحميك وهذا موجود في أغلب الدول
الاسلامية أي تأخذ حقك أما هناك فالأمر مختلف وخاصة عندما يتعلق في الدين ومضايقة أهل الكفر له
وبالآخــر أعان الله هذه المرأة وزوجها على مايتعرضون له من فتن وبلاء وأسأل الله أن يزيلها عنهم ويسخر
لهم خيار الناس من يكونون لهم عونا وسندا وعضيدا بعد الله
وأن يوفقها في دراستها وتحصل على الشهادة بنجاح كبير


وشكرا لك أخي على نقل هذا الموضوع لما له من عبرة وصورة للمرأة المحافظة على دينها
وسط بلاد الظلام وليست بلاد الضباب
وأيضا هذا الموضوع أو هذه المواقف تبين لنا الحقد الذي يكنه أهل الكفر وكذب الحرية التي يدعونها
وتنبيه لأبناء جلدتنا المغرر بهم بالأفكار التي أخذوها منهم
وسوف ترى أخي ناقل القصة بعض الردود منها الطيب ومنها نماذج لماذكرته ممن غرر بهم
 

Anonymous Farmer

عضو مميز
أهمية مثل هذه القصص

شكرا للموضوع الهام ، ففي مثل هذه الشهادات الشخصية (Testimonials) عبرة للجميع ، لنا وللغرب ، فهي تبقى من أحسن الأدلة التي تبين كلا من إيجابيات وسلبيات المجتمع الأوروبي . أعجبني التناول الموضوعي لتلك الطالبة التي لم تثنيها سوء المعاملة عن التطرق الى إيجابيات المجتمع ، التي تكمن في مراعاة الحكومة لمصالح المواطنين ، كما تطرقت الى الجانب السلبي من واقع تجربتها الشخصية ، يتمثل في التحيز الشديد للغرب ضد غيرهم من بشر نتيجة لعنصريتهم وجيرهم على الغير - وبالتالي حصدهم لآثار تلك الاعتداءات - وكذلك الحملات الإعلامية المسيسة ضد الشرق .
 

فريمان

عضو مخضرم
شكرا للروايه الموضوعيه لكن من وجهة نظري تبقي المجتمعات الغربيه ليست مجتمعات عنصريه على الاقل ممثله في مؤسسات الدوله لكن يبقي ايضا بعض السلوك الفردي لبعض الافراد ينم عن عنصريه بغيظه لكن تبقي في حدودها الضيقه .

من الافضل للكاتبه طالما لديها فسحه شرعيه بان تستفيد من فتوى استبدال النقاب بالحجاب تخفيفا عليها وتفاديا لاي مكروه قد يحدث وتماشيا مع المجتمع الذي تعيش فيه الى حين انتهاء مهمتها .
 

Anonymous Farmer

عضو مميز
تناقض في نفس التعليق

شكرا للروايه الموضوعيه لكن من وجهة نظري تبقي المجتمعات الغربيه ليست مجتمعات عنصريه على الاقل ممثله في مؤسسات الدوله لكن يبقي ايضا بعض السلوك الفردي لبعض الافراد ينم عن عنصريه بغيظه لكن تبقي في حدودها الضيقه .

من الافضل للكاتبه طالما لديها فسحه شرعيه بان تستفيد من فتوى استبدال النقاب بالحجاب تخفيفا عليها وتفاديا لاي مكروه قد يحدث وتماشيا مع المجتمع الذي تعيش فيه الى حين انتهاء مهمتها .

ألا تر التناقض في ذات العبارة ؟

تقول المجتمع الغربي ليس مجتمع عنصري ، وبالتالي وعلى هذا الأساس تستطيع الفتاة أن ترتدي النقاب دون خوف أو مضايقات من أحد ، ولكن المجتمع عنصري رغم أنف القانون الذي يحمي حرية الأديان بما فيها حرية ارتداء النقاب ، ولكن أنت رأيت بأن ارتدائها للنقاب قد شكل لها مشاكل نفسية كبيرة ، فالشعب عنصري رغم التمدن والقوانين التي تحميها ، ولذا أنت طالبت بأن تكتفي بالحجاب دون النقاب .

للعلم ، أنا أيضا أناشد الطالبة بعدم ارتداء النقاب والاكتفاء بالحجاب ، فقد هزتي القصة وما واجهت تلك الفتاة من مضايقات وقلة أدب من العالم "المتحضر" ... وأعترف بأن ما أتمناه - من نزع النقاب - قد يأتي من باب الضعف لا القوة ، كقوتها هي بالاستمرار في ارتداء النقاب ، وضعفي أنا المنادي لها بالاستسلام حتى لا يأتيها المزيد من الاعتداءات .

ولكني موضوعي ، فنصيحتي جاءت لأني أعلم بعنصرية الغرب ، بينما أنت تنصح بذات النصيحة بينما تقول أنهم غير عنصريين ، حدك ماشي عمياني .

لكن كله في ميزان أعمالها الصالحة ، وهذا يكفي ... الى الآن .
 

canavaro_wbs

عضو ذهبي
شكرا للروايه الموضوعيه لكن من وجهة نظري تبقي المجتمعات الغربيه ليست مجتمعات عنصريه على الاقل ممثله في مؤسسات الدوله لكن يبقي ايضا بعض السلوك الفردي لبعض الافراد ينم عن عنصريه بغيظه لكن تبقي في حدودها الضيقه .

من الافضل للكاتبه طالما لديها فسحه شرعيه بان تستفيد من فتوى استبدال النقاب بالحجاب تخفيفا عليها وتفاديا لاي مكروه قد يحدث وتماشيا مع المجتمع الذي تعيش فيه الى حين انتهاء مهمتها .


ماشالله عليك فاهم بالدين

ارشحك تمسك هيئه الافتاء بالكويت :D

شقلت عزيزي فريمان
 

فريمان

عضو مخضرم
ماشالله عليك فاهم بالدين

ارشحك تمسك هيئه الافتاء بالكويت :D

شقلت عزيزي فريمان


"و رغم أن أحد الشيوخ الثقات في السعودية عندما شرحت له وضعي أفتاني بجواز كشف وجهي بالضوابط المعروفة ، إلا أنني لم أتسرع في تطبيق هذه الفتوى "

هذا مقتطف مما قالته كاتبة الموضوع , اقرأ عدل ياكانفارو!! اضافه لما قاله قبل ايام الشيخ عايض القرني بجواز الحجاب بدل النقاب في اوروبا والشيخ فريمان يقول حتى لو لم تكن هناك ظروف فيجوز للمرأه ان تستبدل النقاب بالحجاب .
 

canavaro_wbs

عضو ذهبي
"و رغم أن أحد الشيوخ الثقات في السعودية عندما شرحت له وضعي أفتاني بجواز كشف وجهي بالضوابط المعروفة ، إلا أنني لم أتسرع في تطبيق هذه الفتوى "

هذا مقتطف مما قالته كاتبة الموضوع , اقرأ عدل ياكانفارو!! اضافه لما قاله قبل ايام الشيخ عايض القرني بجواز الحجاب بدل النقاب في اوروبا والشيخ فريمان يقول حتى لو لم تكن هناك ظروف فيجوز للمرأه ان تستبدل النقاب بالحجاب .

يشهد الله انها من باب الدعابه عزيزي فريمان

وانا معاك بوجهه نظرك
 

فريمان

عضو مخضرم
ألا تر التناقض في ذات العبارة ؟

تقول المجتمع الغربي ليس مجتمع عنصري ، وبالتالي وعلى هذا الأساس تستطيع الفتاة أن ترتدي النقاب دون خوف أو مضايقات من أحد ، ولكن المجتمع عنصري رغم أنف القانون الذي يحمي حرية الأديان بما فيها حرية ارتداء النقاب ، ولكن أنت رأيت بأن ارتدائها للنقاب قد شكل لها مشاكل نفسية كبيرة ، فالشعب عنصري رغم التمدن والقوانين التي تحميها ، ولذا أنت طالبت بأن تكتفي بالحجاب دون النقاب .

للعلم ، أنا أيضا أناشد الطالبة بعدم ارتداء النقاب والاكتفاء بالحجاب ، فقد هزتي القصة وما واجهت تلك الفتاة من مضايقات وقلة أدب من العالم "المتحضر" ... وأعترف بأن ما أتمناه - من نزع النقاب - قد يأتي من باب الضعف لا القوة ، كقوتها هي بالاستمرار في ارتداء النقاب ، وضعفي أنا المنادي لها بالاستسلام حتى لا يأتيها المزيد من الاعتداءات .

ولكني موضوعي ، فنصيحتي جاءت لأني أعلم بعنصرية الغرب ، بينما أنت تنصح بذات النصيحة بينما تقول أنهم غير عنصريين ، حدك ماشي عمياني .

لكن كله في ميزان أعمالها الصالحة ، وهذا يكفي ... الى الآن .


الكاتبه عندما كانت تطلب ان تصلي كان الغربيون يرشدونها لاقرب جامع او يصنعوا لها مكانا لتصلي وبعضهم اتعب نفسه لاحضار بوصله لتحديد القبله ولو عكسنا الصوره وطلب منك مسيحي للصلاة في كنيسه في مجتمعك فانك لن ترشده الى اقرب كنيسه !!! لانه لاتوجد الا كنيستين تبعد كل واحده عن الثانية كبعد العبدلي عن الوفر(تي ) وبالتالي لن تسمح له ولجماعته بان يستأجروا لهم ملحقا بجانب منزلك ليؤدوا طقوسهم , فاذا انت لا تسمح لبناء مساجد لابناء عمومتك من الشيعه فكيف تسمح للاديان الاخرى .

اذن من هو العنصري الذي يسمح للناس لكل الناس ببناء معابدها وممارسة طقوسها ام من لايسمح الا لدينه !!!

شلون العنصريه صفراء ام زرقاء !!!
 

فريمان

عضو مخضرم

فأتمنى لو تُعنى وزارة التعليم العالي بهذا الأمر . لأن هناك من يتقاذف عقول طلابنا و هناك اختلافات قيمية و دينية و ثقافية قد لا يستطيع أي أحد تحمل وجودها دون الانخراط فيها أو الانعزال التام عنها ، وعقولنا في هذه المرحلة العمرية و خبرتنا القليلة في الحياة تجعلنا لا نحسن التصرف و اتخاذ القرارات في كثير من الأمور ، فنحن بأمس الحاجة لذوي الخبرات من أساتذتنا و الكفاءات عندنا و لو بشكل دوريٍّ متقطّع حتى يرشدونا بإذن الله لما ينفعنا .




بالعكس انا اتمنى ان لا تتدخل وزارة التعليم بارشاد الطلبه والطالبات وان يُتركوا ليمارسوا حرياتهم ويستفيدوا من افكار الغرب لما ينفعهم ويفيد بلدهم وان يخرجوا خارج الصندوق الاسود الذي طالما كان مُغلق بهم منذ الصغر وجعلهم معزولون عن العالم ويفكرون بطريقه غريبه ولايستطيعون العيش مع الحياة العصريه مما جعلهم يتحولون الى طرق العنف والارهاب .
 

Anonymous Farmer

عضو مميز
الكاتبه عندما كانت تطلب ان تصلي كان الغربيون يرشدونها لاقرب جامع او يصنعوا لها مكانا لتصلي وبعضهم اتعب نفسه لاحضار بوصله لتحديد القبله ولو عكسنا الصوره وطلب منك مسيحي للصلاة في كنيسه في مجتمعك فانك لن ترشده الى اقرب كنيسه !!! لانه لاتوجد الا كنيستين تبعد كل واحده عن الثانية كبعد العبدلي عن الوفر(تي ) وبالتالي لن تسمح له ولجماعته بان يستأجروا لهم ملحقا بجانب منزلك ليؤدوا طقوسهم , فاذا انت لا تسمح لبناء مساجد لابناء عمومتك من الشيعه فكيف تسمح للاديان الاخرى .

اذن من هو العنصري الذي يسمح للناس لكل الناس ببناء معابدها وممارسة طقوسها ام من لايسمح الا لدينه !!!

شلون العنصريه صفراء ام زرقاء !!!

من أنت حتى تتقول علي بما قد أو قد لا أقوم به ؟

ثم نعم ، بعض الغربيون قاموا بمساعدة الطالبة من ناحية الصلاة ، وآنا توني ألحين ألحين كاتب تعليق أقول فيه بأن صاحبي يصلي في الكنائس لدى سفره الى الخارج ولا يجد صعوبة في ذلك . هذا يا عزيزي تكلمت فيه بالتعليق الأول - وجود الأمور السلبية والإيجابية لدى الغرب - يعني أكيد فيهم الزين مثل ما كل شعب فيه الزين والشين ، فلا يعقل أن يكون كل الشعب سيء . هذا من ناحية ، وما تطرقت إليه أنا هو العنصرية الشنيعة ضد المسلمين في الغرب ، أوكيه ، حتى وإن لم أسمح أنا ببناء الكنائس هنا - فرضية هذي مو صج - فهذا يختلف تماما عن سحب الحجاب عن رأس فتاة محجبة ، أم الاعتداء على فتاة منقبة بأقبح الأقوال ، فجميع هذه الأمور تحدث وتحدث بشكل كبير وبصورة يومية في المجتمعات الغربية ، وهو ما لا يحدث هنا .

وللعلم ، إن سألني أحد المسيحيين عن كنيسة ما فسأوصله إليها بنفسي ، وأنا لا أمانع من بناء الكنائس في الكويت على حسب تعداد السكان - والمقيمين - ولا أمانع من تأجير السكان لملحق بجانب المنزل لاستخدامها ككنيسة اقتداء بالرسول ، في حين يقوم الغرب بتدنيس الدين والمسيح في الأفلام والصحف ، وأبناء عمومتي من الشيعة على راسي و لا أمانع من الصلاة في مساجدهم - وقد حدث ذلك مرارا - بل أرحب في ذلك وأتمنى أن نصلي جميعنا في نفس المساجد عما قريب إنشاءالله .

الاعتراف بالحق فضيلة يا فريمان .
 

فريمان

عضو مخضرم
من أنت حتى تتقول علي بما قد أو قد لا أقوم به ؟

ثم نعم ، بعض الغربيون قاموا بمساعدة الطالبة من ناحية الصلاة ، وآنا توني ألحين ألحين كاتب تعليق أقول فيه بأن صاحبي يصلي في الكنائس لدى سفره الى الخارج ولا يجد صعوبة في ذلك . هذا يا عزيزي تكلمت فيه بالتعليق الأول - وجود الأمور السلبية والإيجابية لدى الغرب - يعني أكيد فيهم الزين مثل ما كل شعب فيه الزين والشين ، فلا يعقل أن يكون كل الشعب سيء . هذا من ناحية ، وما تطرقت إليه أنا هو العنصرية الشنيعة ضد المسلمين في الغرب ، أوكيه ، حتى وإن لم أسمح أنا ببناء الكنائس هنا - فرضية هذي مو صج - فهذا يختلف تماما عن سحب الحجاب عن رأس فتاة محجبة ، أم الاعتداء على فتاة منقبة بأقبح الأقوال ، فجميع هذه الأمور تحدث وتحدث بشكل كبير وبصورة يومية في المجتمعات الغربية ، وهو ما لا يحدث هنا .

وللعلم ، إن سألني أحد المسيحيين عن كنيسة ما فسأوصله إليها بنفسي ، وأنا لا أمانع من بناء الكنائس في الكويت على حسب تعداد السكان - والمقيمين - ولا أمانع من تأجير السكان لملحق بجانب المنزل لاستخدامها ككنيسة اقتداء بالرسول ، في حين يقوم الغرب بتدنيس الدين والمسيح في الأفلام والصحف ، وأبناء عمومتي من الشيعة على راسي و لا أمانع من الصلاة في مساجدهم - وقد حدث ذلك مرارا - بل أرحب في ذلك وأتمنى أن نصلي جميعنا في نفس المساجد عما قريب إنشاءالله .

الاعتراف بالحق فضيلة يا فريمان .



انا في مشاركتي عندما وجهت كلامي وقلت انت فانا لا اقصد شخصك الكريم بل اقصد كلنا هنا في المجتمع فنحن نتحدث عن قضيه عامه لكنه شئ طيب سمعته منك قلما اسمعه من الاغلبيه في انك كشفت عن تسامحك مع الاديان الاخري وحتى مع الشيعه وهذا في الحقيقه شئ حلو وجميل وليت الباقين يحذون حذوك فكلهم يعتقدون ان كل الاديان كافره الا المسلم بل ربما حتى الشيعه قد ينالهم ذلك .

نتمنى من الجميع ان يتسامحوا ويسمحوا للناس في بناء معابدهم وممارسة عباداتهم مثلما يسمح الغرب بذلك .
 

Anonymous Farmer

عضو مميز
انا في مشاركتي عندما وجهت كلامي وقلت انت فانا لا اقصد شخصك الكريم بل اقصد كلنا هنا في المجتمع فنحن نتحدث عن قضيه عامه لكنه شئ طيب سمعته منك قلما اسمعه من الاغلبيه في انك كشفت عن تسامحك مع الاديان الاخري وحتى مع الشيعه وهذا في الحقيقه شئ حلو وجميل وليت الباقين يحذون حذوك فكلهم يعتقدون ان كل الاديان كافره الا المسلم بل ربما حتى الشيعه قد ينالهم ذلك .

نتمنى من الجميع ان يتسامحوا ويسمحوا للناس في بناء معابدهم وممارسة عباداتهم مثلما يسمح الغرب بذلك .

ها أنت تقوم بذلك مرة أخرى ، التقول على مجتمع بأسره - ومن ضمنهم جميع الأهل والمعارف والأصدقاء ممن يوافقني الرأي - فلا يصح أن تقول بمثل هذه الأمور دون عمل استفتاء عام ، وقولها يعد عنصرية منك تجاه مجتمع متسامح جدا مع الكثير ، لا تقيس على أعضاء الشبكة أم غيرهم ، قس على المجتمع بأسره المرحب بالغير ، كما المجتمعات الشرقية الأخرى - بل وحتى الهندية والصينية والإفريقية - ماكو على هالغربيين اللي ما يوقفون وياك إلا لما تسلخ جلدك عن نفسك ، بما في ذلك الدين والعادات ، حتى تصبح مثلهم ولن تصبح مثلهم حتى لو طاوعتهم وقمت بذلك لأن العنصرية لا تقف عند أي شيء وتستمر دوما .

وبعدين أنا لم أكشف تسامحي مع الناس بل أنا امتثلت فقط لما كان يقوم به الرسول ، ومن لا يقوم بذلك فهذا خطأ منه ، ومع ذلك فسرت الأمر على أنه شخصي . وبعدين ليس كل مسلم يعتقد بأن كل الأديان كافرة إلا دينه ، بل هذا أنت ، أنت تعتقد بأن المسلم سيء ولذا دائما تضعه في قالب سيء وتظن به ظن سوء ، يا عزيزي أنت تكشف الكثير بمثل أقوالك هذه وما علينا إلا التحليل ، عزيزي التزم بالموضوعية من شان خاطرك انت ولا راح تتعب من جراء عدم الحيادية هذه .

وأخيرا ، الغرب لا يسمح لأي شيء يخالفه ، وأنا ليس لدي مانع بذلك أبدا ، ولكن يا جماعة لا تقولون عن روحكم بأنكم أرباب الديمقراطية في حين تكون ديمقراطيتكم زائفة تخصكم وحدكم .

تفكيرك هذا يا فريمان - غربي المنبع وأنا أعرفه جيدا - قد عفى عليه الدهر منذ زمن طويل ، يجب أن تتجرد مما يقوله "الغير" عنا وأن تقوم بوزن الأمور - جميعها - من منطلق الخطأ والصواب والأهم .. من منطلق تحديد الأسباب الأساسية لتصرف البشر ، لا الحكم على نتائجها وحدها ، أبدا .



 

سانشيرو

عضو فعال
أختى
المقيمون في بلاد الكفار للضروره
للتعلم أو التجاره أو العلاج
يستبيحون هذه الضرورة
مع أن الأصل
ما رواه أبو داود بسند صحيح، أن رسول الله قال: ((أنا بريء من رجل يبيت بين ظهراني المشركين))
والأغرب تناقضهم
بعدم الترخص برفع الخلاف بين الأئمة في كشف المرأة وجهه
مع أنه مذهب الجمهور
وهذا من التناقض الكبير
 

نسج الورود

عضو مخضرم
شكرا أخواني أخواتي على ردودكم وتفاعلكم

أتفق معكم في ما ذكرتم الدول الغربيه أمريكا بريطانيا ...الخ لا تستطيع الدوله بمؤسساتها أن

تتخلص من العنصريه الدينيه والعرقيه بين شعوبها لذلك نجد كثير من هذه النماذج في الغرب سواء بين الابيض للأسود أو بين الاديان والثقافات أو الاسلام نفسه الذي يمثل الفوبيا عند أكثر الغربيين أما بسبب ممارسات المسلمين السيئه والمتطرفه أو التشويه الأعلامي لصوره الاسلام والمرأه المسلمه الذي يظنون أن ارتدأها الحجاب هو قمع وأهانه لها وماتنقله لهم قنوات cnn او فوكس نيوز من التركيز على أفعال بعض المسلمين التي لا تمثل الاسلام لذلك يرسمون الصوره من خلالها
بالفعل في كل طائفه تجد السلبيات والأيجابيات مهما رفعت دولها شعار الدمقراطيات هي تبقى مشكله عالميه

لكني في كثير من الأحيان وقد يتفق معي الكثير أني لن أتصور نفسي أن أجد امرأه غربيه في شارعنا ترتدي البكيني او شبه العاري لأناديها بأقبح العبارات وأهاجمها وأسبها وما الفكره التي سوف تصل اليها عن الاسلام وعن شعبي !! كما فُعل بهذه المرأه في بلادهم وكانت منصفه بما فيه الكفايه .......ليس أن نلتقط خبر ونبني من خلاله التعميم على بلده ما


شكرا لكم جميعا شرفتموني
 

أبو عمر

عضو بلاتيني / العضو المثالي لشهر أغسطس
عين اليقين عن حياة المبتعثين

بقلم: سامية الشهري – بريطانيا


لطالما خططتُ كثيراً لكتابة هذا المقال ، و دوّنتُ الكثير من النقاط التي أتطلع لأن أتطرق إليها في هذه السطور..لكنني كنتُ كمن يقدّم رجلاً و يؤخر أخرى .. فالحالة النفسية متقلّبة جداً ..و لا أرى نفسي إلا أنني وقعتُ فريسة ً للحالة التي يسمّونها بـ(الصدمة الحضارية Culture Shock )

و تجاوزتُ المرحلة الأولى منها التي تُدعى (مرحلة شهر العسل ) .. التي يبقى المغترب فيها مبهوراً بقناع الحضارة الجديدة التي (اصطفاه) الله(!!) لتذوق حلاوتها – إن صح التعبير-

ثم ينقشع هذا القناع المزيّف عن وجهٍ أسودٍ مكفهرٍ عبوسٍ قمطريرٍ ، يجعل المرء يتمنى لو يتردى من شاهقٍ (عياذاً بالله)، أو أنه يغمض عينيه ثم يفتحها ليجد نفسه في مطار بلده ليُقبّل الثرى الطاهر و يذكر محاسن بلده التي لم يكن ليعرفها لو لم يضرب في الأرض و يمشي في (مناكبها) التي لا تشبه(مناكب) بلده و لا حتى (مناقبها).

هذه المرحلة يكون لسان الحال فيها : (كل شيءٍ سيء ) Every thing is awful
وما زلتُ (أتأمل) و أرجو الله عزوجل أن أنتقل للمرحلة التي تليها ، و يسمونها مرحلة (كل شيء على ما يُرام Every thing is OK (أتمنى ذلك ) !!

بعد هذه المقدمة البسيطة ، و بعد أن قرأتُ ما قرأتُ من سجالاتكم في هذه المجموعة الطيبة بخصوص برنامج الابتعاث الخارجي و المبتعثين ، ،وفيكم المؤيد لهذا البرنامج و فيكم المُعارض .. فإنني أحببتُ أن أبثّ لكم تجربتي في هذه السطور ، و سأذكر ما يوفقني الله لكتابته ، و أرجو أن أكون (منصفة)!

ليس من السهل لشخصيةٍ مثلي تربت في أحضان (السلفية) و هدهدتها حياة (التديّن) و (الدعوة) ، أن تختار أن تُغامر لتعيش في (غير هذه الأجواء) فيصبح الهواء (لا كالهواء) و لا تشبه الأرض (الأرض) و لا السماء (السماء) ...

سافرتُ مع زوجي إلى بريطانيا للدراسة هناك ، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي (و قد سبق لزوجي العيش قبلي في الخارج ) .

و كان (حسن الظن) أن بريطانيا (خيارٌ أمثلٌ ) للدراسة فيها .و أن (سقف الحريات) و (التعددية الثقافية) موجودة هناك بشكلٍ يسمح لنا أن نعيش (أحراراً) [لا لنا و لا علينا ]، حتى نقضي حاجتنا و نعود بشهاداتنا بإذن الله سالمين .


اختار زوجي أن نعيش في إحدى ضواحي لندن(رغم غلاء المعيشة فيها) ، التي يقل فيها العرب و السعوديون ، و قد فرحتُ بهذا القرار (حتى يكون مناخ ممارسة اللغة متاحاً لي بشكل أفضل) .


والحق يُقال: أن المكان الذي اخترنا العيش فيه ، يُصنّف على أنه من أكثر المناطق (أماناً) في بريطانيا ، و نسبة الجرائم فيه أقل بكثير من غيره.

و لا أبالغ إن قلت: أن المنطقة هذه جميلة جداً ، وفيها جميع الخدمات ، و منزلي بجانبه موقف الباص ، وعلى بعد أمتار منه محطة القطار ، وبجانبي السوبرماركت و المحلات التي أجد فيها كل الاحتياجات و المستشفى والمكتبة العامة و مدرسة اللغة ، و حدائقٌ تسلب الألباب . فلا يكاد ينقصني شيء بفضل الله ...

إلا .... صوت الأذان ..و إقامة الصلوات ...

هنا الشعب البريطاني يكدح (بجدٍ واجتهاد) طوال الأسبوع ، وما يجنونه من مالٍ ينفقونه آخر الأسبوع في السهر و الشراب ، وهكذا ...حياتهم بلا روح.

لاحظتُ فيهم كثرة الأمراض العصبية ،كشلل الرعاش و التصلب اللويحي و الزهايمر و غيرها . فهل هذا بسبب الخمر ، أم بسبب ضغوط الحياة و الظروف الاقتصادية؟؟، الله أعلم.

لطالما تعوذّتُ بالله من (جار السوء) ..لكني جاورتُ كنيسةً ضخمةً جداً .. تُؤدى فيها صلوات الأحد ، و لا أدري أي نوعٍ من الموسيقى تُعزَفُ فيها بشكل مزعجٍ أحياناً ، و تدقُّ أجراسها على رأس كل ساعة (ليلاً و نهاراً) ، بل و أظنُّ أنها تدقُّ في الساعة السادسة مثلاً ست مرات ، و السابعة سبع مرات و هكذا ... و إذا كانت هناك حالة (وفاة) استمر (رنين أجراسها ) لمدة طويلة ..[نسأل الله حسن الخاتمة على خير عمل].

لم يشتكي أحدٌ من – بني الأصفر- أن هذه الكنائس مزعجة (مع أنها مزعجةٌ حقاً) ، و لم (يُجيّش) أحدٌ منهم قلمه لمناقشة هذا الأمر ، ولم تحصل (حملات الكُتّاب الصحفيين) كالتي تحصل عندنا لإسكات صوت المآذن أو لإغلاق ميكروفونات المساجد بحجة أنها تُزعج السكان و توقظ النائمين و تخيف الأطفال ، كما حصل في بلادي (المسلمة) [فيا عجبي!!].


وقفة : أريد أن أكمل ، فلا أدري أأبدأ بسرد الإيجابيات فتقولون عني (مُعجبةٌ بحضارة القوم) ، أم أسرد السلبيات فتقولون عني (متحاملةٌ ضد الآخر)كما يحب البعض أن يسمّيهم ؟؟؟!!!

بطبيعة الحال ..كنتُ قد قررتُ سلفاً أن أواصل تعليمي في هذه البلاد و أنا أرتدي (النقاب) و أعددتُ العدة لذلك بألوان مناسبة ٍ ، حتى أبقى في الـsafe side

أول الصدمات التي رأيتُها في الطائرة : حينما اقتربنا من مطار هيثرو ، بدأت بناتُ بلدي بطيّ عباياتهنّ و التبرج الكامل ، بدون أي حرج (!!)

و رأيتُ الكثيرات منهنّ يفعلن ذلك ، بحجة أنهنّ خائفات على أنفسهنّ من (المضايقات) ، و نسين أن ( الله لا يجمع على عبدٍ خوفين ، و لا يجمع عليه أمنين ، فمن أمّنه الله في الدنيا خوّفه في الآخرة ، و ومن خوّفه الله في الدنيا أمّنَهُ في الآخرة)كما جاء في الحديث الشريف ..

لم أكن أعلم أن المنطقة التي فرحتُ بالسكن فيها ، يسكن فيها (إنجليز) (عنصريون ) و (متعصّبون) و خاصة ً (كبار السن ) منهم . و السبب برأيي أن هذه الضاحية الصغيرة فيها كل الخدمات ، فلا يحتاج أهلها للسفر إلى وسط لندن ، وبالتالي مشاهدة الناس من الأطياف و الأديان الأخرى من السائحين وغيرهم. فكان وجودي في هذه المنطقة بهذا المظهر (غريباً جداً) .. و بـ(النقاب ) أيضاً ؟؟ (يا نهار أبيض)

في البداية كنتُ مع زوجي لنشتري بعض الحاجيات ، و إذا بشخصٍ ينادي زوجي و يقول له : (أنا بدي آكل لحم خنزير.. أنا بدي آكل لحم خنزير) ، فالتفت له زوجي وهو يبتسم ساخراً و ذهبنا .

وكنتُ أقول لزوجي حينها : إنه يقصد السخرية من ديننا ، فقال لي : لا ، لا تكترثي للأمر .(كان يريد بذلك أن يهوّن عليّ)
و مرةً كنّا نسير و إياه ، فعبر أحدهم بسيارته و قال كلاماً لم أفهمه لأنه كان مُسرعاً، ولكنه كان يسبُّني أنا و زوجي .
و في مرةٍ كنتُ أسير أيضاً فوقف في طريقي عدد من طلاب المدارس المراهقين ، وقالوا كلاماً بذيئاً وهم يقصدوني ، و لا تنسوا الكلمة المشهورة القذرة التي تبدأ بحرف الـF …… فقد سمعتها تُقال لي ذلك الوقت .


كنتُ حينها متماسكة و لا أبالي ، لأن هذه المضايقات كانت بشكلٍ متباعدٍ جداً ، و كنتُ لا ألتفتُ لها ، و بدأتُ دراستي ، و صرت أخرج لوحدي كل يومٍ لمعهد اللغة ، و أعودُ و أتبضّع لوحدي حاجيات المنزل ، و لم أكن أشكو من أي شيء ..


كان رصيد قوتي عالياً جداً ، كنتُ أرى نظرات الناس تتكرر باستمرار و لها معانٍ كثيرة ، فبعضهم ينظر باستغراب ، و بعضهم باحتقار ، و بعضهم بسخرية ، و بعضهم بشفقة ... و هكذا ..


إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتت فيه صديقتي لزيارتي في إجازة الأسبوع ، و خرجتُ معها بعد تناول الغداء للتنزه في وسط البلدة ، و أثناء عودتنا ، كان هذا هو الوقت الذي ابتدأ الناس فيه باحتساء الخمور و تجمّعوا في الطرقات التي تحفّها البارات ذات اليمين و ذات الشمال ، و هناك تعرّضنا لمضايقاتٍ تشبه (أفلام الرعب) أو (كوابيس الشيطان) فصاروا يقتربون منّا و يصرخون في وجوهنا بشكلٍ مخيفٍ جداً (و لاتستطيع أن ترد عليهم أو حتى أن تشكوهم للشرطة فهم مخمورون أصلاً)، و حينها أصابتني رعدة خوفٍ ليس لها مثيل، وكان كل ما علينا فعله هو أن نتحاشاهم كأننا لم نراهم ، حتى وصلنا للبيت ، و اضطرت صديقتي أن تذهب لمحطة القطار-مع قربها الشديد- بواسطة التاكسي بسبب خوفنا من مزيد من المضايقات (والتاكسي هنا يُستدعى بواسطة الهاتف ،بمجرد إعطائه الرمز البريدي للسكن الذي نحن فيه ) [آه على بلدي التي تعرف العناوين فيها بـ (أول لفة يمين ، وثالث زبالة على اليسار)] .

بعد هذا الموقف اهتّزتْ قوتي قليلاً ، لأن الخوف بدأ (ينخر) هذا التماسك الذي كنتُ (أتحلّى) به.


و مع الوقت ازداد تكرر المضايقات لي في الشارع ، أحدهم قال لي : (اخلعي عبايتك أو ارحلي من بلدنا ) و أخرى (عجوز في الغابرين) ، قالت لي : أنت غبية ، و أخرى هندوسية كالت لي الكثير من السباب الذي لم أفهمه . و الكثير من العبارات مثل : (الموت لك) ، (منظرك سيء)، و نحو ذلك..
فاضطررت بعد ذلك لاستخدام الباص حتى أذهب للمدرسة ،رغم قربها من بيتي .


و هنا حدث لي ما لم أتوقعه ، من سائق الباص الذي أركبه باستمرار . حيث أنني مرةً كنتُ أنتظر قدومه لأعود للبيت ، فلما شاهدني وحدي ، تركني و ذهب ، و لم يتوقف لي ، رغم أنني أشرتُ له بطلب التوقف ، فظننتُ في البداية أنه خطأ غير مقصود . لكن في المرة الثانية ، أشار لي بتعابير وجهه أنه لا يريدني أن أركب أو أنه متضايق من وجودي في الباص . و كانت هذه (القشة ) التي قصمتْ ظهر البعير .. فانهرتُ تماماً ، وأصبحتُ كثيرة البكاء ، و توترتْ علاقتي مع زوجي ، لأنه كان يظن أنني سأكون أقوى و سأتحمل كل تبعات اختياري للبس النقاب و الدراسة في الخارج، لكني أصبحتُ أبكي بشكل هستيريٍ باستمرار ، وتأثرتْ صحتي كثيراً ، و أصبحتُ أتغيب عن الحضور للمعهد ،بسبب خوفي من الخروج للشارع ، و أصبح جسمي يترجم هذا الخوف عن طريق آلامٍ متفرقة تعتريني بين الفينة والأخرى.

وكدت أن أرسم عن البريطانيين صورة نمطية سلبية ، لولا أن هناك نماذج إيجابية تجعلني أكثر اتزاناً في إصدار الحكم [ و رغم أن أحد الشيوخ الثقات في السعودية عندما شرحت له وضعي أفتاني بجواز كشف وجهي بالضوابط المعروفة ، إلا أنني لم أتسرع في تطبيق هذه الفتوى ، لأن الأذى الذي تعرضتُ له لم يتجاوز الكلام ، و حتى لا يقول المحيط الذي أعيش فيه من طلابٍ و مدرسين أنني ضعفت و غيّرت قناعاتي من أول شهر حللتُ فيه هنا ]

أعود لقصتي:اضطررتُ لمراجعة (المستوصف) [الذي يعادل بحجمه أكبر مستشفى في بلدي] ، و أثناء ذلك طلبتُ من أحدهم مساعدتي ليدلني على الطريق ،فرفض مساعدتي لأني أرتدي النقاب ، وقال لي : لن أخدمك حتى تخلعي النقاب و يرى الناس وجهك . وذهب . فازددتُ مرضاً على مرضي . و ذهبتُ للطبيب الذي أحالني لإجراء فحوصات كاملة


طبعاً ، النظام الصحي هناك ، لا يمكن أن يُقارن بحال ، بالنظام الصحي في بلدي . بدءاً بالمعاملة الحسنة التي تلقاها من العاملين في القطاع الصحي، مروراً بالتنظيم الفائق و احترام الوقت و الاهتمام بالأطفال (وبمهارة القراءة لديهم حتى في المستشفيات).

بالنسبة للحياة الدراسية ، فهي جميلة و ممتعة . مع وجود بعض الصعوبات التواصلية مع الآخرين (لكنها ليست بذات أهمية قصوى) ، وهذه الصعوبات تكمن في رفض الكثيرين ممن حولي لارتدائي للنقاب وتحاشيهم للتعرف عليّ أو الحديث معي ، حتى أبتدرهم بالأمر ، فإذا عرفوني جيداً زال الخوف من نفوسهم .


ابتدأت دراستي في الصيف ،وهو التوقيت الذي يفد له الطلاب من جميع أنحاء العالم لدراسة اللغة في لندن.قابلت الكثير من الأطياف و الأجناس . و الإناث هنا وخاصة في الصيف لا يكدن يسترن إلا القليل من أجسادهن . و لا أعتقد أن هذه الأجواء المختلطة (صحية ) مطلقاً . و الدارس هنا سيرى بأم عينيه كيف تتنقل الفتاة من صاحبٍ إلى صاحب ، و الشاب كيف يضم هذه و يلثم تلك .

و الإشكال الذي رأيته (و أزعجني حقيقةً) هو أن الكثير من طلبتنا و طالباتنا السعوديين (راحوا فيها) – إن صح التعبير- .والحقيقة أننا نعاني من غياب الوعي في حدود التواصل بين الجنس الآخر. و نحن بصراحة للأسف الشديد لا نطبّق المعايير الدينية و لا المجتمعية التي تعلمناها في بلادنا وفي مدارسنا ، بل سرعان ما نذوب في بوتقة الآخر (حيث الماء والخضرة و الوجه الحسن)، فنقبل مصافحة الجنس الآخر ، و نقبل الصداقات خارج إطار الزواج ، و نقبل الذهاب للبارات و النوادي الليلية ، وووو ... و كأننا لسنا إلا من بقية القوم – إلا من رحم الله تعالى- .

واجهتني العديد من الأسئلة حول ديني و بلدي و حجابي من ضمنها :
- هل تشعرين بالخجل و أنت ترتدين هذا اللباس ، و لايرى أحدٌ زينتك؟
- هل تظلّين هكذا حتى في بيتك؟
- هل أنتن مجبرات لارتداء هذا النقاب أو الحجاب أم أنه باختياركن ؟ و في أي مرحلة عمرية يُفرض عليكن ؟
- لماذا هناك سعوديات لا يلبسن الحجاب ، وسعوديات يلبسن الحجاب ؟ ألستم من بلد ودين واحد؟
- إذا كان الخمر ممنوع في بلادكم ، فمعنى ذلك أنه بلد غير صالح للسياحة ، فهل هذا صحيح؟ (هذه أجبتُ فيها ، وقلت : قد يكون في نظركم غير صالح للسياحة ، لكن منع الخمر فيه جعله أكثر أماناً ) وكان جواباً مسكتاً .
- هل الزواج يبدأ عندكم من سن مبكرة ؟
وهل هناك علاقات خارج إطار الزواج ؟
وكيف يختار الرجل شريكة حياته ، و المرأة شريك حياتها؟
- ما رأيك في النساء الغير مسلمات ، هل هنّ في نظرك قذرات و عاهرات ؟
- الكثير منهم تفاجئوا عندما علموا أن التعليم عندنا (غير مختلط) و بخاصة مدير المدرسة التي أدرس فيها ، كانت هذه بالنسبة له معلومة جديدة .

أما تعامل المدرسين والمدرسات و فريق العمل في تلك المدرسة ، فهو أكثر من رائع ، وليس هناك فرق بين أي جنسية أو لون أو ديانة .الكل يُعامل هنا باحترام .

بل إنهم يرشدوننا لأقرب جامع إذا أردنا الصلاة . و أحياناً إذا احتجتُ لأداء صلاة الظهر في المعهد يبحثون لي عن مكان فارغ ، بل والله أن أحدهم ذهب لإحضار جهاز بوصلة ليساعدني في تحديد اتجاه القبلة (و هو غير مسلم) .


المشرفة الطلابية حاولت سؤالي أكثر من مرة (على طريقة الصيد في الماء العكر، وجسّ النبض) : ما رأيك لو خرجتِ معي الآن إلى حديقة المدرسة أمام الطلاب بدون غطاء للوجه ؟ هل هذا محبب ٌ إلى نفسك ؟ ، فقلتُ لها : لا ، هذا اعتقادي ،وهذا اختياري .

ومن ثم قالت لي :لو زرتُ بلادكم السعودية ، هل سألبس مثلكم ، أم أن عندكم حرية أن يلبس المرء ما يشاء ؟ .قلتُ لها : هناك حرية لكنها لا تتنافى مع الآداب العامة ، يجب عليك أن تلبسي لباساً طويلاً و تغطي شعرك على أقل تقدير .

إحداهن (بريطانية عمرها 50 سنة، صاحبة الشقة التي استأجرتها) كانت تناقشني في حجابي ، أثناء وجودها معي في الشقة ، ثم اشتكت لي من خيانة زوجها السابق لها مع امرأة أخرى ، فاقتنصتُ الفرصة لأقول لها : ولذلك عندنا الحجاب مهم ، حتى لاتقع مثل هذه الخيانات و لا ينظر الزوج إلى امرأة أخرى لأن النساء كلهنّ محجبات فلا يحصل الافتتان بهنّ. فاضطربت ثم قالت : أنا أحترم ثقافتك ، وربما يكون الأمر صحيحاً .

لكن ليت العالم يصبح ديناً واحداً و يعمه السلام .(هي تقصد أن تصبح الأديان السماوية ديناً واحداً ، كدتُ أن أقول لها : إن الدين عند الله الإسلام)

هذه مقتطفات من تجربتي في إحدى بلاد الابتعاث (المُفَضّلة لدى السعوديين) ، و الحقيقة أنني استفدتُ و رأيتُ الكثير من الإيجابيات هنا في هذا البلد ، سأذكر طرفاً منها :
- المكتبات العامة في كل مكان ، و مفتوحة من الثامنة صباحاً حتى التاسعة ليلاً (على الأغلب)،و فيها ترتيب يبهر الزائر ، تستطيع فيها استعارة الكتب المقروءة و الصوتية ، وأقراص الدي في دي و السي دي و الأفلام و تصفح الانترنت و غيرها من الخدمات المهمة .و أكثر ما أعجبني النظام الالكتروني الذاتي للاستعارة أو لإعادة الكتب أو لتسديد الرسوم ،حيث لا تحتاج فيه للرجوع للموظف ، وفي هذا تسهيل كبير على الناس .

بالإضافة إلى قسم الأطفال (الذي أدهشني حقاً) و الكثير من الفعاليات المُقامة فيه لتعزيز حب القراءة في نفوس الأطفال .[ والذي نفتقد مثله في بلادنا للصغار و للكبار] . و الحقيقة أن الشعب هنا يقدّس القراءة ، فكثيراً ما تجدهم يقرأون في الطريق ، وفي القطار ، و في صالات الانتظار .

- أعجبتني أيضاً وجود الكثير من المحلات التجارية (باسم مؤسسات طبية خيرية لمرضى السرطان ، أو القلب ، أو لرعاية المسنين ) يقومون ببيع الملابس و الأدوات المنزلية والقرطاسية والهدايا و التحف و الكتب المستعملة، بطريقة جميلة و بأسعار معقولة (ليعود ريعها لتلك الجهات) .

وكم أتمنى لو أن الجهات الخيرية في بلدي طبّقت مثل هذه الأفكار بطريقة حضارية ، لتشجّع الناس على المساهمة فيها و لتعريف الناس بأنشطتها بشكلٍ أوسع .


- الإسلام دينٌ تكفّل الله بحفظه ، فعلى الرغم ما وجدتُ من المضايقات ، إلا أنني وجدتُ نماذج إيجابية ومشرفة ، هناك غير مسلمين عقلاء يحترموننا ويتفاعلون مع قضايانا . و هناك الكثير من المسلمين يعملون في قطاعات المجتمع المختلفة من أطباء ومهندسين وتقنيين ومعلمين ، بكل كفاءة .

وأذكر على سبيل المثال : معلم لغة انجليزية (من قبرص التركية المسلمة) لا أبالغ إن قلتُ أنه بزّ أمثاله من المعلمين أصحاب اللغة الأصلية في تدريسه وأخلاقه وكفاءته ، وقد استفدتُ منه كثيراً .
وكذلك أخصائي مختبر ،قام بسحب عينة دم مني ، وسمعته يسمّي بالله أثناء سحب العينة، وسترني –ستره الله في الدنيا والآخرة- حتى لا يراني أحد ، ثم قال لي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( تلك التحية التي أشعر بنشوةٍ روحيةٍ عندما أسمعها) . [ ومن تغرّب في الأمصار فسيعرف قيمة هذه التحيّة و جمال كلماتها].

وهناك الكثير من المسلمين هنا أيضاً يديرون العديد من المطاعم الناجحة أو المواد الغذائية واللحوم الحلال ، ونحو ذلك.

هذا ما تيسّر لي كتابته في هذا المقال – و أعتذر إن أطلتُ عليكم – لكنني أحببتُ أن أقول بعد سرد تجربتي المتواضعة ، أن برنامج الابتعاث سلاحٌ ذو حدين ، و أن شبابنا و فتياتنا يحتاجون للكثير من (التحصين) الفكري والديني والمعرفي قبل سفرهم (لا تكفي ثلاثة أيام ملتقيات للمبتعثين) .

و يحتاجون متابعة نفسية و توجيهية وتعليمية بعد سفرهم عن طريق الملحقيات الثقافية .(للأسف الملحقيات الثقافية لا تقوم إلا بالدور الإداري و المالي فقط) وجميع الطلبة يشهدون بصحة كلامي هذا .

فأتمنى لو تُعنى وزارة التعليم العالي بهذا الأمر . لأن هناك من يتقاذف عقول طلابنا و هناك اختلافات قيمية و دينية و ثقافية قد لا يستطيع أي أحد تحمل وجودها دون الانخراط فيها أو الانعزال التام عنها ، وعقولنا في هذه المرحلة العمرية و خبرتنا القليلة في الحياة تجعلنا لا نحسن التصرف و اتخاذ القرارات في كثير من الأمور ، فنحن بأمس الحاجة لذوي الخبرات من أساتذتنا و الكفاءات عندنا و لو بشكل دوريٍّ متقطّع حتى يرشدونا بإذن الله لما ينفعنا .


اسأل الله عزوجل أن يكون في معيّتنا و يحفظنا بعينه التي لا تنام ، حتى نعود لبلادنا سالمين غانمين غير مبدلين و لا مغيّرين ، على الحق ثابتين ، ولسنة الله ورسول متبّعين


من أجمل المقالات التي قرأتها , جزاها الله خيرا هذه السيدة الكريمة ورحم الله والديها الذين ربوها هذه التربية الحسنة الحصينة , وهذا هو مبتغانا وأملنا أن نُكون مثل هذا الجيل الذي فهم عظمة دينه ولم تغره أضواء المدنية الحديثة , وأمكن له أن يجمع بين الخيرين : العلم عن الله وإستخدام الدنيا بما يحقق له الحياة الطيبة في الدنيا والمآل الحسن في الآخرة.

مقالة فيها وعي جميع وإنصاف في رؤية الغير فذكرت محاسنهم وذمت سيئاتهم , مع ذكر النبرة الحالة الموجودة في الحالة الثقافية العربية من إتجاهين متناقضين , التنافر الكامل مع الغرب أو التمسح بهم غاية التمسح , فقد رسمت هذه الأخت الكريمة خط الوسطية باحتراف ومهنية وعبرت عن مكنون الفكرة باقتدار كبير , فجزاها الله خيرا.

وجزى الله الأخب ناقلة الموضوع خير الجزاء

.
 

Imaginary

عضو بلاتيني
مشكلة من تعتقد ان وجهها كمؤخرتها، كلها عورة .. سوءة.. فضيحة .. فتنه.. حلاوة تحمي نفسها من الذباب بالقراطيس، او قطعه لحم لابد ان تغطى على حد تعبير مفتي استراليا السابق، او جوهرة لابد ان تُصان وتحبس، الحبس حبس، سواء كان باسور من ذهب او من حديد.
افضل ان ارى المراة انسان ..
 

Imaginary

عضو بلاتيني
بالمناسبة الازعاج متبادل، فكما تنزعج هي من ( انغام ) الترانيم المسيحية، او اجراس الكنائس، ينزعج المسيحي في بلاد الاسلام بالمقامات الشرقية للاذان، والصراخ احيانا المليئ بالنشاز..
 
أعلى