ابن المعري
عضو
تصريحات ملكية سامية
الخطوات الجريئة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في الشقيقة الخليجية الكبرى، المملكة العربية السعودية، بترحيل اكثر من ألفي مدرس من سلك التدريس الى الوظائف الادارية في الوزارة، بسبب استغلال هؤلاء وظيفتهم الاساسية للتدريس بزرع بعض الافكار والقيم خارج المسؤولية الدراسية، مما يؤدي الى تشويش اذهان الطلبة بالافكار الدخيلة والضالة، هذه الخطوة تحتاج إليها كل دول منظومة مجلس التعاون الخليجي، لا بل حتى الدول العربية الاخرى، ضد استغلال هذه المهمة العظيمة والشاقة، وهي مهمة ومسؤولية الرسل عبر التاريخ. ولكن في الجانب الآخر، مع تشديد السلطات السعودية والتوجيهات الملكية السامية بكيفية التعامل مع الناس والرأي الآخر، نرى أن هناك تجاوزات كبيرة وخطرة تحدث من فئة، المفروض منها ان تكون سمحة ولينة في التعامل مع الآخر. سواء كان هذا الآخر سعوديا أو من دول مجلس التعاون او حتى من العرب الآخرين، وكذلك سائر المسلمين.
نحن امام حوادث كثيرة، نسمع ونرى ونقرأ توجيهات ملكية سامية بالتعامل مع الآخر، بيد ان هناك خروقات من هيئة، المفروض منها حسن التعامل مع المسلمين!
أثناء تواجدي في المملكة الشهر الماضي لاداء العمرة وزيارة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأت في صحيفة عكاظ السعودية العدد 16001 تصريحات سامية لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز قال: «نتمنى ان يكون في بلدنا هيئة بسمعة طيبة تتعامل مع المجتمع والاعلام، ونأمل ان يكون رجال الهيئة عقلاء، متأنين، بسعة افق وهدوء ورفق ولين».
جاءت هذه التوجيهات السامية خلال استقباله اعضاء كرسي الامير نايف لدراسات «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وقال ايضا «نأمل ان يعمل رجال الهيئة بالطريقة المناسبة». واضاف «الامل معقود بأن نلمس من هذا الكرسي ما يفيد الهيئة ويحسّن من اعمالها وحسن اختيار العاملين فيها من ذوي السمعة الطيبة»، وهناك أتساءل كمواطن خليجي يزور المملكة للعمرة والزيارة: أين هذه التوجيهات السامية من كبار المسؤولين في المملكة ومن بعض تصرفات رجال هذه الهيئة، سواء في مكة المكرمة او الحرم النبوي الشريف، او في مقبرة البقيع؟
وأين هذا البعض من خطاب مفتي المملكة، الذي يطالب رجال الحسبة بأن يتزودوا بالعلم لتوصيل كلمة الحق؟ واين هذا البعض من كلام لإمام الحرم المكي الذي يحذر من هيمنة الإمعات وضعف المرجعية الدينية؟! كما نشرت ذلك صحيفة الوطن السعودية في العددين 3575 و3578.
أقولها بكل صراحة: ان من يزور المملكة من المسلمين للعمرة والزيارة، وخاصة في الحرمين الشريفين، وكذلك البقيع، يصاب بالصدمة من تصرفات البعض من اعضاء هذه الهيئة، وما شاهدته الشهر الماضي خلال العمرة وما لمسته وما تعرضت له من اهانات، لا يتصوره الانسان المسلم، وما يجري هذه الايام من المعاملة مع بعض الكويتيين وغيرهم في البقيع شيء يؤسف، لقد حوّل البعض من هؤلاء الحرمين الشريفين وكذلك البقيع الى -وانا آسف من هذه العبارة ولكن الظرف يحتم ذلك- «هايد بارك» يتحدث ويتحدى المسلمين بأفكاره وسلوكياته الخاصة ويريد فرض رأيه على المسلمين الآخرين، يُكفّر هذا ويصف آخر بالشرك، والطريف في الامر، ان في البقيع هناك رجالا من افغانستان يتحدثون اللغة الفارسية بالدشاديش والجماغ الاحمر واللحى الطويلة والمسواك، ويتحدثون مع الايرانيين بلغتهم بالطرح الطائفي وتحدي معتقدات المسلمين!
أين هؤلاء من التوجيهات الملكية السامية للقيادة السعودية؟ لا أدري، لماذا هذا التصرف الذي يتعارض مع كلام سمو الامير نايف بن عبدالعزيز؟.
اعتقد انه آن الاوان لتدخل السلطات السعودية لوقف هذه الاهانات ضد المسلمين الذين يأتون وكلهم شوق للعمرة والزيارة، لماذا هذا التعامل الخشن والسيئ والاهانات والتصرفات التي لا تليق بهذه الاماكن المقدسة؟ بالاضافة إلى ان بعض هؤلاء الرجال يتعاملون بمكيالين مع المسلمين ويصنفون الناس عنصريا وطائفيا ويوزعون التهم بالشرك والكفر يمينا ويسارا ويرمون الناس وهم يؤدون العمرة والزيارة بأشنع التهم، والزائر.
نتمنى ان تكون توجيهاتكم السامية محل احترام هؤلاء البعض الذين يسيئون الى المملكة وقيادتها الحكيمة بهذه التصرفات الخارجة عن اللياقة الاسلامية، والمملكة تدعو للحوار مع الاديان، فلماذا هؤلاء يشوهون الحوار مع اصحاب الدين الواحد؟!
مال الله يوسف مال الله
المصدر جريدة القبس العدد رقم 13361 يوم الاحد الموافق 8 اغسطس 2010
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=627527&date=08082010
الخطوات الجريئة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم في الشقيقة الخليجية الكبرى، المملكة العربية السعودية، بترحيل اكثر من ألفي مدرس من سلك التدريس الى الوظائف الادارية في الوزارة، بسبب استغلال هؤلاء وظيفتهم الاساسية للتدريس بزرع بعض الافكار والقيم خارج المسؤولية الدراسية، مما يؤدي الى تشويش اذهان الطلبة بالافكار الدخيلة والضالة، هذه الخطوة تحتاج إليها كل دول منظومة مجلس التعاون الخليجي، لا بل حتى الدول العربية الاخرى، ضد استغلال هذه المهمة العظيمة والشاقة، وهي مهمة ومسؤولية الرسل عبر التاريخ. ولكن في الجانب الآخر، مع تشديد السلطات السعودية والتوجيهات الملكية السامية بكيفية التعامل مع الناس والرأي الآخر، نرى أن هناك تجاوزات كبيرة وخطرة تحدث من فئة، المفروض منها ان تكون سمحة ولينة في التعامل مع الآخر. سواء كان هذا الآخر سعوديا أو من دول مجلس التعاون او حتى من العرب الآخرين، وكذلك سائر المسلمين.
نحن امام حوادث كثيرة، نسمع ونرى ونقرأ توجيهات ملكية سامية بالتعامل مع الآخر، بيد ان هناك خروقات من هيئة، المفروض منها حسن التعامل مع المسلمين!
أثناء تواجدي في المملكة الشهر الماضي لاداء العمرة وزيارة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأت في صحيفة عكاظ السعودية العدد 16001 تصريحات سامية لصاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز قال: «نتمنى ان يكون في بلدنا هيئة بسمعة طيبة تتعامل مع المجتمع والاعلام، ونأمل ان يكون رجال الهيئة عقلاء، متأنين، بسعة افق وهدوء ورفق ولين».
جاءت هذه التوجيهات السامية خلال استقباله اعضاء كرسي الامير نايف لدراسات «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» في الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة، وقال ايضا «نأمل ان يعمل رجال الهيئة بالطريقة المناسبة». واضاف «الامل معقود بأن نلمس من هذا الكرسي ما يفيد الهيئة ويحسّن من اعمالها وحسن اختيار العاملين فيها من ذوي السمعة الطيبة»، وهناك أتساءل كمواطن خليجي يزور المملكة للعمرة والزيارة: أين هذه التوجيهات السامية من كبار المسؤولين في المملكة ومن بعض تصرفات رجال هذه الهيئة، سواء في مكة المكرمة او الحرم النبوي الشريف، او في مقبرة البقيع؟
وأين هذا البعض من خطاب مفتي المملكة، الذي يطالب رجال الحسبة بأن يتزودوا بالعلم لتوصيل كلمة الحق؟ واين هذا البعض من كلام لإمام الحرم المكي الذي يحذر من هيمنة الإمعات وضعف المرجعية الدينية؟! كما نشرت ذلك صحيفة الوطن السعودية في العددين 3575 و3578.
أقولها بكل صراحة: ان من يزور المملكة من المسلمين للعمرة والزيارة، وخاصة في الحرمين الشريفين، وكذلك البقيع، يصاب بالصدمة من تصرفات البعض من اعضاء هذه الهيئة، وما شاهدته الشهر الماضي خلال العمرة وما لمسته وما تعرضت له من اهانات، لا يتصوره الانسان المسلم، وما يجري هذه الايام من المعاملة مع بعض الكويتيين وغيرهم في البقيع شيء يؤسف، لقد حوّل البعض من هؤلاء الحرمين الشريفين وكذلك البقيع الى -وانا آسف من هذه العبارة ولكن الظرف يحتم ذلك- «هايد بارك» يتحدث ويتحدى المسلمين بأفكاره وسلوكياته الخاصة ويريد فرض رأيه على المسلمين الآخرين، يُكفّر هذا ويصف آخر بالشرك، والطريف في الامر، ان في البقيع هناك رجالا من افغانستان يتحدثون اللغة الفارسية بالدشاديش والجماغ الاحمر واللحى الطويلة والمسواك، ويتحدثون مع الايرانيين بلغتهم بالطرح الطائفي وتحدي معتقدات المسلمين!
أين هؤلاء من التوجيهات الملكية السامية للقيادة السعودية؟ لا أدري، لماذا هذا التصرف الذي يتعارض مع كلام سمو الامير نايف بن عبدالعزيز؟.
اعتقد انه آن الاوان لتدخل السلطات السعودية لوقف هذه الاهانات ضد المسلمين الذين يأتون وكلهم شوق للعمرة والزيارة، لماذا هذا التعامل الخشن والسيئ والاهانات والتصرفات التي لا تليق بهذه الاماكن المقدسة؟ بالاضافة إلى ان بعض هؤلاء الرجال يتعاملون بمكيالين مع المسلمين ويصنفون الناس عنصريا وطائفيا ويوزعون التهم بالشرك والكفر يمينا ويسارا ويرمون الناس وهم يؤدون العمرة والزيارة بأشنع التهم، والزائر.
نتمنى ان تكون توجيهاتكم السامية محل احترام هؤلاء البعض الذين يسيئون الى المملكة وقيادتها الحكيمة بهذه التصرفات الخارجة عن اللياقة الاسلامية، والمملكة تدعو للحوار مع الاديان، فلماذا هؤلاء يشوهون الحوار مع اصحاب الدين الواحد؟!
مال الله يوسف مال الله
المصدر جريدة القبس العدد رقم 13361 يوم الاحد الموافق 8 اغسطس 2010
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=627527&date=08082010
التعليق : هل وصلت بنا الحالة أن يكتب كاتب كويتي مقالة يدافع فيها عن الايرانيين الذين يزورون الأماكن المقدسة في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية ..؟!!!