ابن جبرين من العلماء القليلين الذين جمعوا بين العلم , والعمل .. وما أصعب الجمع بينهما .
الرجل كان ثالث ثلاثة من علماء نجد الذين كان لهم إلى جانب حضورهم العلمي , حضورهم الشعبي " في الثلاثين سنة الأخيرة " بعد الشيخين ابن باز , وابن عثيمين , وهو متصفُ بكثير من الصفات الحسنة : الصراحة , التواضع , البساطة , الزهد في الحياة .. إلخ , وكان يتفرد عن الكثيرين بصفة " الحلم " و " سعة الصدر " .. وكثيراً ما سمعت ثناء الناس عليه في هذا الأمر , خصوصاً وأن الشيخ ابن بيئة جافة , يعرف كثيرٌ من أبنائها بحدة المزاج , والخشونة في التعامل .
ومن تواضع الشيخ أنه لم يكن يقبل من الناس تقبيل رأسه , فإذا بادر أحدهم بتقبيل رأس الشيخ في غفلة منه فإن الشيخ لا يتركه إلا بعد أن يقبل رأسه .. بل قال أحدهم : أخذت يد الشيخ ذات مرة فقبلتها , فما كان من الشيخ إلا أن أخذ يدي فقبلها , وهو من هو سناً , وقدراً , ومكانة .
والشيخ من قبيلة بني زيد القضاعية .. وهي قبيلة نجدية متحضرة منذ مئات السنين في عالية نجد " الجزء الغربي من نجد " , وكذلك في الوشم " عاصمته شقراء بالتحديد " .. وأما الشيخ فهو من بلدة " محيرقة " من قرى القويعية بعالية نجد .
والذي أعلمه أن قبيلة بني زيد ليس لهم شيخٌ عشائري , بل هم مجموعة من الأسرة المتحضرة في بعض قرى نجد منذ مئات السنين , ويمتهن كثير من أفرادها الزراعة , والتجارة .