أعود من جديد ,,
شكرا لك زميلي العزيز على هذه التوضيحات و الشروح الوافية التي شكلت بعدا ثقافيا و اجتماعيا للموضوع و أدت إلى إتساع رقعة الإدراك و الفهم الشامل لمحتوى الموضوع لدى القارئ الكريم ,,
كل المجتمعات تتشكل و تتبلور فيها قواعد و أساسيات ثابتة غير متحركة , و هناك تقاليد من الممكن أن يطرأ عليها تغييرات مع تطور المجتمع و دوران العجلة الزمنية.
الإنتماءات " الإجبارية " أصنفها بالخانة الأولى, أي أنها مازالت الطائفة و العائلة و القبيلة تعتبر أساسا ثابتا و يسحق كل الإنتماءات الثانوية . مثال بسيط " رجل محترم من قبيلة معروفة لم يصوت لأحد مخرجات قبيلته بالفرعية و لكن عند سؤاله إلى من ذهب صوته ؟؟ يستحي من الإعتراف بأنه لم يصوت لإبن قبيلته و مستعد للكذب لكي لا تكشف " سوئته " و هذا هو نفس الحال مع الإنتماء الطائفي أو العائلي ".
إذا و بكل أسف مجتمعنا ليس جاهزا تماما لمواكبة العصر الحديث و تقديم الانتماء السياسي و الفكري على الإنتماءات الإجبارية المذكورة اّنفا. و لو أن هناك بعض الدلالات الإيجابية التي لا يمكننا عدم ذكرها : التكتل الشعبي ,, حركة قامت على اساس مبدأ الدفاع عن المال العام و الحفاظ على المكتسبات الشعبية ,نجد اليوم بأن هذا التكتل بدأ بقلب المفاهيم العامة لدى شريحة كبيرة من أبناء المجتمع " القبائل " و هنا نجد بأن هذا الإنتماء الجديد بدأ يقدم على الإنتماء القبلي ,, كثيرا ما نسمع " لن أعطي صوتي إلا لمرشح الشعبي بغض النظر عن قبيلته " .. و لكن مازال هذا السلوك الطارئ على المفاهيم الأساسية يتقدم بخجل و تواضع شديدين. هنا نجد شبه صورة جديدة عن النمط المتغير لدى بعض أبناء المجتمع و لكن هذه الصورة تبقى بعيدة كل البعد من تغطية كافة شرائح المجتمع و أغلبية أبنائه.
لا نأمل في هذا المرحلة الحساسة من تاريخ ديموقراطيتنا الكويتية غير انتشار الفكر المحرر للقيود التي لازمتنا منذ الولادة , لا بد أن نلتفت للوطن و نقدمه على إنتماءاتنا الإلزامية , لا بد من زيادة نسبة الوعي السياسي لدى العامة من الشعب ولو تخلت الحكومة عن واجبها في توعية الشعب كان لا بد من أن يتولى هذه المهمة الحساسة الشعب نفسه , إذا هناك عمل جبار يجب أن ينفذ لكي نصل لمرحلة نبذ الخلافات المرتبطة بانتماءاتنا الإلزامية , و هذا العمل هو ما تقوم به زميلي العزيز بموضوعك هذا ,,,
زميلي العزيز ,, ذكرت لك مثال لتطور سلوك بعض ابناء المجتمع السياسي , " التكتل الشعبي " أريد أن أسمع رأيك بهذه التجربة الجديدة ,, و هل تتفق معي بأننا بدأنا نشهد سلوكيات مغايرة عن تلك التقليدية ؟؟
و كيف استطاع التكتل الشعبي أن يتخلص او بالأحرى خفف من قيود و حقوق الإنتماءات القبلية ؟؟
هل ترى هناك تكتلات جديدة قادرة على القيام بما قام به التكتل الشعبي حيث أنه استطاع استمالة المؤيديين من جميع شرائح المجتمع ؟؟
مع الشكر الجزيل أخي فيكتور ,, أصدق الأمنيات بالنجاح و التوفيق ,,,