الكل يبحث عن مخرج لحالة التيه والتردي التي تعيشها البلد على كافة الأصعدة، والكل يرى المخرج من زاويته، والمصيبة عندما يرى البعض أن المخرج يكون بإقصاء فئة من فئات الشعب أو تهميشها، والمصيبة الأعظم عندما يرى آخرون أن المخرج في يد فئة واحدة فقط، فإذا قررت هذه الفئة الإصلاح فإن الأوضاع ستصلح، وسنخرج من التيه، أما إذا لم تقرر فإن علينا انتظارها حتى تصحو من نومها ثم تقرر !
أمر مؤسف أن يربط البعض إصلاح الأوضاع بتحرك الشيوخ من أبناء الأسرة الحاكمة، فكل خطوة تصحيحية يجب أن يكون وراءها شيخ، فيبدأ الناس بالبحث عن (شيخ المرحلة) الذي يمكن أن يقودنا إلى المخرج، فالبعض مقتنع بأن ناصر المحمد هو رجل المرحلة، والبعض الآخر يشد على يد أحمد الفهد، ويرى أنه لا تنمية إلا بوجده، وآخرون يناشدون سالم العلي بالتدخل لإنقاذ الوضع، وطرف آخر مقتنع بناصر صباح الأحمد، وآخرون يلمّعون جابر المبارك، وآخرون يأملون ويتأملون أن يكون لسعود ناصر دور في المرحلة المقبلة!!
هذه - وللأسف الشديد – هي رؤية الكثير ممن ينظّرون وينتظرون الفرج السياسي أن يعم البلاد من نافذة الشيوخ، فيربطون مصير البلاد والعباد بهذه الفئة المحترمة، فلا نهضة ولا تنمية ولا إصلاح إلا بالتعلق بأهدابهم!!
للشيوخ الحق في ممارسة العمل السياسي، والتحرك لصالح البلد، وذلك باعتبارهم "مواطنين" لهم مكانة في نفوس الكثير من الناس، ولهم وزن في الساحة السياسية، لكن من الخطأ أن نحصر المخرج بهم، وأن نجعلهم هم المركز الذي يجب علينا جميعا أن ندور في فلكه، فهذا التصور فيه ازدراء للأمة التي هي مصدر السلطات جميعا، فالكلمة الأولى والأخيرة لها، بخلاف الشيوخ الذين لم ينص الدستور على أي دور أو امتياز لهم سوى منصبين فقط: الأمير، وولي العهد، أما ما سوى ذلك فإن الأمة هي المركز الذي يجب على الجميع أن يدور في فلكه !
التاريخ والواقع يشهد بأن الشيوخ لا يملكون قدرات خارقة تفوق قدرات الشعب، بل العكس – ربما - هو الصحيح، فأغلبهم يملكون قدرات متواضعة في التفكير والتحليل والقيادة والإدارة، فكل ما يملكونه من مؤهلات هو مكانة في قلوب الناس .. وربما تعرضت لشيء من الهزات في الفترات الأخيرة!
وأما ما نسمعه بين فترة وأخرى من مدح لإنجازات بعض الشيوخ فهو بسبب مقارنته لمن سبقه، أو لخلو الساحة من الأطراف الفاعلة، أو بسبب سوء الوضع الذي صيّر الناس يتعلقون ويحتفون بأدنى إنجاز ربما يمثل بادرة أمل لهم.
الأمر المؤسف أن بعض الشيوخ الذين بدأ البعض بالتعلق بأهدابهم لما رأوا منهم دعوات إصلاحية، أو إظهار التبرم والضجر على الوضع الحالي، لا يمكن الوثوق بدوافعهم ومنطلقاتهم، فكثير منهم ساخط ليس بسبب سوء الأوضاع، وإنما بسبب تهميشه، ولأنه حُرم من تقاسم الثروة والسلطة، والمشاركة في أخذ نصيب من الكعكة، لذلك تجدهم يظهرون الضجر والتبرم، وبمجرد أن يُعطوا شيئا من الكعكة فستجدهم مصفقين أو صامتين !
المخرج والنهضة الحقيقة تكون من خلال الالتفاف حول برنامج ومشروع سياسي، لا على شخصيات معينة، فالمشروع السياسي هو البوصلة التي من خلالها يمكن أن نحدد اتجاهنا، ونضبط مسيرتنا، فالمشروع السياسي لا يخضع للعواطف تجاه طرف معين، ولا لمشاعر الحب والكره لشخص ما، ولا يجامل على حساب مصالح خاصة وضيقة، وإنما يحدد رؤية وأهداف وبرنامج عمل الكل يسير عليه ويلتزم به.
من هنا فإن الواجب الأول ملقى على عاتق الحركات والقوى السياسية، فهي المعنية بالدرجة الأولى للقيام بهذا الدور، بل إن هذا هو دورها الأول والأخير، فالحركات السياسية لو كانت فاعلة في الواقع، لما احتاج الناس إلى انتظار صحوة الشيوخ، أو البحث عن شيخ يقودهم نحو المستقبل.
لذلك كله فليس من مصلحة أحد أن تضعف القوى السياسية، ليس من مصلحة البلد أن يتفكك التكتل الشعبي، أو تضعف حدس، أو ينقسم التحالف الوطني، أو يُختطف التحالف الإسلامي (الشيعي)، أو يُهمّش حزب الأمة والحركة السلفية، بل علينا جميعا تقييم هذه الحركات، وتصحيح مسيرتها، ومن ثَم تقويتها، كما علينا دعم أي حركة تسعى للعمل الجماعي الذي يقوّي جانب الأمة، ويجمع أفراد الشعب تحت راية واضحة، تجعله صاحب المبادرة، والفاعل الرئيسي في الساحة، لا أن يكون متفرجا أو باحثا عن الشيخ المنتظر !!
تحياتي
بوسند
أمر مؤسف أن يربط البعض إصلاح الأوضاع بتحرك الشيوخ من أبناء الأسرة الحاكمة، فكل خطوة تصحيحية يجب أن يكون وراءها شيخ، فيبدأ الناس بالبحث عن (شيخ المرحلة) الذي يمكن أن يقودنا إلى المخرج، فالبعض مقتنع بأن ناصر المحمد هو رجل المرحلة، والبعض الآخر يشد على يد أحمد الفهد، ويرى أنه لا تنمية إلا بوجده، وآخرون يناشدون سالم العلي بالتدخل لإنقاذ الوضع، وطرف آخر مقتنع بناصر صباح الأحمد، وآخرون يلمّعون جابر المبارك، وآخرون يأملون ويتأملون أن يكون لسعود ناصر دور في المرحلة المقبلة!!
هذه - وللأسف الشديد – هي رؤية الكثير ممن ينظّرون وينتظرون الفرج السياسي أن يعم البلاد من نافذة الشيوخ، فيربطون مصير البلاد والعباد بهذه الفئة المحترمة، فلا نهضة ولا تنمية ولا إصلاح إلا بالتعلق بأهدابهم!!
للشيوخ الحق في ممارسة العمل السياسي، والتحرك لصالح البلد، وذلك باعتبارهم "مواطنين" لهم مكانة في نفوس الكثير من الناس، ولهم وزن في الساحة السياسية، لكن من الخطأ أن نحصر المخرج بهم، وأن نجعلهم هم المركز الذي يجب علينا جميعا أن ندور في فلكه، فهذا التصور فيه ازدراء للأمة التي هي مصدر السلطات جميعا، فالكلمة الأولى والأخيرة لها، بخلاف الشيوخ الذين لم ينص الدستور على أي دور أو امتياز لهم سوى منصبين فقط: الأمير، وولي العهد، أما ما سوى ذلك فإن الأمة هي المركز الذي يجب على الجميع أن يدور في فلكه !
التاريخ والواقع يشهد بأن الشيوخ لا يملكون قدرات خارقة تفوق قدرات الشعب، بل العكس – ربما - هو الصحيح، فأغلبهم يملكون قدرات متواضعة في التفكير والتحليل والقيادة والإدارة، فكل ما يملكونه من مؤهلات هو مكانة في قلوب الناس .. وربما تعرضت لشيء من الهزات في الفترات الأخيرة!
وأما ما نسمعه بين فترة وأخرى من مدح لإنجازات بعض الشيوخ فهو بسبب مقارنته لمن سبقه، أو لخلو الساحة من الأطراف الفاعلة، أو بسبب سوء الوضع الذي صيّر الناس يتعلقون ويحتفون بأدنى إنجاز ربما يمثل بادرة أمل لهم.
الأمر المؤسف أن بعض الشيوخ الذين بدأ البعض بالتعلق بأهدابهم لما رأوا منهم دعوات إصلاحية، أو إظهار التبرم والضجر على الوضع الحالي، لا يمكن الوثوق بدوافعهم ومنطلقاتهم، فكثير منهم ساخط ليس بسبب سوء الأوضاع، وإنما بسبب تهميشه، ولأنه حُرم من تقاسم الثروة والسلطة، والمشاركة في أخذ نصيب من الكعكة، لذلك تجدهم يظهرون الضجر والتبرم، وبمجرد أن يُعطوا شيئا من الكعكة فستجدهم مصفقين أو صامتين !
المخرج والنهضة الحقيقة تكون من خلال الالتفاف حول برنامج ومشروع سياسي، لا على شخصيات معينة، فالمشروع السياسي هو البوصلة التي من خلالها يمكن أن نحدد اتجاهنا، ونضبط مسيرتنا، فالمشروع السياسي لا يخضع للعواطف تجاه طرف معين، ولا لمشاعر الحب والكره لشخص ما، ولا يجامل على حساب مصالح خاصة وضيقة، وإنما يحدد رؤية وأهداف وبرنامج عمل الكل يسير عليه ويلتزم به.
من هنا فإن الواجب الأول ملقى على عاتق الحركات والقوى السياسية، فهي المعنية بالدرجة الأولى للقيام بهذا الدور، بل إن هذا هو دورها الأول والأخير، فالحركات السياسية لو كانت فاعلة في الواقع، لما احتاج الناس إلى انتظار صحوة الشيوخ، أو البحث عن شيخ يقودهم نحو المستقبل.
لذلك كله فليس من مصلحة أحد أن تضعف القوى السياسية، ليس من مصلحة البلد أن يتفكك التكتل الشعبي، أو تضعف حدس، أو ينقسم التحالف الوطني، أو يُختطف التحالف الإسلامي (الشيعي)، أو يُهمّش حزب الأمة والحركة السلفية، بل علينا جميعا تقييم هذه الحركات، وتصحيح مسيرتها، ومن ثَم تقويتها، كما علينا دعم أي حركة تسعى للعمل الجماعي الذي يقوّي جانب الأمة، ويجمع أفراد الشعب تحت راية واضحة، تجعله صاحب المبادرة، والفاعل الرئيسي في الساحة، لا أن يكون متفرجا أو باحثا عن الشيخ المنتظر !!
تحياتي
بوسند