«بدون» معاق يروي مأساته لــ القبس:

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

يعقوب الشمري

عضو بلاتيني
«بدون» معاق يروي مأساته لــ القبس:
أصبت بتيبس في العمود الفقري وأحتاج حقنة بألف دينارأسبوعياً






إعداد شيماء اشكناني
اعتدت ان استمع الى كلام الناس ومشاكلهم لانقلها عبر صفحتنا التي تتحدث عن مواجهة الاعاقة وكيف يتحداها الابطال ويرفعون راية الارادة ويحولون الهزيمة الى عزيمة.
واعتدت ان انقل معاناة المعاقين ومشاكلهم حتى ذاب قلبي من شدة ظروف بعضهم، وشعرت ان الدنيا عندما تقسو على بعض الناس تتسلط عليهم بكل ما فيها حتى تنسيهم طريق الرحمة والامل. استمعت واستمعت ولكن ظلت اضاءات الامل ترافق طريقي لان رحمة الله لا تعدلها رحمة، وبقيت الآمال التي ترفع المعنويات مصحوبة في تحقيقاتي لاني على يقين انها ما ضاقت الا وفرجت.
لكني اليوم وفي هذا الشهر الفضيل فضلت السكوت، وقررت ان اترك الكلام لصاحب الشأن نفسه، فلا احد يعبر عن الهموم والآلام افضل من الانسان الذي يعيش في بؤرة المعاناة ولا يمكن لكلمات الدنيا ان تعبر عن حالته اذا لم يقصها هو بلسانه، جلست بجانبه مستمعة، اخذت عهدا على نفسي ان لا اقاطعه في الكلام ولا أساله اي سؤال، جلست ولم انظر اليه، امسكت الدفتر والقلم لاخط حكاية معاناة تتكرر كثيرا مع المعاقين من غير محددي الجنسية على وجه الخصوص لان بعضهم بلا دخل يكفي لعلاجهم.
بدأ الشاب المعاق حديثه قائلاً: وقفت انظر من شباك غرفتي الى مجموعة من الشباب يلعبون الكرة قبل مدفع الافطار، فهم يركضون بحماس وطاقة كبيرة في داخلهم، بدأت اتأمل ذلك العالم الغريب باحثا عن ذرة امل تعيد لي الحياة من جديد، لطالما اتصفت بالمرح وحب الحياة، وكنت اعتبرانسانا متفائلاً جدا قنوعا بكل الظروف بقساوتها ومرها، ولكنني اكتشفت انني كنت اخدع نفسي قبل ان اخدع الناس، فهذه الدنيا لم تخلق في يوم لي، ولم اشعر بحلاوتها لان كل يوم يمر علي هو اسوأ من قبله، اعلم انكم ستقولون ما هذا الانسان النكدي الذي يحكي همومه بصورة مأساوية واعلم انكم ايضا ستقولون جميعنا يمر بظروف ولكل مصيبة حل، لكن مصيبتي اصبحت كما المرض بدأت تأكل جسدي قطعة قطعة، لم تبق فيّ روح ولم تبق في مصطلحاتي معاني الامل. ترددت كثيرا قبل ان اتكلم عن قصتي، فإن اكسب عطف الناس وشفقتهم ليس بالامر المسلي، ولكني تغاضيت عن كرامتي قليلا من اجل تلك المرأة التي اسمها امي.. اخذ هنا نفسا عميقا وسكت قليلا حتى دمعت عيناه.
والدتي تلك مكسورة القلب عانت الكثير وصبرت من اجلي، تعبت في حياتها لتعالجني ولكن الايام كانت تزداد سوءا والامور في تدهور مستمر.

المرض
وتابع كلامه بألم وحسرة قائلاً: تكلمت كثيراً ولم اعرفكم بنفسي، سأكتفي بذكر أول حرف من اسمي، أنا «و» فهذا ما اراه يكتبونه في الصحف والمجلات عند القبض على لص أو مجرم، ولكنني لست منهم، أنا انسان شريف لكن صعوبة الحياة اجبرتني على التحدث، واقسم بالله لو كنت قادراً على مواصلة الحياة من دون عمل وكان لدي ما يكفيني لما تكلمت ولما قلت أي كلمة. حقاً لا اعلم هل اكمل ام اكتفي وألغي الموضوع، اذا عرفني شخص ما من خلال قصتي فيجب أن يعلم أنني لا انتظر رحمة الناس، ولا انتظر شفقة من شخص ما، ولكنني تعبت واحتاج الى من يقف الى جانبي وجانب والدتي واحتاج الى الدعاء من القلوب المؤمنة الرحيمة.
أنا من فئة غير محددي الجنسية، ابلغ من العمر 28 عاماً، اصبت بمرض تيبس في العمود الفقري حيث يعتبر هذا المرض من الأمراض الروماتيزمية النادرة التي تسبب التهاباً شديداً في العمود الفقري ومفاصل الجسم مثل الركبة والكاهل والكتف.
وأضاف: كنت اراجع باستمرار في الرازي والأميري، ومع الفحوصات والأدوية المستمرة، أكدت التقارير الطبية أنني سأعاني من صعوبة في ممارسة حياتي الطبيعية مثل المشي والنوم وأي نوع من الحركة، لذلك قرر الاطباء أن ابدأ رحلة جديدة من العلاج مع المواظبة على دواء جديد يصرف على الحالات الخاصة، اذ أكدوا لي أن هذا الدواء ستكون له نسبة عالية في تخفيف المرض وتجنب الاعاقة ويدعى هذا الدواء بــ«ريميكيد».

رحلة العلاج
ويتابع: بدأت البحث عن هذا الدواء واكتشفت أن الدواء المذكور غير موجود الا في صيدلية واحدة في الكويت، وهو يسمى بإينفليكسيماب واسمه التجاري «ريميكيد»، وهو علاج يُعطى عن طريق حنقه بالوريد كل أسبوع.
المصيبة كانت عندما علمت أن سعر الحقنة الواحدة يفوق الألف دينار، لم أعلم وقتها: هل اضحك أم ابكي؟! ماذا أقول لأمي وأنا شاب عاطل عن العمل احضري لي ألف دينار كل اسبوع، شعرت وقتها أن هذه الدنيا ليست بعادلة ولكنها كانت لحظات طيش لم اكن افكر بعقلي، ولكنني عدت بعدها الى نفسي ليعود الايمان ويسكنني، وأكرر ان كل شيء قضاء وقدر وهذه مشيئة الله تعالى.
ويضيف والحسرة تملأ قلبه: مرضي غيّر حياتي، حيث ترتبت عليه آثار جانبية كثيرة، اذ اصبت باسهال دموي بشكل شبه يومي ادى بدوره الى اصابتي بفقر الدم وأصبح جسمي هزيلا امحت من ملامحه معاني الرجولة والشباب.
ثم أكمل حديثه بابتسامة خفيفة قائلا: قصتي ليست كلها مأساوية، فنسيت ان اخبركم انني قبل المرض، أي قبل ثماني سنوات، كنت لاعب كرة سلة محترفا، كنت اشارك في احد الأندية «تحت 20 عاما» ونلت جائزة أفضل لاعب للرميات الثلاثية مرتين.

نهاية مؤسفة
كما انني كنت على وشك الزواج وأعيش قصة جميلة، كم جميلة كانت تلك الأيام، حيث بنيت آمالا وأحلاما على الزواج والإنجاب، ولكن كما قلت ظلت آمالا وأحلاما تتناقلها الظروف كما تناقلت جسدي أنا وأمي، حيث بدأنا ننتقل من منزل الى آخر لعدم قدرتنا على دفع الإيجار.
وزاد بالقول: قبل المرض كنت اعمل في احدى الشركات الخاصة، وكانت حياتي جيدة للغاية، فلم اتأخر عن الإيجار يوما، وكان الراتب يسترنا، ولكن بعد المرض ذهب كل هذا ولم يبق سوى جسدي المعاق ووالدتي الكبيرة ومرضي الذي أصبح فردا من العائلة.
بدأ ينظر الى الأسفل ويضع اصبعيه على عينيه ويضغط عليهما بشدة ليقول: هل تعلمين الى أين وصلت ظروفنا؟
لم انطق بأي كلمة واكتفيت بالنظر اليه بصمت حيث قال: هل تعلمين ان امي قامت ببيع بعض أجهزة المنزل كالتكييف والثلاجة من اجل ان توفر سعر الحقنة، لا انصح أحدا ان يرى شكل منزلنا الآن فهو خال من الأثاث كما اصبحت الحياة عندي كذلك.

أسألكم الدعاء
لن أطيل عليكم أكثر من هذا، ولكن لأكون صريحا معكم ارتحت قليلا حيث كان هناك كلام مكبوت في صدري يمنعني من التنفس، انا انسان مؤمن بقضاء الله وقدره وكل شيء في هذه الدنيا نصيب، والانسان لن ينال الا ما كتبه الله له، ففي هذا الشهر الفضيل ان كان لأحد القدرة على المساعدة ليعيد الأمل لي ولأسرتي الصغيرة فسأكون شاكرا له ولن أنسى له هذا الجميل ابدا وسيكون في ميزان حسناته، وان لم يكن احد قادرا فانا لا اطلب منه سوى الدعاء عند كل صلاة، وقبل ان يتناول وجبة الافطار ان يرفع يديه للباري ويقول «اللهم اكشف همه وفرّج كربه وأزل غمه». الى هنا انتهت القصة، وأقفل الدفتر صفحاته، ولا زال الصمت يصاحبني. ذهبت لاترك الكتاب على الرف آملة ان تكون هذه الحلقة الأخيرة في مسلسل المعاناة المستمر، لتنفتح صفحات جديدة فيه تحكي للناس عن بطولات وانجازات احلام جميلة للمعاقين بعيدا عن الألم والانكسار.




http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=19082010

تعليق حتي المعاق ما سلم
 

ولد اليرموك

عضو مخضرم
لا حـول ولا قــوة الا بالــلــه . . . أســأل الـلــه الـعـظيــم أن يــشــفــيــه . . .

والــلــه أن حــالات بــعــض الــبــدون تــهــتــز لــهــا الأرواح . . .

أســأل الــلــه الــعــظــيــم أن يــســهــلــهــا عــلــيــهــم . . .
 
عفوا
اخي المواطن البدون
انت
لست
دمكجي ومساح جوخ
انت لست
كريمو وايراج
انت لم تهز خصرك
وتترقص قدام خلق الله
علشان تاخذ الجنسيه وتحصل على حقوقك وتُحل قضيتك العادله

تحياتي
للعدل في بلادي:(
 

صقران

عضو ذهبي
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

ظلم يتعرض له البدون ومنهم هذا الاخ المعاق أسال الله له الشفاء العاجل

وين العنصريون ما اشوفهم دشو الموضوع

عموما لو وجه نداء او نقل احد الناس معاناته لخادم الحرمين الشريفين ملك الانسانية ابو متعب اطال الله عمره على الطاعة فيبشر بالخير فالكثيرون تم علاجهم بامر خادم الحرمين الشريفين
 

ناشد الود

مشرف سابق
منع اقتصار مساهمات أحد أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية (في الشبكة السياسية والاقتصادية والشبكة الحرة) على النقل دون إبداء وجهة نظره في النص المنقول (مع استثناء الأخبار المحلية العاجلة).
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى