الغضب الشديد الذي كان ناتجاً عن تصرف ذاك الخبيث المسمى ( ياسر الحبيب ) من احتفاله بوفاة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، كان هذا التصرف تصرفاً طبيعياً .
وفي اعتقادي أن كثيراً من أبناء الشيعة لا يقبل مثل هذا التصرف الاستفزازي .
وقد ظهرت بعض ردود الأفعال من الشيعة مستنكرة ً هذا التصرف المشين من ذاك الخبيث .
فقد أعلن الشيخ الشيعي / راضي الحبيب رفضه لتصرف ذاك الخبيث ، وأن الطعن في عرض أزواج الأنبياء عليهم السلام يناقض ( العصمة ) التي هي من ضروريات المذهب الشيعي .
ورأينا في المنتدى ردود أفعال ( نادرة ! ) تجاه تصرف ( ياسر الخبيث ! ) .
ما أريد قوله في هذا الموضوع :
إن الشيعة في الكويت ( وحتى في غير الكويت ) يقعون في إشكالات كبيرة عندما يريدون التبرؤ ممن يطعن في الصحابة رضي الله عنهم أو أمهات المؤمنين عليهن السلام .
الإشكالية الأولى هي :
التقية .
فيوجد بين علماء السنة وعوامهم ( على حد سواء ) وبين الشيعة أزمة ثقة .
فمهما تبرأ الشيعي ممن يطعن في الصحابة ، فإن السني لا يثق به .
والسبب هو :
التقية .
والتقية عند السني تعادل : النفاق .
فمهما حاول الشيعي أن يثبت مصداقيته ، فإن السني لا يقبل منه ذلك ويتوجس منه خيفة .
والسبب في ذلك :
أن ( التقية ) تُعتبر مما تميز به المذهب الشيعي عبر العصور في تعاملهم مع من يخالفهم في المذهب .
وقد يقول قائل :
يا ابن الحلال ، التقية لا يستخدمها الشيعي الآن ، وإنما يستخدمها في الماضي في عصور الحكومات الظالمة التي تقمع الشيعة ، أما الآن ، فإن الشيعي لا يحتاج إلى استخدام التقية .
أقول :
من أقسام التقية عند الشيعة :
تقية المداراة أو التقية التحببية ، وهي ألا يظهر الشيعي قناعته في سبيل مداراة العامة ( أي أهل السنة باصطلاح الشيعة ) والتحبب إليهم .
ومنزلة ( التقية ) معروفةٌ في مصادر الشيعة ورواياتهم ، وأنها من الدين ، وفي كتب الفقه الشيعية فصول كاملة تتعلق بـ ( التقية ) .
فعندما ينظر السني إلى مكانة ( التقية ) عند الشيعي في مذهبه ، فإنه حتماً سيفقد الثقة في كل ما يطرحه هذا الشيعي مما يخالف مذهبه السني .
فالأزمة الكبيرة بين السنة والشيعة هي :
أزمة ثقة .
الإشكالية الثانية :
ردود الأفعال الشيعية المستنكرة لتصرف ( ياسر الخبيث ) هي ردود أفعال نادرة مقارنة بالعدد الكبير للمراجع والعلماء الشيعة الموجودين في العراق وإيران وغيرها .
سأتسامح في هذا الأمر كرمال عيون إخواني الشيعة ، وسأقول :
ردود الأفعال نتيجة الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لم تكن بالمستوى المطلوب من الشيعة وعلمائهم ومراجعهم .
مقارنة ً بردود الأفعال الشيعية الغاضبة نتيجة طعن ( الشيخ العريفي ) في ( المرجع السيستاني ) .
وكلنا نعلم أن الأخوة الشيعة أقاموا الدنيا ولم يقعدوها على ( العريفي ) عندما طعن في ( المرجع السيستاني ) وقال عنه أنه : زنديق .
العريفي لم يطعن في عرض السيستاني .
وفي المقابل :
لم نجد ردة فعل ضد الدانماركيين الذين طعنوا في النبي عليه الصلاة والسلام ، مساوية ( على الأقل ) لطعن العريفي في السيستاني .
لم نجد ردة فعل ضد ياسر الخبيث الذين طعن في عرض النبي عليه الصلاة والسلام ، مساوية ( على الأقل ) لطعن العريفي في السيستاني .
ما أريد أن أقوله للشيعة قبل السنة :
تقديسكم لـ ( العمامة ) ومن تحت ( العمامة ) - بغض النظر عمّن يكون - :
هو ما يجلب لكم السخط .
مع أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يلبس ( عمامة ) .
ولكن لم نجد منكم الغضب وردة الفعل تجاه الدانمركيين كما فعلتم مع العريفي .
وهذا ما يجعل الكثيرين أو الغالبية من أهل السنة في الكويت وغير الكويت لا يثقون بكم ويستنكرون هذه الغيرة وهذا الغضب .
عند حصول حادثة العريفي ، وجدنا الهجوم الشديد في ( الشبكة الوطنية ) من الأعضاء الشيعة على ( العريفي ) .
ولكن عندما طعن ( ياسر الخبيث ) في عائشة رضي الله عنها :
لم نجد استنكاراً من الأعضاء الشيعة إلا في النادر .
وبعضهم ( يبرر ) و ( يبربر ) ويقول :
الوهابية أو طالبان ، كفرونا ولعنونا وشتمونا .
وهل هذا دليل على استنكاركم لما يفعله ( ياسر الخبيث ) ؟!
إخواني الشيعة :
أريد أن أوصل لكم رسائل قصيرة بكل هدوء وعقلانية :
تبرؤوا من ( التقية ) ، واحذفوها من قاموس مذهبكم .
لتكن غيرتكم - على أمهات المؤمنين وعرض النبي الكريم عليهم السلام - أجمعين أقوى من غيرتكم على مراجعكم وعلمائكم .
ليكن غضبكم - لأمهات المؤمنين وعرض النبي الكريم عليهم السلام - أجمعين أشد من غضبكم لمراجعكم وعلمائكم .
هنا ، لن يكون هناك طريقٌ لأحد عليكم ، وستكسبون ثقة إخوانكم من أهل السنة والجماعة .
فـ ( أهل السنة الجماعة ) ليسوا بمغفلين ، ولكنهم خير الناس للناس ، وهم نقاوة المسلمين .
تحياتي .:وردة: