دراسه قام بها ايوب الجبوري عام 2009 تتحدث عن زيادة المد الشيعي بعد احتلال بغداد و تتحدث بوجه الخصوص عن شيعة الكويت و تفصلهم و تؤرخهم و توضح مراحل تاريخيه مهمه في تواجدهم على هذه الارض العربيه
احتلال بغداد وزيادة المد الشيعي في المنطقة العربية
اضيف بتأريخ : 16/ 03/ 2009
.
بقلم أيوب الجبوري
المقدمة
هذه الافكار العبثية لم تنتهي بموت الخميني , بل استمرت عملية التغذية لها بشكل مبرمج من قبل من تولى كرسي الحكم في حكومة الملالي الى يومنا هذا .
بل ان من جاء وتولى سدة الحكم في بلاد الملالي اقتنع بما لا يقبل الشك ان المواجهة العسكرية , وما يقابلها من تحشيد اعلامي ضدهم دفعه للاقتناع كليا بان الحروب والمصادمات العسكرية لا تفيدهم , بل انهم تمسكوا بالحلول السلمية المسمومة وبالدبلوماسية الفارسية الصفوية التي تعتمد اعتمادا كليا على مؤازرة الشعوب الفقيرة او المحتاجة ودعمهم بالاموال وادخالهم ضمن مخططات غسل الدماغ المبرمج
طوال ثلاثة وعشرين سنة مضت من تاريخ العراق , بحروبها وحصارها ومؤامراتها ومحاولاتها الانقلابية على نظام الحكم السابق , والتي شهدت ثلاث حروب ابتدأت اولها من عام 1980 وانتهت في عام 1988 , وما رافقها بعدها من دخول للكويت وحرب خليجية ثانية , ثم جاء بعده حصار استمر ثلاث عشر سنة اكل الاخضر واليابس , الى ان وصلت اوراق التاريخ الى عام 2003 لتشهد حرب احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين , ولتسجل نهاية عهد لرئيس تمسك بالسلطة بيد من حديد , وتحكم بمصائر شعب طوال فترة استمرت عمليا خمس وثلاثين سنة , ولتشهد انهيار البوابة الشرقية للوطن العربي بوجه الغزو الشيعي الرافضي الصفوي .
ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي , شهد العراق موجة للاحزاب الشيعية المتلبسة بلباس الدين المتطرف والموجهة فكرا وعقيدة من قبل ملالي قم اولا , ثم من قبل حكومة الملالي ثانيا , على اعتبار ان حكومة الشاه لم تسقط بعد فعليا .
والكل يعرف ما حدث من قبل هذه الاحزاب وعناصرها من تنفيذ لمخططات حكومة الملالي بعد اعتلاء الخميني سدة الحكم هناك , فعملت بكل الاشكال من اجل مد جذور ثورتهم الرافضية الصفوية الى العراق ومن ثم يبدا مسلسل تشييع منطقة الخليج , التي ما يزالون ينادون بفارسيتها , ولعل اخرها قضية مملكة البحرين التي طالب بعض المسؤوليين في حكومة الملالي باستعادتها باعتبارها جزء من بلاد فارس , رغم تنوع اشكال الاعتذار الرسمي , وتمسك الصحف .
على العموم سنوات طوال مرت منذ ان اعتلى الخميني كرسي حكومة الملالي في طهران , وجائهم بثورة رافضية شيعية صفوية مسمومة هدفها القضاء على اهل السنة والجماعة في العراق اولا , على اعتبار ان ال بيت رسول الله مدفونون فيه , والقضاء على اهل السنة في الوطن العربي ثانيا واعلان الامبراطورية الفارسية الشيعية كقوة وحيدة في المنطقة او كما يسمى بشرطي المنطقة ( وهو مصطلح قديم ارتبط بمحاولات الشاه فرض سطوته على منطقة الخليج ).
هذه الافكار العبثية لم تنتهي بموت الخميني , بل استمرت عملية التغذية لها بشكل مبرمج من قبل من تولى كرسي الحكم في حكومة الملالي الى يومنا هذا .
بل ان من جاء وتولى سدة الحكم في بلاد الملالي اقتنع بما لا يقبل الشك ان المواجهة العسكرية , وما يقابلها من تحشيد اعلامي ضدهم دفعه للاقتناع كليا بان الحروب والمصادمات العسكرية لا تفيدهم , بل انهم تمسكوا بالحلول السلمية المسمومة وبالدبلوماسية الفارسية الصفوية التي تعتمد اعتمادا كليا على مؤازرة الشعوب الفقيرة او المحتاجة ودعمهم بالاموال وادخالهم ضمن مخططات غسل الدماغ المبرمج وكثير من الامور التي سنتناولها تباعا .
بل ان الملالي كشفوا عن انيابهم , وبانت مخالبهم بمجرد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية , وسقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين .
والامر واضح وجلي للعديد من المتابعين لهذا الملف , فالامر لا يرتبط باحتلال العراق من قبل امريكا او حلفائها , بل ان الامر يرتبط بتغيير نظام قوي , عمل على ايقاف ثورة رافضية شيعية صفوية اريد لها ان تغير وجه التاريخ وتمحي صورة اهل السنة من خارطة العالم , فبعد ان كان العراق البوابة الشرقية للوطن العربي الذي صد الزحف الشيعي الرافضي الصفوي للعراق والمنطقة العربية , اصبح اليوم البوابة الشرقية لمد الافكار الرافضية الصفوية الفارسية الى المنطقة العربية .
انظروا سيداتي سادتي الى حجم التغير الذي حصل بين ليلة وضحاها , فبعد ان لم يكن اي واحد من الرافضة الصفويين التجرؤ والتفوه ولو همسا بضرورة نشر التشيع الصفوي في المنطقة العربية , انظروا ماذا يحصل اليوم , فما تزال جزر الامارات الثلاث محتلة , ومملكة البحرين تشهد عملية نخر من الداخل بسبب المنظمات الشيعية , بل وتعدى الامر بالمطالبة علنا بضمها الى بلاد فارس لانها جزء منها تاريخيا وانها المحافظة الرابعة عشر , وانظروا سيداتي سادتي الى مصر وكيف تجرأ نفر قليل من الصحفيين المدفوعي الثمن , ليطالبوا نهارا جهارا بحقوقهم المسلوبة منذ وقت طويل , وانظروا ما حدث بلبنان من اقتتال طائفي قديم احرق الاخضر واليابس طوال سبعة عشر عاما من عام 1975 الى عام 1992 , مرورا بالاقتتال الطائفي الاخير الذي سببه حزب حسن نصر الله الموالي لحكومة الملالي , والقائمة تطول اخوتي واخواتي , وانا ساحاول الكشف عن المخططات المشبوهة التي يحاول ملالي طهران تنفيذها او التي نفذها في المنطقة العربية .
لكن اخوتي واخواتي دعوني احذر جميع العرب والمسلمين من خطورة هذا المد الرافضي الاسود وحسبنا قول سيدنا عمر رضي الله عنه عندما اخبروه بفتح بلاد فارس , حينها قال ( ابتلي الاسلام بهم ) وقال في اخرى ( اللهم اجعل بيننا وبينهم جبل من نار ) , ولا عجب ان الرافضة في بلاد فارس بنوا مزارا لقاتل عمر بن الخطاب .
هذا المد الذي اريد له ان يوقف بمشيئة الله وقدره على يد رجل , حوكم فيما بعد واعدم .
ولا يفوتني ان اذكر في هذا المقام ان بعض الدول التي ساعدت على التخلص من النظام السابق , بدأت تعض اصابع الندم لانها فتحت ابواب جهنم عليها , فبالسابق لم تكن تتجرأ على فعل وقول كثير من الاشياء , اما بعد احتلال بغداد واسقاط النظام السابق , وسيطرة حكومة الملالي واتباعهم على مقاليد الحكم , فالامر تعدى المعقول بكثير , وهذا العاهل السعودي الملك عبدالله ووزير خارجيته الامير سعود الفيصل يامر بوضع دراسات للحد من المد الشيعي , ومثله عمل شيخ الازهر الذي امر بادخال ائمة المساجد دورات لتوعية الناس بمخاطر التشيع , وسبقهما الشيخ يوسف القرضاوي الذي هاجم حكومة الملالي صراحة عن مساعدتها لنشر التشيع في البلدان العربية , وما عمله ملك البحرين من فتح منافذ التجنيس من العرب السنة , للوقوف بالضد من الشيعة الموالين لحكومة الملالي , والقائمة تطول .
يستوقفني كلام خطير في عقلي , يدق ناقوس اللسان لكي ينطق به , هذه الكلام ربط بين الرئيس الامريكي رونالد ريغان وبين الرئيس الراحل صدام حسين , فالجميع يعلم حجم التعاون الذي كان يجمع الرئيس العراقي والرئيس الامريكي سواء بتزويده بالمخططات او المعلومات او حتى بالاسلحة بشكل مباشر وغير مباشر , الرئيس العراقي الراحل استغل هذا الموقف ليدخل في حرب ضروس امدها ثمان سنوات مع عدو فارسي , اراد ان ينتقم من اهل السنة في العراق وفي المنطقة العربية . شخص كهذا الا يستحق ان يترحم عليه اهل السنة ليل نهار , بعد الذي راوه وعاشوه في هذه السنوات.
سيداتي سادتي قد يبدو كلامي هذا تمجيدا لرئيس رحل ترك بصماته على تاريخ العراق السياسي والديني والاجتماعي , لكن صدقوني انا وغيري كثير من اكثر الخاسرين من النظام السابق , فابسط حقوقنا الدينية وهي الصلاة في المسجد , كنا نصليها خائفين من البعثيين ورجال الامن , خوفا من ان يكتبون عنا باننا وهابية , هذه التهمة كانت سائدة في ذلك الوقت على كل شخص ملتزم دينيا , يؤدي صلواته في المسجد , لكنها حقيقة ناصعة البياض ولا يستطيع احد ان ينكرها , مهما كان ويكون .
ولا يخفى على كثيرين من ابناء العراق وحتى الدول العربية حقيقة ونوايا الرئيس العراقي الراحل , التي يشكك البعض فيها , الا اني اكاد اجزم بان الجميع يتفق انه محق في صراعه مع إيران وتحذيره من شرهم طوال اكثر من عشرين سنة ثمان منها بصيغة علنية في حرب ضروس , وحتى خلال اعدامه حذر من الفرس والمجوس في إشارة لإيران, فطهران اليوم تسعي وبشكل حثيث من أجل تغيير وجه العرب .
والقضية تعيدنا الى نقطة البداية , بداية ما يسمى بالثورة الاسلامية , حين عمل الخميني بشتى الوسائل على نشر افكاره الشيعية الرافضية الصفوية في المنطقة العربية , تحت شعارات واكاذيب دينية مشبوهة اولها طريق القدس يمر بكربلاء , والان كربلاء تحت الادارة الفارسية فاين عقيدة تحرير القدس في الفكر الصفوي ؟
احتلال بغداد وانتشار التشيع في المنطقة العربية
لقد فتح احتلال بغداد على ايدي الجيش الامريكي ومن عاونه , جميع الطرق والمسالك وحتى الابواب والشبابيك التي كانت من قبل مغلقة امام المد الشيعي الصفوي القادم من بلاد فارس , وكان بلا شك من اوائل ضحايا هذا المد هو بلاد الرافدين بذاته , فبعد ان كان عصيا عليهم طوال اكثر من الف سنة , اصبح اليوم لقمة سائغة بيد اصحاب العمائم من يسمون انفسهم بالعراقيين او من يقف خلفهم من اصحاب العمائم الاعجمية .
لقد فتح احتلال بغداد على ايدي الجيش الامريكي ومن عاونه , جميع الطرق والمسالك وحتى الابواب والشبابيك التي كانت من قبل مغلقة امام المد الشيعي الصفوي القادم من بلاد فارس , وكان بلا شك من اوائل ضحايا هذا المد هو بلاد الرافدين بذاته , فبعد ان كان عصيا عليهم طوال اكثر من الف سنة , اصبح اليوم لقمة سائغة بيد اصحاب العمائم من يسمون انفسهم بالعراقيين او من يقف خلفهم من اصحاب العمائم الاعجمية .
ولا يخفى على كثير من المتابعين ان العراق كان بلدا قويا شامخا مقتدرا في صد الهجمات الشعوبية الدينية , بغض النظر عمن يقف ورائه , وبعد ما حدث من اجتياح للكويت عملت معظم الدوائر الاستخباراتية العربية وخصوصا الخليجية , على اسقاط نظام صدام حسين , لغزوه الكويت .
لكنهم اليوم ذاقوا وبال تامرهم وعملهم على الاطاحة به , بعض المراقبين يؤكدون ان بقاء صدام في حكم العراق ارحم من حكم اصحاب العمائم ومن يقف خلفهم في بلاد فارس , على الاقل ان الرئيس الراحل لم يفتح عليهم ابواب المد الشيعي الرافضي الصفوي المسموم , بل انه كان في يوم من الايام بطل التحرير القومي بنظرهم , بل واطلق شعراء الخليج تسمية قادسية صدام على الحرب العراقية الايرانية , تعبيرا عن معركة القادسية الاولى التي قادها سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ضد الفرس.
وكم من تصريح لقائد عربي او سياسي كبير امتدح وشد على ايدي الرئيس الراحل عندما كان يقاتل جيش حكومة الملالي الفارسية , وابرزها كان تصريح امراء الخليج عندما قالوا له بالحرف الواحد ( منك العيال ومنا المال ) .
فما الذي حدث لكي يستعجلوا ويحكموا على رجل اوقف مد شيعي صفوي قوي لفترة اربع وعشرين سنة ابتدات منذ عام 1979 وهو تاريخ اعتلاء الخميني لكرسي الرئاسة في حكومة الملالي وحتى احتلال بغداد عام 2003 .
وعلى جميع العرب ان يعوا حقيقة التهديد الشيعي الصفوي للمنطقة اجمعها وخصوصا الجزيرة العربية , واجعل بين يديهم تصريح قاله احد علمائهم ويدعى علي الكوراني من على قناة المستقلة , حينما اعلنها صرخة مدوية ( نحن الشيعة لدينا قدوم عظيم ليس له حدود ونحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، وبعد أن زال صدام أصبح لدينا العراق وهناك مواقع عديدة نسعى للوصول إليها، وأن هدف المرجعية هو رئاسة العالم كله . واضاف أن الخليج العربي هو الثاني من حيث الاستهداف، واليمن الحوثيون والزيديون إخواننا، وسوف يكونون الطوق الذي نسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة، نحن لا نسعى إلى الأندنوسيين أو إلى الجزائريين أو إلى أفريقيا لأن هؤلاء يتبعون آفاق هذه المنطقة , ويقصد بها العراق.
السياسة الإيرانية للتوسع في المنطقة العربية
يقف في قمة اولويات حكومة الملالي الصفوية , امر طمس الهوية العربية السنية , وبمختلف الاساليب والتوجهات , واهم هذه الاساليب المستخدمة هو اسلوب تفريق مكونات الشعب الواحد داخل كل بلد عربي , وعزله عن الاخر ثم تبدأ مرحلة التغذية الطائفية الدينية الصفوية , مثل ما حصل في العراق حيث قسمت ايران العراق إلى عرب وأكراد أولا، وشيعة وسنة ثانيا، وشيعة فارسية وشيعة عربية ثالثا، وبالنهاية مناصر لإيران ومعادي له من الشيعة العرب رابعا.
الامر الاخر الذي حصل في لبنان ، فهناك يقف حزب الله بقوة في تنفيذ مخططات حكومة الملالي الداعمة له منذ بداية تاسيسه , حتى ان بعض المراقبين يؤكدون ان حزب الله تاسس بافكار فارسية في الجنوب اللبناني والدليل مشاركة مقاتليه مع الجيش الفارسي ضد الجيش العراقي في حرب الثمانينات.
واضافة الى حزب الله بدأت حكومة الملالي بتطويق اهل السنة هناك من خلال دعمها لبعض الجماعات المسيحية كتكتل الرئيس السابق ميشيل عون .
ولا يخفى على كثيرين ما تقوم به مجموعات كبيرة تعمل تحت امرة عدد من الملالي اصحاب العقيدة الشيعية الصفوية والجذور الفارسية الحاقدة على العرب في مدينتي قم وطهران, ومن خلال شبكات تجسسية تكون مدعومة بالاموال والوسائل
وبهذه الشعارات المعسولة تحت غطاء الاسلام , وبصفتها المدافعة عن المقدسات السليبة في فلسطين , تعمل على كسب الراي العام في المنطقة العربية , يضاف الى هذه الشعارات حجم الضخ القوي للاموال التي تجعل تحقيق الاهداف ايسر واسرع على اعتبار ان الشعوب العربية معظمها تنوأ تحت طائلة الفقر.
المتطورة في مناطق عدة في المنطقة ، خصوصا العراق ولبنان وسوريا والدول الخليجية ، حيث يتم تحريك اتباعهم بأي اتجاه شاءوا.
وجميع العاملين في هذا الاطار وتحت هذا المسمى يعملون باجندة واستراتيجية محددة تتلقاها من حكومة الملالي الفارسية , وطبعا تحت غطاء اسلامي ، وشعارات رنانة المعادية للأمريكان والإسرائيليين بصفتهم اعداء الاسلام , لكن التاريخ يقول غير ذلك وما فضيحة ايران كونترا ببعيدة عن حجم التعاون السري بين تل ابيب وطهران وواشنطن .
وبهذه الشعارات المعسولة تحت غطاء الاسلام , وبصفتها المدافعة عن المقدسات السليبة في فلسطين , تعمل على كسب الراي العام في المنطقة العربية , يضاف الى هذه الشعارات حجم الضخ القوي للاموال التي تجعل تحقيق الاهداف ايسر واسرع على اعتبار ان الشعوب العربية معظمها تنوأ تحت طائلة الفقر.
من الناحية الاخرى يقف التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي والزيارات الدبلوماسية وزيارات رجال دين الخ من الامور التي تجعل الامور تبدوا للعيان بالشكل المقبول والمنطقي , كل هذه الامور يعمل من خلالها الفرس لتصدير افكارهم المسمومة الى دول المنطقة .
الا ان الشي الابرز في كافة المخططات التي يعمل على ترسيخها واستغلالها هو الدعم اللا محدود للاحزاب الدينية للحصول على دعم شعبي من خلال تقديم كافة التسهيلات المادية والمعنوية للتفاعل في داخل المجتمع والحصول على القاعدة الجماهيرية التي يتقوى بها , ومن خلالها يبدأ بتنفيذ ما خطط له الملالي في بلاد فارس , وكما هو الحال مع المجلس الأعلى الإسلامي وقوات بدر وحزب الدعوة وميليشيات جيش المهدي في العراق وحزب الله في لبنان وغيرها من المنظمات الشيعية في الكويت والبحرين وشرق السعودية .
واليكم سيداتي سادتي بالترتيب اثار احتلال بغداد على بلدان المنطقة العربية
أولا :-
الكويت
اولا : الكويت / أصل شيعة الكويت وجذورهم التاريخية
ان المتتبع لاصل الشيعة في الكويت يلحظ حجم السمات والملامح المشتركة مع دول الخليج الأخرى , فأصلهم يعود إلى ايام حكم القرامطة وهم من الشيعة الإسماعيلية, وقد استولى الشيعة القرامطة على هذه المنطقة أواخر القرن الثالث الهجري حتى سنة 467هـ أثناء الحكم العباسي حتى قضى عليهم السلاجقة الذين استعان بهم عبد الله بن علي العيوني , وأسس دولته على أنقاضها كما تفيد بعض المصادر التاريخية .
ويلاحظ زيادة اعدادهم وانتشارهم الملفت للنظر في النصف الثاني من القرن الماضي تحديدا , ونتيجة لمخططات مدروسة بشكل لا يقبل الشك , لعبت فيه الهجرة الفارسية الصفوية إلى الكويت دوراً بارزاً في أن يصبح الشيعة رقما لا يستهان به , حيث وصل اليوم الى حوالي خُمس السكان , وهذا الامر لم يقتصر على الكويت فقط بل تعداه الى عدد من الدول العربية تحت مسميات واشكال مختلفة.
وبعد منتصف القرن الماضي كما قلت سابقا , لعبت الهجرة المنظمة من بلاد فارس , دوراً كبيراً في زيادة اعداد الشيعة وجعلهم رقما لا يستهان به من اجل تنفيذ مخططات رسمت بدقة , اولها مد النفوذ الشيعي الصفوي الى المنطقة العربية وتسقيط دول الخليج دولة بعد اخرى , والامر الاخر الاستفادة من حجم الثراء الذي بدأ يظهر الى العيان مع ازدياد الاستثمارات النفطية في المنطقة .
بعض المصادر تشير الى ان نصف شيعة الكويت هم من أصول عربية , والنصف الآخر من أصول إيرانية وفدت إلى الكويت وإلى دول خليجية أخرى في القرون الثلاثة الماضية, وقد تعرب معظمهم واكتسب جنسية هذه البلاد, وما يزال معظمهم يحتفظ بكثير من عناصر الثقافة الفارسية, بما في ذلك اللغة .
الامر الاخر ان جزء كبير من الشيعة الرافضة الموجودين في الكويت قدموا بحجة طلب العمل علما ان اكثرهم وصلوا بطرق غير شرعية وهذا الامر لا يستغرب بسبب القرب الجغرافي كما قلت بين الطرفين , وساعد هؤلاء في الاقامة والعمل بعض التجار الفرس , الذين أصبحوا مع الاسف مواطنين من أهل الخليج , بل ووصل بهم الامر الى ان يشاركوا أفراد من الأسرة المالكة باعمالهم .
ونتيجة للمساندة التي كان يتلقاها الشيعة الرافضة في الكويت سواء من التجار او من قبل حكومة الملالي , عملوا جاهدين للتسلل إلى أجهزة الدولة الحساسة , خاصة الدوائر التي ترتبط ارتباطا مباشرا بمنح الجنسية الكويتية او الإقامة .
ويمكن تقسيم الشيعة الرافضة في الكويت على أساس عرقي إلى:
1ـ شيعة من أصل عربي، وينحدرون أساساً من المنطقة الشرقية من السعودية، ويطلق عليهم اسم "الحساوية" نسبة إلى منطقة الإحساء، إضافة إلى أن عدداً منهم قدم إلى الكويت من البحرين ويسمون البحارنة، وجنوب العراق.
2ـ شيعة من أصل فارسي صفوي ، يطلق عليهم اسم العجم ويشكلون نسبة كبيرة من شيعة الكويت، وقد توالت هجرة هذه الجماعات منذ القرن التاسع عشر، وقد شجع الاستعمار البريطاني آنذاك هذا النوع من الهجرة لأسباب سياسية واقتصادية.
التيارات الدينية في الكويت
تتنوع التيارات الشيعية الصفوية الموجودة بالكويت ما بين تيار علماني رافض لزيادة نفوذ اصحاب العمائم في المجتمع ويقفون مع الحكومة عادة , ومنها تيارات تقف مع اصحاب العمائم لهدف واحد صريح نشر التشيع في الكويت وجرها الى حظيرة بلاد فارس .
ويمكن توزيع هذه التيارات الى ثلاث :
1- التيار الشيعي الفارسي الصفوي : وهذا التيار يؤمن بولاية الفقيه , وبرز هذا التيار بعد ثورة الخميني سنة 1979م , ويلاحظ وجود برلمانيين في مجلس الامة ينتمون لهذا التيار منهم عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال.
2- التيار الشيرازي : وهذا التيار يتبع محمد الشيرازي الذي أقام في الكويت تسع سنوات (1971-1980) قادماً من العراق بعد طرده , وتمكن من تحشيد قاعدة جماهيرية له , حيث تمكن من أقامة مؤسسات وهيئات رافضية صفوية شجعت عدد من الكويتيين للاقتداء به وتقليده , وينتمي لهذا التيار النائب صالح عاشور.
3- التيار الاخير وهو ما يسمى بالشيخية وهو يتبع مذهب الاثنى عشرية , يراسه علي موسى , الذي قام بتأسيس الحسينية الجعفرية والعباسية, وهو أول من سعى الى إعلان الشهادة الثالثة (أشهد أن عليّاً ولي الله) على المنابر والمنائر.
وقد استخدمت حكومة الملالي ورقة الأقليات الطائفية لزعزعة الاستقرار السياسي لدول مجلس التعاون الخليجي عموما والكويت خصوصا , بسبب تأييدها للعراق في حربه مع إيران (1980ـ 1988)، و شهدت منطقة الجزيرة والخليج العربي بعد ثورة الخميني سنة 1979م، موجات من التطرف الشيعي، في ظل الدعم الكبير الذي قدمه الخميني للشيعة الرافضة في الخليج ، خاصة مع رفعه شعار تصدير الثورة خارج الحدود الفارسية ، وكان نتيجة ذلك قيام الأقليات الشيعية في المنطقة العربية بتنظيم صفوفها في تنظيمات سياسية طائفية لمعارضة بلدانها .
وفيما يتعلق بتوزيع السكان، فقد كان الشيعة فيما سبق يميلون إلى السكن في مناطق وأحياء خاصة بهم ، مثل الشرق ، وبنيد القار، أما بعد ظهور النفط ، وبعد حركة الاستملاكات التي قامت بها الحكومة والناتجة عن العوائد النفطية الكبيرة، انتقلت أغلبية الشيعة إلى مناطق جديدة مثل: القادسية، المنصورية ، الدعية ، الدسمة ، الرميثية، السالمية، حولي، والجابرية. وقد تجاوز عدد الحسينيات الشيعية 88 حسينية .
ظهور الشيعة قبل الاستقلال
يبدا ظهور شيعة الكويت على مسرح الاحداث مع اول تشكيل سياسي في عام 1921 , وهو العام الذي شهد تأسيس أول مجلس استشاري لهم .
ولم يكتب لهذا المجلس ان فعل بسبب اختياره لاثنين من الشيعة الرافضة ذوي الاصول الفارسية , هذا من جهة الامر الاخر موقف سنة الكويت من الشيعة , بسبب عدم الرضى، والسخط عليهم بعد امتناعهم عن المشاركة في معركة الجهراء في عام 1920 بين الكويت وابن سعود ، حيث ذهبت مجموعة منهم إلى المقيم السياسي البريطاني، وعبروا له عن عدم استعدادهم للمشاركة في هذه الحرب على أساس أنهم ليسوا مواطنين كويتيين، بل فرس وهنا يجب وضع الف علامة استفهام , لان تصرفهم هذا نابع من عقيدة فاسدة نمت وترعرعت وكبرت وانتشرت في البلدان العربية الى يومنا هذا .
الظهور الثاني للشيعة كان عام 1938، حيث رفعوا صوتهم مطالبين بأن يكون لهم تمثيل في المجلس التشريعي ، والمجلس البلدي ، وفتح مدرسة ومحكمة خاصة بهم, لكن المجلس التشريعي رفض هذه المطالب وعلى إثر ذلك تقدم عدد كبير من الشيعة المنحدرين من أصول إيرانية، إلى المقيم السياسي البريطاني في الكويت بطلب منحهم الجنسية الإنجليزية والذي اعتبره المجلس التشريعي تحدياً لهيبة المجلس مما أدى إلى أن يصدر المجلس التشريعي قراراً بإبعاد كل كويتي يتجنس بجنسية أجنبية وأن يغادر الكويت خلال شهرين مع حرمانه من كافة حقوقه.
الامر الذي دفع الشيعة لاعادة ترتيب اوراقهم , وهذا ما تم لهم من خلال التحالفات التي اقاموها مع الأسرة الحاكمة والإنجليز والمحافظين من كبار العائلات السنيّة للإطاحة بالمجلس التشريعي، بعدها تم افتتاح مدرسة إيرانية جلبت مناهجها الدراسية من إيران.
ظهور الشيعة بعد الاستقلال عام 1961
في عام 1973 بدأ الظهور العلني , الواضح المعالم , بالاهداف والغايات المبطنة , تحت شعارات دينية مسمومة وافدة من بلاد فارس ، حيث ظهر عدد من الجمعيات الدينية والثقافية الصفوية ومنها :-
1ـ جمعية الثقافة الاجتماعية، تأسست اوائل الستينات ، اتخذها الشيعة واجهة اجتماعية ودينية، للمطالبة بإنشاء مزيد من الحسينيات , وخلال فترة عشرين عاما لم يشارك أعضاء الجمعية بأي نشاط سياسي محلي، وكان موقفهم موقف المتفرج على الاحداث التي مرت بها البلاد .
2ـ جماعة الشيرازي، التي تنتسب إلى محمد الشيرازي الذي بدأ ينشط في السبعينات بعد أن أبعد عن العراق إلى الكويت، ويعتبر الشيرازي الأب الروحي لمنظمة العمل الإسلامي في العراق.
ظهور الشيعة سياسيا منذ عام ( 1962ـ 1975)
بدأ ظهور الشيعة على المسرح السياسي في 30/12/1961 مع تكوّن أول مجلس تأسيسي في الكويت ، وكانت مهمته الأساسية وضع دستور للبلاد، المعروف بدستور 1962، وقد كفل قانون الانتخاب حق التصويت والترشيح لكافة الكويتيين بغض النظر عن الانتماء الطائفي، وقد مثل الشيعة في هذا المجلس نائبان.
و يعود اول دخول للشيعة في مجلس الامة الى عام 1963 ، وهو العام الذي شهد أول انتخابات لاختيار أعضاء المجلس.
ومع وصول الخميني الى السلطة عام 1979، انقسم الشيعة إلى تيارين , الاول محافظ تمثله الطبقة الأرستقراطية من التجار والمرتبطين مع السلطة من خلال المصالح، وهدف هذا التيار إلى تحسين وضع الشيعة الديني والاجتماعي داخل الكويت , والثاني ثوري تشكل من الشباب، خاصة المنتمين إلى الطبقة الوسطى، وطمح هذا التيار إلى الإطاحة بالنظام الحاكم واستبداله بنظام ملالي على غرار بلاد فارس .
دخل تنظيم الشيعة في الكويت بعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية , ومساندة الكويت للعراق , مرحلة حاسمة وخطرة , حيث ادى هذا الامر إلى سخط الشيعة الكويتيين لأنهم يعتبرون ان حكومة الملالي حامية الشيعة، وقد استغل نظام الملالي الشيعة في الكويت لتنفيذ المخطط المرسومة وعمل على تجنيد عدد منهم في تنظيمات إرهابية كان هدفها الأساسي زعزعة الاستقرار السياسي في الكويت.
وبالفعل شهدت الساحة الكويتية من عام 1980 حتى عام 1988 موجات من أعمال العنف السياسي تمثلت في انتشار العمليات الإرهابية وتوزيع المنشورات التي تحرض على قلب نظام الحكم في الكويت، وإقامة نظام شبيه او تابع لحكومة الملالي ، كمحاولة اغتيال الأمير في عام 1985، والتفجيرات التي حدثت في عام 1986، وتفجيرات عام 1987، والاضطرابات السياسية التي شهدتها منطقة مشرف عام 1987.
وبعد اجتياح العراق للكويت حدث تقارب كبير بين الشيعة والسلطة ، حيث شكل الشيعة تجمع سياسي لهم تحت اسم "الائتلاف الإسلامي الوطني " نجح اثنين من مرشحيه في انتخابات 1992م واثنين من المدعومين منه وذلك على حساب خسارة نواب الشيعة المحسوبين على الحكومة , وسرعان ما جمد نشاطه نتيجة الخلافات الداخلية .
وسائل عمل الشيعة في الكويت
لقد اعتمد الشيعة الرافضة على امور مهمة واساليب مختلفة للبروز في الشارع الكويتي , يبرز منها ما يدخل ضمن التقسيمات الدينية والتربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
اما الدينية فانهم يعتمدون بشكل اساسي على حسينياتهم , فهي كالنادي والملتقى لهم يعقدون فيه اجتماعاتهم, وتوجد فيها مكتبة ودار نشر, وفيها عدة لجان تتولى تنظيم مختلف شؤونها , وتنظيم الاحتفالات والندوات الدينية , وغالباً ما تكون هذه الحسينيات خارج سيطرة وإشراف وزارة الأوقاف , وفيها غرف يسكنها الشيعة الوافدون إلى الكويت .
الامر الاخر الذي سعى الشيعة لتحقيقه انشاء هيئة للأوقاف الجعفرية, يثبتون من خلالها وجودهم ومذهبهم, وينمّون مواردهم المالية , وكانوا يحرصون على أن تكون هذه الهيئة مستقلة عن وزارة الأوقاف وعن الأجهزة الحكومية, بل وطالبوا بأن تكون تحت إشراف علماء مذهبهم كونهم ينوبون عن إمامهم الغائب ! .
وبالفعل فقد انشات الحكومة الكويتية وحدة للأوقاف الجعفرية تتبع وزارة الأوقاف يكون أعضاؤها من الشيعة, إلا أن الشيعة وقادتهم أعربوا في تصريحاتهم المتكررة أن هذا القرار لا يلبي طموحاتهم, ذلك أنهم يريدون هيئة مستقلة عن الأوقاف والحكومة, وفي أحسن الأحوال تتبع الديوان الأميري .
وتبقى الاشياء المكملة لكل ما تقدم هي المطبوعات التي يقوم شيعة الكويت بجهد كبير لنشر عقائدهم الفاسدة من خلال الكتب والأشرطة والمجلات والنشرات والرسائل.
كما يحرص الشيعة على إنشاء المؤسسات الثقافية والتربوية كجامعة أهل البيت (على الانترنت) من قبل بعض الجامعيين من الكويت والعراق وتدريس الشريعة والاقتصاد والتربية . وتسعى هذه الجامعة لنشر الفكر الشيعي بين أوساط الجاليات المسلمة في الغرب, التي يناسبها هذا النوع من التعليم عن بعد.
أما الأنشطة الاقتصادية فعديدة ومتنوعة, حيث الكثير من الشيعة من التجار ورجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة طائفتهم, وقد ساعدهم في تبوء هذه المكانة الاقتصادية الهامّة مشاركتهم لبعض شيوخ آل الصباح في أعمالهم التجارية , وبرزت من الشيعة عائلات اقتصادية كبيرة منها بهبهاني وقبازرد والكاظمي والهزيم وبهمن وبوشهري والوزان والمزيدي ومقامس ومكي ودشتي والصراف والنقي , كما انهم ومنذ فترة طويلة يسيطرون على قطاعات اقتصادية هامة عديدة منها المواد الغذائية والسجاد والذهب والمخابز.
يتبع
احتلال بغداد وزيادة المد الشيعي في المنطقة العربية
اضيف بتأريخ : 16/ 03/ 2009
.
بقلم أيوب الجبوري
المقدمة
هذه الافكار العبثية لم تنتهي بموت الخميني , بل استمرت عملية التغذية لها بشكل مبرمج من قبل من تولى كرسي الحكم في حكومة الملالي الى يومنا هذا .
بل ان من جاء وتولى سدة الحكم في بلاد الملالي اقتنع بما لا يقبل الشك ان المواجهة العسكرية , وما يقابلها من تحشيد اعلامي ضدهم دفعه للاقتناع كليا بان الحروب والمصادمات العسكرية لا تفيدهم , بل انهم تمسكوا بالحلول السلمية المسمومة وبالدبلوماسية الفارسية الصفوية التي تعتمد اعتمادا كليا على مؤازرة الشعوب الفقيرة او المحتاجة ودعمهم بالاموال وادخالهم ضمن مخططات غسل الدماغ المبرمج
طوال ثلاثة وعشرين سنة مضت من تاريخ العراق , بحروبها وحصارها ومؤامراتها ومحاولاتها الانقلابية على نظام الحكم السابق , والتي شهدت ثلاث حروب ابتدأت اولها من عام 1980 وانتهت في عام 1988 , وما رافقها بعدها من دخول للكويت وحرب خليجية ثانية , ثم جاء بعده حصار استمر ثلاث عشر سنة اكل الاخضر واليابس , الى ان وصلت اوراق التاريخ الى عام 2003 لتشهد حرب احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين , ولتسجل نهاية عهد لرئيس تمسك بالسلطة بيد من حديد , وتحكم بمصائر شعب طوال فترة استمرت عمليا خمس وثلاثين سنة , ولتشهد انهيار البوابة الشرقية للوطن العربي بوجه الغزو الشيعي الرافضي الصفوي .
ومنذ منتصف سبعينات القرن الماضي , شهد العراق موجة للاحزاب الشيعية المتلبسة بلباس الدين المتطرف والموجهة فكرا وعقيدة من قبل ملالي قم اولا , ثم من قبل حكومة الملالي ثانيا , على اعتبار ان حكومة الشاه لم تسقط بعد فعليا .
والكل يعرف ما حدث من قبل هذه الاحزاب وعناصرها من تنفيذ لمخططات حكومة الملالي بعد اعتلاء الخميني سدة الحكم هناك , فعملت بكل الاشكال من اجل مد جذور ثورتهم الرافضية الصفوية الى العراق ومن ثم يبدا مسلسل تشييع منطقة الخليج , التي ما يزالون ينادون بفارسيتها , ولعل اخرها قضية مملكة البحرين التي طالب بعض المسؤوليين في حكومة الملالي باستعادتها باعتبارها جزء من بلاد فارس , رغم تنوع اشكال الاعتذار الرسمي , وتمسك الصحف .
على العموم سنوات طوال مرت منذ ان اعتلى الخميني كرسي حكومة الملالي في طهران , وجائهم بثورة رافضية شيعية صفوية مسمومة هدفها القضاء على اهل السنة والجماعة في العراق اولا , على اعتبار ان ال بيت رسول الله مدفونون فيه , والقضاء على اهل السنة في الوطن العربي ثانيا واعلان الامبراطورية الفارسية الشيعية كقوة وحيدة في المنطقة او كما يسمى بشرطي المنطقة ( وهو مصطلح قديم ارتبط بمحاولات الشاه فرض سطوته على منطقة الخليج ).
هذه الافكار العبثية لم تنتهي بموت الخميني , بل استمرت عملية التغذية لها بشكل مبرمج من قبل من تولى كرسي الحكم في حكومة الملالي الى يومنا هذا .
بل ان من جاء وتولى سدة الحكم في بلاد الملالي اقتنع بما لا يقبل الشك ان المواجهة العسكرية , وما يقابلها من تحشيد اعلامي ضدهم دفعه للاقتناع كليا بان الحروب والمصادمات العسكرية لا تفيدهم , بل انهم تمسكوا بالحلول السلمية المسمومة وبالدبلوماسية الفارسية الصفوية التي تعتمد اعتمادا كليا على مؤازرة الشعوب الفقيرة او المحتاجة ودعمهم بالاموال وادخالهم ضمن مخططات غسل الدماغ المبرمج وكثير من الامور التي سنتناولها تباعا .
بل ان الملالي كشفوا عن انيابهم , وبانت مخالبهم بمجرد احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية , وسقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين .
والامر واضح وجلي للعديد من المتابعين لهذا الملف , فالامر لا يرتبط باحتلال العراق من قبل امريكا او حلفائها , بل ان الامر يرتبط بتغيير نظام قوي , عمل على ايقاف ثورة رافضية شيعية صفوية اريد لها ان تغير وجه التاريخ وتمحي صورة اهل السنة من خارطة العالم , فبعد ان كان العراق البوابة الشرقية للوطن العربي الذي صد الزحف الشيعي الرافضي الصفوي للعراق والمنطقة العربية , اصبح اليوم البوابة الشرقية لمد الافكار الرافضية الصفوية الفارسية الى المنطقة العربية .
انظروا سيداتي سادتي الى حجم التغير الذي حصل بين ليلة وضحاها , فبعد ان لم يكن اي واحد من الرافضة الصفويين التجرؤ والتفوه ولو همسا بضرورة نشر التشيع الصفوي في المنطقة العربية , انظروا ماذا يحصل اليوم , فما تزال جزر الامارات الثلاث محتلة , ومملكة البحرين تشهد عملية نخر من الداخل بسبب المنظمات الشيعية , بل وتعدى الامر بالمطالبة علنا بضمها الى بلاد فارس لانها جزء منها تاريخيا وانها المحافظة الرابعة عشر , وانظروا سيداتي سادتي الى مصر وكيف تجرأ نفر قليل من الصحفيين المدفوعي الثمن , ليطالبوا نهارا جهارا بحقوقهم المسلوبة منذ وقت طويل , وانظروا ما حدث بلبنان من اقتتال طائفي قديم احرق الاخضر واليابس طوال سبعة عشر عاما من عام 1975 الى عام 1992 , مرورا بالاقتتال الطائفي الاخير الذي سببه حزب حسن نصر الله الموالي لحكومة الملالي , والقائمة تطول اخوتي واخواتي , وانا ساحاول الكشف عن المخططات المشبوهة التي يحاول ملالي طهران تنفيذها او التي نفذها في المنطقة العربية .
لكن اخوتي واخواتي دعوني احذر جميع العرب والمسلمين من خطورة هذا المد الرافضي الاسود وحسبنا قول سيدنا عمر رضي الله عنه عندما اخبروه بفتح بلاد فارس , حينها قال ( ابتلي الاسلام بهم ) وقال في اخرى ( اللهم اجعل بيننا وبينهم جبل من نار ) , ولا عجب ان الرافضة في بلاد فارس بنوا مزارا لقاتل عمر بن الخطاب .
هذا المد الذي اريد له ان يوقف بمشيئة الله وقدره على يد رجل , حوكم فيما بعد واعدم .
ولا يفوتني ان اذكر في هذا المقام ان بعض الدول التي ساعدت على التخلص من النظام السابق , بدأت تعض اصابع الندم لانها فتحت ابواب جهنم عليها , فبالسابق لم تكن تتجرأ على فعل وقول كثير من الاشياء , اما بعد احتلال بغداد واسقاط النظام السابق , وسيطرة حكومة الملالي واتباعهم على مقاليد الحكم , فالامر تعدى المعقول بكثير , وهذا العاهل السعودي الملك عبدالله ووزير خارجيته الامير سعود الفيصل يامر بوضع دراسات للحد من المد الشيعي , ومثله عمل شيخ الازهر الذي امر بادخال ائمة المساجد دورات لتوعية الناس بمخاطر التشيع , وسبقهما الشيخ يوسف القرضاوي الذي هاجم حكومة الملالي صراحة عن مساعدتها لنشر التشيع في البلدان العربية , وما عمله ملك البحرين من فتح منافذ التجنيس من العرب السنة , للوقوف بالضد من الشيعة الموالين لحكومة الملالي , والقائمة تطول .
يستوقفني كلام خطير في عقلي , يدق ناقوس اللسان لكي ينطق به , هذه الكلام ربط بين الرئيس الامريكي رونالد ريغان وبين الرئيس الراحل صدام حسين , فالجميع يعلم حجم التعاون الذي كان يجمع الرئيس العراقي والرئيس الامريكي سواء بتزويده بالمخططات او المعلومات او حتى بالاسلحة بشكل مباشر وغير مباشر , الرئيس العراقي الراحل استغل هذا الموقف ليدخل في حرب ضروس امدها ثمان سنوات مع عدو فارسي , اراد ان ينتقم من اهل السنة في العراق وفي المنطقة العربية . شخص كهذا الا يستحق ان يترحم عليه اهل السنة ليل نهار , بعد الذي راوه وعاشوه في هذه السنوات.
سيداتي سادتي قد يبدو كلامي هذا تمجيدا لرئيس رحل ترك بصماته على تاريخ العراق السياسي والديني والاجتماعي , لكن صدقوني انا وغيري كثير من اكثر الخاسرين من النظام السابق , فابسط حقوقنا الدينية وهي الصلاة في المسجد , كنا نصليها خائفين من البعثيين ورجال الامن , خوفا من ان يكتبون عنا باننا وهابية , هذه التهمة كانت سائدة في ذلك الوقت على كل شخص ملتزم دينيا , يؤدي صلواته في المسجد , لكنها حقيقة ناصعة البياض ولا يستطيع احد ان ينكرها , مهما كان ويكون .
ولا يخفى على كثيرين من ابناء العراق وحتى الدول العربية حقيقة ونوايا الرئيس العراقي الراحل , التي يشكك البعض فيها , الا اني اكاد اجزم بان الجميع يتفق انه محق في صراعه مع إيران وتحذيره من شرهم طوال اكثر من عشرين سنة ثمان منها بصيغة علنية في حرب ضروس , وحتى خلال اعدامه حذر من الفرس والمجوس في إشارة لإيران, فطهران اليوم تسعي وبشكل حثيث من أجل تغيير وجه العرب .
والقضية تعيدنا الى نقطة البداية , بداية ما يسمى بالثورة الاسلامية , حين عمل الخميني بشتى الوسائل على نشر افكاره الشيعية الرافضية الصفوية في المنطقة العربية , تحت شعارات واكاذيب دينية مشبوهة اولها طريق القدس يمر بكربلاء , والان كربلاء تحت الادارة الفارسية فاين عقيدة تحرير القدس في الفكر الصفوي ؟
احتلال بغداد وانتشار التشيع في المنطقة العربية
لقد فتح احتلال بغداد على ايدي الجيش الامريكي ومن عاونه , جميع الطرق والمسالك وحتى الابواب والشبابيك التي كانت من قبل مغلقة امام المد الشيعي الصفوي القادم من بلاد فارس , وكان بلا شك من اوائل ضحايا هذا المد هو بلاد الرافدين بذاته , فبعد ان كان عصيا عليهم طوال اكثر من الف سنة , اصبح اليوم لقمة سائغة بيد اصحاب العمائم من يسمون انفسهم بالعراقيين او من يقف خلفهم من اصحاب العمائم الاعجمية .
لقد فتح احتلال بغداد على ايدي الجيش الامريكي ومن عاونه , جميع الطرق والمسالك وحتى الابواب والشبابيك التي كانت من قبل مغلقة امام المد الشيعي الصفوي القادم من بلاد فارس , وكان بلا شك من اوائل ضحايا هذا المد هو بلاد الرافدين بذاته , فبعد ان كان عصيا عليهم طوال اكثر من الف سنة , اصبح اليوم لقمة سائغة بيد اصحاب العمائم من يسمون انفسهم بالعراقيين او من يقف خلفهم من اصحاب العمائم الاعجمية .
ولا يخفى على كثير من المتابعين ان العراق كان بلدا قويا شامخا مقتدرا في صد الهجمات الشعوبية الدينية , بغض النظر عمن يقف ورائه , وبعد ما حدث من اجتياح للكويت عملت معظم الدوائر الاستخباراتية العربية وخصوصا الخليجية , على اسقاط نظام صدام حسين , لغزوه الكويت .
لكنهم اليوم ذاقوا وبال تامرهم وعملهم على الاطاحة به , بعض المراقبين يؤكدون ان بقاء صدام في حكم العراق ارحم من حكم اصحاب العمائم ومن يقف خلفهم في بلاد فارس , على الاقل ان الرئيس الراحل لم يفتح عليهم ابواب المد الشيعي الرافضي الصفوي المسموم , بل انه كان في يوم من الايام بطل التحرير القومي بنظرهم , بل واطلق شعراء الخليج تسمية قادسية صدام على الحرب العراقية الايرانية , تعبيرا عن معركة القادسية الاولى التي قادها سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه ضد الفرس.
وكم من تصريح لقائد عربي او سياسي كبير امتدح وشد على ايدي الرئيس الراحل عندما كان يقاتل جيش حكومة الملالي الفارسية , وابرزها كان تصريح امراء الخليج عندما قالوا له بالحرف الواحد ( منك العيال ومنا المال ) .
فما الذي حدث لكي يستعجلوا ويحكموا على رجل اوقف مد شيعي صفوي قوي لفترة اربع وعشرين سنة ابتدات منذ عام 1979 وهو تاريخ اعتلاء الخميني لكرسي الرئاسة في حكومة الملالي وحتى احتلال بغداد عام 2003 .
وعلى جميع العرب ان يعوا حقيقة التهديد الشيعي الصفوي للمنطقة اجمعها وخصوصا الجزيرة العربية , واجعل بين يديهم تصريح قاله احد علمائهم ويدعى علي الكوراني من على قناة المستقلة , حينما اعلنها صرخة مدوية ( نحن الشيعة لدينا قدوم عظيم ليس له حدود ونحن نسعى إلى التمدد على كل الآفاق، وبعد أن زال صدام أصبح لدينا العراق وهناك مواقع عديدة نسعى للوصول إليها، وأن هدف المرجعية هو رئاسة العالم كله . واضاف أن الخليج العربي هو الثاني من حيث الاستهداف، واليمن الحوثيون والزيديون إخواننا، وسوف يكونون الطوق الذي نسعى إلى امتدادنا على كل المنطقة، نحن لا نسعى إلى الأندنوسيين أو إلى الجزائريين أو إلى أفريقيا لأن هؤلاء يتبعون آفاق هذه المنطقة , ويقصد بها العراق.
السياسة الإيرانية للتوسع في المنطقة العربية
يقف في قمة اولويات حكومة الملالي الصفوية , امر طمس الهوية العربية السنية , وبمختلف الاساليب والتوجهات , واهم هذه الاساليب المستخدمة هو اسلوب تفريق مكونات الشعب الواحد داخل كل بلد عربي , وعزله عن الاخر ثم تبدأ مرحلة التغذية الطائفية الدينية الصفوية , مثل ما حصل في العراق حيث قسمت ايران العراق إلى عرب وأكراد أولا، وشيعة وسنة ثانيا، وشيعة فارسية وشيعة عربية ثالثا، وبالنهاية مناصر لإيران ومعادي له من الشيعة العرب رابعا.
الامر الاخر الذي حصل في لبنان ، فهناك يقف حزب الله بقوة في تنفيذ مخططات حكومة الملالي الداعمة له منذ بداية تاسيسه , حتى ان بعض المراقبين يؤكدون ان حزب الله تاسس بافكار فارسية في الجنوب اللبناني والدليل مشاركة مقاتليه مع الجيش الفارسي ضد الجيش العراقي في حرب الثمانينات.
واضافة الى حزب الله بدأت حكومة الملالي بتطويق اهل السنة هناك من خلال دعمها لبعض الجماعات المسيحية كتكتل الرئيس السابق ميشيل عون .
ولا يخفى على كثيرين ما تقوم به مجموعات كبيرة تعمل تحت امرة عدد من الملالي اصحاب العقيدة الشيعية الصفوية والجذور الفارسية الحاقدة على العرب في مدينتي قم وطهران, ومن خلال شبكات تجسسية تكون مدعومة بالاموال والوسائل
وبهذه الشعارات المعسولة تحت غطاء الاسلام , وبصفتها المدافعة عن المقدسات السليبة في فلسطين , تعمل على كسب الراي العام في المنطقة العربية , يضاف الى هذه الشعارات حجم الضخ القوي للاموال التي تجعل تحقيق الاهداف ايسر واسرع على اعتبار ان الشعوب العربية معظمها تنوأ تحت طائلة الفقر.
المتطورة في مناطق عدة في المنطقة ، خصوصا العراق ولبنان وسوريا والدول الخليجية ، حيث يتم تحريك اتباعهم بأي اتجاه شاءوا.
وجميع العاملين في هذا الاطار وتحت هذا المسمى يعملون باجندة واستراتيجية محددة تتلقاها من حكومة الملالي الفارسية , وطبعا تحت غطاء اسلامي ، وشعارات رنانة المعادية للأمريكان والإسرائيليين بصفتهم اعداء الاسلام , لكن التاريخ يقول غير ذلك وما فضيحة ايران كونترا ببعيدة عن حجم التعاون السري بين تل ابيب وطهران وواشنطن .
وبهذه الشعارات المعسولة تحت غطاء الاسلام , وبصفتها المدافعة عن المقدسات السليبة في فلسطين , تعمل على كسب الراي العام في المنطقة العربية , يضاف الى هذه الشعارات حجم الضخ القوي للاموال التي تجعل تحقيق الاهداف ايسر واسرع على اعتبار ان الشعوب العربية معظمها تنوأ تحت طائلة الفقر.
من الناحية الاخرى يقف التعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي والزيارات الدبلوماسية وزيارات رجال دين الخ من الامور التي تجعل الامور تبدوا للعيان بالشكل المقبول والمنطقي , كل هذه الامور يعمل من خلالها الفرس لتصدير افكارهم المسمومة الى دول المنطقة .
الا ان الشي الابرز في كافة المخططات التي يعمل على ترسيخها واستغلالها هو الدعم اللا محدود للاحزاب الدينية للحصول على دعم شعبي من خلال تقديم كافة التسهيلات المادية والمعنوية للتفاعل في داخل المجتمع والحصول على القاعدة الجماهيرية التي يتقوى بها , ومن خلالها يبدأ بتنفيذ ما خطط له الملالي في بلاد فارس , وكما هو الحال مع المجلس الأعلى الإسلامي وقوات بدر وحزب الدعوة وميليشيات جيش المهدي في العراق وحزب الله في لبنان وغيرها من المنظمات الشيعية في الكويت والبحرين وشرق السعودية .
واليكم سيداتي سادتي بالترتيب اثار احتلال بغداد على بلدان المنطقة العربية
أولا :-
الكويت
اولا : الكويت / أصل شيعة الكويت وجذورهم التاريخية
ان المتتبع لاصل الشيعة في الكويت يلحظ حجم السمات والملامح المشتركة مع دول الخليج الأخرى , فأصلهم يعود إلى ايام حكم القرامطة وهم من الشيعة الإسماعيلية, وقد استولى الشيعة القرامطة على هذه المنطقة أواخر القرن الثالث الهجري حتى سنة 467هـ أثناء الحكم العباسي حتى قضى عليهم السلاجقة الذين استعان بهم عبد الله بن علي العيوني , وأسس دولته على أنقاضها كما تفيد بعض المصادر التاريخية .
ويلاحظ زيادة اعدادهم وانتشارهم الملفت للنظر في النصف الثاني من القرن الماضي تحديدا , ونتيجة لمخططات مدروسة بشكل لا يقبل الشك , لعبت فيه الهجرة الفارسية الصفوية إلى الكويت دوراً بارزاً في أن يصبح الشيعة رقما لا يستهان به , حيث وصل اليوم الى حوالي خُمس السكان , وهذا الامر لم يقتصر على الكويت فقط بل تعداه الى عدد من الدول العربية تحت مسميات واشكال مختلفة.
وبعد منتصف القرن الماضي كما قلت سابقا , لعبت الهجرة المنظمة من بلاد فارس , دوراً كبيراً في زيادة اعداد الشيعة وجعلهم رقما لا يستهان به من اجل تنفيذ مخططات رسمت بدقة , اولها مد النفوذ الشيعي الصفوي الى المنطقة العربية وتسقيط دول الخليج دولة بعد اخرى , والامر الاخر الاستفادة من حجم الثراء الذي بدأ يظهر الى العيان مع ازدياد الاستثمارات النفطية في المنطقة .
بعض المصادر تشير الى ان نصف شيعة الكويت هم من أصول عربية , والنصف الآخر من أصول إيرانية وفدت إلى الكويت وإلى دول خليجية أخرى في القرون الثلاثة الماضية, وقد تعرب معظمهم واكتسب جنسية هذه البلاد, وما يزال معظمهم يحتفظ بكثير من عناصر الثقافة الفارسية, بما في ذلك اللغة .
الامر الاخر ان جزء كبير من الشيعة الرافضة الموجودين في الكويت قدموا بحجة طلب العمل علما ان اكثرهم وصلوا بطرق غير شرعية وهذا الامر لا يستغرب بسبب القرب الجغرافي كما قلت بين الطرفين , وساعد هؤلاء في الاقامة والعمل بعض التجار الفرس , الذين أصبحوا مع الاسف مواطنين من أهل الخليج , بل ووصل بهم الامر الى ان يشاركوا أفراد من الأسرة المالكة باعمالهم .
ونتيجة للمساندة التي كان يتلقاها الشيعة الرافضة في الكويت سواء من التجار او من قبل حكومة الملالي , عملوا جاهدين للتسلل إلى أجهزة الدولة الحساسة , خاصة الدوائر التي ترتبط ارتباطا مباشرا بمنح الجنسية الكويتية او الإقامة .
ويمكن تقسيم الشيعة الرافضة في الكويت على أساس عرقي إلى:
1ـ شيعة من أصل عربي، وينحدرون أساساً من المنطقة الشرقية من السعودية، ويطلق عليهم اسم "الحساوية" نسبة إلى منطقة الإحساء، إضافة إلى أن عدداً منهم قدم إلى الكويت من البحرين ويسمون البحارنة، وجنوب العراق.
2ـ شيعة من أصل فارسي صفوي ، يطلق عليهم اسم العجم ويشكلون نسبة كبيرة من شيعة الكويت، وقد توالت هجرة هذه الجماعات منذ القرن التاسع عشر، وقد شجع الاستعمار البريطاني آنذاك هذا النوع من الهجرة لأسباب سياسية واقتصادية.
التيارات الدينية في الكويت
تتنوع التيارات الشيعية الصفوية الموجودة بالكويت ما بين تيار علماني رافض لزيادة نفوذ اصحاب العمائم في المجتمع ويقفون مع الحكومة عادة , ومنها تيارات تقف مع اصحاب العمائم لهدف واحد صريح نشر التشيع في الكويت وجرها الى حظيرة بلاد فارس .
ويمكن توزيع هذه التيارات الى ثلاث :
1- التيار الشيعي الفارسي الصفوي : وهذا التيار يؤمن بولاية الفقيه , وبرز هذا التيار بعد ثورة الخميني سنة 1979م , ويلاحظ وجود برلمانيين في مجلس الامة ينتمون لهذا التيار منهم عدنان عبد الصمد وعبد المحسن جمال.
2- التيار الشيرازي : وهذا التيار يتبع محمد الشيرازي الذي أقام في الكويت تسع سنوات (1971-1980) قادماً من العراق بعد طرده , وتمكن من تحشيد قاعدة جماهيرية له , حيث تمكن من أقامة مؤسسات وهيئات رافضية صفوية شجعت عدد من الكويتيين للاقتداء به وتقليده , وينتمي لهذا التيار النائب صالح عاشور.
3- التيار الاخير وهو ما يسمى بالشيخية وهو يتبع مذهب الاثنى عشرية , يراسه علي موسى , الذي قام بتأسيس الحسينية الجعفرية والعباسية, وهو أول من سعى الى إعلان الشهادة الثالثة (أشهد أن عليّاً ولي الله) على المنابر والمنائر.
وقد استخدمت حكومة الملالي ورقة الأقليات الطائفية لزعزعة الاستقرار السياسي لدول مجلس التعاون الخليجي عموما والكويت خصوصا , بسبب تأييدها للعراق في حربه مع إيران (1980ـ 1988)، و شهدت منطقة الجزيرة والخليج العربي بعد ثورة الخميني سنة 1979م، موجات من التطرف الشيعي، في ظل الدعم الكبير الذي قدمه الخميني للشيعة الرافضة في الخليج ، خاصة مع رفعه شعار تصدير الثورة خارج الحدود الفارسية ، وكان نتيجة ذلك قيام الأقليات الشيعية في المنطقة العربية بتنظيم صفوفها في تنظيمات سياسية طائفية لمعارضة بلدانها .
وفيما يتعلق بتوزيع السكان، فقد كان الشيعة فيما سبق يميلون إلى السكن في مناطق وأحياء خاصة بهم ، مثل الشرق ، وبنيد القار، أما بعد ظهور النفط ، وبعد حركة الاستملاكات التي قامت بها الحكومة والناتجة عن العوائد النفطية الكبيرة، انتقلت أغلبية الشيعة إلى مناطق جديدة مثل: القادسية، المنصورية ، الدعية ، الدسمة ، الرميثية، السالمية، حولي، والجابرية. وقد تجاوز عدد الحسينيات الشيعية 88 حسينية .
ظهور الشيعة قبل الاستقلال
يبدا ظهور شيعة الكويت على مسرح الاحداث مع اول تشكيل سياسي في عام 1921 , وهو العام الذي شهد تأسيس أول مجلس استشاري لهم .
ولم يكتب لهذا المجلس ان فعل بسبب اختياره لاثنين من الشيعة الرافضة ذوي الاصول الفارسية , هذا من جهة الامر الاخر موقف سنة الكويت من الشيعة , بسبب عدم الرضى، والسخط عليهم بعد امتناعهم عن المشاركة في معركة الجهراء في عام 1920 بين الكويت وابن سعود ، حيث ذهبت مجموعة منهم إلى المقيم السياسي البريطاني، وعبروا له عن عدم استعدادهم للمشاركة في هذه الحرب على أساس أنهم ليسوا مواطنين كويتيين، بل فرس وهنا يجب وضع الف علامة استفهام , لان تصرفهم هذا نابع من عقيدة فاسدة نمت وترعرعت وكبرت وانتشرت في البلدان العربية الى يومنا هذا .
الظهور الثاني للشيعة كان عام 1938، حيث رفعوا صوتهم مطالبين بأن يكون لهم تمثيل في المجلس التشريعي ، والمجلس البلدي ، وفتح مدرسة ومحكمة خاصة بهم, لكن المجلس التشريعي رفض هذه المطالب وعلى إثر ذلك تقدم عدد كبير من الشيعة المنحدرين من أصول إيرانية، إلى المقيم السياسي البريطاني في الكويت بطلب منحهم الجنسية الإنجليزية والذي اعتبره المجلس التشريعي تحدياً لهيبة المجلس مما أدى إلى أن يصدر المجلس التشريعي قراراً بإبعاد كل كويتي يتجنس بجنسية أجنبية وأن يغادر الكويت خلال شهرين مع حرمانه من كافة حقوقه.
الامر الذي دفع الشيعة لاعادة ترتيب اوراقهم , وهذا ما تم لهم من خلال التحالفات التي اقاموها مع الأسرة الحاكمة والإنجليز والمحافظين من كبار العائلات السنيّة للإطاحة بالمجلس التشريعي، بعدها تم افتتاح مدرسة إيرانية جلبت مناهجها الدراسية من إيران.
ظهور الشيعة بعد الاستقلال عام 1961
في عام 1973 بدأ الظهور العلني , الواضح المعالم , بالاهداف والغايات المبطنة , تحت شعارات دينية مسمومة وافدة من بلاد فارس ، حيث ظهر عدد من الجمعيات الدينية والثقافية الصفوية ومنها :-
1ـ جمعية الثقافة الاجتماعية، تأسست اوائل الستينات ، اتخذها الشيعة واجهة اجتماعية ودينية، للمطالبة بإنشاء مزيد من الحسينيات , وخلال فترة عشرين عاما لم يشارك أعضاء الجمعية بأي نشاط سياسي محلي، وكان موقفهم موقف المتفرج على الاحداث التي مرت بها البلاد .
2ـ جماعة الشيرازي، التي تنتسب إلى محمد الشيرازي الذي بدأ ينشط في السبعينات بعد أن أبعد عن العراق إلى الكويت، ويعتبر الشيرازي الأب الروحي لمنظمة العمل الإسلامي في العراق.
ظهور الشيعة سياسيا منذ عام ( 1962ـ 1975)
بدأ ظهور الشيعة على المسرح السياسي في 30/12/1961 مع تكوّن أول مجلس تأسيسي في الكويت ، وكانت مهمته الأساسية وضع دستور للبلاد، المعروف بدستور 1962، وقد كفل قانون الانتخاب حق التصويت والترشيح لكافة الكويتيين بغض النظر عن الانتماء الطائفي، وقد مثل الشيعة في هذا المجلس نائبان.
و يعود اول دخول للشيعة في مجلس الامة الى عام 1963 ، وهو العام الذي شهد أول انتخابات لاختيار أعضاء المجلس.
ومع وصول الخميني الى السلطة عام 1979، انقسم الشيعة إلى تيارين , الاول محافظ تمثله الطبقة الأرستقراطية من التجار والمرتبطين مع السلطة من خلال المصالح، وهدف هذا التيار إلى تحسين وضع الشيعة الديني والاجتماعي داخل الكويت , والثاني ثوري تشكل من الشباب، خاصة المنتمين إلى الطبقة الوسطى، وطمح هذا التيار إلى الإطاحة بالنظام الحاكم واستبداله بنظام ملالي على غرار بلاد فارس .
دخل تنظيم الشيعة في الكويت بعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية , ومساندة الكويت للعراق , مرحلة حاسمة وخطرة , حيث ادى هذا الامر إلى سخط الشيعة الكويتيين لأنهم يعتبرون ان حكومة الملالي حامية الشيعة، وقد استغل نظام الملالي الشيعة في الكويت لتنفيذ المخطط المرسومة وعمل على تجنيد عدد منهم في تنظيمات إرهابية كان هدفها الأساسي زعزعة الاستقرار السياسي في الكويت.
وبالفعل شهدت الساحة الكويتية من عام 1980 حتى عام 1988 موجات من أعمال العنف السياسي تمثلت في انتشار العمليات الإرهابية وتوزيع المنشورات التي تحرض على قلب نظام الحكم في الكويت، وإقامة نظام شبيه او تابع لحكومة الملالي ، كمحاولة اغتيال الأمير في عام 1985، والتفجيرات التي حدثت في عام 1986، وتفجيرات عام 1987، والاضطرابات السياسية التي شهدتها منطقة مشرف عام 1987.
وبعد اجتياح العراق للكويت حدث تقارب كبير بين الشيعة والسلطة ، حيث شكل الشيعة تجمع سياسي لهم تحت اسم "الائتلاف الإسلامي الوطني " نجح اثنين من مرشحيه في انتخابات 1992م واثنين من المدعومين منه وذلك على حساب خسارة نواب الشيعة المحسوبين على الحكومة , وسرعان ما جمد نشاطه نتيجة الخلافات الداخلية .
وسائل عمل الشيعة في الكويت
لقد اعتمد الشيعة الرافضة على امور مهمة واساليب مختلفة للبروز في الشارع الكويتي , يبرز منها ما يدخل ضمن التقسيمات الدينية والتربوية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
اما الدينية فانهم يعتمدون بشكل اساسي على حسينياتهم , فهي كالنادي والملتقى لهم يعقدون فيه اجتماعاتهم, وتوجد فيها مكتبة ودار نشر, وفيها عدة لجان تتولى تنظيم مختلف شؤونها , وتنظيم الاحتفالات والندوات الدينية , وغالباً ما تكون هذه الحسينيات خارج سيطرة وإشراف وزارة الأوقاف , وفيها غرف يسكنها الشيعة الوافدون إلى الكويت .
الامر الاخر الذي سعى الشيعة لتحقيقه انشاء هيئة للأوقاف الجعفرية, يثبتون من خلالها وجودهم ومذهبهم, وينمّون مواردهم المالية , وكانوا يحرصون على أن تكون هذه الهيئة مستقلة عن وزارة الأوقاف وعن الأجهزة الحكومية, بل وطالبوا بأن تكون تحت إشراف علماء مذهبهم كونهم ينوبون عن إمامهم الغائب ! .
وبالفعل فقد انشات الحكومة الكويتية وحدة للأوقاف الجعفرية تتبع وزارة الأوقاف يكون أعضاؤها من الشيعة, إلا أن الشيعة وقادتهم أعربوا في تصريحاتهم المتكررة أن هذا القرار لا يلبي طموحاتهم, ذلك أنهم يريدون هيئة مستقلة عن الأوقاف والحكومة, وفي أحسن الأحوال تتبع الديوان الأميري .
وتبقى الاشياء المكملة لكل ما تقدم هي المطبوعات التي يقوم شيعة الكويت بجهد كبير لنشر عقائدهم الفاسدة من خلال الكتب والأشرطة والمجلات والنشرات والرسائل.
كما يحرص الشيعة على إنشاء المؤسسات الثقافية والتربوية كجامعة أهل البيت (على الانترنت) من قبل بعض الجامعيين من الكويت والعراق وتدريس الشريعة والاقتصاد والتربية . وتسعى هذه الجامعة لنشر الفكر الشيعي بين أوساط الجاليات المسلمة في الغرب, التي يناسبها هذا النوع من التعليم عن بعد.
أما الأنشطة الاقتصادية فعديدة ومتنوعة, حيث الكثير من الشيعة من التجار ورجال الأعمال الذين يدعمون أنشطة طائفتهم, وقد ساعدهم في تبوء هذه المكانة الاقتصادية الهامّة مشاركتهم لبعض شيوخ آل الصباح في أعمالهم التجارية , وبرزت من الشيعة عائلات اقتصادية كبيرة منها بهبهاني وقبازرد والكاظمي والهزيم وبهمن وبوشهري والوزان والمزيدي ومقامس ومكي ودشتي والصراف والنقي , كما انهم ومنذ فترة طويلة يسيطرون على قطاعات اقتصادية هامة عديدة منها المواد الغذائية والسجاد والذهب والمخابز.
يتبع