السلام عليكم
وقع ناظري على حديث وضعه الملف رقم 9 بما معناه عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه عقليا الأولى مسح باطن القدم لا ظاهرها. شدني هذا الحديث لكتابة هذا الموضوع.
ولأن الدين شريعة و عقيدة. لا خلاف أن استنباط احكام الشريعة له اصول نقلية يستخدمها العلماء في ايجاد الأحكام. فيجوز للعامة التقليد لدقة و صعوبة هذه العلوم الأصولية.
ولكن هل يجوز التقليد في بناء العقيدة الاسلامية الكاملة لدى الانسان؟
بمعنى آخر .. هل يجوز للانسان أن يبني عقيدته دون رافد استدلالي لها ؟ كأن يعتقد أن الله سميع بصير، وهو لا يعلم لماذا يجب على الله أن يكون سميع بصير ؟
يستدل المحقق الحلي قدس الله روحه على أن العقائد تعتبر ساقطة دون دليل لها في كتابه المسمى بالباب الحادي عشر بعدة استدلالات، نلخصها كالآتي:
أولا:
على وجوب معرفة الله تعالى ، وصفاته الثبوتية والسلبية وما يصح عليه وما يمتنع عنه والنبوة والإمامة والمعاد.
والدليل على وجوب حصول هذه المعرفة عقلي و سمعي:
أما العقلي فأقتبس ما قاله في كتابه :
الأول : أنها دافعة للخوف الحاصل للإنسان من الاختلاف ، ودفع الخوف واجب ، لأنه ألم ، نفساني يمكن دفعه ، فيحكم العقل بوجوب دفعه ، فيجب دفعه . الثاني : أن شكر المنعم واجب ، ولا يتم إلا بالمعرفة . إما أنه اجب فلإستحقاق الذم عند العقلاء بتركه . وأما أنه لا يتم إلا بالمعرفة فلأن الشكر إنما يكون بما يناسب حال المشكور ، فهو مسبوق بمعرفته وإلا لم يكن شكرا ، والباري تعالى منعم ، فيجب شكره ، فيجب معرفته . ولما كان التكليف واجبا في الحكمة كما سيأتي ، وجب معرفة مبلغه وهو النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحافظه وهو الإمام ( عليه السلام ) ، ومعرفة المعاد لاستلزام التكليف وجوب الجزاء
و أما السمعي :
و لما نزل قوله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبرها ) . رتب الذم على تقدير عدم تدبرها أي عدم الاستدلال بما تضمنته الآية عن ذكر الأجرام السماوية والأرضية بما فيها من آثار الصنع والقدرة والعلم بذلك الدالة على وجود صانعها ، وقدرته وعلمه ، فيكون النظر والاستدلال واجبا وهو المطلوب.
_________________________________________________________________________
أما استدلاله على وجوب الاستدلال لا التقليد :
الأول : إنه إذا تساوى الناس في العلم ، واختلفوا في المعتقدات فأما أن يعتقد المكلف جميع ما يعتقدونه فيلزم إجماع المتنافيات ، أو البعض دون بعض ، فأما أن يكون لمرجح أولا ، فأن كان الأول فالمرجح هو الدليل ، وإن كان الثاني فيلزم الترجيح بلا مرجح وهو محال .
الثاني : إنه تعالى ذم التقليد بقوله : ( قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ( 2 ) . وحث على النظر والاستدلال بقوله تعالى : ( ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين )
___________________________________________________
اقول : فهل يا ترى الاخوان مقلدون في العقيدة .. أم مستدلون؟
وقع ناظري على حديث وضعه الملف رقم 9 بما معناه عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه عقليا الأولى مسح باطن القدم لا ظاهرها. شدني هذا الحديث لكتابة هذا الموضوع.
ولأن الدين شريعة و عقيدة. لا خلاف أن استنباط احكام الشريعة له اصول نقلية يستخدمها العلماء في ايجاد الأحكام. فيجوز للعامة التقليد لدقة و صعوبة هذه العلوم الأصولية.
ولكن هل يجوز التقليد في بناء العقيدة الاسلامية الكاملة لدى الانسان؟
بمعنى آخر .. هل يجوز للانسان أن يبني عقيدته دون رافد استدلالي لها ؟ كأن يعتقد أن الله سميع بصير، وهو لا يعلم لماذا يجب على الله أن يكون سميع بصير ؟
يستدل المحقق الحلي قدس الله روحه على أن العقائد تعتبر ساقطة دون دليل لها في كتابه المسمى بالباب الحادي عشر بعدة استدلالات، نلخصها كالآتي:
أولا:
على وجوب معرفة الله تعالى ، وصفاته الثبوتية والسلبية وما يصح عليه وما يمتنع عنه والنبوة والإمامة والمعاد.
والدليل على وجوب حصول هذه المعرفة عقلي و سمعي:
أما العقلي فأقتبس ما قاله في كتابه :
الأول : أنها دافعة للخوف الحاصل للإنسان من الاختلاف ، ودفع الخوف واجب ، لأنه ألم ، نفساني يمكن دفعه ، فيحكم العقل بوجوب دفعه ، فيجب دفعه . الثاني : أن شكر المنعم واجب ، ولا يتم إلا بالمعرفة . إما أنه اجب فلإستحقاق الذم عند العقلاء بتركه . وأما أنه لا يتم إلا بالمعرفة فلأن الشكر إنما يكون بما يناسب حال المشكور ، فهو مسبوق بمعرفته وإلا لم يكن شكرا ، والباري تعالى منعم ، فيجب شكره ، فيجب معرفته . ولما كان التكليف واجبا في الحكمة كما سيأتي ، وجب معرفة مبلغه وهو النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحافظه وهو الإمام ( عليه السلام ) ، ومعرفة المعاد لاستلزام التكليف وجوب الجزاء
و أما السمعي :
و لما نزل قوله تعالى : ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ) ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبرها ) . رتب الذم على تقدير عدم تدبرها أي عدم الاستدلال بما تضمنته الآية عن ذكر الأجرام السماوية والأرضية بما فيها من آثار الصنع والقدرة والعلم بذلك الدالة على وجود صانعها ، وقدرته وعلمه ، فيكون النظر والاستدلال واجبا وهو المطلوب.
_________________________________________________________________________
أما استدلاله على وجوب الاستدلال لا التقليد :
الأول : إنه إذا تساوى الناس في العلم ، واختلفوا في المعتقدات فأما أن يعتقد المكلف جميع ما يعتقدونه فيلزم إجماع المتنافيات ، أو البعض دون بعض ، فأما أن يكون لمرجح أولا ، فأن كان الأول فالمرجح هو الدليل ، وإن كان الثاني فيلزم الترجيح بلا مرجح وهو محال .
الثاني : إنه تعالى ذم التقليد بقوله : ( قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ( 2 ) . وحث على النظر والاستدلال بقوله تعالى : ( ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين )
___________________________________________________
اقول : فهل يا ترى الاخوان مقلدون في العقيدة .. أم مستدلون؟