زارع الزيتون
عضو فعال
قال الإمام المازري رحمه الله : " أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث - يريد حديث السحر - وزعموا أنه يحط منصب النبوة ، ويشكك فيها ، قالوا : وكل ما أدى إلى ذلك باطل ، وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرَّعوه من الشرائع ، إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ، وأنه يوحى إليه ولم يوح إليه بشيء ، وهذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ ، والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل.
وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين " ، قال : " وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان ، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة " أهـ .
وانظر إتماما للفوائد : بدائع الفوائد 2/449 ، ففيه جواب مفصل.
فهي شبهة قديمة - يا صاحبي - مركبة من ثلاث شعب:
1- أن يطعنوا في الحديث باعتباره حديث آحاد .. و الرد قول الله تعالى عن موسى : يخيل إليه من سحرهم ... الآية
2- أن هذا الحديث فيه منافاة لعصمة النبي .. و الجواب كلام المازري وابن القيم ، القيم.
3- أن الحديث معارض للقرآن و لقوله تعالى : إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ، وقول قوم صالح له إنما أنت من المسحرين وقول قوم شعيب له إنما أنت من المسحرين.
ونحن يهمنا في هذه القصة أن نأخذ الحكم المستفادة من سحر النبى صلى الله عليه وسلم:
1- اثبات بشرية النبى صلى الله عليه وسلم حتى لايغلو فيه محب ويرفعه فوق جنسه البشرى بالزعم ان فيه شىء من الالوهية او الملائكية فهو بشر محض يصيبه مايصيب البشر من صنوف الابتلاءات
2- بيان مدى مايكنه اعداؤه فى صدورهم من بغض وغل وانهم ذهبوا فى عداوته كل مذهب ولم يتركوا طريقا للاذى به الا سلكوه
3- بيان حفظ الله تعالى لنبيه واظهار كيد اعدائه له ورد سهامهم الى صدورهم
4- لاتناقض بين واقعة سحر النبى صلى الله عليه وسلم وبين قوله تعالى حاكيا قول المشركين (إن تتبعون الا رجلا مسحورا )
فالسحر الذى ادعاه المشركون ونفاه القرآن هو السحر الذى يؤثر فى عقل المسحور ويجعله يهذى كالمجانين وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يصل ايذاء المشركين به لهذا فالله حافظ عقله بأبى هو وأمى
اما السحر الواقع فى الحديث المروى فى الصحيحين فلم يكن له تأثير على عقله او بلاغه لرسالة ربه ولكن كان شيئا اشبه بما يسمى (الربط ) وهى حاله معروفة فى العلاقة الحميمة بين الزوجين فقد يستطيع ساحر ان يباعد بين الزوجين بشىء من السحر وفى التنزيل الحكيم (فيتعلمون منهما مايفرقون بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله 000 الاية
والله سبحانه وتعالى اعلم
وأما ما يتعلق ببعض أمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ، ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعتري البشر كالأمراض ، فغير بعيد أن يُخَيَّل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين " ، قال : " وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطئهن ، وهذا كثيرًا ما يقع تخيله للإنسان ، وهو في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة " أهـ .
وانظر إتماما للفوائد : بدائع الفوائد 2/449 ، ففيه جواب مفصل.
فهي شبهة قديمة - يا صاحبي - مركبة من ثلاث شعب:
1- أن يطعنوا في الحديث باعتباره حديث آحاد .. و الرد قول الله تعالى عن موسى : يخيل إليه من سحرهم ... الآية
2- أن هذا الحديث فيه منافاة لعصمة النبي .. و الجواب كلام المازري وابن القيم ، القيم.
3- أن الحديث معارض للقرآن و لقوله تعالى : إن تتبعون إلا رجلا مسحورا ، وقول قوم صالح له إنما أنت من المسحرين وقول قوم شعيب له إنما أنت من المسحرين.
ونحن يهمنا في هذه القصة أن نأخذ الحكم المستفادة من سحر النبى صلى الله عليه وسلم:
1- اثبات بشرية النبى صلى الله عليه وسلم حتى لايغلو فيه محب ويرفعه فوق جنسه البشرى بالزعم ان فيه شىء من الالوهية او الملائكية فهو بشر محض يصيبه مايصيب البشر من صنوف الابتلاءات
2- بيان مدى مايكنه اعداؤه فى صدورهم من بغض وغل وانهم ذهبوا فى عداوته كل مذهب ولم يتركوا طريقا للاذى به الا سلكوه
3- بيان حفظ الله تعالى لنبيه واظهار كيد اعدائه له ورد سهامهم الى صدورهم
4- لاتناقض بين واقعة سحر النبى صلى الله عليه وسلم وبين قوله تعالى حاكيا قول المشركين (إن تتبعون الا رجلا مسحورا )
فالسحر الذى ادعاه المشركون ونفاه القرآن هو السحر الذى يؤثر فى عقل المسحور ويجعله يهذى كالمجانين وحاشاه صلى الله عليه وسلم ان يصل ايذاء المشركين به لهذا فالله حافظ عقله بأبى هو وأمى
اما السحر الواقع فى الحديث المروى فى الصحيحين فلم يكن له تأثير على عقله او بلاغه لرسالة ربه ولكن كان شيئا اشبه بما يسمى (الربط ) وهى حاله معروفة فى العلاقة الحميمة بين الزوجين فقد يستطيع ساحر ان يباعد بين الزوجين بشىء من السحر وفى التنزيل الحكيم (فيتعلمون منهما مايفرقون بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد الا بإذن الله 000 الاية
والله سبحانه وتعالى اعلم