الطبطبائي / الأقليات والحكومات في العالم العربي (1 – 2)

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

picture.php


هل عقدت الكنيسة القبطية صفقة مع النظام في مصر تقدم بموجبها الدعم الكامل لعملية توريث الرئاسة لجمال مبارك مقابل منافع سياسية واقتصادية وحصانة للكنائس والأديرة من سلطة الدولة والقانون؟
هذا السؤال بات مطروحا بقوة في الشارع المصري في الشهور الاخيرة خصوصا بعدما اعلن رئيس الكنيسة البابا شنودة – في موقف سياسي لافت – عن دعمه لترشيح جمال مبارك للرئاسة، وقبل أيام قال نائبه الانبا بيشوي في مقابلة صحافية «انا لا اخفي، ودائما اعلن حبي للرئيس وجمال من قلبي وليس مجاملة، لان عصر مبارك هو افضل عصر للاقباط في مصر رغم بعض المشاكل التي ليس هو سببها»، وتابع ان الرئيس «دائما ما يقف في صفنا ويعطينا حقنا»، وان «جمال (مبارك) انسان مؤدب ويحب الاقباط».
هذا التوجه السياسي للكنيسة ترافق مع بروز لهجة متطرفة من بعض قياداتها فيما يتعلق بالعلاقة بالدولة وبالاغلبية المسلمة، فالانبا بيشوي وهو سكرتير المجمع المقدس والرجل الثاني في قيادة الكنيسة القبطية المصرية اثار ضجة كبيرة في مصر قبل اسبوعين عندما صرح ان المسلمين «يمثلون %94 من المصريين» (ما هم الا ضيوف في مصر) عند الاقباط، رافضا أي سلطة للدولة المصرية او القانون المصري على أي شؤون الكنيسة، وزاد ان الاقباط «مستعدون للاستشهاد» في وجه أي محاولة للدولة لفرض قوانينها على الكنائس والاديرة.
تصريحات الانبا بيشوي جاءت في خضم جدل حول مصير ثلاث نساء قبطيات – احداهن زوجة قس – اعتنقن الاسلام وتم احتجازهن في بعض الاديرة لارغامهن على العودة عن الاسلام، ويسود اعتقاد ان الامن المصري يعلم مكان احتجازهن ولكنه لا يتدخل لاطلاق سراحهن مجاملة للكنيسة القبطية نظرا لموقفها من توريث الرئاسة.
فالحكومة تدعم قيادة الكنيسة الحالية وتوفر حصانة للكنائس والاديرة من تدخل قوى الامن، ومع اعطاء مزايا اقتصادية وفي المناصب للاقباط الذين مافتئوا يشكون من ضياع حقوقهم كأقلية مدعين انهم يمثلون %20 او اكثر من الشعب المصري، هذا مع ان بيانا لوزارة القوى العاملة المصرية نشر عام 2007 اكد ان الاقباط الذين لا تزيد نسبتهم عن %6 من السكان يسيطرون على ما يزيد عن ثلث اجمالي الثروة في مصر اضافة الى كبريات الشركات وان تقريرا نشرته مجلة «فوربس» الامريكية اشار الى وجود ثلاثة اقباط مصريين من بين عشرة مليارديرات في المنطقة العربية ليس فيهم مسلم مصري واحد.
كما ان الاقباط يحتلون نسبة عالية من الوظائف المرموقة في الدولة بينهم اكثر من وزير علاوة على ان نسبتهم في النقابات المهنية تصل الى %25 تقريبا من اجمالي العضوية، كذلك تشير بعض التقديرات الى ان نصيب الاقباط من نسبة الايداعات المالية في البنوك المصرية يصل الى %40 من حجمها.
وغدا نتابع النظر في هذا الموضوع وخصوصا ما ادى به الاستاذ محمد سليم العوا من حديث لقناة «الجزيرة» حول هذا الملف، وموقف الكنيسة القبطية هذا شبيه في جوانب كثيرة في علاقة الاقليات في بلاد عربية اخرى بالسلطة والدولة.

 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى