مناداه بطرح اكتتاب عام لتوفير تمويل قمر صناعي إسلامي تبث عبره القنوات الدينيه

فـــ@ــــد

عضو مخضرم
شركة "النايل سات" قررت مؤخرا إغلاق عدد من القنوات الدينية والصحية والمنوعات، مبررة القرار بقولها إنه جاء بعد «مخالفتها (تلك القنوات) اشتراطات التعاقد و الترويج لخرافات العلاج البديل ». ونفى أنس الفقي، وزير الإعلام المصري، وجود أي دوافع سياسية وراء اتخاذ هذا القرار.

وقال منتصر الزيات، المحامي وثيق الصلة بالجامعات الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه من أطلق هذه المبادرة المنادية بطرح اكتتاب عام لتوفير التمويل اللازم للقمر الصناعي الإسلامي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة لا مناص منها في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الإعلامية حاليا. وأضاف الزيات أن الطرح القائل بانتقال القنوات الإسلامية الدينية المغلقة أو التي ضيق عليها الخناق، على حد تعبيره، إلى أقمار صناعية عربية أخرى قد يكون حلا مؤقتا، ولكن لا يمكن الاستناد إلى هذا بصورة دائمة؛ حيث تتفق الدول العربية على المدى الطويل في المرامي، ومما يأتي في هذا السياق اتفاق القمر الصناعي المصري «النايل سات» والأردني «نور سات» على وقف قناتي «الرحمة» و«الحكمة». وتابع: «إننا في حالة كر وفر وحرب ضروس ولا بد أن نبحث عن البدائل في أوروبا على الأقل في الفترة القليلة المقبلة». واستبعد نكوص القنوات الدينية، ضاربا المثل بقناة «الناس»، وتراجعها عما تقدمه من برامج دينية والعودة لبث الموسيقى والمسرحيات، قائلا: «هذا أمر غير طبيعي ومستحيل أن يحدث».

لكن «الشرق الأوسط» اتصلت بعلي سعد، نائب رئيس مجلس إدارة قناة «الناس»، فأكد أن إدارة القناة قدمت بالفعل تعهدات مكتوبة باحترام ميثاق الشرف الإعلامي والخرائط الجديدة للبرامج لتتسق مجددا مع التعاقد الذي منحت الشركة على أساس منه الترخيص، مؤكدا أن القناة ذات هدف تجاري بحت «ولا بد من احترام القانون والدستور الذي نعمل تحت ظله» وأعرب عن تفاؤله بحل أزمة القناة وعودتها للبث خلال أسبوع واحد. مؤكدا أن مصر لا تزال واحة الإعلام الحر، وأن الخريطة الجديدة توخت تقسيم برامج القناة على جميع المجالات التي تهم المشاهد، ليجد فيها الإنساني والنفسي والتربوي والاجتماعي جنبا إلى جنب مع المواد الدينية، وقد لاقت الترحيب من الجهات المسؤولة التي قدمت لها. وقال نائب رئيس «الناس»: «إن كون القناة متنوعة لا يتناقض مع كونها محافظة، فلا يوجد ما يكرهنا على بث مواد غنائية أو موسيقى أو إظهار مذيعات بمظهر غير وقور، كما أن اشتراط عدم التصدي للفتوى إلا للمؤهلين شرط التزمنا به وسنواصل الالتزام به».

كانت أنباء قد تواترت عن إضراب الداعية صفوت حجازي عن الطعام حتى إعادة بث قناة «الناس». وتداولت مواقع إلكترونية إسلامية الدعوة لجمع التبرعات لشراء حيز ترددات في قمر أوروبي أو قمر «سهيل» القطري المقرر إطلاقه نهاية العام الحالي 2010، وأمس (الجمعة) عادت قناة الحكمة الموقوفة إلى البث من خلال قمر «أطلانطك بيرد» الصناعي التابع لشركة «يوتلسات» الفرنسية وهو قمر مواز لـ«النايل سات» أي يدور على مداره ذاته.

وأفاد الزيات بأنه أتم ترتيبات عقد مائدة مستديرة الاثنين المقبل لمناقشة «إغلاق القنوات الفضائية وحرية التعبير» لحشد التأييد لهذه الفكرة التي طالما دعا إليها عبر مقالاته بصحيفة «المصري اليوم» التي أوقفت بناء على ما قال إنه «مضايقات حكومية»، مشيرا إلى أن ما يحدث على مختلف أصعدة الساحة الإعلامية من تجفيف للمنابع لا بد أنه تمهيد لتطور غير طبيعي على الساحة السياسية، ولكنه أمر لا يمكن التنبؤ به في الوقت الحالي. وتابع قائلا: إن القمر الجديد لن يكون إسلاميا بمعنى أنه لن يبث سوى القنوات التي تكتفي بالمواعظ والإرشاد الديني، ولكنه سيمثل مصداقا لفكرة حرية التعبير. وأوضح أنه تم إعداد الدراسة الشاملة لهذا المشروع وقد عرضت عليه بالفعل، بيد أنه يشعر أن هذه الفكرة ستجد صعوبات كثيرة وقت التنفيذ لافتقارها إلى الدعم السياسي.

صحيفة الشرق الأوسط
 
أعلى