الرد على مُلحد يقول "خمسة عشر مليون طفل يموتون سنوياً من الجوع" طاعنا في رحمة الله

[FONT=&quot]يقول الملحد "خمسة عشر مليون طفل يموتون سنوياً من الجوع، وإذا استغرقتك قراءة هذه المقالة خمس دقائق، فسيكون مئة وخمسون طفلاً قد ماتوا من الجوع عندما تنتهي من قراءتها وعندها ستعلم أن هذا الإله لا يملك طعاماً ولا شراباً يطعمه لأحد ولا يملك رحمة يوزعها على أحد" انتهى.[/FONT]



[FONT=&quot]الجواب على الشبهة[/FONT]



أ‌. الله جل جلاله خالق كل شئ، وهو بالتالي الملك الحكم، الذي لا مُعقب لحكمه، يفعل ما يشاء في مُلكه.

ب‌. ومع أن الله جل جلاله لا يُسأل عما يفعل ـ لو أراد الله أن يخسف الأرض ومن عليها فلا يستطيع أهل الأرض ومعهم أهل السماء أن يُراجعوا الله فضلا عن أن يُوقفوا هذا الخسف ـ إلا أن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فالله جل جلاله متصف بصفات الجلال والكمال فهو سبحانه العدل المطلق الذي لا يظلم مثقال ذرة.


ت‌. مما هو مقرر حتى عند البهائم أكرمكم الله بأن كل من على ظهر الأرض فهو ميت لا محالة (كل من عليها فانٍ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام). وهذا كما قلتُ مقرر بالمشاهدة ولا يحتاج إلى دليل، وبناء عليه فالملحد لا يختلف معنا في قضية الموت!!، أو بمعنى آخر الملحد غير معترض على أصل الموت، إنما معترض على طريقة الموت!!،
وهذا فارق دقيق ومهم أخي الكريم أرجو أن تنتبه له، يقول "حكيم" " خمسة عشر مليون طفل يموتون سنوياً من الجوع" ففي كلامه هذا ليس الإعتراض على الموت، إنما الإعتراض على موت الأطفال جوعا.

وها هنا سؤال مهم أرجو أن تنتبه له أخي الكريم:


لو أن الناس كلهم ماتوا بعد مائة سنة من عمرهم وماتوا جميعا على فُرشهم وبجوارهم أقاربهم وأهليهم وبجوارهم جميع أصناف الطعام والشراب
والزهور والورود أكنت تحكم على الله بأنه إله رحيم لطيف وهو الذي يُطعم الناس ويسقيهم؟!!. [وهذا السؤال يهدم كلامه من أصله ويهوي به في مكان سحيق فتأمل!]

ث‌. لندع الملحد يتأمل في هذا السؤال ولنتابع أخي الكريم موضوعنا، مما هو مقرر شرعا (في الكتاب والسُّنة) بأن الله حدد للإنسان عمرا معينا يموت فيه، وهذا مما استأثر بعلمه الله وحده جل جلاله، فلا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ‏وما تدري نفس بأي أرض تموت). وكذلك مما قرره ربنا أن طريقة إنهاء الآجال غير محددة، ولم يذكر لنا ربنا طريقة معينة نموت بها، وبالتالي ليس لمخلوق على وجه الأرض أن يحتج على الله إذا مات له قريب صغيرا كان أم كبيرا أو وسطا، وليس لمخلوق أن يحتج على الله إذا مات جوعا أو خنقا أوغرقا...إلخ، ولتوضيح هذه المسئلة سأجعلها في النقاط التالية حتى يسهل ضبطها:

· لو أن إنسانا مات وعمره 7 سنوات، هل موت هذا الإنسان مُخالف لما قدّره الله؟!! والجواب قطعا لا، فالله لم يضمن لأحد سنّا معينة يموت فيها، فقد يموت الإنسان وهو طفل، وقد يُعمر حتى يصبح هرما.

· لو إن إنسانا مات جوعا، هل موت هذا الإنسان مُخالف لما قدّره الله؟!! والجواب قطعا لا، لأن الله لم يُحدد لنا الطريقة التي سنموت بها، فهذا يموت غرقا، والثاني يموت حرقا، والثالث يموت بالسيف، والرابع يموت على فراشه، والخامس يموت بسكتة قلبية...إلخ.


· هل حدد الله عدد الوفيات اليومي أو السنوي؟!! هل قال الله بأنه لن يموت في اليوم إلا 10 أشخاص مثلا؟!! والجواب قطعا لا.


فإذا أعود للهراء السالف "خمسة عشر مليون طفل يموتون سنوياً من الجوع" وأقول أين الإشكال؟!! وأنا أقول ومثلهم ـ أو أكثر ـ يموتون بالقنابل والصواريخ، ومثلهم ـ أو أكثر ـ يموتون بالأمراض والأوجاع...إلخ.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعددت الإسباب والموت واحد.

ج‌. وها هنا سؤال مهم أيضا أرجو أن تنتبه له أخي الكريم، هل موت هؤلاء الأطفال جوعا ناتج عن قلة الطعام في الأرض؟!! أم ناتج عن احتكار جهات ما لهذا الطعام الوفير؟!!.


والجواب الذي لا يختلف حوله عاقلان بأن الخيرات والثروات الموجودة فوق الأرض وباطنها تكفي 10 أضعاف سكان الأرض وزيادة!، وقد بلغ ببعض الدول الإستعمارية أن ترمي القمح وغيره في عرض البحر، فإذا قطعا هذا الجوع ناتج عن تسلط القوي على الضعيف، وهذا يقودنا إلى نتيجة مهمة وهي، أن الله خلق الأرض وملأها بالخيرات وأنزل لنا تعاليم (القرآن والسُنة) إذا أخذت البشرية بهذه التعاليم فلن ترى فقيرا ولا مسكينا ولا محتاجا، وقد بيّن الله هذا لأهل الكتاب من قبلنا (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ).


بل إن البشرية لو التزمت بأوامر الله فحتى الحيوانات لن ترى الجوع والعطش، قال رسول صلى الله عليه وسلم "بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئراً فنزل فيه فشرب، ثم خرج فإذا بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل:لقد بلغ هذا من العطش مثل الذى كان قد بلغ منى، فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسك بفمه، حتى رقى فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له قالو:يا رسول الله إن لنا في البهائم أجر؟فقال في كل كبد رطبة أجر" متفق عليه.


قال الحافظ ابن حجر عند شرحه لهذا الحديث "وفيه الحث على الإحسان إلى الناس، لأنه إذا حصلت المغفرة بسبب سقي الكلب فسقي المسلم أعظم أجرا، واستدل به على جواز صدقة التطوع للمشركين، وينبغي أن يكون محله ما إذا لم يوجد هناك مسلم فالمسلم أحق ، وكذا إذا دار الأمر بين البهيمة والآدمي المحترم واستويا في الحاجة فالآدمي أحق ، والله أعلم" انتهى.


وثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن امرأة بغيا رأت كلباً في يوم حار يطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها ـ أي استقت له بخفها ـفغفر لها".

وفي مسند الإمام أحمد وصححه الشيخ الألباني عن عبد الله بن عمرو أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "فقال إني أنزع في حوضي حتى إذا ملأته لأبلي ورد عليّ البعير لغيري فسقيته، فهل في ذلك من أجر؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في كل ذات كبد أجرا".


فماذا يريد الناس من الله أكثر من هذا؟!! ملأ لهم الأرض بالخيرات ثم أمرهم بالإحسان للفقير والمسكين والمحتاج..إلخ بل حتى للحيوانات (1)، فكفروا بنعمة الله عليهم وأحلوا قومهم دار البوار (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).

تصور أخي الكريم لو أن لك مجموعة من الأبناء، تركتَ لهم غرفة مليئة بالطعام والشراب ثم أوصيتهم وبينت لهم الطريقة السليمة لاستهلاك هذا الطعام، فتقاتل هؤلاء الأولاد وأحرقوا ذلك الطعام فصاروا بعد ذلك فقراء عالة يسألون الناس إلحافا، فهل الخلل فيك أنت أم في هؤلاء الأولاد السفهاء؟!!.


ح‌. والله الذي لا إله غيره ولا رب سواه لو أن الله خسف الأرض ومن عليها لم يكن الله ظالما لهم، فغالب أهل الأرض اليوم كُفار تنكروا لهذا الخالق العظيم؟!! غالب أهل الأرض اليوم يعبدون آلهة شتى!!. غالب أهل الأرض اليوم هم في حقيقة حالهم عبدة للشيطان!! غالب أهل الأرض اليوم سلكوا كل الطرق إلا الطريق الموصل إلى الله، حتى المسلمين عامتهم يعبد الله على حرف، عامتهم يعبد مع الله آلهة آخرى من أوثان وأصنام وقبور وشيوخ وحركات وملوك وزعماء ونظريات...إلخ. هذا غير الفواحش والمنكرات والموبقات العظام كالزنا وأكل الربا وأكل حقوق العباد وقتل النفس التي حرم الله والظلم وعقوق الوالدين والغش والكذب والزور والبهتان...إلخ. فبقاءنا فوق هذه الأرض نتنعم بالنعم التي أوجدها الله مع موت بعضنا جوعا أو غيره هو محض فضل الله وكرمه وجوده علينا فقط، وإلا نحن جميعا مستحقون للعذاب والفناء (عربا وعجما) إلا طائفة من المؤمنين أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.



خ‌. أخيرا، وهذا خاص بك أخي المسلم، قد بيّن الله لنا حقيقة هذه الدنيا، وبيّن لنا الغاية والهدف من وجودنا في هذه الدنيا، وبيّن لنا أن الوصول لجنات الخلد محفوف بالمكاره والإبتلاءات، قال الله الملك الجليل (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). فإذا كنت قد ابتُليت بمصيبة كفقد ولد مثلا، فاعلم أن غيرك ممن لا يرجو ثواب الله هو أيضا ليس بمنأى عن مثل هذه المصيبة الفرق بينك وبينه هو (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون)الفرق بينك وبينه أخي الكريم هو قوله عليه الصلاة والسلام (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) كما في صحيح مسلم.


وقد كان أسلافنا عليهم رضوان الله يعرفون هذه الحقيقة ويؤمنون بها غاية الإيمان، فمهما اشتدت عليهم المصائب والإبتلاءات إلا أنهم كانوا في غاية الرضا والتسليم للرب الجليل جل جلاله، روى الذهبي في سير أعلام النبلاء "عن هشام أن أباه ـ أبوه هو عروة بن الزبير بن العوام ذرية بعضها من بعض ـ وقعت في رجله الآكلة فقيل ألا ندعوا لك طبيبا قال إن شئتم فقالوا نسقيك شرابا يزول فيه عقلك فقال امض لشأنك ما كنت أضن أن خلقا يشرب ما يزيل عقله حتى لا يعرف به فوضع المنشار على ركبته اليسرى فما سمعنا له حسا فلما قطعها جعل يقول لئن أخذت لقد أبقيت ولئن ابتليت لقد عافيت وما ترك جزءه بالقرآن تلك اللية" انتهى.

1.
قال الحافظ في الفتح "وأما قوله ـ في كل كبد ـ فمخصوص ببعض البهائم مما لا ضرر فيه ، لأن المأموربقتله كالخنزير لا يجوز أن يقوى ليزداد ضرره ، وكذا قال النووي : إن عمومه مخصوص بالحيوان المحترم وهو ما لم يؤمر بقتله فيحصل الثواب بسقيه ، ويلتحق به إطعامه وغير ذلك من وجوه الإحسان إليه" انتهى.



__________________________________


التعليق :

1) منقول من شبكة أنا المسلم الحوارية للأخ المحمودي .

2) المقال جيد بمجمله و قد سلط الضوء على أهم ما ينقض شبهة الملحد ، جزى الله كاتبه خير ما يجزي به العباد

3) إن الموت سنة كونية تصيب الصالح و الطالح على خلاف صور الموت .. فالموت قتلا أشد من الموت جوعا .. و قد مات أنبياء لله قتلا فما زادهم موتهم إلا رفعة عند الله .. فقد يموت الإنسان جوعا و يكون الجوع له نوع من البلاء يصطفيه الله به ليرفع به درجته .

4) اختلف العلماء في حكم أطفال المشركين : فقيل إنهم في الجنة و قيل يمتحنون كأهل الفترة . وبغض النظر عن أرجح الأقوال إلا أن الله لن يظلمهم شيئا و قد يعوضهم الله تعالى خيرا مما فاتهم من هذه الدنيا . و الله أعلم و أحكم.









 

Q8IA

عضو مميز
رد الملحد عليك بسيط شنو ذنب الاطفال وليش يحملون اوزار الكبار ؟

اسالة مثل هذي اشوفها عاديه فانا اتسال عن هذي الامور الي اشوفها غير منطقيه بيني وبين نفسي​
 

ذعذاع

عضو مميز


رد الملحد عليك بسيط شنو ذنب الاطفال وليش يحملون اوزار الكبار ؟

اسالة مثل هذي اشوفها عاديه فانا اتسال عن هذي الامور الي اشوفها غير منطقيه بيني وبين نفسي​

تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون


 
أعلى