" سعاد الصباح " ,,
وإحدى تعويذاتها اللغويه .. وبعضا" من مفرداتها الأنثويه ..
و .... تلك إحدى جواهرها .. تمتع عزيزي القارئ ..
سأتركك للمتعه .. للذوق الرفيع ..
.. .. ..
يذكرني صوتك ..
بصوت المطر .
وعيناك الرماديتان ,,
بسماء سبتمبر .
وأحزانك ,,
بأحزان الطيور الذاهبة إلى المنفى ,,
يذكرني وجهك ..
ببراري طفولتي .
ورائحتك ..
برائحة البن في كافيتيريات روما .
.. .. ..
ماذا أستطيع أن أفعل من أجلك ؟
أيها الرجل ,,
الذي شقق شفتيه ملح البحر ,,
وطاردته سفن القراصنه ..
وتناثر جسده على كل القارات ..
.. .. ..
ماذا أستطيع أن أفعل من اجلك ؟
أيها المسافر ,,
من الشتات إلى الشتات ..
أيها الغارق في أمواج الحبر الأسود ..
والمصلوب على ورق الكتابه .
والمطلوب حيا" أو ميتا" ,
من كل دكتاتوريي العالم الثالث ,
.. .. ..
طالما طرحت على نفسي .
أسئله طفوليه لاجواب لها ..
هل أنا حبيبتك ؟
أم أنا أمك ؟
هل أنا مليكتك ؟
أم أنا مملوكتك ؟
هل أنا أنا ؟
أم أنا أنت ؟
.. .. ..
إن الأمومه في داخلي ..
تطغى على جميع العواطف الأخرى ..
فلماذا أخاف عليك كل هذا الخوف ؟
لماذا أمد يدي بحركه تلقائيه ؟
لوضع شال الصوف على رقبتك .. !
وإقفال أزرار معطفك الجلدي ..
قبل أن تخرج إلى الشارع .. !
.. .. ..
لماذا كلما ذهبت إلى " خان الخليلي " ..
أشتري لك كل التعاويذ الفرعونيه ..
و كل الحجابات الشعبيه .
التي ترد عنك
زمهرير الشتاء ..
وصقيع الأعين الزرقاء ؟..
.. .. ..
إن إحساس الامومه نحوك ..
يدفعني إلى إرتكاب حماقات .
لاتتناسب مع وقاري .
ففي بعض لحظات التجلي ..
يخطر لي أن أقص لك أظافرك !
وفي بعض لحظات الوله ..
يخطر لي أن أجفف شعرك ..
وأنت بين يدي .
مستسلم كحمامه ..
.. .. ..
وفي بعض لحظات الإنخطاف ..
أحمل لك زجاجة " الشامبو " ..
وأنتظر ..
حتى أعطيك الشعور .
بأنك أحد الأباطره ..
.. .. ..
وفي بعض لحظات الجنون ..
يخطر لي أن أقبلك ..
ووجهك مغطى بصابون الحلاقه !
و في بعض لحظات الواقعيه الإشتراكيه ..
أستعمل معجون اسنانك !
حتى أشعرك ..
أن فمي وفمك ..
مزرعه تعاونيه واحده !!
.. .. ..
أيها الديكتاتور الصغير ..
الذي يستعمل بذكاء ..
حناني .
ونقاط ضعفي ..
أيها الطفل السادي
الذي يلعب بأعصابي
كما يلعب بطيارة من ورق ,,
.. .. ..
ايها الطفل الفوضوي .
الذي عذبني كثيرا"
وأسعدني كثيرا"
إنني لن أعاقبك ..
على الأواني التي كسرتها .
وعلى الستائر التي أحرقتها ..
وعلى قطة البيت التي خنقتها ..
إنني لا ألومك
على كل هذا الخراب الجميل ..
الذي أحدثته في حياتي ..
و لكنني .. ألوم أمومتي !!!