كفانا الله وإياكم شر الفتن والدسائس .... وعليه من الله مايستحق لكل من يسعى الى ايقاظ الفتنة أو إشعال نارها .... راجين المولى عزوجل أن يوحد قلوبنا قبل صفوفنا على كلمة الحق والعدل واضعين نصب أعيننا مصلحة البلاد والعباد متسلحين بدين الله وشرعه وسنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم ...
إخواني الكرام ..... أنا أتفق على ما ذهب اليه الكاتب المحترم السيد / محمد الجاسم من تحليل بأن الضربة القادمة أو الشرارة المقبلة ستكون بين أبناء القبائل وبعضهم البعض .... (ألله يرد كيده في نحره لكل من تسول له نفسه في تهييج هذا الامر )....
وحسب إجتهادي الخاص وقراءتي المتواضعة للوضع السياسي والاجتماعي الهش الذي نعيشه حاليا هذه الايام فإني أرى مع كل الاسف بأن البيئة خصبة لافتعال مثل هذا الامر وطرحه على الساحة الشعبية لاشغال الناس والهائهم عن ما هو أكبر وأدهى وأمر ....
وأعتقد شخصياً بأنهم سيعتمدون على الكثير من المقومات في ذلك وسيعززون توجهم البغيض اعتماداً عليها مع اضافة بعض ما يطلق عليه بالعامية (البهارات) حتى يثير طعمها شهوة جميع الاطراف ذات العلاقة مما غيبوا العقل وأعمتهم العنصرية....
ومن أمثلة بعض تلك المقومات الموجودة على أرض الواقع والتي سيتم استغلالها لتطويع توجههم في دق أسفين الفرقة بين أبناء القبائل الكرام كالتالي :
- تكتل أبناء القبائل في مناطق معينة حسب التوزيع الجغرافي فمثلا أبناء القبائل الشمالية الكرام من شمر وعنزة وظفير ...و...و... يتمركزون في محافظة الجهره أما أبناء القبائل الجنوبيةالكرام من العجمان والهواجر وبني يام و..و..و.. فأغلب تواجدهم في محافظة الاحمدي ومبارك الكبير .
- اللجوء الى أحداث تاريخية أو ووقائع أو حروب تمت في أزمنة غابرة بين القبائل تم التقاتل فيما بينهم بحثاً عن الماء والكلأ وهروباً من الفقر والجوع ومحاولة نبش الماضي وتحريض وتأليب كل طرف على الآخر .
-التركيز على دور كل من قبيلتي العوازم والرشايدة كونهم من أوائل القبائل التي استوطنت الكويت ومحاولة ضربهم بباقي أبناء القبائل كونهم الاقدم في المواطنة محاولين في ذلك اضفاء عليهم صفة الخصوصية عن باقي أبناء القبائل .
-إثارة موضوع أن غالبية أبناء القبائل المنتمين لفئة البدون هم من أبناء القبائل الشمالية وأن مرجعهم الاساسي هو جار الشمال مما يضعهم في دائرة الشك والريبة باستمرار .... مع العلم أن أغلبهم أقدم تواجداً من أغلب أبناء القبائل الجنوبية وهذا الامر لا يعيبهم لكن لظروف انتخابية ومصالح آنية في تلك الحقبة من السنين تم ترجيح كفة أبناء قبائل الجنوب لأن أغلب أبناء قبائل الشمال في تلك الحقبة كانوا في السلك العسكري ولايمثلون أي رقم في معادلة الانتخابات آن ذاك .
- التركيز على أن أبناء قبائل الشمال مظلومين ومهمشين في حصولهم على المناصب والمراكز الحساسة بالدولة التي غالباً ما تكون الكفة مرجحه فيها لأبناء القبائل الاخرى بل وتفوقهم عليها .... والشواهد كثير في ذلك على سبيل المثال لا الحصر : أحتكار بعض الوزارات أو الجهات الحكومية على قبيلة معينة أو أخرى وهذا المبدأ مع كل الاسف يعتبر خطأ فادحاً جداً وله تبعات سلبية لا تخفى على أي منكم .
هذا مع الاسف غيض من فيض مما سيتم استغلاله واثارته من قبل تلك الاطراف الخبيثة التي تسعى الى اثارة النعرات واشعال الفتن في قلوب ابناء الوطن الواحد مستغلين العاطفة والحمية التي تعتبر المحرك الاول لأبناء القبائل مستخدمين في ذلك جيشاً مجوقلاً من الكتاب والاعلاميين وأشباه المثقفين اضافة الى الشعراء والسفهاء وأراذل القوم وكل من (يشتط ) في هذا الموضوع من كلا الطرفين ....
وكل ما آلت اليه وستؤول اليه من أمور ما هو إلا نتاج تخبط الحكومات المتعاقبة في سياساتها المتبعة في التعامل مع أبناء الشعب وذلك عن طريق ترضيات أطراف أو فئة محددة من أبناء الشعب على حساب ألاخرى حسب المواقف السياسية المطلوبة في حينه وغياب سلطة القانون وعدم تفعيل مبادئ العدل و المساواة وتكافؤ الفرص والثواب والعقاب وإزالة كل الحواجز والعقبات التي تزرع بذور الفرقة في قلوب أبناء الوطن .....
ونتاج ذلك هو تفشي الفوضى العارمة في جميع مرافق الدولة وغياب الرؤية الموحدة والتنسيق المشترك واستشراء الواسطات والمحسوبيات وتعاظم قوى الفساد وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بشكل عام واصطفاف أبناء الشعب وراء طوائفهم أو قبائلهم أو تياراتهم كملجأ لهم للوصول الى مبتغاهم وتنفيذ مطالبهم سواء بالحق أو غيره .....
مع كل الاسف إخواني الاعزاء .... فنحن نعيش هذه الايام (أزمة أخلاق) بمعنى الكلمة تشمل جميع جوانب حياتنا اليومية .
فالله الله بالوحدة والتآخي والتظافر .... معتصمين في ذلك بدين الله تعالى وسنة نبيه .... وتحكيم العقل والمنطق من أجل تفويت الفرصة أمام كل من تسول له نفسه لدق اسفين الفرقة بيننا .... فالبلد لا تستقيم ويصلح حالها الا بتظافرنا وتسامينا وتجردنا عن نظرتنا المحدودة المقتصرة على تحقيق مكاسب شخصية أو فئوية .
فالحضري عين البدوي والسني عضيد الشيعي وهذا هو حالنا الذي عهدناه منذ أجدادنا ومنذ أن وعينا على هذه الدنيا واحتوانا تراب الكويت العطر واحتضنتنا سماؤها الغالية .... لذا فلنلتف على مايوحدنا ويجمعنا وننبذ كل ما يفرقنا ويشتتنا .
وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد .