صانع التاريخ
عضو بلاتيني
الأحمدي ؛ سُميت بهذا الاسم تَيَمُّنًا بالشيخ أحمد الجابر يرحمه الله وهو الحاكم العاشر للكويت ...
ارتبطت الأحمدي بعاملين هامين ؛ أولهما أنها المركز الحقيقي للثروة النفطية الكويتية ؛ ومن مينائها خرجت أول شحنة نفط في الثلاثين من يونيو عام 1946 م وهو اليوم الذي يمثل بداية التاريخ الجديد لما يُعرف حاليا بدولة الكويت !!! ،
فمِن ثروة النفط المُصدر باتَ جامع المكوس من مُلاك السفن وباعة منتجات الأغنام ثريا فجأة يشتري أحدث السيارات والطائرات ويؤشر فتركض عليه أجمل البنات !!! ،
وعلى رائحة النفط المُصدر اتخذ بعض سكان جنوب العراق من الكويتيين قرارهم الذي بموجبه تخلوا عن تمر مزارع الفاو وأبي الخصيب ليعودوا إلى الكويت ويجنوا التمر الأحلى من آبار برقان والمقوع النفطية عبر مداخيل النفط المُصدر من ميناء الأحمدي ؛ ثم ليتنازلوا عن الشعارات التي كانوا قد رفعوها في الماضي وليصبحوا شركاء الحاكم في الثروة !!! ...
أما العامل الثاني الذي ميز الأحمدي فإنه يتمثل في كونها شكلت نقطة انطلاق نجم كبير من نجوم السياسة الكويتية وأعني به الشيخ جابر الأحمد يرحمه الله أو أمير القلوب كما يحب أن يسميه الكويتيون !!! ،
فقد كانت تسمية الشيخ جابر عندما تولى مسؤولياته في الأحمدي : ( حاكم الأحمدي ) ؛ حاكما وليس محافظا !!! ،
وفي ظل الوجود الإنجليزي الذي عَمَّرَ الأحمدي تفاعل الشيخ جابر يرحمه الله مع الوضع آنذاك بإيجابية ومرونة رغم أن مدينة الأحلام ( الأحمدي ) كانت تُدار بطريقة تختلف عن تلك التي كانت تُحكم بها بقية أنحاء الكويت !!! ،
فقد كانت الأحمدي مدينة مستقلة بأنظمتها من حيث مساحة الحرية الاجتماعية تماما مثلما هو الحال في مدينة أرامكو بالظهران في السعودية مع الفارق في الحجم طبعا !!! ،
لكنها كانت أيضا تمثل بالنسبة لأهل الكويت شكلا مختلفا يستحق أن يؤمه الكويتيون عوائل وعزاب نهاية كل أسبوع !!! ،
وما زالت ذكريات نادي الحبارى ويوم الأحمدي الرياضي عالقة في إذهان الكويتيين باعتبار أنها الفكرة الأسبق للمهرجانات والأماكن الترويحية على مستوى الخليج بل والعالم العربي كله !!! ...
لقد أنشأ الإنجليز في الأحمدي بنية تحتية مميزة ؛ وكان من مظاهر تلك البنية توصيلات الغاز التي تمتد تحت الأرض لتغذي بيوت الأحمدي تماما كما تُغذى بيوتنا بالماء !!! ،
لكن بعد استكمال الجلاء البريطاني عن الكويت أو ما يسمى ( التأميم ) عام 1974 م أودع الإنجليز مُنجزاتهم في الأحمدي لدى صبيان الأمس ( الكويتيين ) على اعتبار أن بلدهم بات دولة مستقلة وأن ثروتهم أصبحت تحت تصرفهم وتخضع لإشرافهم !!! ...
ومرت الأيام ؛ فاختفى يوم الأحمدي الرياضي وغابت عن الأخبار أنشطة نادي الحبارى ؛ ثم فقدت الأحمدي مكانتها السابقة لدى الكويتيين كمكان جاذب ونموذج مميز للسياحة الداخلية !!! ،
كل ذلك حصل والكويتيون لا يبالون بما ضيعوه من التركة البريطانية العتيدة ؛ لكن الأخطر كان قضية الغاز ؛ وآه من الغاز !!! ،
أُهملت البنية التحتية لأنابيب الغاز في مدينة الحُلم الضائع ( الأحمدي ) وتعرض أهلها لخطر كبير لم تتمكن السلطات الكويتية من إنكاره كما أنكرت ما حدث لأم الهيمان أو علي صباح السالم كما أسموها مؤخرا !!! ...
فاليوم وبعد كل هذه السنين يتم انتشال أهالي الأحمدي لأن مدينتهم بكل بساطة لم تعد آمنة ولا صالحة للسكن الآدمي !!! ...
يا لها من نهاية حزينة لمدينة كانت زينتها عندما تحتفل بعيد الكويت الوطني شيئا مختلفا عن كل زينة !!! ،
ويقولون أنهم سيحاسبون المقصر ؛ فمَن هو المقصر يا تُرى ؟؟؟ ،
هل هم الكويتيون الذين ضيعوا الأمانة أم هم الإنجليز الذين وضعوا ثقتهم في غير أهلها ؟؟؟ ...
ارتبطت الأحمدي بعاملين هامين ؛ أولهما أنها المركز الحقيقي للثروة النفطية الكويتية ؛ ومن مينائها خرجت أول شحنة نفط في الثلاثين من يونيو عام 1946 م وهو اليوم الذي يمثل بداية التاريخ الجديد لما يُعرف حاليا بدولة الكويت !!! ،
فمِن ثروة النفط المُصدر باتَ جامع المكوس من مُلاك السفن وباعة منتجات الأغنام ثريا فجأة يشتري أحدث السيارات والطائرات ويؤشر فتركض عليه أجمل البنات !!! ،
وعلى رائحة النفط المُصدر اتخذ بعض سكان جنوب العراق من الكويتيين قرارهم الذي بموجبه تخلوا عن تمر مزارع الفاو وأبي الخصيب ليعودوا إلى الكويت ويجنوا التمر الأحلى من آبار برقان والمقوع النفطية عبر مداخيل النفط المُصدر من ميناء الأحمدي ؛ ثم ليتنازلوا عن الشعارات التي كانوا قد رفعوها في الماضي وليصبحوا شركاء الحاكم في الثروة !!! ...
أما العامل الثاني الذي ميز الأحمدي فإنه يتمثل في كونها شكلت نقطة انطلاق نجم كبير من نجوم السياسة الكويتية وأعني به الشيخ جابر الأحمد يرحمه الله أو أمير القلوب كما يحب أن يسميه الكويتيون !!! ،
فقد كانت تسمية الشيخ جابر عندما تولى مسؤولياته في الأحمدي : ( حاكم الأحمدي ) ؛ حاكما وليس محافظا !!! ،
وفي ظل الوجود الإنجليزي الذي عَمَّرَ الأحمدي تفاعل الشيخ جابر يرحمه الله مع الوضع آنذاك بإيجابية ومرونة رغم أن مدينة الأحلام ( الأحمدي ) كانت تُدار بطريقة تختلف عن تلك التي كانت تُحكم بها بقية أنحاء الكويت !!! ،
فقد كانت الأحمدي مدينة مستقلة بأنظمتها من حيث مساحة الحرية الاجتماعية تماما مثلما هو الحال في مدينة أرامكو بالظهران في السعودية مع الفارق في الحجم طبعا !!! ،
لكنها كانت أيضا تمثل بالنسبة لأهل الكويت شكلا مختلفا يستحق أن يؤمه الكويتيون عوائل وعزاب نهاية كل أسبوع !!! ،
وما زالت ذكريات نادي الحبارى ويوم الأحمدي الرياضي عالقة في إذهان الكويتيين باعتبار أنها الفكرة الأسبق للمهرجانات والأماكن الترويحية على مستوى الخليج بل والعالم العربي كله !!! ...
لقد أنشأ الإنجليز في الأحمدي بنية تحتية مميزة ؛ وكان من مظاهر تلك البنية توصيلات الغاز التي تمتد تحت الأرض لتغذي بيوت الأحمدي تماما كما تُغذى بيوتنا بالماء !!! ،
لكن بعد استكمال الجلاء البريطاني عن الكويت أو ما يسمى ( التأميم ) عام 1974 م أودع الإنجليز مُنجزاتهم في الأحمدي لدى صبيان الأمس ( الكويتيين ) على اعتبار أن بلدهم بات دولة مستقلة وأن ثروتهم أصبحت تحت تصرفهم وتخضع لإشرافهم !!! ...
ومرت الأيام ؛ فاختفى يوم الأحمدي الرياضي وغابت عن الأخبار أنشطة نادي الحبارى ؛ ثم فقدت الأحمدي مكانتها السابقة لدى الكويتيين كمكان جاذب ونموذج مميز للسياحة الداخلية !!! ،
كل ذلك حصل والكويتيون لا يبالون بما ضيعوه من التركة البريطانية العتيدة ؛ لكن الأخطر كان قضية الغاز ؛ وآه من الغاز !!! ،
أُهملت البنية التحتية لأنابيب الغاز في مدينة الحُلم الضائع ( الأحمدي ) وتعرض أهلها لخطر كبير لم تتمكن السلطات الكويتية من إنكاره كما أنكرت ما حدث لأم الهيمان أو علي صباح السالم كما أسموها مؤخرا !!! ...
فاليوم وبعد كل هذه السنين يتم انتشال أهالي الأحمدي لأن مدينتهم بكل بساطة لم تعد آمنة ولا صالحة للسكن الآدمي !!! ...
يا لها من نهاية حزينة لمدينة كانت زينتها عندما تحتفل بعيد الكويت الوطني شيئا مختلفا عن كل زينة !!! ،
ويقولون أنهم سيحاسبون المقصر ؛ فمَن هو المقصر يا تُرى ؟؟؟ ،
هل هم الكويتيون الذين ضيعوا الأمانة أم هم الإنجليز الذين وضعوا ثقتهم في غير أهلها ؟؟؟ ...