أبو العباس أحمد التجاني

شرقاوي بحري

عضو جديد
(أبو العباس أحمد التجاني) :
أجل خلفاء الشيخ أحمد بن إدريس، ثم صار صاحب طريقة مستقلة، وهي (الطريقة التجانية). هو إمام العارفين وأحد أفراد أكابر الأولياء المقربين .
قال خليفته (علي حرازم بن العربي برادة المغربي الفاسي) في كتابه "جواهر المعاني" الذي ألفه في سيرة شيخه المذكور أبو العباس أحمد التجاني والتعريف به فقال: "هو رضي الله عنه من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين وممن جمع شرف الشريعة والدين وممن تميز بالعلم والعمل والنسب والأحوال الربانية الشريفة . فهو ينتسب إلى آل البيت الشرفاء ، صاحب المقامات العلية والهمم العالية والأخلاق الزكية، وصاحب الطريقة السنية والعلوم اللدنية والسهم الرباني النافذ التام وذو الخوارق العظام والكرامات والكشوفات الجسام . القطب الجامع والغوث النافع الوارث الرحماني والإمام الرباني، وصفوه بأوصاف جليلة التي هو أهل لها" . انتشرت طريقته في المغرب والسنغال والسودان وسائر بلدان أفريقيا، وانتشرت انتشارا عظيما، لم تنتشر طريقة غيرها في تلك الجهات، وحصل بها النفع العظيم .
قال الشيخ عمر الرياحي التونسي في كتابه "تعطير النواحي" قال جده العلامة الإمام الشيخ إبراهيم الرياحي: "قررت زيارة الشيخ أبو العباس أحمد التجاني بالمغرب، فتوجهت إلى داره بمدينة فاس، ولما استفتح الباب، أجابته خادمة الشيخ أبو العباس: هل أنت إبراهيم الرياحي التونسي ؟ فقال: نعم ! فقالت له: إن الشيخ أخبر بمجيئك ! وأذن بإدخالك من غير استئذان ! وأدخلته". فوجد بدار الشيخ محمد المشري ومحمد الغالي وغيرهما ممن فاز بحضرة الشيخ . ثم قدم إليه قدح من لبن، فشربه كله، وبعد ذلك خرج عليه الشيخ التجاني من خلوته، وأقبل عليه وحياه، وأخبره بوفاة شيخه صالح الكواش، وأنه كان في جنازته في يوم الإثنين السابع عشر من شوال سنة 1218 هجرية . وحضور القطب المكتوم في جنازة الشيخ الكواش بطريق الكرامة، إذ الأول بفاس والآخر بتونس ! . قاله في "جواهر المعاني" . وللشيخ أحمد التجاني أذكار وأوراد مشهورة تذكر في الصباح والمساء منها:
"صلاة الفاتح لما أغلق"، "جوهرة الكمال"، "ياقوتة الحقائق في التعريف بسيد الخلائق" ، "الحرز اليماني"، "حزب البحر"، "الأسماء الإدريسية"، "فاتحة الكتاب ، صلاة رفع الأعمال"، "يا من أظهر الجميل وستر القبيح"، و"المسبعات العشر" وغيرها من الأذكار والأوراد التي سنوردها بالتفصيل وهي:
صلاة الفاتح لما أغلق : بعد بسم الله الرحمن الرحيم، تبدأ بسورة الفاتحة, فالصلاة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالصيغة المعروفة، ثم الاستغفار مائة مرة بصيغة " أستغفر الله " ثم تقرأ: " اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك النبي الأمي، الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق, ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، حق قدره ومقداره العظيم" ثم تتبعها بذكر"لا إله إلا الله" مائة مرة ، ثم تنتهي الصلاة بالفاتحة مرة، والصلاة على الرسول بالصيغة المعروفة مرة واحدة . سبب ورود هذه الصلاة أن القطب محمد البكري بمصر توجه إلى الله تعالى أن يمنحه صلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم, يكون فيها سر جميع الصلوات، فنزلت عليه مكتوبة بقلم القدرة الربانية في صحيفة من نور. برزت من حضرة الغيبب, بعد انكشاف الحجاب للقطب البكري، عما هو من عالم الملكوت والغيب الذي من شأنه عادة أن لا يدرك بالحس . فهو من باب خرق العادة كرامة لأولياء الله تعالى. إن المرة الواحدة من هذه الصلاة الشريفة تعادل كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ستة آلاف مرة. فان جميع ما في الكون جامدة ومتحركة ذرة ذرة يسبح بحمد الله تعالى، كما في قول الله تعالى: (وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) الإسراء:44 . وأشار الشيخ علي حرازم في كتابه "جواهر المعاني" أن المرة الأولى من هذه الصلاة إذا أتى بها المصلي تضاعف له بستمائة ألف صلاة من صلاة كل ملك وانس وجن، من أول خلقهم إلى وقت تلفظ الذاكر بها، والمرة الثانية مثلها، وهكذا حتى انقطاع ذكر الذاكر لها بالموت، وهذا أمر يبهر العقول، (والله ذو الفضل العظيم) .
صلاة جوهرة الكمال : بعد بسم الله الرحمن الرحيم, تبدأ بسورة الفاتحة، فالصلاة على الرسول بالصيغة المعروفة، ثم تذكر: " اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية، والياقوتة المتحققة، الحائطة بمركز الفهوم والمعاني, ونور الأكوان المتكونة، الآدمي صاحب الحق الرباني، البرق الأسطع بمزون الأرباح المالئة لكل متعرض من البحور والأواني، ونورك اللامع الذي ملأت به كونك الحائط بأمكنة المكاني, اللهم صلي وسلم على عين الحق التي تتجلى منها عروش الحقائق، عين المعارف ألأ قوم، صراطك التام الأسقم. اللهم صلي وسلم على طلعة الحق بالحق، الكنز الأعظم، إفاضتك منك إليك، إحاطة النور المطلسم، صل اللهم عليه وعلى آله صلاة تعرفنا بها إياه " ,ثم تتبعها بقراءة سورة الفاتحة، مرة واحدة، وتنهيها بالصلاة على الرسول بالصيغة المعروفة . هذه الصلاة من إملاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،على الشيخ القطب أبي العباس أحمد التجاني، وذكر له صلى الله عليه وسلم خواص منها: أن القراءة الواحدة منها تعدل تسبيح ما في العالم من مخلوقات ثلاث مرات، ومن قرأها سبعا فأكثر تحضره روح النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة، مناما أو يقظة، ما دام يذكرها، ويحبه النبي صلى الله عليه وسلم، محبة خاصة ولا يموت حتى يصير وليا .
الصلاة الغيبية في الحقيقة الأحمدية: وهي: " اللهم صلي وسلم على عين ذاتك العلية، بأنواع كمالاتك البهية، في حضرة ذاتك الأبدية، على عبدك القائم بك، منك، لك، إليك، بأتم الصلوات الزكية، المصلي في محراب عين هاء الهوية، التالي السبع المثاني، بصفاتك النفسية(السبع المثاني)، المخاطب بقولك له (واسجد واقترب)، الداعي لك، بإذنك لكافة شؤونك العلمية، فمن أجاب اصطفى وقرب، المفيض على كافة من أوجدته بقيومة سرك، المدد الساري في كلية أجزاء موهبة فضلك، المتجلى عليه في محراب قدسك وأنسك، بكمالات ألوهيتك، في عوالمك، وبرك، وبحرك، فصل اللهم عليه صلاة كاملة تامة، بك، ومنك، وإليك، وعليك، وسلم عليه سلاما تاما عاما شاملا، لأنواع كمالات قدسك دائمين متصلين على خليلك، وحبيبك، من خلقك، عدد ما في علمك القديم، وعميم فضلك، ونب عنا بمحض فضلك الكريم في الصلاة عليه، صلاتك التي صليت عليه في محراب قدسك، وهوية أنسك وعلى آله وسلم عليهم عدد إحاطة علمك ". سميت هذه بالصلاة الغيبية لأنها برزت من الغيب على الشيخ أحمد التجاني, وليست من إنشاء أحد. والصفات النفسية التي هي السبع المثاني هي" القدرة، الإرادة، العلم والحياة، السمع والبصر والكلام" وهي أيضا فاتحة الكتاب .
دعاء يا من أظهر الجميل : "يا من أظهر الجميل وستر القبيح، ولم يؤاخذني بالجريرة، ولم يهتك الستر، يا عظيم العفو ويا حسن التجاوز، ويا واسع المغفرة، ويا باسط اليدين بالرحمة، ويا سامع كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، ويا كريم الصفح ويا عظيم المن، ويا مبدئا بالنعم قبل استحقاقها، يا رب يا سيدي ويا مولاي ويا غاية رغبتي، أسألك أن لا تشوه خلقتي بالبلاء في الدنيا ولا بعذاب النار" . تقرأ في الصباح والمساء, حسب الاستطاعة .
المسبعات العشر: وهي " قراءة سورة الفاتحة مع البسملة سبعا، ثم المعوذتين مع البسملة "سبعا". ثم الإخلاص مع البسملة "سبعا". ثم سورة الكافرون مع البسملة "سبعا". ثم آية الكرسي "سبعا". ثم سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "سبعا". ثم اللهم اغفر لي ولوالدي "سبعا". ثم اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات "سبعا". ثم اللهم افعل بي وبهم عاجلا وآجلا في الدين والدنيا والآخرة ما أنت له أهل، ولا تفعل بنا وبهم يا مولانا ما نحن له أهل، إنك غفور حليم جواد كريم رءوف رحيم". سبعا .
ذكر أبو طالب المكي: ومن أوراد الشيخ أمد التجاني أيضا، دعاء أبي طالب المكي اعتاد على قراءته في الصباح والمساء وهو: " أنت الله لا إله إلا أنت, رب العالمين, أنت الله لا إله إلا أنت الحي القيوم، أنت الله لا إله إلا أنت العلي العظيم،أنت الله لا إله إلا أنت العفو الغفور،أنت الله لا إله إلا أنت مبدء كل شيء وإليك يعود، أنت الله لا إله إلا أنت لم تلد ولم تولد، أنت الله لا إله إلا أنت العزيز الحكيم، أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، أنت الله لا إله إلا أنت ملك يوم الدين، أنت الله لا إله إلا أنت خالق الخير والشر، أنت الله لا إله إلا أنت خالق الجنة والنار، أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد، الفرد الصمد، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، أنت الله لا إله إلا أنت الفرد الوتر، أنت الله لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، أنت الله لا إله إلا أنت الملك القدوس، أنت الله لا إله إلا أنت السلام المؤمن المهيمن، أنت الله لا إله إلا أنت العزيز الجبار المتكبر، أنت الله لا إله إلا أنت الخالق البارئ، أنت الله لا إله إلا أنت الأحد المصور, أنت الله لا إله إلا أنت الكبير المتعال, أنت الله لا إله إلا أنت المقتدر القهار، أنت الله لا إله إلا أنت الحليم الكريم، أنت الله لا إله إلا أنت القادر الرزاق، أنت الله لا إله إلا أنت أهل الثناء والمجد، أنت الله لا إله إلا أنت تعلم السر وأخفى، أنت الله لا إله إلا أنت فوق الخلق والخليقة, أنت الله لا إله إلا أنت الجبار المتكبر" وغيرها من الأذكار التي تعم بركاتها المؤمن الصادق.
المصدر: "كرامات مغربية بعيون مشرقية" د. صالح حسن العساف الفضالة ، ط1، :مطبعة نداكم ، أكدال ، الناشر: دار التوحيدي للنشر والتوزيع والاعلام - المغرب- الرباط- 2005م – ص 223-228.
 
أعلى