هل ننسلخ من ديننا الإسلامي

قبل السقوط

عضو فعال
ابتسامة خجلى «للكبّ»
كتب دلع المفتي :

876a50a9-7ddc-4b9b-b7df-116c641a86e9_author.jpg

Disposable هو مصطلح يستعمل للمنتجات التي تستعمل لمرة واحدة ثم ترمى، وهو تعبير اجنبي أقرب تفسير مختصر له في العربية هو «للكبّ». ويستعمل هذا المصطلح للكثير من المنتوجات كالصحون والملاعق والشوك في المطاعم السريعة، وعلب حفظ الطعام والقناني ومعلبات المنتوجات الغذائية. لكن الكلمة ذاتها «للكب» او معناها يمكننا استعمالهما في أحيان كثيرة بطرق اخرى او في حالات مختلفة:
أحيانا تندلق علينا كلمات زائفة خاوية تافهة لا يمكن ان تكون الا كلمات للكب: فعندما أدخل محلا تجاريا وتأتيني الموظفة بكل حماسة لتقول «أهلا وسهلا حبيبتي، كيف لي ان أساعدك يا حياتي»، أو عندما يصدح صوت اذاعي في مكالمة هاتفية مع احد المستمعين: «هلا بتاج راسي، فديتك والله، شلونك حبيبي»، اجد نفسي أصرخ كالمعتوهة: «منذ متى أصبحت كلمات الحب والغرام اسلوبا مقبولا للحديث مع الغرباء». حبيبي وعيني وحياتي وتاج راسي.. لشخص غريب؟ كلمات جوفاء رخيصة لا تصلح الا «للكب».
على الجانب الآخر نتعثر ببعض الأشخاص في حياتنا يمكن تصنيفهم في خانة «للكب»، ففي الكثير من الأحيان تكون العلاقات «مشبوهة»، بمعنى أن تتكون العلاقة بين شخصين لغرض مادي أو سياسي أو ديني أو اجتماعي، لا حبا في الشخص نفسه، بل للوصول إلى غرض ما في «نفس يعقوب». أشخاص يدّعون أنهم أصدقاء، يتوددون لك، يتملقونك، يمطرونك بكلمات الحب والإعجاب، يتسلقون على ظهرك، يستفيدون منك وما ان ينتهون من غرضهم معك يديرون لك ظهرهم ويمشون. لا تأسف على مثل هؤلاء فهم «للكب».
نأتي للغرام والهيام.. يحبها يهيم بها، يعشقها، يتقدم لخطبتها، يعدها بالإخلاص والوفاء، يتزوجها وهو يقسم بانها حبه الاول والاخير، تقبل به وتتقبل حالته وتصبر معه، تعيش معه على الحلوة والمرة، تنجب له الصبيان والبنات وتبني معه الحياة لبنة لبنة، وفجأة وحالما يجد قرشين إضافيين في جيبه وفي ليلة «ما فيها ضو قمر»، تفاجأ به متأبطا ذراع عروس جديدة، لا لسبب إلا انه احب ان «يكب» القديمة ليشتري جديدة. هذا الرجل بالذات لا يستحق الا «الكب».
الاهم والاخطر هي تلك الفتاوى التكفيرية التي تستبيح دم الآخر المختلف سواء دينيا أو حتى مذهبيا فقط، فينقاد وراءها الجهلة والضعفاء الذين سلموا عقولهم وأرواحهم لشيوخ ادعوا افتتاح مكاتب تسفير الى الجنة على أشلاء الأبرياء. هذه الفتاوى لا بد أن «تكب».
الكثير من الحالات في حياتنا ومجتمعاتنا لا تصلح الا «للكب».. ألقاب للكب، جوائز للكب، أغانٍ للكب، برامج للكب، خطط للكب، سياسات للكب، تصريحات مسؤولين للكب، وعود نواب للكب، وغيرها الكثير. فكبوا وراء ظهوركم ولا تلتفوا ولا تتأسفوا.


التعليق :
مجتمعنا مجتمع محافظ والناس فيه يضعون اعتبارات للامور الدينية والكثير منهم يجهلون أمور الدين، لكن البعض منهم يسيس القضايا الدينية لأهداف شخصية، والكاتبة تريد أن تقلل من أهمية الفتاوى الدينية في مجتمعنا، والموضوع متروك للمناقشة

 
أعلى