خالتي فرنسا ،، مقاله للدكتور فيصل ابوصليب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

ACM

عضو
كلمات
خالتي فرنسا
كتب د. فيصل أبوصليب
 
هناك في مصر لا توجد بطالة...فالكل يعمل..ومن لم يجد عملا يخترع له “شغلانة”.. وفي أرض الكنانة هناك مهن قد لا يوجد لها نظير في غيرها من البلدان..ومنها “المعددة” وهي التي تشارك أهل المتوفى حزنهم بمبالغة شديدة “وتولول” حزنا وكمدا على المتوفى حتى ولو لم تكن قد رأته يوما في حياتها..وذلك مقابل أجر مادي. وهناك أيضا “الرداحة” وهي مهنة ظريفة جدا وتحتاج إلى قدرات ومواهب خاصة.. وأذكر أني شاهدت مقاطع من فيلم اسمه “خالتي فرنسا” تقوم فيه البطلة بتجسيد دور سيدة تدعى “فرنسا” تعيش في أحد الأحياء الفقيرة وتعمل “رداحة” ويقوم أساس عملها على الفضيحة والتهويل والفرجه..فإذا أرادت عشيقة سابقة مثلا أن تخرب “فرح” عشيقها الذي هجرها وتزوج بأخرى فإنها تستعين “بفرنسا” التي تذهب إلى الحفل “وتردح” للعريس المصدوم أمام عروسه و ضيوفه..وتكيل له الاتهامات الملفقة والقصص المختلقة لتخريب الفرح..كل ذلك في مقابل المال.
وعندنا في الكويت..وبعد صدور قانون المرئي والمسموع الذي أخطأ في مساره، قامت بعض الفضائيات الخاصة بلعب دور “خالتي فرنسا” في السياسة ربما مقابل المال والعطايا والهبات وأشياء أخرى.. فأصبحت “تردح” ليل نهار لخصومها..وخلال مسلسل الردح إياه فإنها لا تتوانى في اتباع أي وسيلة كانت بما فيها طبعا بل وفي مقدمتها الكذب والخداع والتدليس وتزييف وقلب الحقائق والتحريف..وما كان الفصل الأخير من مسلسل الردح الإعلامي و”الكيل بمكيالين” بين “الخالدية والصليبيخات”  إلا خير شاهد على ذلك..فهل تعتبر هذه الفضائيات الناس سذجا وأغبياء لكي تنطلي عليهم مثل هذه الوسائل التي انتهت مع ثورة التكنولوجيا المعلوماتية..وهل سياسة الانتقائية في بث الخبر والتلفيق تجدي نفعا اليوم؟! عالم القرن الحادي والعشرين أصبح قرية صغيرة..وموقع الويكيليكس دمر آخر حصون السرية وحجب المعلومات..والأغبياء هنا مازالوا يحاكون تجربة صدام في الإعلام ونموذج “الصحاف”..لماذا نجعل قناة “الجزيرة” وغيرها تنقل ما يجري عندنا بموضوعية وتجرد في حين نحاول نحن “حجب الحقيقة”؟ ولماذا نحاول تحوير الواقع مادمنا مقتنعين أننا نطبق القانون!!
قنوات الردح الإعلامي ربما تكون قد اقتربت من انتهاء دورها في هذه المسرحية السخيفة..وإذا كان دور “خالتي فرنسا” ينتهي في الفيلم بتخريب “الفرح”، فإن قنوات الردح الإعلامي سينتهي دورها بتخريب ذلك المبنى المطل على ساحل الخليج والمكتوب عليه “مجلس الأمة”.. وربما تخريب أمور أخرى.. فهل من مدّكر.
 
أستاذ العلوم السياسية ورئيس وحدة الدراسات الأميركية في جامعة الكويت
 

ولد اليرموك

عضو مخضرم
أولاً : نـشـكـر الـدكـتـور / فيصل أبو صليب على هذه المقالة الجميلة . . .


ثانـيـاً : أن نـجـح الأسـتـجـواب وردة كـرامـة الأمـة . . . لـن تـروا هـذه الـقـنـوات الـفـاسـده . . .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى