تاريخ الخبر : 09/12/2010 04:29:00 صاّخر تحديث : 09/12/2010 04:29:00 ص
ناصر العبدلي يرى أن محمد الجويهل ضحية النفخ الطائفي عندما بدأه النائب محمد هايف
ما زلت أتذكر قبل سنوات لقاء قناة الـ«بي بي سي» الشهير بثلاثة مسؤولين بريطانيين سابقين، احدهم شغل منصبا كبيرا في وزارة الخارجية البريطانية، تحدثوا فيه عن اضطرابات ستمر بها الكويت وربما سيكون لتلك الاضطرابات تداعيات خطرة، ويبدو فعلا اننا دخلنا تلك المرحلة التي تحدث عنها الانكليز وبدأنا نلمس خطورتها على روح التسامح التي عرف بها المجتمع الكويتي طوال تاريخه.
الاعتداء على المرشح السابق محمد الجويهل خارج منزل رئيس مجلس الامة السابق احمد السعدون، رغم محاولات بوعبدالعزيز واللجنة المنظمة لندوة «إلا الدستور» حمايته واخفاقهم في ذلك بسبب تدافع الجماهير وسلبية رجال الامن عندما اكتفوا بالتفرج، مؤشر على احتقان سياسي لم يكن الجويهل او من اعتدوا عليه طرفا في اشعاله، بل كانوا جميعا ادوات لفكر منحرف يريد الوصول الى اهدافه، حتى ولو تطلب ذلك ضرب مكونات المجتمع الكويتي وسلبها اعز ما تملك وهي «جوهرة» التاج الشعبي (الديوقراطية والدستور).
محمد الجويهل لم يكن عدوا لاي من مكونات المجتمع الكويتي، فقد كان ربيبا لتلك المكونات منذ صغره، وقد خبرته منذ نشأته في منطقة العمرية التي تضم جميع تشكيلات المجتمع الكويتي، وكان صديقا لابناء القبائل بجميع تصنيفاتهم وابناء الطوائف بكل تقسيماتهم وابناء العوائل من دون استثناء، ولم يتحدث يوما من الأيام بسوء تجاههم، ويقيني انه لا يحمل تجاههم في داخله اي كره او حقد، لكنه ضحية كما غيره من ابناء القبائل والطوائف والعوائل، وبرأيي انه تورط في ما يجري ولم يعد يستطيع الفكاك منه.
محمد الجويهل ومكونات المجتمع الكويتي ضحية النفخ الطائفي عندما بدأه النائب محمد هايف تجاه مكون مهم من مكونات المجتمع الكويتي رغم نصائح الكثيرين له بخطورة هذا النهج وتداعياته على الحالة السياسية في المستقبل، فنحن بلد ديموقراطي يتسع لجميع الافكار وقيمة الافكار تكمن في تصارعها.
محمد الجويهل ومكونات المجتمع الكويتي ضحية التشكيك في ولاء طائفة وطنية من طوائف المجتمع بأكملها مهما اختلفنا مع من ارتكب من ابنائها افعالا تحتمل الحق والخطأ، وما صاحب ذلك التشكيك من حملات اعلامية من بعض المؤسسات المشبوهة وشاركنا نحن في ما قامت به من خلال صمتنا او القفز على تبريرات لا علاقة لها بما يجري، فكنا شهود زور في وقتها، بل بعضنا ساهم في تكريس مثل تلك الحملات.
لم يبق لنا الا دعوة عقلاء المجتمع من كل الطوائف والقبائل والعوائل، ومن بينهم ابناء الاسرة الحاكمة، ألا يقفوا متفرجين على ما يجري، وان ينزعوا فتيل الأزمات ويوقفوا الملاحقات السياسية وان يحثوا الجميع على احترام الدستور والقانون حتى لا نخسر ما كسبناه طوال السنوات الماضية، ومن بينها سمعتنا كدولة ديموقراطية اشتهرت بالتسامح والانفتاح على الجميع.