أعتذر لهم!!

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعتذر لهم كتب عبدالهادي الجميل

«أنا نتاج هذا الجنس وهذه البلاد وهذه الحياة......... ولسوف أعبّر عن نفسي كما أنا».
من رواية «صورة الفنّان في شبابه» لـ«جيمس جويس».

******

«الرعاع، الهمج، أصحاب الثقافة الدخيلة، حاملو قيم الغاب، صانعو الفوضى والخراب، أهل العادات التي لا تعرفها الكويت،.....».
تتردد هذه الأوصاف، بين فترة وأخرى، على ألسنة بعض المصابين بداء العنصريّة من النوّاب والكتّاب والآخرين، لوصف بعض خصومهم من نوّاب المعارضة ومؤيديهم. تم استخدام جميع تلك الأوصاف المشينة، في أعقاب حادثة الضرب التي تعرّض لها «محمد الجويهل» في ندوة النائب «أحمد السعدون» في منطقة الخالدية. كما تم استخدامها مرة أخرى، وإن بوتيرة أخف، بعد أحداث ندوة النائب «جمعان الحربش» الشهيرة.
أنا هنا لأعتذر لهؤلاء العنصريين المستاءين من أفعال «الرعاع»، الذين خرجوا من كهوفهم، ونزلوا من جبالهم، وأتوا على ظهور مطاياهم الجرباء، وتسللوا-خلسة- تحت جنح الظلام إلى منطقة الخالديّة الراقية، وعاثوا فيها فسادا لعدة ساعات، فلوّثوا هواءها، وشوّهوا شوارعها الجميلة، وروّعوا أهلها المطمئنين، قبل أن يهربوا إلى كهوفهم وجبالهم مرة أخرى. أعتذر لكم بالنيابة عن هؤلاء “الهمج” الذين اعتقدوا مخطئين؛ أن الكويت دولة واحدة بشعب واحد وثقافة واحدة ودستور واحد وقانون واحد وتقاليد واحدة ومصير واحد.
أعتذر لكم بالنيابة عن هؤلاء “الهيلق” السذّج الذين ظنّوا بأنهم كويتيون مثلكم، من حقّهم أن يعشقوا أرض الكويت وسماءها وماءها وهواءها، ليس أكثر منكم بالطبع، ولكن ليس أقل منكم أبدا.
أعتذر لكم بالنيابة عن هؤلاء”الصعاليك” الذين صدّقوا أنهم في بلد دستوري، يقوم على مبادئ العدالة الاجتماعيّة، ويخضع جميع من فيه لسلطة القانون الأعمى الذي لا يميّز الناس حسب ألوانهم أو أسمائهم أو أصولهم أو عقائدهم أو أماكن سكناهم.
أعتذر لكم بالنيابة عن هؤلاء “الفوضويين” الذين لم يستوعبوا حتى الآن، أن حرية التعبير الكويتية أصبحت تعني؛ البصق وإهانة الكرامة والطعن في الأصول والتعريض بشرف النساء.
أعتذر لكم بالنيابة عن”أصحاب الثقافة الدخيلة” الذين أصبحوا”مع الأسف” شركاء لكم في الوطن، رغم أن ليس لهم تاريخ يُذكر في هذا الوطن، فلم يكونوا من المدافعين عنه في الأحداث الكبرى، ولم يستشهد أجدادهم- مع بقية الكويتيين- في”الرقّة، الصريف، حمض، الجهرا، ...”. ولم يموتوا دفاعا عن الأمير “جابر الأحمد” رحمه الله، ولم يدفعوا أرواحهم وأبناءهم -كبقية أبناء الشعب- فداء للكويت خلال الغزو العراقي.
أعتذر لكم بالنيابة عن هؤلاء “المخرّبين” الذين كانوا وراء جميع الأحداث والجرائم التي لم تعهدها الكويت قبل مجيئهم، فهم من فجّر مصانع النفط في الأحمدي، وهم من حاول تصفية النائب السابق”عبدالله النيباري” ، وهم من تعاون مع الغزو العراقي، وهم من ابتلع أملاك الدولة، وهم من أطعم المواطنين اللحوم الفاسدة، ، وهم من اختلس الناقلات والاستثمارات عندما كانت الكويت تبحث عمن ينقذها من أيدي الغزاة.
أرجو أن تقبلوا اعتذاري بالنيابة عن هؤلاء «اللفو»، فأنا أعرف طبيعتهم الصلفة جيدا، فهم لا يمكن أن يعتذروا لأمثالكم.

مقال للكاتب عبدالهادي الجميل يستحق القراءه :إستحسان:http://www.alamalyawm.com/articledetail.aspx?artid=166288
 

panadol

عضو مخضرم
38. منع اقتصار مساهمات أحد أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية (في الشبكة السياسية والاقتصادية والشبكة الحرة) على النقل دون إبداء وجهة نظره في النص المنقول (مع استثناء الأخبار المحلية العاجلة).


مغلق
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى